ما نَسِينَاكِ يا جِنِين
18تشرين12008
د. محمد ياسين العشاب
ما نَسِينَاكِ يا جِنِين
د. محمد ياسين العشاب - طنجة/المغرب
[email protected]
| صَـمَـتَ العَالَمُ المَرِيضُ فبُشْرَى إِذْ رَفَـعْـتُـمْ للخَصْمِ أَيْدِيَكُمْ رَفْ أَوَ لَـمْ تَـعْـقِـدُوا لَـنَـا قِمَّةً نِلْ بِـسَـلَامِ الـشُّـجْعَانِ يَا قَوْمِ حُزْتُمْ فَـهَـنِـيـئًـا مَـا رُمْتُمُ مِنْ فَخَارٍ إِذْ عَـدَوْتُـمْ خَـلْفَ الثعالبِ عَدْوًا وَمَـلَأْتُـمْ مِـنَ الـمَـذَلَّةِ أَرْضًا شَـيَّـعَـتْـكُـمْ أبناؤُكُم مُذْ تَجَلَّتْ شَـيَّـعَـتْـكُـمْ آلافُ آلافِـها يَوْ فـضَعُوا النَّعْشَ و احْفِرُوا القبرَ إِنَّا * * * أيـن أنـتـم و أيـن فيكم نفوسٌ كيف جَفَّتْ و اسْتَحْلَتِ الجُبْنَ حتى صَرَخَتْ أقطارُ العُرُوبَةِ: عِرْضِي! إِيـهِ يَا أَرْضُ هَلْ شَهِدْتِ مُصَابًا أَمِـنَ الـعِـزِّ أن تُـسَامَ شُعُوبٌ و تُـقِـيـمُوا عَلَى الْمَجَازِرِ مَجْدًا بَـلِّـغِـي يا أرضُ العروبةَ عَنِّي لَـمْ يَـعُـدْ في ثَرَاكِ أدنى نَصِيبٍ حَـرِّرِي مِـنْهُمْ كُلَّ شِبْرٍ و قومي وانـهـضـي لـلـعلا فإنا تَأَهَّبْ و رَفَـعْـنَـا رايـاتِـنـا و أَبَيْنَا أَبَـدًا أو نُـسَـامَ فـي شِبْرِ أرضٍ لَيْتَ شِعْرِي كيف الحياةُ، و هل نَحْ خَـبِّـرُونِـي كـيف الحياةُ و مِنَّا و تَـرَانَـا نُـفَـاخِـرُ النَّاسَ بُهْتَا فُـجِـعَ الـعـدلُ فـي بَنِيهِ فعُدْنَا وخَـلَا ذلـكَ الـمَـقَـامُ كـقَـفْرٍ و مَـحَـوْنَـا مِنْ أَرْضِنَا كُلَّ عِلْمٍ مَـا عَـرَفْـنَا للقلبِ نورًا و لَكِنْ وَجَـعَـلْـنَـا فـيـها الثَّقَافَةَ رَبًّا مـا تَرَى في الصدور قَلْبًا بَصِيًرا كُـلَّ يـومٍ نَـهُـدُّ خيرًا مِنَ الخَيْ فَـعَـلَـى الـخـيِر يا حياةُ سَلَامٌ * * * أَبَـدًا هـيـهـاتَ الـحـياةُ وفينا فـعَـلَـى مَنْ أَبْكِي فِلِسْطِينُ إِنِّي و بِـأَيْـدِيـنَـا يـا جِنِينُ أَضَعْنَا و تَـرَكْـنَـاهَـا في يَدِ الْغَدْرِ تَشْ و نَـسِـيـنَا مِنْ غَفْلَةٍ "عَيْنَ جَالُو خَـلَّـدَتْـهَـا تلك الرُّبُوعُ وَقَامَتْ كـيـف خَـلَّـفْنَاهَا و سِرْنَا لِحَتْفٍ و عَـدَوْنَـا خـلـفَ السَّرَابِ كَأَنَّا إنـمـا تـلـكَ غـفلةٌ لم نَزَلْ نَجْ نَـسَـفَـتْ آمـالَ الـتحرر نَسْفًا فـغَـدَوْنَـا و الـعاصِفاتُ تَرَامَتْ و سَـبَـحْـنَـا و النَّائِبَاتُ تَجَلَّتْ حَـالَ لـيـلُ النفوسِ و الُأفْقُ دَاجٍ و سَـهَـا الـناس عن سَنَاهُ فذَاقُوا كـيـف حَـوَّلْـتُمُ الضياءَ ظلامًا غَـالَ أُفْـقَ الـسلامِ أَنْ قَدْ لَبَسْتُمْ و صَـنَـعْـتُمْ جَوْرًا فَقُلْتُمْ هُوَ العَدْ لا تَـقُـولُـوا خَلاَ المقام مِنَ الصِّدْ و تَـفَـرَّقْـنَـا عِـنْدَهُ مِنْ شَتَاتٍ فـعَـلَـى مَـنْ نَبْكِي جِنِينُ و إِنَّا وَبِـأَيْـدِيـنَـا قَـدْ تَرَكْنَاكِ نَهْبًا وَبِـأَيْـدِيـنَـا يَـا فِلِسْطِينُ هَوْنًا * * * مـا نَـسِـيـنَاكِ و البَشَائِرُ هَلَّتْ إِنَّ فـي غُـرَّةِ الـزمـانِ ضِـيَاءً إن لـلإسـلامِ الغَدُ الْمُشْرِقُ الْوَضَّا لَـيْتَ شِعْرِي، هل بعد صَحْوِكِ إِلَّا و لَإِنْ كـان لـلـطُّـغَـاةِ مَكَانٌ | يـا بَـنِي العُرْبِ زِدْتُمُ اليومَ فَخْرَا! عًـا وقُـلْـتُـمْ تَعَالَ نَخْدُمْكَ جَهْرَا نَـا بِـهَـا الْمَجْدَ بَعْدَ يَوْمٍ وَنَصْرَا! أيَّ عِــزٍّ وَسُـؤْدَدًا ثُـمَّ ذُخْـرَا فَـضَـحَ الْـعَارَ يَا جِنِينُ و عَرَّى فـغَـدَوْتُـمْ مثلَ الأرانبِ ذُعْرَا ! مـا رَأَيْـنَـا لَـكُـمْ بِـهَا مُسْتَقَرَّا كُـلُّ أرضٍ مِـنَ المرارة حَسْرَى مَ أَحَـسَّـتْ مِـنْكُمْ خِدَاعًا وَغَدْرَا قـد نَفَضْنَا الأَيْدِي مِنَ الْعُرْبِ طُرَّا * * * رَفَـعَـتْ بـالأمـسِ المفاخِرَ تَتْرَا شَـمَـخَـتْ خوفًا و اسْتَبَدَّتْ مَفَرَّا فـي حِـمَـاكُمْ يُبَاحُ يَا قَوْمِ جَهْرَا مِـثْلَ هَذَا أَوْ شِبْهَ ذَا الجَوْرِ جَوْرَا أَيَّ خَـسْفٍ و يًُتَركَ الخَصْمُ حُرَّا! و تُـشَـادَ القصورُ قَصْرًا فَقَصْرَا أنـنـي قـد سَـئِـمْتُ منها مُقِرَّا لـلـذين استولوا على الأمر جَبْرَا و ارفـعـي رايـةَ الـتحرر فجرا نَـا لـه يـومَ يُـصْبِحُ الأمرُ أمرا أن نـرى لـلـعَـمِـيلِ فينا مَقَرَّا أو نُضِيعَ الحقوقَ غَصْبًا فتُشْرَى = يَـى حـيـاةً فـيـها نُعَذَّبُ قَسْرَا غَـاصِـبٌ لا يَمَلُّ في العدل نَحْرَا نًـا مُـبِـينًا و نَرْفَعُ الرَّأْسَ كِبْرَا و جَـعَـلْـنَا لَهُمْ مِنَ الرَّأْيِ عُذْرَا قـد عََـرَفْـنَا في تُرْبِهِ الظُّلْمَ مُرَّا ثُـمَّ أَوْرَثَْـنَـا بَـعْدَهُ الأرضَ فِكْرَا سَـرَّنَـا أن نَـرَاهُ بـالـعَقْلِ قَفْرَا و حََـفَـرْنَـا لـصَادِقِ الفَهْمِ قَبْرَا أو تـرى فـي النفوس صدقا وبِرَّا رِ فَـمَـا عُدْتَ تُبْصِرُ اليومَ خَيْرَا كُـلَّـمَـا غَـيَّبَ المَدَى مِنْهُ ذِكْرَا * * * مـن أَبَـى العدلَ شِرْعَةً و أََصَرَّا فـي بلادي أُشْرِبْتُ صَابًا و قِطْرَا كُـلَّ شَيْءٍ، و الأرضَ قُطْرًا فَقُطْرَا كُـو وَقَـدْ أَنْشَبَتْ مِنَ المَوْتِ ظُفْرَا تٍ" وهِمْنَا، حتى غدا النصرُ خُسْرَا رِفْـعَـةٌ إِثْـرَهَـا أَبَـتْ أن تَخِرَّا رَصَـدَتْـهُ الـعِـدَاةُ لـلسَّلْمِ دَهْرَا مـا خَـبَـرْنَا مِنْ قَبْلِهِ الحقَّ خُبْرَا تَـرُّهَـا حَـسْـرَةً تَـهُدُّ و جَمْرَا يـومَ صِـرْنَـا لَهَا و للجُبْنِ أَسْرَى مـثـل مـوج و البَرُّ أَسْفَرَ بَحْرَا لُـجَّـةً فـوقَ لُـجَّـةٍ فَوْقَ أُخْرَى إذ غَـدَتْ دُونَـهُ حِـجَابًا و سِتْرَا كُـلَّـمَـا قـد سَهَوْا مِنَ الظلمِ قَدْرَا و أَبَـيْـتُـمْ إلاَّ إلـى الـذُّلِّ سَيْرَا بـاطِـلًا بـالـسلامِ جَهْرًا و سِرَّا لُ و مـا مِـثْـلُـهُ لِمَنْ كَانَ غِرَّا قِ و لَـكِـنْ قـولوا هَجَرْنَاهُ هَجْرَا وَحُـشِـرْنَا حولَ السَّفَاسِفِ حَشْرَا مِـنْ صَـغَـارٍ نَرَى سَبِيلَكِ وَعْرَا و جَـعَـلْـنَا مِنْ يُسْرِنَا فِيكِ عُسْرَا وهَـوًى ضَـيَّـعْنَاكِ شِبْرًا فَشِبْرَا * * * مَـا نَـسِـيـنَاكِ يَا جِنِينُ، فَصَبْرَا سـوفَ يَـسْرِي إلى دِيَارِكِ فَجْرَا ءُ فـاسْـتَـبْـشِرِي بأَعْظَمِ بُشْرَى نِـعْـمَـةٌ ثَـرَّةُ الْـبَـشَائِرِ كُبْرَى فَــغَــدًا لا يَـرَوْنَ إِلَّا مَـفـرَّا |
