منْ عَلمك

عبد القادر أمين

شاعرطنطا – مصر

من علمكْ ؟

أن تهجرَ العش الأمينَ غباوةً

ومفضلاً جُحراً هلك ؟!!

من علمك ؟

أن ترفع الرأس الذليل تجبرا وتكبرا ..

أفما استحيت ؟!! وأنت من فقر طغي

مُدت يدُك ؟؟!!

من علمك ؟!

أن تنكر الفضل العظيم لأهله ؟!

من غررك ؟

هل تدعى أن الإله بمنه وبحلمِهِ

قد أطمعك ؟!

حاشى لربى أن يُعينك ظالماً

فبحكمةٍ قد مكنك

ولحكمةٍ قد أمهلك

*  *  *

من علمك ؟!

أن تدعي ملك البلاد وأهلِها ؟

فلأنت ملك للذي قد صورك

من طينة قد أوجدك ...

وعلى طبيعة خلقِهِ قد ركبك

وبعلمه أعطاك حكم المملكة

واستعملك ....

وبعدله سيريك آي التهلكة

قد أمهلك

كي ينزعك ....

وتكون فيمن قد هلك

*  *  *

من أخبرك ...

أن السكوت طبيعة فيمن سكتْ ؟

من أخبرك ...

أن اللسان لُحَيْمة من جسمنا قد قطِّعت ؟

من أوهمك ...

أن تحبس الأنفاس ملء صدورنا ؟

أن تحسب الأفكار في أفهامنا ؟

ما أضعفك !!!

ما أوهمك ؟

*  *  *

من علمك ....

شدو الغراب بمأتم ؟!

وصلاة خوفٍ جامعهْ

والميت المحرومُ .. يا للعار....

هبَّ عيالهُ ..

 تبكى الحقوق الضائعهْ ....

أفما سمعت أنينهم ؟

أفما رأيت مُــصابهم ؟!

سُدت مسامعُــك التي ما أبصرَتْ

هذي النفوس بدون ذنب يُـتمت

ونساؤهم قد رُملت

وشبابهم قد ضيعت

وبناتهم قد تنتهك

ما أظلمك !!

صدق الذي نطق الصواب بحكمة :

" سمن ربيبك – يا غبي - ليأكلك "

*  *  *

من علمك ؟..

تعكيرَ صفوي حين ألمح سحنتَكْ

إيذاء سمعي ... إن وقفت لأسمعَك !!!

ماذا تقول لخالقِكْ

يوم الحسابِ العادلِ :

من جندَك ؟!

لتكون من أذيالِهِ

وتصير طوع إشارة من أمرِه ِ:

اجلس هنا ....

 حاضرْ نعمْ

يا عبدَنا ....

 نعمُ... نعمْ

أزعجتنا .... هُس انكتمْ

ما أطوعَك!

ما أبدعك!!

من ألبسك

تاجَ المهانةِ خدعةً

وبلحظةٍ ...

قد يركلك

لو قد فهمت مقالتي

وكعادتِكْ ....

دعني أعلمْـكَ الحقيقة فاستمعْ ..

أرواحنا ملك لنا

لن نُستَـرَق

وأمام رب العرش  ... لا

كلا ... ولا...  لن نسترَك

سيذوب جلدك حينها ...

وبقدرةٍ .....

سيعود جلدك يحترق

هل ترتدع ؟؟؟

هيا استمع ...

ستعاين الأهوال حين وقوعها

فترى الشموسَ تغيرت

وتكورت ...

وترى بحاراً فُجِّـرت ..

بل أخرَجَتْ

غرقى السفينة ...

عند ربى تطلبك ..

وتحاسبك

من ينقذك ؟؟؟!!!

وترى عروشاً زلزلت  ......

وترى قصورا هُدمت...

وبنوك من ربيتهم كي يَــركبوا...

وعلى رقاب الخلق قد أجلستهم ...

ستفِــرُُ حين يهب شعبي الغاضبُ ...

 لن تعرفك

من يرحمك ؟؟!!

هل تمتلك ؟؟!!

هل تمتلك

 لغة الإجابةِ حينها ...

لو قد سئلتَ ....

من الملك ؟؟؟؟!!!!