الثعالب

ذ. سعيد عبيد / مكناس - المغرب

[email protected]

الإهداء: إليهم

ما أكثر الناس! لا بل ما أقلهمُ! / :: / الله يعلم أني لم أقل فَنَدا

إني لأفتح عيني حين أفتحها / :: / على كثير ولكن لا أرى أحدا

دعبل الخزاعي

إني ابتُليتُ بما يُمضُّ ويؤلمُ
أمـا الـوجـوه iiفـطـلقةٌ
والـشَّـهـدُ من حُلو iiالكلا
لـكـنَّ  نـار الضِّغْن iiفي
ولـكـل  وجـهٍ iiمـنـهمُ
ووجـوهُـهُ الأخـرى iiلِما
دنـيـاهـمُ  قـفـزٌ iiعلى
وتــزلُّـفٌ  iiوتـمـلُّـقٌ
وتـسـلُّـقٌ مـن غير iiحَ
وشـعـارُهـمْـ:  لا iiمبدأٌ
وهـم  الأوائـلُ إن iiدعـا
والـهـاربـون  إذا iiأتـى
وأنــاهــمُ قُـدّام iiمَـن
وإن  الـتـقـوْا iiبالآخري
وإنِ اجـتـمـاعٌ iiضـمَّهُمْ
عـجـبـاً،  فـإن يتفرَّقوا
يـتـفـاهـمون  إذا iiخلَوْا
فـإذا  الْـتَـقوْكَ  iiتغامزوا
لا  يــعـرفـون iiأخـوَّةً
فـإذا  انـقضتْ iiأوطارهُمْ
وإنَ  ﭐوْقـعـوا iiبـسُويذجٍ
شَـهَـروا  المُدى، iiوبدُربةٍ
ثـم  انـثـنـوْا يـتـفكَّه
يـهـنـيـكمُ النَّصرُ iiالذي
لـمـا  تـبـيَّـنَ iiغـيُّهمْ
























بـثعالبٍ، أَفَلِلثَّعالبِ iiتوأمُ!؟
ولـبـاسُـهـمْ iiفـمُـهندَمُ
مِ يُـسـيـل سَـلْسلَهُ iiالفمُ
أجـوافـهـم  iiتـتـضرَّمُ
عـشـرٌ  وجـوهٌ iiتُـعـلمُ
تُـخـفـي  الشدائدُ  iiصُوَّمُ
كـلِّ الـحـبـال... iiمُعلَّمُ
وتــلــوُّنٌ  لا iiيَـسـأمُ
قٍّ  بـالـمـراتـبِ iiمُغرَمُ
وحِـجـاجُـهـمْـ: iiنتأقلُمُ
صـوتُ الـغـريزةِ: iiمَغنَمُ
يُـفـنـي  الرجالَ iiالمَغرَمُ
يُـلـقـي  الـفُتاتَ  iiمُقزَّمُ
نَ  إذا أنـاهُـمْ يَـضـخُمُ
لـبِـسُـوا الصَّفا iiوتبسَّمُوا
يُـهـرَقْ بـنـهشهِمُ iiالدَّمُ!
فـي  الـغـيبِ سرّاً iiيُكتَمُ
وإذا  الـكـلامُ iiمُـطَـلسَمُ
هُـمْ لـلـمـصـالحِ iiخُدَّمُ
فـرُّوا ولـمْ iiيـتلعثموا[1]
وَرِعٌ فــؤادُهُ iiمُــحْـرِمُ
حَـزُّوا ولـم iiيـتـرحَّموا
ون ويـضحكون، هُمُ iiهُمُ!!
حـقَّـقـتُـمُ،  iiيـهنيكمُ!!
قـلـتُـ:  الـسلامُ  iiعليكم

إني وأنتمْ مذهبانِ في ذي الحَيا[2]         مُتباينانِ وجمعُهنَّ مُحرَّمُ

                

[1] - التلعثم في الأمر: التأني والانتظار.

[2] - الحيا: الحياة.