خذي المفتاح يا بنتي

إسلام عبد الرحمن يونس

خذي المفتاح يا بنتي

إسلام عبد الرحمن يونس - فلسطين

 [email protected]

جلستْ هناك

تراقبُ الطيرَ المحلقَ

في الفضاء.

وتراقبُ الشمسَ البهيةَ

كيف تغدو

بين أمواجِ السماء.

وتداعبُ الزهرَ المعبقَ بالندى..

وتلمُ حباتَ الثرى

فوقَ العباءةِ والرداء.

فنظرتُها..

ورأيتُ دمعاً..

قد ترقرقَ راسماً..

في عينِها..

صورَ العذاب.

والشيبُ قد أبلى

ربيعَ العمرِ من عهدِ الشباب.

وملامحٍ في وجهِها..

قد سطرتْ

لحنَ الملامةِ والعتاب.

وسألتُها..

مالي أراكِ حزينةً ؟!

أهو الزمانُ تلفُ دنياه الصعاب ؟؟!

ردتْ وقالتْ: يا ابنتي..

هذى الطيورُ

تعودُ إنْ ولى النهار.

والشمسُ تركضُ في المغيبِ..

فتختفي خلفَ البحار.

كل يعودُ لبيتِه..

فمتى بربِك عودتي

نحو الديار.

****

تلك الديارُ

ديارُ أهلي يا ابنتي..

الله يشهدُ.. كيف تحيا حرةً فينا

وتحينا.

ونذكرُها.. فلا ننسى بها

حجراً..

ولا زرعاً..

ولا قمحاً..

وهل ننسى فؤاداً كانَ يحوينا؟!

ونذكرُها..

ونذكرُ تينَها حيناً..

وزيتوناً..

وريحاناً..

ولا ننسى..

وهل ننسى ربيعاً في روابينا؟!

لهذى الشمسُ أحلى..

في روابينا.

وقمحُ الأرضِ أحلى..

في بيادينا.

وماءُ بلادِنا أحلى..

وخبزُ بلادِنا أحلى..

وكل بلادِنا أحلى..

فهل ننسى..

بلاداً عمقُها فينا؟!

****

إني لأذكرُ بيتَ عزٍ

كانَ يهوانا..

ويحمينا.

بطينِ الأرضِ يا بنتي..

عجناه.. بأيدينا.

وطينُ الأرضِ حناءٌ

تخضبَ في أيادينا.

إني لأذكرُ يا بنتي..

كم في جرارِ الماءِ

في الفخارِ..

أسرارٌ

تنادينا.

وتهجّرتْ منّا الأماني..

عنوةً

وتحطّمتْ تلك الجرارُ..

فما بقى..

إلا جرارُ الحزنِ تبكينا.

*****

إني لأذكرُ يا ابنتي..

تلك الديارُ..

ومفتاحاً.. يداوينا.

ويحملُ سرَنا عهداً..

ويسقي الروحَ ترياقاً..

ويسقينا.

ويحملُ من سنينِ العمرِ..

أحزاناً..

تلاقينا.

خذي المفتاحَ يا بنتي..

له يومٌ

سيفتحُ بابَ قريتنا..

ويحكي عن مغانينا.

خذيه

وقبلي ترباً..

تكحلَ في مآقينا.

وقولي للبلادِ بأننّا..

متنا..وكنا نرتجي..

لو نلتقي حينا.