بشروه بتوأمين
خالد
البيطار
بَـشَّـرُوهُ بِـمَجِيء التوْأميْنْ
فـأتـى الـمهدَ سريعاً فَرِحاً
وَدَنـا وارتـاحَ إذْ ضَـمَّهُمَا
ودَعَـوْنـا حـيـنما أَخْبَرَنَا
ورَجَـوْنـا اللهَ أن يرعاهما
* * *
آهِ مـا أحـلاهما مِنْ نائميْنْ
لا يـراهـمْ أحـدٌ إلا انْحَنَى
زَيَّـنُـوا البيتَ وقد ضمَّهُما
وَغَـدَوْ أربـعـةً فـي بيْتهِمْ
* * *
هـاهُمُ اليوم بِأَبْهَى مَظْهَرَيْنْ
وهُـمُ الآنَ أمـامي ناعمَيْنْ
فـإذا الأوَّلُ يـبـكـي فجأةً
وإذا الـثـاني يُناغي ضاحكا
* * *
جـاءتِ الأمُّ لـكي تُرْضِعَهُمْ
فـبـكى الثاني وأبْدَى غَيْظَهُ
أَلْـقَـمَـتْـهُ بِـيَـدٍٍ أُلْـهِيَةً
رَدَّدَتْ أُغْـنِـيَـةً حـانِـيَةً
لـم يَطُلْ نًوْمُهُمَا فاستيقظتْ
ثـم نـامـتْ ثم ناما بَعدَها
* * *
هـكـذا تَـمْضِي لياليها ولا
نـظـرةً مـنها بعينيْها إلى
نـظـرةً مـنها يُنَسِّيها الذي
وكـذا الـوالدُ يَنْسى إن رأى
إنـهُ يَـنْسَى الذي يَبْذُلُهُ مِنْ
* * *
أنـا أرْجُـو لـهما أن يكبَرَا
ويـظـلاّ فـي سـرورٍ دائمٍوهْـو لا يَـبْعُد إلا خطوتيْنْ
عَـلَّـهُ يحْظى بِلَثْمِ الوَرْدَتيْنْ
ورأى وجـهَـهُما كالقمريْنْ
أن يـعيشا في ظلال الأبويْنْ
لِـيُـصَانا أبداً مِنْ كُلِّ عَيْنْ
* * *
وهما في المَهْدِ أحلى كَوْكَبَيْنْ
ثـم أَهْـدى الخَدَّ منهمْ قُبْلتيْنْ
مـع شِـبْلَيْنِ هُمَا كالزهرتين
أَجْـزَلَ اللهُ ثـوابَ الوالديْن
* * *
فـي سريرٍ واحدٍ مِنْ شَقَّتَيْن
راضِـيَـيْنِ هانِئَيْن بَاسِمَيْن
بِـدمـوعٍ ثَرَّةٍ في الوَجْنَتَيْن
ثـم يـبكي ثم يبدو بَيْنَ بَيْنْ
* * *
حـمـلـتْ أوَّلَهُمْ بالراحتين
فَـتَـرَضَّـتْهُ وقَدْ مَدَّ اليَدَيْن
فَـأَبَـاها فَاسْتَهَلاَّ صارِخَيْن
فَـاسْـتَرَاحَا ثم نَامَا هادِئَيْن
ثـم لَـفَّتْ واحِداً بِالعَضُدَيْن
لـيـعـودا باكيَيْن ضاحِكَيْن
* * *
تشتكي رَغْمَ اعْتِلالِ السَّاعِدَيْن
تَـوْأَمَيْها وهما في المَخْدَعَيْن
كـان قـد أرْهَقَهَا في ليلتين
بَـسْـمةً أو نغْمةً في الشَّفَتَيْن
عَـطاءٍ في سبيل الزهرتين
* * *
ويَـعِـيشا صالحيْن شاكريْن
ويـكُونَا في التُّقَى كَالْحَسَنَيْن