قافيةٌ هوجاء على صدرٍ هشِّ

علي حسن الزهيري

" عادة ما أرتبكُ أمام نصي

أو يرتبك نصي أمام ارتباكي

ولكنني الآن وبكلِّ ما أوتيتُ من خوفٍ

عاجزٌ تماماً عن الإرتباك

أمام ذاكرتي الثائرهْ " .....

قافيةٌ هوجاء على صدرٍ هشِّ

الصفحةُ العذراءُ تغريني

لأبدأَ عندها موتي

وأُسقِطَ بعض أجزائي عليها

بعد أن هرمَتْ كفوفُ الذاكِرهْ.....

لا شيء يرجعُ بالسنين الغابِرهْ....

لا الشِعرُ يفصِحُ عن محيانا

ولا ينفي الهمومَ عن الوجوهِ الحائرهْ....

كُنـَّا التقينا قبل تاريخِ اللقاءِ بصفحتينْ

نمشي إلينا تسقُطُ الأوراق عنـَّا

تكشِفُ الجُرحَ الذي

أَلِفَ الضلوعَ الخائِرهْ....

إني سَقَطتُ على الحروفِ النافِرهْ...

ستون قحطاً ...

والجراحُ تؤزُّني

والكلُّ يعرف سِرِّنا

وأخال أني واحدٌ في السرِّ

أجتنبُ المرورَ على الطلولِ الثائِرهْ...

أمشي عليَّ بلا يقينٍ سائراً

وأرى الجميع يُقرِّبونَ رؤوسَهُمْ

يتهامسونَ بسرِّنا

والقولُ يوغِلُ في النوايا الماكِرهْ...

لِمَ تكتمينَ السرَّ عني ؟؟...

لِمَ تجبرينَ القومَ أن يطأوا العبيرَ

على مرابع وجدِنا؟؟...

لِمَ تقتلينَ الشوقَ في أّلّقِ العيونِ الماطِرهْ ؟؟...

فلتنزعي هذا الزمان عن المرايا...

إني نسيتُ وجوهَ أهلي...

إنني أدمنتُ هذا الوجهَ عُمْراً...

ما بوسعِيَ أن أُصارِعَ

خنجراً في الخاصِرهْ....

ستون قحطاً...

لم يغِبْ وجهُ المدينةِ عن شجوني

لم تغِبْ عني الشوارعُ...

والحدائقُ...

والشجيراتُ التي

حفرَتْ بنا أسمائها

لنظلَّ نحمل ذكرها

ونظل نشهَدُ أنها تركَتْ

على وجه القصيدةِ ذاكِرهْ...

ستونَ قحطاً

قد بلغنا حتفنا...

والبين يقطُرُ من شفاهِ العُمرِ

ينزَعُ من أظافرنا تُرابَ القافيات

ويكملُ السيرَ البطيءَ

إلى الجراحِ الغائِرهْ....

ستونَ قحطاً...

لم يعد ما ضاع مِنَّا...

لم يَتُبْ هذا الفؤاد عن الهوى...

ستون قحطاً...

أيُّ عمرٍ قد مضى؟؟؟

سقطَ الجميعُ على يدي

آهٍ عليَّ ممدداً

تحت النعوشِ السائِرهْ...

لا نعشَ يحملني إليكِ مبشِّراً

خفَّتْ موازين الرحيلِ

وأغلِقَ الدربُ الأخيرُ

إلى القلوبِ الهاجرهْ....

فاليوم لا تغني قلوبٌ

عن قلوبٍ أو تشفَّعُ عنهُمُ شيئاً

وجاءَتْ كلُّ نفسٍ تحمِلُ التاريخ

في كلتا اليدين

تطأطئ الذنب القديم

إلى ضلالِ الفاقرهْ...

يا ليتنا كنـَّا نَعُدُّ ليومنا هذا

لم يُغْنِ عنـَّا خُبزنا...

ورحيقُ حنطتنا

تخلَّت أغنياتُ الليل عنا فجأةً

والبردُ عانق قافياتي الحاسرهْ...

ستون قحطاً...

كم لبثنا حولنا؟؟... يوماً ؟؟..

 وقالوا بعضَ يومٍ

والجراحُ تُراودُ المدفونَ فينا

كلَّما طلَعَتْ تقلِّبهُ يميناً

أو توارَتْ تقرِضُ الماضي شمالاً

كم لبثنا؟؟....

الله أعلم كم لبثنا في السنينِ الخاسرهْ...

حسبي عويلاً...

لم يَعُدْ هذا الإيابُ مباركاً...

عارٌ علينا عشقنا...

والصدر قد تاهت إليه قلوبنا

والصفحة العذراءُ

_ ذات الصفحة الخرساءِ _

تملأني شجوناً

كيف أهرُبُ من سياطِ الذاكرهْ ؟؟...

يا ليتَ جرحي لو تخونُ الذاكرهْ...                            

يا ليتَ جرحي لو تخونُ الذاكرهْ...