إلى التي هجرت روضة الشعر وهاجرت
ابن الفرات العراقي
[email protected] ظـمـأُتـعرّى في الجوانح(مائده)
قـدحت شرارات العذاب خواطري
وبـرغـم انـفِـهِـمُ يرنّ بسمعهم
فـكـشفت عن شعري غبار خموله
سـكـنت سكاكين النزيف اضالعي
وقبست من وجع المواطن صرختي
صـوت تـنهنه في العروق حنينه
زمـر تـجـيء تـدق بابي غربة
وتـجيء اخرى في صلاة جراحها
وجـعـي عـصور الاقتتال مسافر
انـا لـوعـة .اكل العذاب شبابها
بـاعـت مطارات الزمان حقائبي
حتى الضفاف تنكرت .ما استنكرت
انـا غـريـة ضـاعت بكل مدينة
( تعبت من السفر الطويل مراكبي )
جـبـت الـبـلاد مـشرقا ومغربا
طـوفـت مـغـتربا جوازي دمعة
اهـفـو الـى الاوطان غير مصفد
آثـرت تـرحـالي على نهر الشقا
مـدنـي مباح عطرها .درج العلى
هـذي مـرابـع صبوتي غادرتها
شـابـت نـواصـينا توحم وجدنا
صـور الـشـقـاء كثيرة بحياتنا
مـن دونـنا تبقى العصور كسيحة
انـي لالـمـح خلف سور حدودنا
وارى جـحـافـلنا تطامى موجها
فلق الصباح .تسير في عمق الثرى
* * *
( يا مائده ) صوت الجراح مزلزل
مـا ذل مَـنْ درب الـجهاد طريقه
لـم يـبـغ جـاها والمواقع تجتلى
الـراكضين الى الندى ما آستُعبِدوا
ويـغـازلـون دوارعـا لازيزها
سـاروا خـفـافا في طلائع زحفها
* * *
( يـا مـائده ) وجع الجراح غربية
يـا اخت جرحي اي جرح اشتكي
اشـلاؤنـا اضـفى عليها صمتهم
وتـثـيرنا .. حفرالسكوت لواعجي
احـتـل نـار مـواجعي ..يحتلني
وطـن انـا ..قاومت غزو منازفي
مـن كـل قـلب شلت الف حكاية
شـعـب بـمحرقة الضياع مجامر
قـتـل عصابات ..وحرب طوائف
كـتـل تـضـج لـربـها ملهوفة
الـدود أُتـخم ... والكلاب توحمت
عـصـر بـه كل الشرائع طُبقت
* * *
وجـعـي غريب هل شعرت بمثله
انـا شـعلة الغضب التي لا تنطفي
شـعـري انا الثوار ..ليل صلاتهم
شـعري ..براكين النضال بغاصبي
صـوتي لكل الزاحفين الى الردى
سـطـرت بـركان الدمار بحرفه
انـا صوتهم ...صوتي همُ .ميلادنا
خـيـل شـكـائمها ..عناد رجالنا
* * *
( يـا مـائـده ) انا غابة مسكونة
كـم مـن قـتيل بات يلتحف الدما
كـم مـن حَصَانٍ اجهضوا احلامها
كـم مـن كـتـاب ..مزقوا آياته
مـدن .ابـادوهـا الـطغاة وصبية
مـدن تـحاصرها الدروع .مهولة
والـطـائرات على الفناء تحشدت
نـزف الـعراق بما استطاع دماءه
غـالـوا الجهاد واوغلوا في ذبحه
اوَ بـعـد هـذا تـسالين صديقتيوجـوىً تضرم في الضلوع مواقده
شـعـرا .فـاطلقت الهموم شوارده
صـوتي ويخترم الصفوف الراقدة
ونـزفـت لـلوطن السليب خرائده
فسكنت في الاعصار كنت رواعده
لاصـوغ لـلغبش الوضيء قلائده
ورفـيـف شـطٍّ بالنوارس حاشده
تـعـتـامـني وبنا المنازف واحده
ثـكـلـى .بـانفاس التنهد حارده
صـمـتي .وتدميني الليالي العاقده
وتـكـسـرت فيها النصال الحاقده
وتـنـكـرت لدمي الدروب الرافده
شـعـب يـباد .والف غول وافده
وتـقـيـحـت فينا الجراح البارده
وتـعـبت من حزني اشيل مواجده
لا شـيء عندي غير ناري الواقده
وهـمـوم كـل الـمتعبين الشارده
قـلـبـي ..وروحي للمدائن عائده
بـالـحزن ازخر والجراح الواجده
فـي سـفـحها . وبها اقام معاهده
كـرهـا وفـارقت الضفاف الناهده
لـديـارنـا ..وفـواجـع متعاقدة
عـصـفـت بنا اثباجها المتواجده
وبـغـيـرنـا.انّ الـمعاني جامده
كـم عـاصـف يدنو ونار صاعده
بـحـرا يـزلـزل كل نفس خامده
جـاشـت بـاسـماء الاله القاصده
* * *
كـالـرعـد قصفا والمنايا حاصده
يـسـعى .وقد كره الحرير وسائده
بـل كـان للموت المخيف مُراوده
والـزاحـمـيـن الى البلاد فدافده
وحـواسـرا ..كـيما تصد عوائده
لـتـفـك عـن زيف اطال عقائده
* * *
شـهـقـاتـه ..وبنا المآسي سائده
مـشت الهموم على الهموم معاضده
ثـوبـا ..بـه روح المهابة عابده
مـشحونة في غيظها.. ما الفائده ؟
حـبـي ..واطـلق للزمان شواهده
حتى احترقت دمي القوافي الشارده
تـبـقـى مـدمـاة الجوانح كامده
تـطـغـى ..وفيه كل كف عاصده
فـتـن تـلـوك ..شـبابه متسانده
كـتـف هنا ..وهناك راس ساجده
لـدمـائـنا ...وهناك ناحت شاهده
والـفـوضـويـة بالمهازل راشده
* * *
وهـل اكتوى مثلي فؤادك ( مائدة )
حـتـى ارى بـلدي يسامر رافده
وهـدير عصف الموت .نار خالده
لـلـعـامـل المكدود شمّر ساعده
صـوت .. ولـلـثوار اوقظ مارده
وعـزفـت لـحني للسرايا الرائده
درب لـه كـل الـفـصائل جاهده
غـبـش سـتـبـقى للتمرد ناشده
* * *
ذبـحـت بـسكين الدمار الصائده
ويـخـط في احلى اللحون قصائده
وقـتـيلة حرقت ..وصرخة والده
والـى جـلال الله داس مـساجده
صـارت شظايا في الشظايا المارده
بـاسم ادعاءات اجتثاث( القاعده )
والـمـوصـل الحدباء تنطر ذائده
سـتـظـل للتاريخ تصرخ شاهده
وتـنـمـرت فـينا المعاول عامده
مـن اي جـرح نار شعري راعده

