في ظلالِ الصمتْ

في ظلالِ الصمتْ

ثريا نبوي

من قطوف الذّكرياتْ

في الليالي الحالكاتْ

صَهْ حشودَ الذَّاهلينْ

تلك أنخابُ الأُلَى اختاروا نبيذَ الرَّاغمِينْ

مِن كُرومِ العابثينْ

ثُمَّ يُضنينا الحَنينْ؛

نحسَبُ التاريخَ طقسًا مِن طقوسِ الراقصينْ

آن تُشجينا اعتذاراتٌ على رَجْعِ الأنينْ

بين أصداءِ المسافاتِ التي ذابت

مع الشوقِ المُحنَّى من دموعِ النَّادمينْ

ها هُنا كُنَّا؛

ولكنَّا!!!

ولكنَّا قتلنا الفاتحينْ

وانحنتْ فينا السنينْ

تزرعُ الحِقدَ الدفينْ

ضاعَ مِنَّا خيلُ "بِرْباطٍ" وأسوارٌ تعالت

حولَ مجدِ العارفينْ؛

دربَهم نحو السماءْ

عمَّدوا الحُلمَ المُقدَّسْ

تحت شمسِ الحقِّ واسْتَلُّوا الولاءْ

ثُمَّ تاهَ الإخوةُ الأعداءُ وانداحت متاهاتُ الهَباءْ

سَلَّموا السَّجانَ أحلامَ ابنِ زيدونَ

استباحوا الفجرَ أطفاهُ الغيابْ...

= = =

قصةُ التّفريطِ تُخفيها دواليبُ الطمعْ

ثُمَّ تَذروها المفاتيحُ التي أَودَتْ بعرشِ التَّائهينْ

في مساراتِ الوجَعْ

حيث يُفنَى ما تَبَقّى

من أمانينا المُدانةْ

تحت أقدامِ الخيانةْ

ثمَّ تَعلوها المهانةْ

حينَ تَستَغشي المساجدْ

في بلادِ الوارثينَ

المجدَ.. قُدَّاسًا صداهـْ

ينبِشُ التاريخَ بالآهاتِ..آهـْ

إنَّهُ الماضي المُحاصَرْ

في دهاليزِ الهروبْ

حينَ تُشقيه الهَزائِمْ

والغروبْ

آهِ.. والواقعُ أمسى يرتدي ثوبَ الذهولْ

والمدَى حُلْمٌ يضيقْ

يكتسي لونَ الذّبولْ؛

ما يُسَمَّى –خِدعةً- صمْتُ الفصولْ

حيث ما زالت تُوارَى

في ظلالِ الصمتِ أنوارُ الوصولْ

أو يُغذّيها السَّرابْ...

= = =

حين تستجلي المَرايا دمعةَ السّاري بلا صُبحٍ يَبينْ؛

تسألُ النَّجْمَ الحزينْ

عن طنينِ الرَّاحلينْ

عن مُناجاةِ المَغاني في عيونِ النَّازحينْ

والمباءاتِ التي باتت مَغاراتِ الفَرَقْ؛

قَيْدَ أسرارٍ أُريقَت في فضاءاتِ الغَسَقْ

والنَّوايا في أَتونِ الشَّكِّ تُكوَى..تُختَرَقْ

تُسلِمُ التوحيدَ للجَلْدِ المُشينْ

كيف مرَّتْ من هنا شمسُ الأصيلْ؟

ودَّعَتْ شَطًّا مُدَمًّى بابتهالاتِ الرحيلْ

حين يُذكي المِلحُ في الجُرحِ الصَّهيلْ

كيفَ.. كيفَ.. اجتاحَهم مَوجُ الغَليلْ؟

بيْدَ أنَّ النَّجْمَ أعياهُ الجَوابْ...

= = =

وانكفا الماضي على ظهرِ المِجَنّْ

بينما وَلاَّدةٌ مِن بين أمواجِ المِحَنْ؛

حاورَت طيفَ الشَّجَنْ:

هل سنَبقى نرقُبُ الحُلمَ المُسَجَّى في أخاديدِ الزّمَنْ؟

فاسكُبِ الدمعَ المُسَهَّدْ

وتَطهَّرْ وتَقَلَّدْ

مِن خيولِ العِزِّ مِقْوَدْ

يَدْنُ فجرٌ قد تمرَّدْ

ينضُ عن ليلِ المنافي ما تجعَّدْ

مِن أمانيّ الشروقْ

يومَها تغدو تراتيلُ الحَبَقْ

مِن صدى أنفاسِنا عَبْرَ الطريقْ

لو دَنا طيرُ المُنى؛ يُسقى سُلافاتِ الإيابْ

= = =

1/2/2013

في مثل هذا اليوم من عام 1492م كان خروجُنا من بلاد الأندلس