الأعمى

عبد السلام الكبسي

عبد السلام الكبسي

ليس

يدري أيّ الجهاتِ

سيذهبُ...

أيُّ المرافئ يرسو بقاربِ عينيهِ

أي الأماكنِ , يحملها ذكريات ٍ لعمر ٍ مُمض ّ ٍ

ولا نحو شيء ٍ محدد بالضبط ِ , يمضيْ

على شوكِ أيامه ِ ,

دونَ ورد ٍ من الفرح ِ الآدمي ِّ

يسيرُ الهوينا , الهوينا ..

كسائمة ٍ في قفار ِ الظنونِ

كرؤيا على فلوات ِ الجنون ِ

السؤال ُ هنا ,

مَنْ يواسيه ِ وحدتَه ُ

المستمرة ِ بالليل ِ

مَنْ يترفق ُ يقظتَه ُ بالنهار ِ

و مَنْ سوف يأخذُ بعضَ يديهِ

ليقطع َ شارعَ رغبته ِ

للرصيف ِ المقابل ِ

مِنْ خطوات ِ الوجود ِ الممل ِّ ,

يحدثنا :

" ليس إلا أنا , ها هنا ,

أتناول ُ كالإسبرين َ حياتيْ

وفي الظلمة ِ المستديمةِ ,

أرمق ُ دون عيون ٍ ,

كما تعلمون َ ,

بفلبي فقطْ

كي أرى من جديد ٍ

حياتي ْ

تمر ُّ بلا شكل ,

لا لون غير الحداد ِ

ولا غبطة ٍ غير هذا السواد ِ

من البشر الفرحين بلا أفق ِ ,

ليس هناكَ على الأفقِ غيريْ

تحديتها بالشرود ِ إلى غير ِ ذلك َ

مما ترون َ

بقلبيْ فقطْ

أيها المبصرونَ , فقلبي حديد ٌ ,

وقلبي أيضاً , كل ُّ الوجودْ