زمان المدائح
زمان المدائح
صلاح أحمد عليوة
مصر/ هونج كونج
توَلى زمانُ المدائحِ و الفخرِ
و لى زمانُ الخليفةِ
حين يدّوي على ملأٍ صوتهُ :
هبه جاريةً يا غلامْ
أولى ؟
و ولى زمانُ الرحيلِ
إلى أرضِ "سيجانَ"
حتى نرممَ مجدَ المليكِ
بأشعارنا
أو نخلّدَ ماءً
تحدّر وسطَ نوافيرهِ
أو ضياءً
ترقرقَ من ذهبِ الشمعدانْ
أولى؟
و ولى زمانُ التلكؤِ بالبابِ
شهراً
فشهراً
ليرضى الأميرُ
و تطفر من حولنا
رقصاتُ القيانْ
وولى زمان اغترابٍ
و إمضاءِ أعمارنا
في تملقِ حجابِ بابٍ
من الهندِ و السندِ
و العسكرِ التركمانْ
و ولى زمانُ الدمقسِ
و أروقةِ القصرِ
و العطرِ و الزهرِ
و المخملِ الأرجوانْ
و لكن شاعَرنا متعبٌ
فوق أعتابِ قصرٍ جديدٍ
بعيدٌ عن الأهلِ
عاما وعاماً
يجمّع من مدنِ البحرِ
أصدافَها
ثم يمضي
فيتبعهُ برقها
وردةً كالدهانْ
و ما زال في مدنِ الريحِ
يغرسُ أشجارَ حلمٍ
على جبلٍ غادرٍ
و يرى ما جناهُ برحلتهِ
يتصاعدُ في الأفقِ
خيطَ دخانْ