شكراً أحرارَ سوريَّا
أحلام نصر
أحرارَ سوريَّا الأبيَّةِ ألفُ شكرٍ يا كرامْ
وفَّيتُمُ بالعهدِ ، يا فخرَ الحرائرِ في الشَّآمْ !
فلْتشمخي سوريَّتي وَلْترفعي الرَّاياتِ فخرا
وَلْيكتبِ التَّأريخُ صفْحاتِ المَضاءِ تفيضُ بِشْرا :
ها همْ شبابُ الأمَّةِ الشَّمَّاءِ هَبُّوا كالأسودِ
لِيذكِّروا الأكوانَ بالأبطالِ في العهدِ الرَّشيدِ ؛
فَدَمُ الصَّحابةِ في عروقِ شبابِنا ما زالَ يجري
عزماً فداءً ليسَ يخبو ؛ إنَّهُ شلاَّلُ طهرِ :
هذا أبو بكرٍ يكافحُ ، ها هنا الفاروقُ يزأرْ
عثمانُ جادَ لِينصرَ الإسلامَ بالبذلِ المطهَّرْ
وَعليُّ يفدي الحقَّ صَدْقاً كالرُّعودِ أوانَ تُرعِدْ
سلمانُ خالدُ معْ بلالٍ .. كلُّهمْ بطلٌ مجدِّدْ
أبطالُنا أحفادُهمْ رغماً عنِ الشَّرِّ الحقودِ !
لنْ يحلمَ الأشرارُ أنْ يحيا البواسلُ كالعبيدِ !
آباؤنا إخوانُنا أبناؤنا .. وَبهمْ نباهي
همْ عزُّنا وَفَخارُنا وَعمادُنا بعدَ الإلهِ
همْ رمزُ إخلاصٍ عظيمٍ في معاني النَّخوةِ
هذي مكانتُهمْ بدينِ الحقِّ دينِ العزَّةِ !
ما بالُ أهلِ الشَّرِّ قدْ ركنوا إلى الشَّرِّ الغبيِّ ...
وَنسوا أصولَ شبابنا المعطاءِ وَالحرِّ الأبيِّ ؟!
أينَ الرُّجولةُ في جنودِ الشَّرِّ حينَ تجاسروا ...
وَعَدَوا على فتياتنا وَالظُّلمُ بغيٌ غادرُ ؟!
أتُراهمُ حسبوا الأسودَ تهافتتْ مثلَ الفَرَاشِ ؟!
أو أنَّ أحرارَ الشَّآمِ رضوا هواناً في ارتعاشِ ؟!!
أَوَ ظنَّ أوباشُ الخيانةِ أنَّنا مِنْ دونِ حامي ...
يحمي الحرائرَ مِنْ وحوشِ الغدرِ ظُلاَّمٍ لئامِ ؟!!
أبداً وَربِّ البيتِ إنَّ الحرَّ يأبى أنْ يَذِلاَّ
فتراهُ يحيا العزَّ وَالعلياءَ دوماً حيثُ حَلاَّ
ما ظنَّكمْ بشبابنا وَفتياتنا الشُّرفاءِ ؟!
همْ علَّموا الدُّنيا معاني الحقِّ هدياً كالنَّقاء !
فبناتُ سوريَّا حرائرُ ما سُقِينَ مِنَ الهوانْ
رضعوا الفضيلةَ في المِهادِ فكلُّهنَّ غَدَتْ حَصانْ
يعلمْنَ أيَّ مكانةٍ عظمى لهنَّ مِنَ القُرانِ
يعلمْنَ أنَّ الدِّينَ أوصى بالنِّساءِ مدى الزَّمانِ
قدْ صانهنَّ حجابُهنَّ معَ العفافِ مِنَ الذِّئابِ
إخوانهنَّ يرابطونَ على الحِمى دفعَ اقترابِ
يستبسلونَ وَكلُّهمْ عزمٌ أبيٌّ كالحسامِ
يأبَونَ أنْ يَذَروا الحرائرَ دونَ نصرٍ وَالتحامِ
هذي المعاني ما تجلَّتْ للنِّظامِ الفاسدِ
فتراهُ يوغلُ في الحماقةِ شأنَ ظلمٍ حاقدِ
وَلِذا تصدَّينا جميعاً دونَ خوفٍ وَانهزامِ ؛
هيهاتَ يخشى مِنْ مواءِ القطِّ صقرٌ ذو اعتصامِ
إنَّا بناتُ خديجةٍ معْ حفصةٍ معْ عائشهْ
لا ليسَ منَّا مَنْ تعادي عِزَّها كالطَّائشهْ !
هذي سلائقُنا المجيدةُ نحنُ أبناءَ الكرامْ
فلْتعرفوا أعداءَكمْ مِنْ قبلِ أنْ يقعَ الصِّدامْ !
غوروا جميعاً لستُمُ مِنْ أهلنا أو شعبنا
وَنظامُكمْ شرٌّ غويٌّ يبتغي إضعافَنا !
ما مِنْ مكانٍ يرتضي إجرامَكمْ فلْتعلموا
وَالصَّبرُ طالَ عليكمُ مِنْ دونِ جدوى .. اسْتسلموا !
إنَّا شبابٌ طاهرونَ وَكلُّنا بالحقِّ ثائرْ
لا نستكينُ لحاكمٍ إنْ كانَ معتدياً وَجائرْ !