لا تحسبوه صغيرا

لا تحسبوه صغيرا

رأفت رجب عبيد

[email protected]

( تحية إجلال للطفل / فارس عودة ابن الأربعة عشر عاما الذي لقي الله شهيدا وهو يتصدى بحجارته الصغيرة لدبابة إسرائيلية  في 11-8-2000)

يا ابن أيام الطفوله ْ

أنا قد أتيتك يا فتى

وأردت درسك في البطوله ْ

أنا قد بلغت الأربعين

لكنني بالرغم من كرِّ السنينْ

ما زلت أحبو

ما زلتُ أحيا  عابثا

ووراء عيش ٍ لاهثا

لكن وما زالت هنا في النفس آمالٌ كبار

لأكون في ذات القطارْ

لأعيش في ذات المسارْ

فامددْ يديك إليَّ إني في انتظارْ

واصبرْ عليَّ إذا دعاني الخوفُ هيَّا للفرارْ

فأنا صغيرُك يا فتى

لا تعجبن فهذه مِِن بعض أخلاق الصغارْ

فلربما خوفي على ولدٍ صِغارْ

ولربما قلبي ارتضى عيش المهانة والصَّغارْ

ولربما حرصي على هذي الحياهْ

لأعيشَ بين العالمينْ

مثلَ الكبار الغافلينْ

*****

أنا قد أتيتكَ يافتى

فانفخ بروحك في جَسَدْ

قد عاش يحلم بالحياة وبالحياة إلى الأبدْ

لكنها ليستْ حياهْ

علمتني أن الفدائي النبيلْ

هو من يُعانقُ حتفـَه ُ

هو من يُغالبُ خوفــَه ُ

هو مَن يسير إلى الخلودِ الحقِّ يطلبُ منتهاهْ

فيها تراءى مُبتغاهْ

في جنةٍ تيــَّاهةٍ بالماجدينْ

في صحبةٍ للعابدينْ

علمتني يا فارسَ الإيمان أخلاقَ الفداءْ

علمتني فنَّ الصعود إلى العلا فوق السماءْ

*****

أنا قد أتيتك يافتى

لأحط َّ رحلـْي عند بابكْ

وأرى ضياء القدس في عينيك ساكنْ

وأرى فؤاد القدس يبكي في مصابكْ

أسقطت ما ملك الصهاينُ مِن حسابكْ

كانوا يخافون الحجرْ

وكأنه بيديك يُصنعُ مِن سَقــَرْ

وقهرتَ إحساسَ الخطرْ

ينهالُ صوبَك بعدها غدر الرصاصْ

لكنهم لا يعلمونْ

أن الملاحمَ باقيهْ

أن الفدائيَّ ارتقى

في جنةٍ هي عاليهْ

إن مات فارسُ إنما

للحق في الميدان حارسْ

إن مات فارس إنما

للحقِّ آلافُ الفوارسْ

للحقِّ آلافُ الفوارسْ