إنهُ رسولُ الله

عبد الرحمن أبو المجد

إنهُ رسولُ الله

عبد الرحمن أبو المجد

[email protected]

قالَ الأدباء عنكَ وما قالوا

و قدْ عجزَ الشعرُ فيكَ و المقالُ

يا خيرَ الورى قدْ بلغتَ كمالا

و ليس بعد هذا الكمالِ كمالُ

أتيتَ بالحقِ لا يعلوهُ شموخٌ

كالطودِ يعلو على رُبَاهُ جلالُ

فلإنْ أتاكَ الحاقدُ لا يبالي

فكيفَ ينالُكَ باللهِ المنالُ

المسلمونَ حولَ رايتِكَ ها همُ

إنَّ المسلمينَ لا تثنيهمْ كلالُ

حتى لو أتاكَ الغواةُ فإنهمْ

مثلُ الريحِ لا تأباها الجبالُ

هيهاتَ أن يدنوَ منكَ كاذبٌ

من ثرى الدنماركِ فاجرٌ ختالُ

ما بالُ مسلمٍ يأتيكَ بمهجةٍ

صلاةٌ عليكَ ومُحَياكَ إقبالُ

رسولَ اللهِ: ما أتيتكُ مادحاً

وكيفَ يسمو لعلياكَ المقالُ

فإذا ما ربوتُ بالحرفِ إليكمُ

كانَ المدادُ فوّاحٌ ونوَّالُ

وكمْ خشيتُ إذا أنشدتُ قافيتي

كأنها مثلُ التي قبلِها مثالُ

نورٌ ترصَّعَ في البقاعِ قاطبةً

يا فرحةَ الأمِ و البيتُ سلسالُ

من دجى حِراءٍ أضواءٌ تجلتْ

الجودُ أشمُ والسنا إجلالُ

لبيتَ إذ جادتْ عليكَ رسالتُهُ

دعوتَ بالحكمةِ والقومُ جُهّالُ

اللاةُ و العزةُ و الناسُ في كمدٍ

ظلامٌ سرمديٌ و القرونُ طوالُ

أبيتَ إمرةَ مكةَ و حمرةَ النعمِ

فكانتْ إمرةُ الكونِ و الجمالُ

سحبٌ في محرقِ الشمسِ دانيةٌ

أينما وقفتَ وأينما الرحالُ

ليلُكَ الليلُ من( ثقيفٍ ) كأنهمْ

عليكَ في ساعةِ الهيجا نزالُ

دعاؤك الدعاءُ– إن أردتَ – عليهمُ

موتٌ مُحقٌ أو سقمٌ و إذلالُ

جبريلُ و البراقُ وأمرٌ قدْ سرى

عِزةُ اللهِ لمحياكَ فابتهالُ

فمعراجٌ كانَ من رقعةِ الأقصى

كلُ المكارمِ نالَها المرسالُ

ثم سموتَ إلى سدرةِ المنتهى

و ليسَ لجبريلَ عن حدِها اقبالُ

حتى صليتَ بالأنبياءِ كلهمِ

فما بعدَ عزةِ الأقدارُ آمالُ

أينَ الغواةُ بعدَ المكارمِ كلِها

قدرُكَ أسمى أنْ ينالَهُ أنذالُ

ساويتَ بالحقِ بين الحرِ و العبدِ

سيانَ أسيادُ قريشٍ أو بلالُ

الحلمُ أخلاقٌ و الحكمُ مدرسةٌ

و الصدقُ ذو صفةٍ و الأمنُ مثالُ

الحقُ في الإسلامِ درُّ شريعتهِ

و عدلُك العدلُ للدنيا ثِقالُ

نطقَ الوحيُ فأنتُ النطقُ و الوحيُ

القرآنُ سارٍ والأرضُ إجلالُ

هو الرحيلُ فكانتْ غشيةُ الرمدِ

همْ في سُباتٍ و النعاسُ إسدالُ

حمامتانِ فوقَ الأيكِ راعَهما

ربُ البريةِ و العنكبوتُ ظِلالُ

حتى إذا هلَّ النورُ لطيبةٍ

طلعَ البدرُ عليهمْ طلعاً قالوا

الأوسُ والخزرجُ والحربُ قدْ سبقتْ

قدومَ النبيِ و الهيجاءُ نكالُ

في رحابِكَ إنَّ المحبةَ قدْ رحبتْ

و روحُ الأخوةِ فالحروبُ زوالُ

أينَ الغواةُ بعدَ المكارمِ كلِها

قدرُكَ أسمى أنْ ينالَهُ أنذالُ

أحسنتَ إلى أحبارِ اليهودِ وليتهمْ

نالوا منْ شرفِ العهودِ عنكَ ونالوا

سيفُك السيفُ اللهُ أكبُر حدُهُ

في يومَ بدرٍ والمسلمونَ قِتالُ

فارسُ الرحى لا رهباً و لا روعاً

حماكَ اللهُ فما دانتْ منكَ أهوالُ

أينَ الغواةُ بعدَ المكارمِ كلِها

قدرُكَ أسمى أنْ ينالَه أنذالُ

لمّا غارَ العدوُ أحزاباً عِدةً

كنتَ سباقاً و في يديكَ مِعوالُ

الخندقُ الدريُّ في السفحِ مبتسمٌ

لقدْ بناهُ من المؤمنينَ رجالٌ

فإذا الرياحُ تجلوهمْ جلوةً

فما ذادتْ يومَ ذاكَ الجبالُ

حانَ المآب كيما تعودُ لمكةَ

الفتحُ الأكبرُ و المآبُ مآلُ

لا عجباً إذا ما ظنوكَ ذا سمحٍ

وأنتَ السماحةُ ليس فيكَ خِلالُ

أنتَ النبيُ لا شكاً يساورهمْ

أنتَ النبي  يا سيدَ الخلقِ مِثالُ

عفوتَ وذاكَ العفوُ عافيةٌ

وكنتَ ذا قوةٍ و الجاحدونَ قلالُ

أينَ الدنماركُ بعدَ المكارمِ كلِها

قدرُكَ أسمى أنْ ينالَهُ أنذالُ