استشهاد الرئيس رفيق بهاء الدين الحريري

استشهاد الرئيس رفيق بهاء الدين الحريري

لند: الاثنين 5/1/1426 ه - الموافق14/2/2005 م

شعر: د. محمود السيد الدغيم *

قُـتِـلَ الْـحَـرِيْـرِيْ، فَالْعَمَاْرُ iiخَرَاْبُ
وَالْـبَـيْـتُ قَـفْـرٌ، وَالـدِّيَـاْرُ iiيَبَاْبُ
وَبِـكُـلِّ  قَـلْـبٍ حَـسْـرَةٌ iiمَـكْبُوْتَةٌ
وَبِـكُـلِّ بَـيْـتٍ مَـأْتَـمٌ، iiوَمُـصَاْبُ
فَـدَمُ  الَـحَـرِيْـرِيْ طَـاْهِرٌ، iiوَمُطَهِّرٌ
وَدَمُ  الْـحَـرِيْـرِيْ لِـلْعَرُوْسِ خِضَاْبُ
وَعَـرُوْسُـهُ بَيْرُوْتُ !! مَهْمَاْ iiحُوْصِرَتْ
تَـعْـلُـوْ  لَهَاْ - ضِمْنَ الْقُلُوْبِ - قِبَاْبُ
تـعـلـو  الْـجَوَاْمِعُ، وَالكَنَاْئِسُ iiحَيْثُمَاْ
حُـفِـظَـتْ لأَبْـطَـاْلِ الْوَغَىَ iiأَنْسَاْبُ
وَكَـرَاْمَـةٌ، وَأَمَـاْنَـةٌ، iiوَحَـصَـاْنَـةٌ
وَمَـكَـاْنَـةٌ تَـسْـمُـوْ بِـهَـا iiالآدَاْبُ
بَـيْـرُوْتُ تَـبْـكِيْ عُرْسَهَاْ، iiوَعَرِيْسَهَاْ
وَعَـلَـيْـهِ يَـبْكِي الأَهْلُ، iiوَالأَصْحَاْبُ
بَـيْـرُوْتُ  أَرْمَـلَـةٌ، وَنَـهْرُ iiدُمُوْعِهَاْ
بَـحْـرٌ، وَأَحْـلاْمُ الـزِّفَـاْفِ سَـرَاْبُ
قَـتَـلُـوا  الْـعَرِيْسَ، وَشَاْرَكُواْ بِجَنَاْزَةٍ
رُفِـعَـتْ، وَهَـاْمَ بِـحُـبِّـهَا الأَقْطَاْبُ
وَاسْـتَـقْطَبَتْ  خَيْرَ الطَّوَاْئِفِ، وَانْحَنَتْ
لِـسَـنَـاْئِـهَـاْ،  وَبَـهَاْئِهَا، iiالأَحْزَاْبُ
خَاْنُوْهُ!! يَاْ بَيْرُوْتُ !! فِيْ وَضَحِ الضُّحَىْ
وَتَـكَـاْلَـبَـتْ ضِـدَّ الـشَّـهِيْدِ iiذِئَاْبُ
ضُـمِّـي الْـعَـرِيْـسَ، وَهَيِّئِيْ iiلِرُفَاْتِهِ
صَــدْرَ  الأَمِـيْـنِ، فَـإِنَّـهُ وَهَّـاْبُ
شَـهْـمٌ،  كَـرِيْـمٌ، لاْ يُـشَـقُّ iiغُبَاْرُهُ
عِـنْـدَ الْـعَـطَـاْءِ، وَخَـصْمُهُ iiنَهَّاْبُ
وَالْـقَـاْتِـلُـوْنَ  الْـمُـجْرِمُوْنَ iiشَرَاْذِمٌ
دَمَــوِيَّـةٌ، وَشِـعَـاْرُهَـا iiالإِرْهَـاْبُ
تَـعْـدُوْ  عَـلَى الأَخْيَاْرِ حَسْبَ iiمِزَاْجِهَاْ
وَبِـغَـدْرِهَـاْ  تَـتَـحَـيَّـرُ الأَلْـبَاْبُ
مَـاْ  عِـنْـدَنَـاْ شَـكٌّ بِـأَنَّ عِـصَاْبَةً
بِـقَـدِيْـمِـنَـاْ،  وَحَـدِيْـثِـنَاْ تَرْتَاْبُ
سَـفَـكَـتْ  دِمَـاْءَ الطَّيِّبِيْنَ، iiوَعَرْبَدَتْ
فَـتَـنَـمْـرَدَ  الـسَّـفَّـاْحُ iiوَالنَّصَّاْبُ
وَاسْـتَـعْـذَبَـتْ قَـهْـرَ الأَكَاْبِرِ عَنْوَةً
فَـتَـرَاْقَـصَـتْ لِـجُـيُوْشِهَاْ iiالأَذْنَاْبُ
وَتَـأَلَّـمَ الـشُّـرَفَـاْءُ فِـيْ iiأَوْطَـاْنِهِمْ
وَتَـيَـتَّـمَّ الْـعُـلَـمَـاْءُ، iiوَالـطُّلاْبُ
وَالـصَّـاْبِـرُ  الْـمَقْهُوْرُ صَاْرَ iiمُصَابُهُ
جَـلَـلاً،  وَصَـاْلَ الْـمُـجْرِمٌ iiالْكَذَّاْبُ
يُـرْغـيْ،  وَيَهْتِفُ:  إنَّ مَنْ قَتَلَ iiالْفَتَىْ
شَـبَـحٌ  مُـخِـيْـفٌ مُـرْعِبٌ قَصَّاْبُ
وَالْـقَـتْـلُ فِـيْ عُرْفِ الْعِصَاْبَةِ iiوَاْرِدٌ
لاْ  سِــيَّـمَـاْ إِنْ لاْحَـتِ iiالأَسْـلاْبُ
وَبِـعُـرْفِـهَـاْ سَـلْـبُ الْرَّفِيْقِ iiغَنِيْمَةٌ
تُـعْـطَـىْ لَـهَـا الأَنْـوَاْطُ، iiوَالأَلْقَاْبُ
فَـعِـمَـادُهَـاْ  لِـصٌّ يَـخُوْنُ iiلِوَاْءَهَاْ
وَعَـرِيْـفُـهَـاْ وَنَـقِـيْـبُـهَـاْ iiنَقَّاْبُ
نَـقَـبُـوا  الْـبُـيُوْتَ، وَهَرَّبُوْا أَبْوَاْبَهَاْ
وَاسْـتَـسْـلَـمَ  الْـفَـرَّاْشَ، iiوَالْبَوَّاْبُ
أَحْـفَـاْدُ هُـولاْكُـوْ، وَتِـيْـمُوْرَ iiالَّذِيْ
لَـمْ تَـنْـسَـهُ الأَعْـجَـاْمُ، iiوالأَعْرَاْبُ
هَـجَـمُـوْا  عَـلَـىْ لُبْنَاْنَ لَيْلاً iiحِيْنَمَاْ
فُـتِـحَـتْ  لَـهُـمْ مِنْ حَوْلِهِ iiالأَبْوَاْبُ
فَـتَـسَـلَّـلُـوْا بِـحُـفَاْتِهِمْ، iiوَعُرَاْتِهِمْ
فَـاسْـتَـهْـجَـنَـتْ فِعْلَ الْجُنَاْةِ iiكِلاْبُ
وَبِـهِـمَّـةٍ سُـفْـلِـيَّـةٍ مُـنْـحَـطَّةٍ
فَـتَـكُـوْا، فَـنَـاْحَتْ أَنْهُرٌ، iiوَهِضَاْبُ
بَـيْـرُوْتُ ! يَـاْ بَـيْرُوْتُ ! أَنْتِ iiبَهِيَّةٌ
مَـهْـمَـاْ تَـخَـاْذَلَ، وَانْحَنَى iiالْحُجَّاْبُ
فِـيْـكِ  الْـمَـسِيْحُ، وَفِيْكِ رَهْطُ iiمُحَمَّدٍ
وَلِـكُـلِّ قَـوْمٍ فِـيْ حِـمَـاْكِ iiكِـتَاْبُ
عَـيْـنُ  الْـمِـرَيْسَةِ لَنْ تَجِفَّ iiدُمُوْعُهَاْ
حَـتَّـىْ تُـزِيْـلَ شُـكُـوْكَهَا iiالأَسْبَاْبُ
وَيُـحَـصْحِصَ الْحَقُّ الصَّرِيْحُ iiصَرَاْحَةً
وَيَـعِـيْـشَ أَحْـبَـاْبٌ لَـهُـمْ iiأَحْبَاْبُ
قُـتِـلُـوْا بِـنَـاْرِ الْـغَدْرِ فِيْ iiأَوْطَاْنِهِمْ
ظُـلْـماً،  فَلَيْسَ سِوَى الْقِصَاْصِ iiجَوَاْبُ
سَـتَـظَـلُّ  أَرْوَاْحُ الْـكِـرَاْمِ iiمَشَاْعِلاً
لِـيُـنَـاْرَ  فِـيْ لَـيْلِ الشُّعُوْبِ iiشِهَاْبُ
وَلَـئِـنْ  مَـحَـا الـتَّفْجِيْرُ فَجْرَ تَحَرُّرٍ
فَـالْـفَـجْـرُ آتٍ، وَالـصُّمُوْدُ iiصَوَاْبُ
وَمَـشَـاْعِـلُ  الْـحُرِّ الْحَرِيْرِيْ iiلأْلأْتْ
نُـوْراً،  فَـلاْ أَخْـفَـى الضِّيَاَءَ iiضَبَاْبُ
قَـتَـلُـوا الْـمُـكَـاْفِحَ فِيْ عَمَاْرِ iiبِلاْدِهِ
ظُـلْـمـاً  وَسُـنَّـتْ لِـلأَذَى iiالأَنْيَاْبُ
ثَـأْرُ  الْـحَـرِيْـرِيْ فِي الرِّقَاْبِ iiأَمَاْنَةٌ
وَبِـفَـضْـلِـهِ يَـتَـحَـدَّثُ iiالْمِحْرَاْبُ
وَيَـقُـوْلُ لِـلـثُّـوَّاْرِ: شُـدُّوْا iiعَزْمَكُمْ
مَـاْ مَـاْتَ شَـهْـمٌ خَـلْـفَـهُ iiنُـوَّاْبُ
وَالْـقَـتْـلُ ظُـلْـمٌ، وَالْقِصَاْصُ iiعَدَاْلَةٌ
وَالـثَّـأْرُ حَـقٌّ، حَـقُّـهُ iiالإِيْـجَـاْبُ

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عظم الله أجركم، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون

رحم الله الشهداء، وحفظ الأحياء من كل مكروه

ونرجو من الله الشفاء للجرحى، والصبر والسلوان للمحزونين

 أعزيكم بالأصالة عن نفسي، وبالنيابة عن كل السوريين المدنيين المسالمين

 ملاحظة : قرأت هذه القصيدة في قناة المستقلة الفضائية يوم الجمعة 18 شباط/ فبراير 2005م. الساعة الثالثة والنصف مساءً بتوقيت لندن، وأعيدت في العاشرة مساء من نفس اليوم، كما أعيدت يوم السبت 19 شباط/ فبراير صباحا ومساء.

         

* باحث أكاديمي في كلية الدراسات الشرقية والإفريقية

جامعة لندن

SOAS