الشعر المنيع
02نيسان2011
محمد عزت الخالدي
محمد عزت الخالدي
مـا كـان يوما ًشحيح النبع بـل كـان طوداً قوي المتن مُعتمَداً أفـواجـهُ وثَّقت في الدهر مسلكها دوحاته عمَّقت في الأرض مغرِسها بـنـيـانـه أنـجمٌ قد أُلِّفت دُرَراً أغـراضه ألفة في قلب مَن قَرَضوا أعـيـانـه اعـتدلوا ذِكراً بقومهمُ قد سابق المجدَ فخراً كلُّ من مدحوا أبـيـاته استُفتِحتْ بالصدر ينشرها تـشـطـيرُهُ عُمُدٌ قد راق منظرها أبـراجـه مـرمـر راقت بدائعه بـيداؤهم رجّعتْ أصداء ما قصدوا يسري بقلب الحبِّ سحراً في بلاغته يستنهض القوم في سَحَرٍ وفي هجرٍ يستوعب القوم في بدوٍ وفي حضَرٍ في بِشْرهم راجزٌ يستحضر الفرحا فـي دهـرهـم مـادحٌ أغناهمُ ألَقاً كـانـت كـرائمهم تشدوا محاسنَه كـانـت مـطاياهمُ تجري قوائمها والـشـعر نبع العُلا قد كان موردَنا فـي أصـلـه ثابت الأوتاد قائمها في صدره بارق الأشطار قد نُظِمَت عـزَّتْ بـه أنـفـسٌ كانت قبائلها كـانـت مـشاعرهم تسمو بصادقه كـانـت مـبـاهجهم تزهو بكاذبه كـانـت مـراتـبهم بالشعر سامقةً فـاستُحدِثت عِللٌ قد ظاهرت عللاً | معتزَلامـا كـان يوماً هضيم الحق قـد كان دوماً رفيع الجَبْه، قد جُدِلا فـي أفوه الأَزد كان النظمُ قد عُدِلا أفـنـانه سامقت وسْطَ السماء عُلا تِـبـيـانـه أقمرٌ جادت بما اكتملا آثـاره كـرَّةٌ لـلـغـزو قد خُذِلا مُـلاّكـه أمّـة لا تـبـتـغي بَدَلا واغبرَّ وجهُ الذي مِن هجوِهم خَجِلا إغـلاقـها أعجُزٌ قد جُدِّلت خُصُلا والـتـاج تاج السَّنا قد كان معتدلا أعـراضه غرَرٌ، صرحٌ بها اكتملا والـروح فيهم سمَت، إذ كان منتهَلا يـسـري بـأُلاّفـه مـستفتحاً أملا يستشهر الصحبَ سيفاً كان مُنتَضَلا يـسـترفدُ المَيْرَ في جدبٍ إذا انتقلا في غزوهم ظاهَرَ المستورِدَ الأجَلا فـي فصلهم وافق الآراء، قد عُقِلا إذا انـبـرى نـابلٌ والنفسَ قد بذلا فـي وقـع تـفعيلة الإنشاد مُرتَجَلا مـن نـبـعـه ترتوي أجيالُنا نهَلا فـي فرعه نسق الأطناب، قد صُقِلا أعـجـازه أعجزت من كان معتزِلا ترقى قريضاً به الأعشى قد اكتحلا أوفى على سمعهم فاستشعروا جَذَلا إذ أنَّـأجـمـلَـهُ مـا كان مُفتعلا كـانـت مـجالسهم تنفي به العِللا واسـتـورد الآبقُ المستهجنُ النِّحَلا | مبتذَلا