يا ساكنَ القاع
30أيار2009
رائد عبد اللطيف
رائد عبد اللطيف
يـا ساكنَ القاعِ، حِصْنُ العلمِ والـعـقـلُ دارُكَ إن أهـملتَها هَرِمتْ لا تـحـسـبَـنِّـي يراعاً فارغاً خَرِباً فـالـعـقلُ ضيفيَ إنْ أكرمتُهُ هَطلَتْ صـيَّـرتُـهُ قـلـمـاً، أوراقَ مَحبَرةٍ مـفـتـاحَ مـعـضـلةٍ، بنّاءَ ناطحةٍ عَـلَّـقـتُ مـكتبتي في ظهرِ سابحةٍ لـي فـي الـكلامِ ألوفٌ لستُ أحسبُها جيَّشتُ كلَّ حروفِ الأرضِ في صُوري (أنا الذي...)* لم تعدْ تُرجَى لمملكتي سـأتـركُ الـشِّعرَ يَرعى في مُخيّلتي سـأتـركُ الشِّعرَ يخطو نحوَ خارطَتي يـا أمـتـي شـعـري، جندٌ وطائرةٌ قـدْ مـرَّ فـي وطـني كلبٌ وعاصفةٌ واسـتـوطـنـا نـغماً في قلبِ أمتِنا لا..لـنْ أخـونَ بذي الصحراءِ قافيتي سـيـدركُ الـناسْ أنَّ الشعرَ مِطْرَقتي | مضماريفـانـهَـضْ بنفسِكَ، إنَّ العارَ والـشَّـيـبُ يدخلُها من سقفِها الهاري إنّـي أقـولُ، وصِـدْقُ الفِكرِ مِنْظاري كـلـتـا يـديـهِ بـغيثٍ دافقٍ جاري صَـنَّـاعَ مـعـرفـةٍ، بـركانَ ثوَّارِ مـصـبـاحَ أعـمدةٍ في كفِّ مِعمَاري كـي تـسـتـريحَ بشطِّ العُمْر أقماري أودعـتُـهـا دُرراً فـي بـنكِ تُجَّاري فاستوطَنتْ- عنوةً- في صدْرِ سُمّاري فـادخـلْ على مُدني، واظفرْ بأسراري عـبْـداً يُـزَجُّ أسـيـراً بين أسواري فـهْـوَ الدليلُ إلى جهري وإسراري فـاسـتـرسـلي حِمَماً من حبرِ حَبَّار فـاسـتـمْـطَرَا بَرَدَاً من مَعقلِ النَّارِ عـجـبـاً لراقصة من نعْقِ مزمارِ !! إنـي ابنُ حَرفٍ، وشعري غِمدُ أفكاري مـا إنْ يـهُـزّ جدارَ الموتِ مِسْمَاري | للعاري
(*) إشارة إلى قول المتنبي: أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي.