سألوني

د. عبد الرزاق حسين

د. عبد الرزاق حسين

[email protected]

إلى الأمة التي كانت فبانتْ

سألوني عن أبيها ؟ عن أخيها ؟

عن بنيها ؟ عن ذويها ؟

قلتُ : لا أعرفُ شيئا

سألوني

عن عقودِ الماسِ عن أغلى الجواهر

عن سموطِ الدرِّ والفيروزِ

والياقوتِ عن حَلْيِ الأساور

قلتُ : قالوا :

كلُّ ما رُصِّعَ من تيجانها

كلُّ ما رُكِّبَ في أردانِها

كلُّ ما كانَ على أكتافِها

أَوْ حوى خُزّانُها

منْ أكاليلِ الأكاسر

أو من التيجان تيجانِ الأباطر

في مزادِ الذُّلِّ باعتهُ إلى سُوّامِها

باعتِ الأقراطَ منها والخواتم

وخلاخيلَ الذهب

والقلائد

سألوني

أين أملاكُ أبيها

إين إرثٌ لأبيها وأخيها

كانت الشمس إذا ما أشرقت

صافحت عُمّالَها

وإذا ما غربتْ

قبّلتْ خُزّانَها

وتخومُ المجدِ من أملاكِها

ملكتْ ريحَ الصَّبا

ملكتْ حتى الغيوم

ونجومُ الجوِّ من رعيانِها

ولها بوابةُ الأرض التي

تدخلُ الشمسُ إليها لا تغيب

قلت: قالوا :

كلُّ ما أعرفهُ كي تعرفوه

كلُّ ما أسمعُهُ كي تسمعوه

كانَ حُلمًا أوحقيقة

لا أعيهِ كي تعوه

كلَّما أدريهِ عنها أنَّها

تلعقُ الذُّلَّ وتهذي بالهواجس

تنسجُ الجرحَ غلالاتِ ملابسْ

لطيوفٍ من عرائسْ

أَوْ أكاليلَ لخيلٍ وفوارسْ

وتنوحُ وتنوح

تشربُ المُرَّ بكاساتِ المآتم

وهي تجثو في جحورٍ لأراقمْ

تطلبُ الرحمةَ ، هلْ يرأفُ ظالم؟

تطلبُ العفوَ فتُجْزى صفعَ حارم

كلُّ ما أدريهِ عنها أنَّها

تشتكي حشرجةً في صدرها

وتُعاني منْ نزاعٍ غرغرةْ

وأظنُّ كلَّ ظنِّ أَنَّها

عن قريبٍ ستوافي المقبرةْ