هناك ينكسر الغزاة

أحمد بشير
ahmed.beshir@sedico.net

هناك حيث القباب حراب          حيث الأسنة ألسن

حيث الصغار كبار                 حيث الحصاة قنابل

حيث الفضاء ملاجئ               حيث السماء غطاء

حيث الضباب سيول نار حارقة

والحلم سال دماؤه من واقع يغتال

والحلم أضحى خطوة تدنيك من بوابة الأسباط

والطفل لن يغدو إلى ألعابه     لم يبق من أترابه أصحاب

سيروح يحمل فى يديه حجارة السجيل ليصيب أبرهة اللعين هناك

وهناك حيث الخيل مسرعة وقد امتطاها خالد من غير درع سابغة

لكن تكسر سيفه والعرب لا سيف لهم أو طائرة

هذا صلاح الدين أيقظه الصراخ

من حرة ضربت بأيدى أثامة

لكن أغلال القيود تعوقه فلقد أحاطوا قبره بالطائرة

أتراهم يخشون قومة ميت أم أمة المليار تبدو عاجزة

وهنا شباب القدس يشمخ فى وجوه الظالمين

ويصد جيشا بالصدور العارية

وعواصم العربان يملؤها الضجيج حفلات عهر أو برامج ماجنة

والحاكمون بلادنا أعجاز نخل خاوية

وهنا تعانق قبة الصخرة زخات المطر

وهنا الملائك تحتفى بنسائم الجنات تقذف بالحجر

وهناك فى أعماق تاريخ مضى                       أبصرت كل الكون يسرع نحوها

كل بلهجته يغنى قصائدا                                   عن سحرها وجمالها

والكل يطلب ودها                                والكل يبذل ماله ودماءه من أجلها

فلقد تسامت عزة وفخامة واستعصت على العد أمجادها

يا قدس يا زهرة الشرق يا درة المدائن

يا قبلة الأرواح والعاشقون إليك من كل الأماكن

يا قدس يا مسرى الرسول هناك ينكسر الغزاة

ويحطم الأطفال أحلام الطغاة

وهناك أسراب الحمام تزف أسراب الرجال إلى الجنان

والغاصب المحتل يفقد عزمه والحر يأبى ذلة وصغار

والمسلمون دمى عرائس لا تجيد سوى التخاصم والشجار

يا أيها الأقصى تماسك لا تبدى ضعفا فى وجوه الماكرين

لا تستكن كم حاربتك جيوشهم وبقيت صلبا لا تلين

كن فى عيون صغارنا أنت الأمل

والنور يهدى الحائرين

كن صامدا فلك الدماء تسيل كالمطر الغزير

والنيل يرسل دمعه وكذا الفرات يفيض من وقع مرير

يوما سترتسم الشفاة على الحجر

وترابك المكنون يعتنق النجوم بلا خجل

والطفل يرسم ما يشاء بلا وجل

سيغير التاريخ أشكال الخرائط والصور

وسيصنع الأحرار من أفراع الزيتون سيفا قويا لا يفل

وسيقتل الفجر المضيئ ظلام ليل قد أطل

فتأهبوا للثورة الكبرى فقد قرب الأجل

يا قدس لا تحزن سيجئك الشهداء فى أبهى الحلل

ويهنؤك فقد خلصت من الدجل

لا تيئسوا فلك ميعاد أجل

وسوم: العدد 731