نوح هاتفة
10تشرين22012
د. فلاح محمد كنه
نوح هاتفة
د. فلاح محمد كنه
ناحتْ أصيلاً على أهلٍ و كانتْ تقاسمُ دفءَ الدارِ مَنْ رحلوا وأطلقتْ زفرةً المشتاقِ تحسبها راحتْ بغربتها تشكو مواجعها وأسلمتْ جنحها للريحِ فانطلقتْ عزيمة رغم عصف الريحِ ما وهنتْ تطيرُ مِن سفرٍ مضنٍ إلى سفرٍ كأنما الأرضُ لمْ تُخلقْ لتَسكُنَها وما درتْ هذه الأيامُ غادرةً جفّتْ على كمدٍ دمعاتُ أعينها والروحُ من وَلَهٍ حنّتْ لبارئها صاحتْ بصمتٍ, وصمتُ الأهلِ يتعبها و تُطعمُ الفقرَ مِن أحشائها أملا عذرا لشدوكِ قد ماتتْ ضمائرنا لكنّها الأرضُ قد رجّتْ مشارقها يا أمّةً غرقتْ في اللهوِ مِنْ خدرٍ لبيتُ شدوكِ ملتاعا أقاسمُهُ لبيتُ شدوكِ يا أماهُ تعصفُ بي كأنني أنتِ نرجو رحمة نزلتْ تلك الشعوبُ تعيش الجوع مرغمةً وعندما أطلقتْ هذي الشعوبُ فمًا من يزرع الظلم يجني الويلَ في نصبٍ ومَنْ يعشْ هذه الدنيا وزينتها تراهُ في قلقِ يحيا وفي شجنٍ لكنّها الروح لم تخلقْ لنسجنها مشيئةُ الله فيها أن تكون لنا نوحي, كما شئتِ لم أسمعْ بنائحةٍ يا جارةَ الهمَّ كم في الهمّ مِنْ تعبٍ تلك المواجع تستجدي ضمائرنا لا الشرعُ لا العُرفُ لا الأديان أجمعها ويصلبُ الفكرُ والإنسانُ في بلدي الناسُ في شرعهم شيءٌ بلا ثمنِ | أحجارِوالشوقُ بادٍ على ألفاظِ واليوم من لاعجٍ باتتْ على نار من لوعةِ الحبِّ إعصاراً بإعصارِ غريبةُ الرّوحِ من همٍّ و أكدارِ لا الليلُ يُوقفها منْ شحِّ أقمار ولا استكانتْ بإذلالٍ لغـدارِ فأتعبتْ سفرا من طولِ أسفارٍ ولا السماءَ ارتضتْ دارا بلا جار حتى استظلّتْ بأحزانٍ و أخطار والقلبُ يُرضعُ صحراءً بأمطار وما مشيئتها إلاّ لأقدار والصمتُ من غضبٍ رعدٌ بآذار تخبو بآلامها النيرانُ مِنْ نارِ وما الضمائر إلاّ صمُّ أحجارِ وللمغاربِ إشراقٌ بأحرارِ هيهاتَ نصحو على وهنٍ على عارِ مُرّ الهمومِ وعندي بعضُ أعذارِ هـوجُ الرياحِ بلا سارٍ وبحّارِ من السماء لنا من عندِ قهّار جوع الكرامةِ يمحو كلّ إيثارِ خافَ الطغاةُ وعادَوا كلَّ أخيار والحقُّ يُنصرُ في يوم بأنصار ويعبد الذاتَ في جاهٍ ودينار ويدفنُ الروح في كهفٍ وأسوار وإنما خُلقتْ من فيضِ أنوار والناسُ مِن مؤمن فيهم وفجّار في الحقِّ إلاّ أتاها حقَّها جاري وأتعبتنا جراحاتٌ بلا ثارِ من عهد آدم أحللنا دم الدّار تقضي بسفكِ دمٍ من غيرِ إقرارِ أُوّاهُ من قسوةِ الطغيانِ والعارِ ما أبخس الناسَ إلاّ بُخسَ أفكارِ | أشعارِ