مناجاة لدمشق
31آذار2012
د.أحمد محمد كنعان
مناجاة لدمشق
د.أحمد محمد كنعان
دمشقُ .. هذا الطفلُ قد كَبُرا شَطَّتْ بيَ الأيــامُ في سَفَـرٍ واستسلمتْ للريحِ أشــرعتي والـزورقُ المجنـونُ يحملـني * * * هل تَذْكُرينَ النَّهرَ .. سيِّـدتي وحلـوةً في الظِّـلِّ غافيـةً وربــوةً جُنَّتْ بقصَّتنــا وواشيـاً يَسْعَى لفُرْقَتِنــا * * * دمشقُ .. أينَ الياسمينُ ضحىً وأيـنَ صوتُ أبي على مَهَلٍ وأيـنَ أمِّي ؟ أينَ دمعتُهـا وأيـنَ ألعـابي وأحصنتي ؟ وأينَ صَحْبي ؟ أينَ مدرستي ؟ وأيـنَ ليلى .. في ضَفائرِهـا وأيـنَ سُعْدى .. في دفاترها وأيـنَ دَعْدٌ تَدَّعي كَذِبـاً وأيـنَ هاتيكَ التي رَحَلَتْ * * * أيـنَ الأحبَّةُ ؟ كلُّهمْ رحلوا لا خفقةٌ للحُبِّ صادقــةٌ ماتتْ رُؤانــا فالهوى صُوَرٌ * * * دمشقُ .. قلبي فيكِ منكَسِرٌ لا تُمعِني بالهَجْر .. سيدتي شوقي إلى عينيـكِ يقتلني أمري لأمَرِ هَـواكِ اُسْلِمُـهُ وكيف ينجو من هَواكِ فتىً * * * دمشق .. يا نسرينةً سَكبَتْ هل لي إلى عينيكِ من أمَلٍ يا بَسْمَةَ الألحانِ في وَتَري واستسلمي للحُبِّ وانْهَمِري دمشقُ .. ضاقَ العُمرُ فاختصري | دمشقُ .. حُلْوُ العُمْرِ قد عَبَرا مـا مَرَّ في بـالي ولا خَطَـرا ريحـاً شـروداً عاصفاً مَطَرا أُسْـقَى الرَّحيلَ المُرَّ والضَّجَرا * * * والغوطتين هنـاكَ والسَّمَرا ؟ وعاشقـاً في الشَّمسِ منتظرا ؟ وواديـاً من بوحنـا سَكِرا ؟ كَيْـدُ الوُشَـاةِ بقلبِهِ اسْتَعَـرا * * * يسبي شَذاهُ القلبَ والبصـرا ؟ في الصُّبْحِ يَتْلو الآيَ والسُّوَرا ؟ تبكي لدمعـي كلَّمـا انهمـرا ؟ أبكي على ما ضاعَ أو كُسِـرا نلهو ونعـدو نلعبُ الكُوَرا ليـلٌ طويلٌ يحضنُ القَمَـرا ؟ تُخْفي الورودَ الحُمْرَ والصُّوَرا ؟ أنَّ الحبيبَ لأجلِهـا انتحَـرا ؟ لـم تُهْدِ مكتوبـاً ولا خَبَرا ؟ * * * وخلَّفوا لي الحُزنَ والكَـدَرا لا رَعْشَـةٌ للحُبِّ إنْ خَطَرا من ياسـمينٍ جَفَّ وانتَثَرا * * * يبكيكِ إن ينسى وإن ذَكَرا رُحْماكِ .. ماتَ القلبُ إنْ هُجِرا أفدي العيونَ السُّودَ والحَوَرا إن جارَ فيـه هَواكِ أو غَفَرا مَسَّتْ يَداكِ حَشاهُ فانفطَرا ؟ * * * في مُقْلَتَيَّ النَّـارَ والشَّـرَرا أمْ ماتَ عهدُ الحُبِّ واندثرا ؟ عودي لثغري اللَّحنَ والوَتَرا إنِّي أُحِبُّ الحُبَّ منْهَمِـرا قَدَري أعيشُ الحُبَّ مختَصَرا |