الانتحار في هزيع الوقت
الانتحار في هزيع الوقت
ناجي حسين
لم يَبقَ مِن كَأْسِي سِوَى
ذِكرَى مُبَلَّلَةٍ بِماءِ الحُزنِ
أَبكِي مِن ضَياعِ خُطَايَ
أَرشِفُ نَارَ أَيّامِي
وأَدعُو دَائِماً أَنْ يَحفَظَ اللهُ المدينةَ
والنَّخِيلَ الحُرَّ فِيهَا
والعُيونْ .
ما زِلتُ أُلهِبُ دِفءَ أَحلامِي
وأَبسُطُ رَاحَتَيَّ على اْنتِحَارِي .
قَد ضَاعَت الرِّيحُ الشَّفِيفَةُ
بَينَ وَجهِكِ فِي الحُقُولِ وبينَ نَارِي .
ومَضَي خَرِيفُ العُمرِ.. يَرسُفُ
فِي يَدَيْهِ دَمِي
ويَلعَقُ مَا تَبَقَّى مِن هَزِيعِ الوَقتِ
فِي وَهجِ النَّهَارِ .
عَيْناكِ أَنتِ وِسَادَتَا نُورٍ
تَخَبَّأَ فِي دِثَارِي .
و يَدَاكِ ثَالُوثِي المُقَدَّسِ
والنَّخِيلُ تِلاوَتِي وَسطَ البِحَارِ .
أَنْأَى فَيَخضَرُّ المَكَانْ .
وأَعُودُ للوَطنِ الغَرِيبِ فَيَنْتَشِي
وَجهِي المُهَانْ .
لا تَيْأَسِي..
فَأنَا وأَنتِ سَيَسْتَدِيرُ لَنَا الزَّمَانْ!