مضى زَمَنُ الأماني
16شباط2013
صالح أحمد
صالح أحمد
للَيلٍ يستَفيقُ على وصبرٍ لا يُطيقُ الصّبرَ مِثلي أبُثُّ مَرارَتي والبَثُّ داءٌ ويُبقيني إلى تَشتاتِ عُمري فلا صَوتي تَفَتَّقَ عن يَقينٍ ولا جُرحي سقاني بَردَ عُذري ولا صَمتي كَساني غيرَ ذُلٍ على نَحري وَقَفتُ شِفارَ سَيفي على أفقي نَثَرتُ رمادَ عُمري قَرَعتُ البابَ، بابَ العَطفِ عُذرًا دخلتُ ممالِكَ الأهواءِ غَرًّا أنا الأندى هُناكَ بطونَ راحٍ هنالِكَ أنكَرَ الغاوونَ كَفّي بعيدًا عن دموعي عن جِراحي هَوَت بَغدادُ فاستّدعيتُ نَبضي ورُحتُ أُسائلُ الأحلامَ عُذرًا وسافَرَ مَدمَعي ليَرومَ صوتًا هوى صوتي على أطلالِ مَجدي ألا يا ليلُ مَن سَيَصونُ كَرمي وعُدتُ أسائِلُ الكُثبانَ عَونًا فعزَّ بها على المَطرودِ حِضنًا بعيدًا عن أصولي صرتُ صوتًا ألاحِقُ من حَنين الروحِ لونًا فَتَنسَلِخَ الأماني عن صَداها وتُطفِئَ دَمعَتي أشواقَ روحي وما صبري وخطوي صارَ خَصمي وما أبقى لقلبي من دليلٍ فأنزِفُ في بلاطِ الرومِ روحي فلا لوني يُشابهُني، وصوتي غريبٌ خانَني وعدي لِذاتي ضَلَلتُ، أهيمُ عِشقَا في ضَلالي وغبتُ، أرومُ حظًّا في غيابي نما بي سرُّ إنساني لأبقى فمن يا ليلُ خانَ سكونَ حرفي ومن أشقى الكلامَ بلونِ شَكّي ومن سَلَّ المَعاني مِن لِساني ومَن بالشِّعرِ أغراها نُجومي أنا يا ليلُ بتُّ أخافُ مِني من الجَفنِ الذي يشتاقُ صَحوي من الصّمتِ الذي يقتاتُ صَمتي من الحَرفِ الذي قَد فَرَّ مِنّي من الموتِ الذي قد صارَ لوني أنا يا ليلُ مَن فارَقتُ ظِلّي هَوتْ قُدسي وكنتُ أرومُ عُذرًا بكت شامي فَرُحتُ أريدُ سَترًا ذُبِحتُ وما أخذتُ بإرثِ ماضٍ أنا المَصلوبُ كلٌّ جَزَّ رأسي ألا يا غَضبَةَ الشّريانِ كوني وكوني يا جروحي للثَّكالى أمِدّي بالنَّشيجِ المُرِّ حُرّا فقد يحيا ضميرٌ في قلوبٍ وعاثوا في مَواطِننا فَسادًا أبادوا كل رائعةِ المَعاني ونَمّي بي غمارَ الرّوحِ كوني فقد ولّى زمانُ من استبَدّوا وكلُّ رصيدِهم في الكونِ حَرفٌ لأبقى فوقَ أوطاني شَريدًا ونيلي في انشغالٍ عن هُمومي وصَحرائي تَئِنُّ بلا جراحٍ أنا يا ليلُ من فارَقتُ عُذري من الصّوت الذي لا صوتَ فيهِ من الصّمت الذي يقتاتُ عمري لأرفعَ رايتي عُنوانَ مَجدي فلي شَرَفُ الفدا لتُرابِ قُدسٍ سأفدي بالدّما إنسانَ أرضي | شُجونيوعُمرٍ يستَظِلُّ وعُذرٍ يَكتَسي ألوانَ ذاتي بِعُمرِ مَواجِعي يَرمي صِفاتي وهامِشِ عالَمي يحلو التِفاتي ولا خَطوي تَوَلَّدَ عَن ثَباتِ ولا دَمعي شَفيعي في لِداتي دُخانَ اليأسِ صِرتُ لدى الحُواةِ فأنكَرَني القَتيلُ مَعَ الجُناةِ نُبِذتُ مِنَ التُّقاةِ، منَ العُصاةِ طُرِدتُ منَ الرُّؤى ماضٍ وآتِ أُطيعُ على الغِوى قَسرًا غُواتي ولكني شَقيتُ بأُعطِياتي ولم تَقبَل ظِلالي ذِكرَياتي بعيدًا عن جُذوري عن رُفاتي فخالَفَني، ولم تَفزَع قَناتي وأنبِشُ مَجدَ حطينَ الفَواتِ بأندَلُسِ الملامَةِ والعِظاتِ وصارَ المَوتُ صوتَ مُوَشَّحاتي وقَد عَطَّلتُ زَحفَ الصّافِناتِ على شوقي، فأشواقي عِداتي مضى زَمَنُ الحِمى، فَخرُ الحُماةِ تَعرّى في مَطاراتِ الشَّتاتِ تَناهى مِن أنينِ الأمّهاتِ وتنفَصِمَ النَواةُ عنِ النَواةُ فما شوقي بليلِ الظّاعِناتِ؟ رَماني في سَرابِ البارِقاتِ؟ سوى ولَعي بخارِطَةِ انفِلاتي ويسكَرُ يزدَجِردٌ من أهاتي نعاني في الرّعيَةِ والرُّعاةِ وأسقاني جُنونَ تَناقُضاتي مُجيري مَن شُكاتي، مِن قُضاتي فأغرقني بِسحر تَداعياتي أعيرُ دمي حروفي الخالداتِ ومن عرّى أنينَ الأغنياتِ؟ ومن أهدى المعاجِمَ سَفسَطاتي؟ لترتَكِبَ الزُّحوفَ تَخيُّلاتي؟ ليَستَعصي السُّباتُ على سُباتي؟ ومِن خُطَبي، ونجوى وَشوَشاتي من الصّحوِ الذي يشكو مَواتي ويكتبُني بسفرِ المُعجِزاتِ لِيَنذُرَني ذَبيحَ التّرجماتِ ومُتَّهِمي بِسَعيي للنّجاةِ لأسكُنَ في سَرابِ الغابِراتِ على عُذرِ السّيوفِ المُغمَداتِ لشكواها بأوكارِ الزّناةِ ولكنّي جُلِدتُ بفيهَقاتي وموتي سِرُّ طوفانِ الطُّغاةِ نَدى الثُّوّارِ صبرَ الثّائِراتِ إذا نادوكِ ثالِثَةَ الرّئاتِ تجَرَّدَ للكِفاحِ دِما الثّباتِ عَماها الكِبرُ باتَت مُظلماتِ وتاهوا في جُنونِ القاصِفاتِ تمادوا في عَذابِ الكائِناتِ مدادَ الصّبرِ مِسكَ التَّضحِياتِ بأقدارِ الشُّعوبِ من البُغاةِ تجرّدَ من معاني المَكرُماتِ على ظَمَأٍ ويَبكيني فُراتي يغارُ على البُكاةِ منَ البُكاةِ وقد ناءَت بإرثِ العائلاتِ لأخرج من أباطيل الرّواةِ من اللّونِ المُمَهِّدِ للوَفاةِ من الوعدِ المُخَدِّرِ، من لُهاتي أطاعِنُ كلَّ جَبارٍ وعاتِ تُحاضِنُهُ دموعُ الفاضلاتِ ليولَدَ بي هَديرُ السّاقياتِ | بأمنِياتي