خُلَاصَةُ كِتَابِي العَلَّامَة يُوسُفُ القَرَضَاوِيّ 1

إمَامٌ أحْيَا اللهُ بِهِ العالَمَ

sddsfgn10061.jpg

ومَعَهُ:

رَفْعُ الحَرَجِ والأيْن بِشَرْحِ القَرَضَاوِيَّتَيْن

الإهداء

إلى شيخي موضوع هذا الكتاب والبحث؛ الإمام العلامة أبي المحاسن، جمال الدين، يوسف بن عبد الله القرضاوي؛ هدية منه إليه، وعرفانا وتقديرا لعلمه وفضله ونبله،على حد قول الشاعر عبد الله الإسطرلابي:

أهدي لمجلسه الكريم و إنما

أهدي له ما حُزتُ مِن نَعْمائه

كالغيث يسقيه السحاب وما له

فضل عليه ؛ لأنه من مائه

ثمرات الأوراق لابن حجة الحموي، الموسوعة الشاملة

--------------------------------------------------------

من أقوال شيخنا القرضاوي الرائعة:

"أحبُّ الخيرَ لِلنَّاس كُلِّ الناس،

لا أحمِلُ عداوةً ولا حِقدًا شخصيًّا لأحد؛

فالناسُ جميعًا إخوةٌ لي، إمَّا في العقيدة، وإمَّا في الوطن،

وإمَّا في الإنسانيَّة . .

كُلُّنا شُرَكاءُ في العُبوديَّة لله، والبُنُوَّة لآدمَ،

إنَّما أعَادِي من يُعَادي أمَّتي، وأحارِب من يُحارِبُ عقيدتي"

بسم الله الرحمن الرحيم

بين يدي الكتاب

القرضاوي العالِم الكبير .. الدولة الكبيرة

مالئ الدنيا وشاغل الناس

الحمد لله رب العالمين القائل: (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط)، والقائل عزَّ شأنه أيضا: (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات)، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيدنا محمد القائل: "العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا، وإنما ورَّثُوا العلم فمن أخذه فقد أخذ بحظ وافر"، والقائل أيضا: "ليس منا من لم يوقر كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا حقه"، والقائل: "لا يستخف بالعالم إلا منافق"، والقائل: "يحمل هذا العلم من خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين"، أما بعد:

فإن تاريخنا الإسلامي - في مختلف عصوره- قد حفظ لنا نماذج كبيرة وعظيمة ورائعة لعلماء أعلام -"جبال"- أجلاء كبار وأفذاذ كانوا يعادلون - في وزنهم وهيبتهم وتصرفاتهم وسلوكهم وحالهم وقالهم- دُولا كبرى، وحُكوماتٍ عظمى بجيوشها وعروشها وممتلكاتها؟!

وإذا كان سلاطين الناس وحكامهم ورؤساؤهم الدنيويون يحكمون أجساد الناس وأشباحهم؛ فإن العلماء الربانيين خريجي المدرسة المحمدية يحكمون قلوب الناس ونفوسهم وأرواحهم؟!

وسأذكر - من ذلك الطراز الرفيع والنمط الفريد- خمسة علماء أعلام:

*أولهم: إمام دار الهجرة مالك بن أنس الأصبحي ت 179هـ؛ الذي كان سلطانا بعلمه ونبوغه وهيبته وصدعه بالحق وعدم بيعه دينه بدنياه.

وقد صوَّرَ عظَمَتَه وهيبتَه تلكَ شاعرٌ مدحَه بقوله:

1

يدع الجواب فلا يُراجَعُ هيبةً           و السائلون     نواكس   الأذقانِ

أدب الوقار، وعز سلطان التقى           فهو المطاع ، وليس ذا سُلطانِ

*تزيين الممالك بمناقب الإمام مالك للسيوطي 38.

*ثانيهم: عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام السلمي الدمشقي؛ سلطان العلماء ت 660هـ: العلامة الفقيه الشافعي الأصولي الذي بلغ رتبة الاجتهاد، والذي وصفه السبكي بقوله فيه: "القائم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في زمانه".

وقال ابن شاكر الكتبي واصفا إياه: "وكان أمَّارا بالمعروف نَهَّاءً عن المنكر، لا يخاف في الله لومة لائم".

والذي كانت تهابه الملوك ولا يهابهم، وقد وقف في وجوههم مرات صادعا بالحق لا يخاف في الله لومة لائم؛ بل هم كانوا يهابونه، ويحسبون له كل حساب، وقد اصطدم معه الملك الأشرف "بسبب مسألك الكلام، وتعصب الحنابلة فيها وتأليبهم عليه"- ففرض عليه الإقامة الجبرية، ثم صالحه الملك الأشرف وندم على ذلك، ومنع الكلام على مسألة الكلام.

واصطدم مع ملك الشام الخائن "الصالح إسماعيل" الذي خاصم أخاه ملك مصر "نجم الدين أيوب" واستعان بالصليبيين على أخيه وأعطاهم مدينة صيدا وقلعة صفد، وغيرهما؟! فهبَّ الشيخ في وجهه ووجه الخائنين معه، وخطب وأفتى بتحريم بيع السلاح لهم من على منبر الجامع الأموي، وقطع الدعاء للسلطان، فعزله واعتقله مع صاحبه ابن الحاجب المالكي؛ لاشتراكه معه في الإنكار على السلطان إسماعيل. ثم أراد السلطان مصالحته وإرجاع مناصبه إليه بشرط تقبيل يد السلطان فأبى الشيخ قائلا لرسول السلطان: "والله يا مسكين ما أرضاه أن يقبل يدي فضلا عن أن أقبل يده، يا قوم أنتم في واد وأنا في واد؟!!".

ثم هاجر الشيخ عز الدين إلى مصر ونجا من أسر السلطان الخائن، ووصلها معززا مكرما من سلطانها الذي عينه قاضي القضاة بمصر.

ثم تعرَّض لمحنة أخرى كادت تودي بحياته وهي فتواه ببيع أمراء الدولة التي انتصر فيها وباع أولئك الأمراء ثم أعتقهم، وصرف ثمنهم في وجوه

2

الخير، ورجعوا إلى مناصبهم بعد أن غدوا أحرارا، وتخلَّصوا من رِقِّهم!!

وعاش الشيخ عزيزا بمصر وتوفي فيها عزيزا كريما، بعدما أعزَّ شرع الله فأعزه الله تعالى، وخلَّد التاريخ اسمه في الشرفاء الأحرار.

*الإسلام بين العلماء والحكام. للشيخ عبد العزيز البدري ص 191- 197.

*ثالثهم: العلامة الفقيه المحدث نجم الدين محمد بن سالم الحفني الشافعي ت 1181هـ؛ شيخ الجامع الأزهر، ورئيس مصر، وعمدتها وقطبها؛ كما وصفه تلميذه العلامة أبو الفيض محمد مرتضى الزبيدي. المعجم المختص ص 800.

ووصفه المؤرخ المصري الكبير عبد الرحمن الجبرتي بقوله: "... وشاع ذكره في أقطار الأرض، وأقبل عليه الوافدون بالطول والعرض، وهادته الملوك، وقصده الأمير والصعلوك...". عجائب الآثار 1/462.

*رابعهم: العلامة الموسوعي اللغوي الكبير الفقيه المحدث أبو الفيض محمد بن محمد؛ مرتضى الحسيني الزبيدي ت 1205هـ: الذي وصفه تلميذه المؤرخ الكبير عبد الرحمن الجبرتي ت 1241هـ بقوله: "... فعظم أمره وانتشر صيته، وطُلِب إلى الدولة فأجاب، ... وكاتبه ملوك النواحي من الترك والحجاز والهند واليمن والشام والبصرة والعراق وملوك المغرب والسودان وفزان والجزائر والبلاد البعيدة، وكثرت عليه الوفود من كل ناحية ...". عجائب الآثار في التراجم والأخبار 2/309.

*خامسهم: العلامة المحدث الكبير الرباني الشيخ محمد بدر الدين بن يوسف الحسني البيباني الدمشقي ت 1354هـ- 1935م: الذي وصفه تلميذه الشيخ علي الطنطاوي ووصف غرفته تلك - بدار الحديث بدمشق- المتواضعة بمظاهرها العظيمة بشيخها فقال: "... ويمضي إلى دار الحديث إلى غرفة له فيها صغيرة مبسوطة بالبُسط، ما فيها إلا جلد و(طُرَّاحة) ومخدات من قَشٍّ، ولطالما دخل هذه الغرفة من ناس: من رجال الدين ورجال الأديان، وطالما دخلها علماء أعلام وأمراء وحكام كانت ترْتَجُّ الأرضُ مِن تحتهم، وترتجف القلوب من خشيتهم، فإذا دخلوها نزعوا أحذيتهم وجلسوا على ركبهم، وتخشَّعوا وصمتوا، جمال باشا، (وما أدراكم ما جمال باشا) وولاة

3

قبله، ومفوضون سامون من بعده؛ فكان جلال هذه الغرفة يجعل الجبّار طفلا، والعالم العلامة تلميذا، والكبير عند نفسه وعند الناس صغيرا أمامَ هيبة العلم والدين والتقى". رجال من التاريخ 137.

*ووصفه أيضا فقال: "وكان الشيخ بدر الدين -كما قلت لكم- شيخ دمشق، أمره فيها الأمر، لا يخرج عليه حاكم أو محكوم". رجال من التاريخ 145.

وشيخنا القرضاوي - فيما أرى- من هؤلاء العلماء السادة، وهو سادسهم؛ فقد ملأ الدنيا وشغل الناس بكتبه ومصنفاته المختلفة والمتنوعة، والتي نيفت على السبعين، وقد شملت جل العلوم الإسلامية من فقه وأصول وتفسير وعقيدة وسير وسلوك وتصوف واقتصاد إسلامي، والتاريخ والتراجم، والتربية والحركات الإسلامية، والشعر والأدب، ... إلخ.

كما ملأ الدنيا وشغل الناس بفتاواه التي شرقت وغربت، ولبت احتياجات شرائح واسعة من المسلمين في جُل أقطار الدنيا.

وملأ الدنيا وشغل الناس بدروسه ولقاءاته ومحاضراته التي ألقاها في وسائل الإعلام المقروءة والمكتوبة والمسموعة، في الصحف والمجلات المختلفة، وفي الإذاعة والتلفاز التقليديين، ثم عبر القنوات الفضائية العديدة، ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي.

كما ملأ دنيا الناس وشغلهم بمذكراته المطولة الشائقة والماتعة والواسعة التي استغرقت نحو 2390 ص، وجمعت في كتاب بعدما كتبت في بعض الصحف، وأذيعت خلاصتها في 30 حلقة تلفازية على قناة الحوار" الفضائية اللُّنْدُرِيَّة سنة 2016م، وقد شاهدت وتابعت أكثرها.

وقد ضمَّت أخبار ونشاطات نحو سبعين سنة من العمل المتواصل الدؤوب، والأسفار والرحلات في خدمة الدعوة الإسلامية تدريسا وتأليفا وتعليما وإفتاء وإنشاء وتأسيس مؤسسات وهيئات أو المشاركة والإسهام فيها.

وملأ وشغل الناس بقصائده وأشعاره الرائقة الفائقة التي تَهُزُّ الوجدان وتُحرِّك القلوب والنفوس والمشاعر وتُطربها وتُرقصها بمعانيها ومبانيها، وبكونها تعبر عن هموم الناس وقضاياهم الحقيقية؛ من فضح الظلم والحكام الظلمة والمستبدين وتعريتهم، والدعوة إلى الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة

4

الإنسانية للشعوب، ولا سيما لشعوبنا العربية والمسلمة، وتسخر من كل أشكال الظلم والقهر والتعذيب والعسف والسجن والقمع لهذه الشعوب المسكينة والمغلوب على أمرها، والمبتلاة -أكثرها وجُلُّها- بحكام طغاة فاسدين يسومونها سوء العذاب، وهم أذلاء خانعون لأعدائهم وسادتهم الغربيين، ومُستأسدون مُستنسرون على شعوبهم الضعيفة التي يحكمونها بالحديد والنار، ولا يرقبون فيهم إلا ولا ذمّة؟!

كما أنه ملأ وشغل الناس بمواقفه الثورية ومناصرته لـ ثورات "الربيع العربي" السلمية للشعوب العربية المظلومة المكلومة على حكامها الطغاة الفَسَدَة الفجرة الجَوَرَة، في تونس وليبيا واليمن ومصر وسورية.

أيدها بخطبه في مساجد الدوحة ومصر، وعبر دروسه في قناة الجزيرة الفضائية، وفي الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي؛ فتابع أخبار هذه الثورات السلمية أولا بأول، وساندها، وفرح بها، ووجه أصحابها وشجعهم وحرَّضهم، وحضهم ودعاهم إلى الاستمرار بها سلمية، وعدم تخريب الأشياء والممتلكات العامة، ومنع الشرطة والعساكر من إطلاق النار على إخوانهم المتظاهرين السلميين، وحرَّم ذلك عليهم، ودعاهم إلى عِصيان أوامر قادتهم في ذلك؛ لأنه أمر بالمنكر، وقتل بغير حق.

كما دعا الحكام إلى الاستجابة إلى مطالب الشعوب المُحِقَّة؛ من الحرية والديمقراطية، والعدالة والكرامة والعيش الكريم، وإصلاح الفساد المالي والإداري والسياسي، وإجراء إصلاحات حقيقية ملموسة.

ووقف مع الثورة التونسية "ثورة الياسمين" حتى سقط طاغيتها "زين العابدين بن علي" وفر هاربا إلى السعودية، وزوجه "سلمى الطرابلسي" هربت بأموالها إلى الإمارات.

كما وقف مع الثورة المصرية حتى سقط طاغيتها المخلوع وغير "المبارك حسني"، ونزل إلى ميدان التحرير في القاهرة وخطب خطبته الشهيرة خطبة الجمعة في الملايين من الناس، وكان يوما مشهودا، شارك فيه أبناء شعبه المصري أفراحهم بزوال الكابوس الذي جثم على صدورهم طيلة ثلاثة عقود، وهو يسرق وينهب ويفسد البلاد والعباد.

وكذلك فقد وقف شيخنا مع الثورة والثوار في ليبيا حتى انتصروا على

طاغوتها ومسخها الوقح القميء الهمجي "معمر القذافي" سنة 2011م.

هذا ولا ننسى وقوف شيخنا مع ثورة إخواننا في سورية ضد بطش نظام البعث الفاجر القاتل الجائر، ونظام بشار الأسد وأبيه الذي أفسد الحرث والنسل وأرهق البلاد والعباد طيلة أربعة عقود؛ ثم زاد في طغيانه بعد الثورة السورية المباركة حتى قتل مئات الآلاف من السوريين، وسجن وعذب واختطف مثلهم كذلك، كما هجر الملايين منهم داخل سوريا وخارجها إلى جُلِّ أنحاء العالم.

فكان شيخنا القرضاوي مع الثوار السوريين منذ بدء ثورتهم في شهر آذار مارس 2011م، في خطبه ودروسه ولقاءاته التلفازية والصحافية، يوجه الثوار ويرشدهم، ويشجعهم ويحضهم على الاستمرار، ووقف ضد حزب الله اللات الشيطاني اللبناني، وضد إيران الرافضية الداعمة للنظام البعثي الأسدي الطائفي في دمشق، وفضحهم وعَرَّاهم، ودعا الشعوب العربية والمسلمة للوقوف مع الشعب السوري المظلوم المكلوم، ودعمه ماديا ومعنويا، وردَّ على المُشككين والمثبطين لهمم الثوار، بقولهم: إن هذه الثورات من الفتنة المنهي عنها شرعا، وبيَّن أن السكوت على الحكام الظلمة، وعدم الإنكار عليهم هي الفتنة الكبرى، وأن الثورات السلمية هي من إنكار المنكر بالقول واللسان وأنها مشروعة ومُثاب فاعلوها؛ بل هي واجبة، وأنها ليست من الفتنة المذمومة في شيء.

وقد عانى الشيخ في موقفه هذا المشرف والشجاع الشيءَ الكثير، ودفع الثمن غاليا، من أعداء الثورات العربية، وداعمي الثورات المُضادة بالمال والرُّز الخليجي الفاسد؛ الذين شيطنوا الشيخ، وشيطنوا جماعة الإخوان المسلمين المعتدلة الوسطية التي يُعدُّ أصحابها بالملايين، وشيطنوا كذلك كل مؤيديهم من الشرفاء، وهم بالملايين.

ولم يبال الشيخ بحملات السفهاء والعملاء المنافقين المشبوهين والمشوهين لصورته؛ بل ثبت على موقفه المشرف هذا، وواصل مسيرته في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، والصدع بالحق، حتى وافاه أجله.

*وبعد: فماذا يمكن لكاتب أو شاعر أو ناثر أو مؤلف فرد وضعيف مثلي أن يحيط بأعمال وأحوال وخدمات شيخنا هذا الرجل "الدولة" العظيم، وما قدمه

6

للدعوة الإسلامية، وللمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها؟!

إنه الحبر والبحر في العلم والفكر والثقافة، والرجل في أمة؛ في السعي والعمل والبذل والعطاء، وصدق الله العظيم القائل: (وربك يخلق ما يشاء ويختار)، والقائل: (نرفع درجات من نشاء).

وكما جاء في الأثر: "إن لله خواصَّ، في الأزمنة والأمكنة والأشخاص".

ولله در الشاعر القائل:

إن الأكابر يحكمون على الورى             و على الاكابر   تحكم العلماءُ

والآخَر القائل:

حلف   الزمان   ليأتين   بمثله               إن   الزمان   بمثله   لبخيلُ

والآخر القائل:

حلف   الزمان   ليأتين   بمثله             حنثت يمينك   يا زمانُ فَكَفِّرِ

رحم الله شيخنا القرضاوي رحمة واسعة، وعوَّض الأمة عن وفاته خيرا، وجزاه عنا خير الجزاء كفاء ما قدم لدينه وأمته، وحشره مع سيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا، والحمد لله رب العالمين.

*ملاحظة: كتابي هذا مُلخص من كتاب كبير عن الشيخ أعددت أكثره، واختصرته مرَّتين، لما رأيته طال كثيرا، ولا يُمكن أن ينشر للقراء بذلك الحجم الكبير، ولذلك ما ليس موجودا فيه سيكون بإذن الله في الكتاب الكبير؛ كترجمة شيوخ القرضاوي وبعض تلامذته المشاهير، وجوانب أخرى من حياة الشيخ، رحمه الله تعالى رحمة واسعة، ونفعنا ببركته وبركة الصالحين من عباده، وأنالنا شفاعتهم، آمين.

                         وكتبه: سيد أحمد بن محمد السيد

أنجيز - صامسون، الجمعة صباحا س: 1،52 د، في:

                           17/4/1444هـ - 11/11/2022م.

7

الباب الأول

قصيدتان في شيخي القرضاوي

1- القصيدة الجديدة: دمعة وفاء ورثاء على:

الإمام العلامة الألْمَعِيّ الشيخ يوسف القرضاوي

رجل في أمة، بركة السلف وبقية الخلف

سيرة حسنة ومسيرة حافلة للحبر العلامة المُجَدِّد النابغة والمفكر الإسلامي: شيخ الصحوة الإسلامية؛ الإمام الهمام، شيخي أبي عبد الله يوسف القرضاوي، شيخ الوسطية والاعتدال المجاهد، فارس المنابر والشاشات والمؤتمرات الإسلامية، شيخ الثورات العربية الإسلامية، نصير الشعوب المظلومة، الشوكة في حلوق الطغاة والحكام المُستبدين الفاسدين

سيد أحمد بن محمد السيد

1- يَبْكِيكَ   قَلبِي   مُشْرَبًا   بِدُمُوعِي       وَلِهًا   يُكَابِدُ   لَسْعَةَ الْمَلْسُوعِ؟!

2- ويَضِيقُ بِي الكَونُ الرَّحِيبُ ومُهْجَتِي

لَتَكَادُ مِنْ لَهَفٍ تُذِيبُ ضُلُوعِي

3- مُذ جَاءَ نَعْيُكَ فِي الحِوَارِ وَجَدْتُنِي           كالهائمِ الوَلْهَانِ ، بَلْ كَمَضِيعِ

     *******

4- مَا إنْ رَأيتُ الشَّيخَ يُوسُفَ؛ نَعْيَهُ         حَتَّى غَدَوتُ   كَفَاقِدٍ   لِرَضِيعِ

5- أصْبَحتُ شَرْوَى ثاكِلٍ لِوَحِيدِها         فَقَدَتْ   لِنُورِ حيَاتِها ، و رَبِيعِ

6- أسَفَ العُلُومِ! عليهِ مَعْ أربابِها         لَبِسَت رِداءَ الحُزنِ و التَّفْجِيعِ

7- حَقًّا قَضَى القَرَضاوِ زَوجِي! حَسْرَةً

   لِفِرَاقِ شَيخٍ باذِخٍ ، و مُطِيعِ

8- عَزَّيتُها فِيهِ ، وقلبِي فِي جَوًى         و أنَا أكَتِّمُ عَبْرَتِي ، و دُمُوعِي

8

9- مِن بِعْدِها فاضَتْ عُيُونِي مِن أسًى       لِفِراقِه ، أمْسَيتُ   كَالْمَصْرُوعِ

10- و اللهِ   لَمْ أحْزَنْ   لِفَقدِ الوالديـ       ـن كَمَا حَزِنْتُ لِشَيخِنا النِّفِّيعِ

       *******

11- عَجَبًا قضَى شَيخُ العُلومِ وبَحرُها       و مُفيدُها ، بِقِصَابِها ، و نُجُوعِ

12- بَهْرًا قضى شيخُ المَنَابِرِ فَخرُها؟!       و مُؤثِّرٌ بِحُشودِها ، و جُمُوعِ      

13- حَقًّا مضى زَينُ المَحَافِلِ و المَجَا       لِسِ فَذُّهَا ، والعالِمُ المَوسُوعِي

14- أوَ قَدْ ترَجَّلَ فارِسُ الإسلامِ عن       فَرَسِ الجِهاد، بِلَا وَنًى وهُجُوعِ؟

15- مَن كانَ يَقضِي لَيلَهُ و نَهارَهُ        في خِدْمَةِ الإسلامِ ، و التَّشْرِيعِ

     *******

16- يا سَيِّدِي! طُوبَى لَكُم بِكِفاحِكُم         و نِضالِكُم في هِمَّةٍ و نُصُوعِ

17- في ساحَةِ الحَرْبِيِّ أبْئِسْ بِاسْمِه!         مِن سِجنِ سُوءٍ مُهْلِكٍ ، و بَشِيعِ

18- في سِجنِ طاغِي مِصرَ بل فِرْعَونِها

   في عَهدِ عَبدٍ خاسٍرٍ، و وَضِيعِ

19- في مِحْنَةِ الإخوانِ كَمْ عانَيتُمُو؟       في اللهِ ، في حَبسٍ مَعَ التَّجْوِيعِ

20- بِخُروجكم مِن مصر من أجلِ الهُدى

   غِبَّ الأذى و القَمْعِ و التَّرْكِيعِ

     *******

21- أرْضُ الجَزائِرِ ليسَ تنسى شَيخَنا       في الجامِعَاتِ مُدرِّسًا لِجُمُوعِ

22- و بِمُلتَقى الفِكْر الشَّهِيرِ بِرَبْعها         في كُلِّ عامٍ ، مُتْحِفًا   بِبَديعِ

23- و كذاكَ   مُؤتَمَرٌ   لِسِيرةِ أحمَدٍ         و لسنةٍ ،   بِلِوَائِها   المَرْفُوعِ

     *******

9

24- هُوَ فارِسُ الإسلامِ في شاشَاتِنا           و إذاعَةٍ ، و صِحَافَةِ التَّوزِيعِ

25- مَنْ يَنْسَ طَلْعَتَهُ البَهِيَّةَ داعِيًا           في صَوتِهِ الهَدَّارِ قُرْبَ مُذِيعِ

26- يَدعُو إلى دِينِ الحَنيفةِ باسِمًا          و مُبَشِّرًا ، أو مُنذِرا لِسَمِيعِ

27- فتُحِسُّ   أنَّ فُؤادَهُ   هُوَ ناطِقٌ         لا فُوهُ ، في دَرسٍ لَهُ بِجُمُوعِ

28- ولِذا تُؤثِّرُ في النفُوسِ دُرُوسُه

       فالسِّرُّ في الإخلاصِ لا التَّرْصِيعِ

29- أمنتُ بالإخلاص سِرًّا ساحِرًا           و مُؤثِّرًا   في قائِلٍ ، و سَمِيعِ

30- تاللهِ لن ننسى برامِجَ سُجِّلَتْ         تدعو إلى دِين الهدى بِرُجُوعِ

31- بِشريعةٍ و حَياتِنا بِـ "جَزيرةٍ"         و بـ "مِنبرٍ"، بأبُو ظبي بِرُبُوعِ

32- و بخُطبةٍ في جُمْعةٍ في دَوحَةٍ          فيها ، يُجَلْجِلُ داعِيًا لِجُمُوعِ

33- فتَهزُّ أعْماقَ القُلوبِ عِظَاتُكُم           تَذَرُ   المَآقِي   ذُرَّفًا   بِدُمُوعِ؟!

     *******

34- إنْ نَنْسَ لا نَنسَى مَقَالَاتٍ لكُم           في "أمَّةٍ"، بِكتابِها المَوْسُوعِي

35- يا مُنشِئًا و مُؤسِّسًا لِتَجَمُّعِ الـ           ـعُلَمَا اتِّحَادًا   لِلهُدَى المَرْفُوعِ

36- و مُؤسِّسًا "إسلامَنا   بِمُبَاشِرٍ"         لِلشَّابِكَةْ ؛   بِتَنَوُّعِ   المَوضُوعِ

37- بمُجَمَّعاتِ الفِقهِ كَم مِن صَولَةٍ         أو جَولةٍ ، كانتْ   لَكُمْ بِطُلُوعِ

38- أمَّا   فِلِسطِينٌ   فتِلكَ   قَضِيَّةٌ         - لِلشيخِ - أُولَى عاشَهَا بِسُطُوعِ

39- بِدُروسِه، ومَواعِظٍ، ومَجالِسٍ           و بِكُتْبِه ، و لِسانِه ،   بِجَمِيعِ

   *******

40- أمُسَانِدَ الثَّوْراتِ   فِي بُلدانِنا          ضِدَّ الطُّغَاةِ ، بِمُدْنِنَا و رُبُوعِ

41- في تُونُسَ الخَضْراءِ أو بِكِنَانَةٍ           و بِلِيبيا ، و بِسُورِيَا ؛   لِرَبِيعِ

10

42- يا فاضِحًا حُكامَنا ؛ فُسَّادَهُمْ           و مُؤيِّدًا لِلشَّعْبِ ، ضِدَّ خُنُوعِ

43- لم تَخْشَ في قَولِ الحَقِيقةِ لائِمًا         مِن حاكِمٍ ، أو فاجِرٍ و رَقِيعِ

44- عَرَّيْتَ عَبْدًا خاسِرًا، كَمُعَمَّرٍ         مَجنُونِ لِيبْيَةَ مِسْخِها المَخْدُوعِ

45- و كَذاكَ شَينُ الفاسِقِينَ بِتُونسٍ           بِزَعِيمِ مِصْرَ الراحِلِ المَخْلوعِ

46- و كذاك عبدٌ طالِحٌ ، بِيَمانِنا         وبِسُوسِ مصرَ الخائِنِ المَجْلُوعِ

47- و كَمِثْلِ بَشَّارِ الرَّذِيلَةِ والخَنَا    

مُنْدَسِّ سُورْيَا وَحْشِهَا المَصْرُوعِ

   *******

48- يا أيُّهَا الشيخُ المُتَوَّجُ بِالتُّقَى!       و العِزَّةِ   القَعْسَاءِ ،   بِالتَّرْفِيعِ

49- يا أيها البَحْرُ الخِضَمُّ بِعِلمِه !         و وَقارِه ، و حَيَائِه ،   بِخُشُوعِ

50- عَلَّمْتَنا   مَعْنَى الكَرَامَةِ و الإبَا         و الإِعْتِزازِ   بِدينِنا   المَرْفُوعِ

51- يا شَيخَ صَحْوَتِنا وبانِيَ صَرْحِها       مَعَ خِيرَةِ العُلَمَاءِ؛ مِنْ مَجمُوعِ

     *******

52- يا صاحِبَ التَّيْسِيرِ و التَّبْشِيرِ في       دِينِ الهُدى ، ورِسَالةِ التَّشْرِيعِ

53- و بِمَنْهَجٍ     وَسَطِيَّةٍ     أعْلامُهُ         و سِمَاتُهُ ؛ مِن خَالِقِ المَرْفُوعِ

     *******

54- يا فَاضِحًا !   أبْنَاءَ عَلْمَانِيَّةٍ         في كُتْبِهِ، و حِوَارِهِ المَوضُوعِيّ

55- و مُبِيِّنًا   أخطارَهَا ، إرهابَهَا       و تَطَرُّفًا ، في نَهْجِها المَتْبُوعِ

   *******

56- يا شَاعِرًا   مُتَألِّقًا ، و مُحَلِّقًا         في شِعرِه المَسْطُورِ والمَجْمُوعِ

57- يا صاحِبَ النَّفَحَاتِ واللَّفَحَاتِ كَمْ

     أطرَبْتَنا في شِعْرِكَ التَّرْصِيعِيّ

11

58- والمُسلمونَ القادِمُونَ بِنَصرِهم       لِخَلَاصِ هذا   العالَمِ   المَوجُوعِ            

   *******

59- سَتَظَلُّ في دُنيا الفَضِيلةِ مِشْعَلًا       نَجْمًا   بِها ،   مُتلألِئًا   بِسُطُوعِ

60- ستظل في سِفْرٍ لِأعلامِ الهُدى       شَمسًا   تُنَوِّرُ دَربَنا ؛   بِطُلُوعِ

61- ستظل فينا حاضِرًا ، و مُؤثِرًا       بِكُنوزِ تأليفٍ - لَكُمْ - كَشُمُوع

62- بِمُصَنَّفاتٍ   حافِلاتٍ     جَمَّةٍ       هَيَ ثَرَّةٌ مَعَ طَرْحِها المَوضُوعي

   *******

63- فسَلامُ رَبِّي حِينَ مَولِدِ يُوسُفٍ       وسلَامُه ، في بَرْزَخٍ ، وهُجُوعِ

64- وسَلامُ رَبِّي حِينَ يُبْعَثُ آمِنًا       لِلِقَائِهِ ، في حَشرِنَا   المَجْمُوعِ

65- يَا رَبِّ ! أكْرِمْ نُزْلَهُ ، و تَوَلَّهُ       في قَبرِه ؛ اجعَلهُ كَرَوضِ رَبِيعِ

66- أسكِنهُ ربي في الفَراديسِ العُلى       مَعَ الَاولِيَا ، بِجِوارِ خَيرِ شَفِيعِ

67- و كَذَاكَ طُلَّابٌ لَهُ ، و أحِبَّةٌ       أكرِمْهُمو ؛   بِالفَضْلِ   و التَّرْفِيعِ

*********

*شرح الغريب:

(1) مُشربا بدموعي: مُمْتَزِجًا بها. *ولها: متحيرا ذاهب العقل من شدة الحزن. *يكابد: يقاسي ويعاني. *الملسوع: من لسعته العقرب بِحُمَتِها "بشوكتها"، واللسعة المرة الواحدة من اللَّسْع.

(2) الرحيب: الواسع. *مهجتي: قلبي. *لَهَف: حَسْرَة.

(3) نعيك: خبر موتك. *الحوار: قناة "الحوار" الفضائية المعروفة للأستاذ والإعلامي المعروف د. عزام التميمي، ومقرها في "لُنْدُن". *وجدتني: وجدت نفسي، أحسستها. *الهائم: شديد العطش، التائه. *الولهان: المتحيِّر جدا بسبب الحزن الشديد، أو الحب الشديد. *مضيع: ضائع، مفقود.

(4) فاقد: امرأة وأمٌّ فاقدة.   (5) شروى: مثل. *ثاكل: امرأة ووالدة.

12

(6) أسَفَ العلوم: يا حَسْرَةَ العلوم ويا حُزنَها. *أربابها: أصحابها.

*التفجيع: المصيبة الشديدة المُؤلِمَة.

(7) قضى: مات وتُوفي. *زوجي: يا زوجتي. *حسرة: أسفا عليه وحُزنا. *باذخ: مرتفع، عظيم. *مطيع: أي طائع لله، صالح.

(8) جوى: حُرقة وألَم. *أكتم: أُخْفي. *عبرتي: دَمْعتي.

(9) أسى: حُزن. *المصروع: الشخص الذي يَنْتابُه ويأتيه الصَّرَع: الجُنون المُتَقَطِّع، المُؤَقَّت.

(10) النِّفِّيع: كثير النفع والفائدة. "صيغة مُبالَغة".

(11) القِصَاب: ج قَصَبَة، المنطقة، البلدة. قال شوقي رحمه الله:

تَجَلَّى مَولِدُ الهادي و عَمَّتْ             بَشَائرُهُ البَوَادِيَ ، و القِصَابَا

*نجوع: ج نَجْع، مكان الكلأ "العُشْب"، أو المكان عامَّة؛ يُقال: نجع الكلأ: طلبه في مواضعه، ونجع المكان: أتاه ونزل به. المعجم الوسيط 903.

(12) بهرا: عجبا. *حشود: ج حَشْد، الجمع الكبير.

(13) زين المحافل: زينة المجامع والاجتماعات والمنتديات. *فذها: فريدها. *الموسوعي: ذو العلم الغزير المتنوع، ذو الثقافة الواسعة.

(14) ترجل الفارس: نزل عن حصانه؛ كناية عن توقفه عن العمل والجهاد وخدمة الإسلام والعلم. *ونى: ضعف. *هجوع: نوم.

(16) طوبى لكم: هنيئا لكم. *كفاحكم: نضالكم وجهادكم ومكافحتكم أعداء الإسلام وخصومه. *نصوع: وضوح.

(17) ساحة الحربي: ساحة السجن الحربي سيئ السمعة والصيت، ذلك السجن الرهيب الذي سُجن فيه الشيخ القرضاوي ورفاقه ومئات من الإخوان المسلمين، بأمر فرعون مصر الكبير وطاغيتها الشهير "العبد الخاسر؛ جمال عبد الناصر"، وعُذِّبُوا عذابا شديدا تشيب لهوله الولدان، بأسلوب وحشي بشع مقزز، يُذكر بسجون "محاكم التفتيش" في إسبانيا، و"الباستيل" في

13

فرنسا، أدخل هؤلاء الناس فيه ونُكِّل بهم وسيموا الخسف وأشد العذاب، لا لذنب سوى أنهم يقولون: ربنا الله، ونريد إصلاح الفساد وتحكيم شريعة الإسلام؟! (وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد*). سورة البروج 8. وفي هذا السجن وفظائعه وشناعاته ألف العلامة الشيخ القرضاوي أروع ملاحمه "ملحمة الابتلاء؛ الملحمة النونية" المكسورة التي تُنيف على 300 بيت من البحر الكامل؛ فهي تصف هذا السجن الوحشي وصفا بارعا دقيقا مفصلا للقارئ كأنه يراه ويعيش فيه؟!! وقد حفظها بعض سجناء الحربي ومنهم الخطيب المصقع المصري الشيخ عبد الحميد كشك رحمه الله تعالى. *أبئس باسمه: ما أبأسَ اسمَهُ! وما أقساه وأشده وأبشعه! *بشيع: شديد البشاعة، قبيح جدا.

(18) طاغي مصر: ظالمها وجبارها الكبير. *عبد خاسر: هو جمال عبد الناصر، ولأن اسمه وشهرته جميلان جدا، وفعله قبيح جدا، كان العلامة الشيخ عبد الله علوان الحلبي يُطلق عليه لقب "العبد الخاسر"؛ فهو ليس جميلا حتى يقال عنه: "جمال"، وليس عبدًا حقا مطيعا للناصر وهو الله تعالى؛ بل هو عبد خاسر للشيطان ولمزاجه وهواه. *وضيع: حقير، سافل.

(19) عانيتم: قاسيتم وكابدتم، ولمستم من مشقة وتعذيب. *في الله: في سبيل الله، ومن أجل الإسلام.

(20) بخروجكم من مصر: بخروج القرضاوي من مصر إلى قطر؛ بسبب الظلم والقهر والمطاردة الأمنية، من وحوش جمال عبد الناصر وكلابه التي تعض الناس المؤمنين وتؤذيهم وتعذبهم. *الهدى: دين الإسلام. *غب: بعد. *القمع: الخَسْف والتعذيب والتنكيل. *التركيع: الإذلال.

(22) ملتقى الفكر: هو مؤتمر سنوي للفكر الإسلامي كان يعقد في الجزائر لثمانية أيام، وكل سنة في مدينة جزائرية مختلفة، وكان يجتمع فيه كبار العلماء والمفكرين من البلاد العربية والإسلامية وغيرها للبحث في بعض القضايا الفكرية للأمة الإسلامية، كان يعقد منذ أواخر الستينات حتى 1991م على ما أظن، وممن كان يحضره: العلامة الشيخ محمد أبو زهرة، والعلامة الشيخ محمد الغزالي، والعلامة القرضاوي، والعلامة د. محمد سعيد البوطي،

14

ود. مولود قاسم، ود. محمد عبد يماني، ود. عبد العزيز كامل، والأستاذة زينب الغزالي الجبيلي، ود. عبد الرحمن الصابوني، والعلامة الشيخ أحمد سحنون، ود. صبحي الصالح، والفقيه العلامة الشيخ مصطفى الزرقا، والأستاذ علال الفاسي، ود. الحبيب بلخوجة، ود. احمد الحوفي، ود. علي عبد الواحد وافي، ومحمد المكي الناصري، وبعض العلمانيين والمستشرقين مثل د. زيغريد هونكه، ود. عبد الله العروي ود. محمد آركون ... .

لكن الشيخ القرضاوي بدأ حضور الملتقيات تلك منذ 1982م.

*بربعها: في أرضها وبلدها. *متحفا: أي عارضا على الحاضرين لتلك الملتقيات فكرا وعلما جديد كالتُّحفة والهدية الطريفة. *بديع: شيء جديد.

(23) وكذاك مؤتمر لسيرة ... : أقصد مؤتمر السنة والسيرة النبوية الذي كان يعقد في دولة قطر، ويدعى إليه كبار العلماء كالشيخ العلامة عبد الفتاح أبي غدة، وغيره. *بلوائها المرفوع: بعلَم السنة النبوية العالي.

(24) شاشاتنا وإذاعة: في قنواتنا التلفازية والإذاعية "المَذَاييع" ج مِذْياع، والصحف والجرائد التي توزع في العالم.

(25) طلعته البهية: ظهوره الجميل. *صوته الهدار: القوي الجهوري المجلجل، وهذا من شدة حرقته وغيرته على الإسلام، وإخلاصه وصدقه.

وقد سمعت شيخنا القرضاوي مرة يقول نقلا عن الشيخ د. البوطي صديقه:

"اسمعوا للشيخ القرضاوي فالحق معه، فأنا أؤيِّده، ولا تخافوا من قوة صوته وارتفاعه؛ فهو طبع فيه وطبيعة"؛ قال ذلك تأييدا له ودفاعا عنه، ضد الكاتب العلماني الخبيث د. محمد أركون في أحد ملتقيات الفكر الإسلامي بالجزائر، وكان عن الصحوة الإسلامية، وكان أركون عقب على كلمة الشيخ القرضاوي بقوله: يجب أن نتكلم عن مشاكلنا بعقلانية، وليس برفع الصوت –"يُعَرِّض بالشيخ القرضاوي"- فرد عليه البوطي بالكلام السابق. *قرب مذيع: مع المذيع مقدم البرنامج للشيخ ومُحاوره.

(26) دين الحنيفة: دين التوحيد، دين الإسلام. *لسميع: لمستمع.

(27) فؤاده: قلبه. *فوه: فمه.

15

(28) فالسر في الإخلاص ... : أي فسِرُّ تأثيره في الناس هو شدة إخلاصه وصدقه، لا تنميق حديثه وتزيينه وفصاحته وحسنه فحسب.

(31) شريعة وحياتنا: برنامج "الشريعة والحياة" أشهر برنامج كان يقدمه الشيخ القرضاوي عبر "قناة الجزيرة الفضائية" القطرية والذي استمر نحو 17 سنة، وقد حضرت بفضل الله مئات الحلقات منه، وسجلت بعضها، وكان يذاع يوم الأحد من كل أسبوع، وكان يتابعه ملاين الناس من المسلمين وغيرهم، وقد اهتدى بسببه كثير من الناس.

وقد كان يُغيظ كثيرا من الكافرين غير المسلمين؛ فقد رأيت وسمعت مرة المذيع سامي حداد النصراني في الجزيرة يقول لسائل سأله في برنامجه الشهير "أكثر من رأي" سؤالا شرعيا، فغضب وقال له: يا حبيبي هذا برنامج سياسي، وليس الشريعة والحياة؟!

هذا، وقد ابتدأ البرنامج سنة 1996م، وتوقف سنة 2013م.

*بمنبر: غار الإخوة في الإمارات "أبو ظبي" فطلبوا برنامجا خاصا بهم من الشيخ القرضاوي – هذا قبل سنة 2001م؛ أي قبل أن يشيطنوه، ويغضبوا منه، ويمنعوه من دخول أراضيهم- طلبوا منه تقديم برنامج ديني على نمط برنامج الشريعة والحياة في قناة الجزيرة؛ فكان برنامج "المنبر" يوم السبت؛ الذي أصبح الشيخ القرضاوي يتجشم لأجله عناء السفر كل أسبوع ليقدم ذلك البرنامج، الذي كان يقدمه المذيع والإعلامي الإماراتي الأستاذ منصور المنهالي، وقد استمر سنة على ما أظن؟

(32) خطبة الجمعة في الدوحة: كانت تنقل عبر "قناة قطر"، أو "قناة الجزيرة"، من "مسجد عمر بن الخطاب"، أو "مسجد محمد بن عبد الوهاب" من الدوحة عاصمة قطر.

*يجلجل: يتكلم في الخُطبة بصوت جهوري كأنه مُنذر جيش.

(33) عظات: ج عظة، موعظة. *تذر: تترك. "المآقي: ج موق، طرف العين، والمقصود العيون. ذرفا: ج ذارف؛ جارٍ، سائل.

16

(34) أمَّة: هي "مجلة الأمَّة" الإسلامية الشهرية القطرية الجامعة الرائعة التي ظلت تصدر نحو 6 سنوات ما بين 1981- 1986م، عن رئاسة المحاكم الشرعية بقطر، ثم توقفت دون معرفة الأسباب الحقيقية؛ إذ أعلن أن الأسباب مادية؟!، وكان يكتب فيها كبار العلماء والمفكرين الإسلاميين: كالقرضاوي، والغزالي، وعمر عبيد حسنة، ومحمود شيث خطاب، وطه جابر العلواني، ومحسن عبد الحميد، وعماد الدين خليل، ونجيب الكيلاني، وأكرم العمري، ود. زغلول النجار، ود. ماجد الكيلاني، والشاعر أحمد محمد الصديق، وغيرهم من الكتاب والشعراء والمفكرين.

*كتاب الأمة: ظل يصدر لسنوات بعدها، وبموضوعات مختلفة، لكن بعدد في كل شهرين، عن وزارة الأوقاف القطرية، ومن آخر ما صدر منها العدد (192) بعنوان: " الوحدة ثنائية القطب عند بيغوفيتش" د. إدريس التركاوي، للسنة (42) في: رجب/1443هـ - 2022م.

(35) "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين": هو اتحاد جل ممثلي علماء المسلمين من أكثر أنحاء العالم الإسلامي، وقد أسسه فقيدنا الشيخ يوسف القرضاوي عام 1426هـ - 2004م، وهو أول من رأسه، ثم رأسه د. أحمد الريسوني، ويرأسه الآن د. حبيب سالم سقاف الجفري من أندونيسيا. *الهدى المرفوع: دين الإسلام.

(36) "الإسلام مباشر": هو موقع "إسلام أونلاين" على الشابكة، ومقره الدوحة، أسسه شيخنا سنة 1997م، وظل يرأسه حتى سنة 2010م، وما زال قائما يعمل بفضل الله.

(37) مجمعات الفقه: أي مجامع الفقه الإسلامي: وأشهرها أربعة، هي: 1- "مجمع الفقه الإسلامي الدولي - منظمة التعاون الإسلامي" في جدة. 2- "مجمع الفقه الإسلامي - رابطة العالم الإسلامي" بمكة المكرمة. 3- "مجمع البحوث الإسلامية - جامعة الأزهر". 4- "المجلس الأوربي للإفتاء والبحوث" في أوربا. *صولة وجولة: أي مناقشات علمية.

(38) بسطوع: بوضوح شديد. (40) مساند الثورات: مؤيدها.

(41) بكنانة: بأرض مصر. (42) فساد: ج فاسد. *خنوع: ذل، خضوع.

17

(43) رقيع: أحمق.   (44) مجنون ليبية: هو معمر القذافي رئيس ليبيا وطاغيتها المخلوع القتيل، وأول من أطلق عليه "المجنون" الرئيس الراحل أنور السادات؛ إذ أطلق عليه: "الولد المجنون". *مسخها: المشوَّه.

(45) شين الفاسقين: هو المسمى "زين العابدين بن علي" الرئيس التونسي الطاغية المخلوع في ثورة الياسمين سنة 2011م. *الراحل المخلوع: هو حسني غير المبارك "حسني سِزْ بركتلي" باللغة التركية.

(46) العبد الطالح: هو علي عبد الله صالح: الرئيس اليمني المخلوع القتيل. *سوس مصر: رئيسها وطاغيتها ومدمرها وناخرها وقائدها للهاوية عاصي الفتاح السيسي. *المجلوع: عديم الحياء، الصفيق، الوقح.

(47) الرذيلة: الفعلة القبيحة جدا. *الخنا: الفُحْش. *مندس سورية: الغريب عنها، وهي بريئة منه. *المصروع: الهِوَكّ الأحمق الهِلْباجَة.

(48) المتوج: واضع للتاج. *العزة القعساء: المُمْتَنِعة الثابتة. *بالترفيع: مع الترَقِّي والسمو بالفضائل. (49) الخضم: البحر الواسع. *بخشوع: لله تعالى. (50) الإبا: الإباء، وهو العزة ورفض الظلم والضيم.

(51) صرحها: الصرح: البناء العظيم.

(52) صاحب التيسير والتبشير: عُرف شيخنا رحمه الله بكونه ميسرا في الفتوى، ومبشرا في الدعوة، وهو من صميم الكتاب والسنة، وهو منهج سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ قال الله تعالى: (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر)، (ما يريد ليجعل عليكم في الدين من حرج). والمصطفى عليه الصلاة والسلام يقول فيما صح عنه: "يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا"، وهو منهج السلف الصالح أيضا؛ فقول معمر بن راشد وسفيان الثوري المشهور خير دليل عليه، وهو "العلم عندنا الرخصة من ثقة، فأما التشديد فيُحْسِنُه كُلُّ أحَدٍ". رواه ابن عبد البر بإسناد حسن عن سفيان، وصحيح عن معمر، في جامع بيان العلم وفضله.

(53) منهج: طريق واضح. *أعلامه: معالمه وأسسه. *سماته: علاماته. *المرفوع: السماء، قال تعالى: (والسقف المرفوع*). سورة الطور/5.

18

(54) الفاضح: الكاشف لحقيقة شيء ما. *أبناء العلمانية: هم العلمانيون، والعلمانية هي: الدعوة إلى فصل الدين عن الحكم والدولة، وجعل الدين في القلب والكنيسة والجامع، وعدم تدخله في شؤون الحياة. *الحوار الموضوعي: النزيه المتجرد لبيان الحق فحسب.

(55) التطرف: التشدد والتعصب للشيء على غير بصيرة وهدى.

(56) متألقا: منيرا مشرقا. *محلقا: طائرا بخيالك وشعرك والصور والتشبيهات ... .   *المسطور: المكتوب.

(57) "نفحات ولفحات": هو الديوان الأول للفقيد القرضاوي، مشهور مطبوع متداول. والنفحة: الرائحة الطيبة، والنسيم الجميل. واللفحة: هي ريح النار المؤذية والمحرقة. *أطربتنا: جعلتنا نطرب ونتمتع بشعرك. الترصيعي: الجميل، المُزَيَّن بقوته وجزالته، ولوعته، وفصاحته.

(58) "المسلمون قادمون": هو ديوان القرضاوي الثاني، وفيه قصائده التي لم تنشر في الديوان الأول، وهي قصائده في نصف عمره الثاني، إلى أوائل التسعينات الميلادية. *ملاحظة: ديوانا شيخنا المذكوران، لا يضمان كل شعره؛ فقد ضاع قسم آخر منه لم يجمعه الشيخ؛ لذا نراه يستشهد في مذكراته "ابن القرية والكتاب" بقصائد وأشعار ليست في ديوانيه، كقصيدته في الصحابي عبد الله بن الحارث بن جزء ت 86هـ والمدفون في قرية القرضاوي "صفط تراب"، وغير تلك القصيدة، ومنه: قصائد الحب التي قالها في زوجه وطليقته أسماء بن قادة، وغيرها من القصائد والأشعار.

وديوانه المسلمون قادمون مطبوع متداول أيضا. *الموجوع: المُتَألِّم.

*خلاص: نجاة وإنقاذ. (60) سفر: كتاب. *أعلام الهدى: علماء الإسلام.

(62) مصنفات: مؤلفات وكتب. *جمة: كثيرة. وقد قاربت مؤلفات شيخنا المئتين.   *ثرة: غنية.   *طرحها الموضوعي: أسلوبها المنهجي.

(63) البرزخ: هو الحاجز، والمقصود هنا: حياة ومرحلة الميت في قبره. *هجوع: نوم، موت. (65) أكرم نزله: أحسِن ضيافته وإكرامه. *روض ربيع: بستان أخضر بهيج نضير. (66) الفراديس: أعلى درجة في الجنة.

19

2- القصيدة القديمة: حي الإمام

شَيخ الإسْلامِ القَرَضَاوِي

إمامُ شُرَفاءِ المُسلِمين وهُمَامُهم

الشَّيخُ العَلَّامَةُ الدكتور يُوسُف بنُ عبدِ اللهِ القرضاوي حَفِظَهُ الله ورَعَاهُ

سيد أحمد بن محمد السيد

1- حَيِّ الإمَامَ المُصْلِحَ القَرَضَاوِي

       فَخْرَ الهُدَى فِي دَهْرِنَا المُتَهَاوِي

2- حَبْرُ العُلومِ   و شَيخُها و مِكِينُها

       مَن لا نَظِيرَ لَهُ بِهَا ، و مُسَاوي

3- حبرٌ يَقولُ الحَقَّ   ليسَ   يُخِيفُهُ

       مِن لائِمٍ ، أو كافرٍ ، أو عَاوِي

     *********

4- هُوَ مِن بَقِيَّةِ صالِحِي أسْلافِنا

     غُرِّ المَكارِمِ ، كَم لَها مِن راوي!

5- أعظِمْ   بِهِ   مِن جِهْبِذٍ   مُتَمَكِّنٍ

   حَاوِي الفَضائِلِ، يا لَهُ مِن حَاوِي!

6- فَخرٌ لِأزْهَرِ مِصْرَ، بَل لِشُرَفائِهَا

       طَبٌّ - لِأمْراضِ القُلُوبِ - مُدَاوِي

20

7- هُوَ حافِظُ القُرآنِ   حَبْرُ عُلومِهِ

     أسَدٌ   لِسُنَّةِ أحْمَدٍ ،   هُوَ هاوِي

8- عَلَّامَةُ العَصْرِ الجَلِيلِ   بِفِقْهِهِ

       شَهِدَتْ لَهُ كُتْبٌ بِه ، و فَتَاوِي

9- هُو فارِسٌ   في صَحْوةٍ عُلْوِيَّةٍ

     لِلمُسلِمينَ ، بِرَغْمِ أنْفِ   مُنَاوي

                                    *********

10- لِلَّهِ دَرُّكَ ! مِن خَطِيبٍ مِصْقَعٍ

   تُحْيِي النُّفُوسَ ؛ تُنِيرُهَا وتُداوِي

11- لله درك ! واعِظًا   و مُدرِّسًا

   لِلنَّاسِ مَعْ بِشْرٍ- يُرَى- زَهرَاوِي

12- صَوْتٌ يُجَلْجِلُ مُنذِرًا ومُبشِّرًا

     بِالحَقِّ يَصْدَعُ ؛ لا يَخافُ مَهَاوِي

13- يَلِجُ   القُلُوبَ   كَلامُه بِسُهُولَةٍ

   بِفُؤادِ صِدقٍ ؛ مُؤمِنٍ و سَمَاوِي

14- ذكَّرتَنا الأسْلافَ   مِن أعلامِنا

     وخِيارِنا، في عَصْرِنا ذا الضَّاوي

15- كَالشَّافِعِيِّ، وأحْمَدٍ، والأشْعَرِي،  

   و أبِي حَنيفةَ ، مَالِكٍ ، و نَوَاوِي

                                     *********

21

16- يا صَابِرًا صَبْرَ الكِرَامِ بِمِحْنةٍ

       في عَهْدِ طَاغُوتٍ بِمِصْرٍ ثَاوِي

17- في حُكْمِ فِرعَونِ الرَّذيلةِ والخَنا

       جلَّادِ مصرَ بِحُكم عَسْفٍ كاوِي

18- عَهْدِ المَظالِمِ؛ عَهدِ عبدٍ خاسِرٍ؛

     عَهدِ الهَزائِمِ والفِرَى، المَأسَاوِي

                                     *********

19- يَا نَاصِرَ الضُّعَفَاءِ في أصْقاعِنَا

     بِبَيَانِكُم ،   و خَطَابَةٍ ،   و فَتَاوِي

20- في مِصرِنَا، وعِرَاقِنا، مَعَ شَامِنا

     في قُدْسِنا ، في وَضْعنَا المُتَهَاوِي

21- قَدْ كُنتَ في حَلْقِ الطَّوَاغي شَوكةً

   كَمْ لِلصَّهَايِنِ ، كُنتَ جِدَّ مُنَاوي

22- زَعْزَعْتَ أرْكانَ الطُّغَاةِ الأشقِيَا

   و فَضَحْتَ عِصْيَانًا لَهُم ومَسَاوِي

23- مِن"زَينِهمْ" لـ"مُعَمَّرٍ"، "حُسْنِيِّهِمْ"

   و خَسِيسِ مِصرَ الدَّاعِرِ الحِرْبَاوِيّ

24- أعْنِي الخَؤُونَ الفَدْمَ حَاكِمَ مِصرِنا

   بِالعَسْف طاغيةَ الخَنا السِّيساوِي

25- و فضَحتَ جزَّارَ الشآمِ و وَحْشَهَا

   كَلْبَ الرَّوَافِضِ والأعَادِي العاوِي

                                    *********

22

26- لِلَّهِ   دَرُّكَ !   كاتِبًا   و مُؤَلِّفًا

     لِمُصنَّفَاتٍ   جَمَّةٍ ،   و   فَتَاوِي

27- هِيَ قِمَّةٌ في الفِكرِ أو في دَعْوةٍ

     وَسَطِيَّةٍ ، أو ضِدِّ فِكْرٍ غَاوِي

28- يَا صاحِبَ التبشِيرِ و التيسِيرِ في

     دَعواهُ   للإسلامِ ؛ خَيرِ دَعَاوي

29- ذَا مَنهَجٌ للمُصطَفَى ؛   لِحَبِيبِنا

     خَيرِ البَرِيَّةِ ؛   حَيِّهَا   و الثَّاوِي

                                     *********

30- لِلَّهِ     دَرُّكَ !   شَاعِرًا   مُتألقًا

     شِعرًا، و إلقاءً - يَهُزُّ- و راوِي

31- يا صَاحِبَ النُّونِ الشَّهِيرَةِ فاضِحًا

   لِفظائِعِ الحَرْبِيّْ   و كلِّ مَساوي

32- يا صاحِبَ"النفَحَاتِ واللفَحَات"كُنـ

   ـتَ مُوَفَّقًا في وَصْفِ دَا ومُداوِي

33- و "المُسلِمُون القادِمُونَ"   حَقِيقَةٌ

     بيَّنتَهَا   في شِعْرِ حقٍّ ضاوِي

34- و كَشَفتَ فيه سَرابَ سِلمٍ زائفٍ

                                               مَعَ غاصِبٍ   مُتَصَهيِنٍ ومُنَاوِي

35- يا فاخِرًا في شِعرِكُم   بِأصُولِنا

   بِمَعالِمِ الإسلامِ ، رَغْمَ مُعَاوي

23

36- يا فاضِحًا   لِمَبَاحِثٍ     ظَلَّامَةٍ

     ِللأتقياءِ ، و كُلِّ شَخْصٍ ناوي

37- أمُعَرِّيَ الظُلَّامِ   في "أُرجُوزَةٍ"

   عَصْماءَ   فاضِحةٍ   لِظُلمٍ داوِي

38- مَرْحَى لَهَا   أُرْجُوزَةً   وَصَّافَةً

     لِلجَوْرِ فِي بُلْدَانِنَا ، و شَكَاوِي

                                     *********

39- لَا زِلتَ ذُخْرًا لِلهُدَى ولِأمَّةِ الـ

       إسْلامِ و الشُّرَفَاءِ ، غَيثًا رَاوِي

40- وجُزِيتَ خَيرًا وَاصِبًا عَنْ أمَّتِي

     و حَبَاكَ بِالجَنَّاتِ ؛ خَيرِ مَآوِي

41- و كَذَاكَ قُرَّا كُتْبِكُمْ أوْ شِعْرِكُمْ

       و النَّاشِرُونَ   لِعِلْمِكُمْ ، بِمَثَاوِي      

                                     *********

24

*شرح الغريب:

(1) فخر الهدى: فخر الإسلام.   *المُتهاوي: المُتهالك، السيِّئ.

(2) الحبر: العالم الكبير. *مكينها: المُتمكن منها، مُتقنها. *النظير: الشبيه.

*مساوٍ: مُماثل.   (3) لائم: مُعْتَرِض، مُخالِف.   *عاوٍ: نابِح.

(4) غر المكارم: مشاهير في فعل الخير، والمكارم ج مَكْرُمَة.

(5) أعظم به: ما أعظمه. *الجهبذ: العالم المحقق المدقق النَّقَّاد الخبير بغوامض الأمور.   *حاوي الفضائل: جامعها.   (6) طب: طبيب.

(7) هاوٍ: مُحِبٌّ. (8) العلامة: العالم الكبير، التاء لِلمُبَالَغة. *فتاوٍ: ج فَتْوَى.

(9) صحوة علوية: نهضة ربانية، عودة ربانية إلى الإسلام. *برغم أنف مناوٍ: رَغْمًا لكل معارضٍ ومُعَادٍ للإسلام.

(10) لله درك: كم أنت عظيم؟! *خطيب مصقع: بليغ فصيح مُؤثِّر.

(11) البِشْر: طلاقة الوجه والسرور. *زهراوي: مُشرِق، مُنير.

(12) يُجلجل: يتكلم بصوت مرتفع، بقوة وبحرقة.   *يصدع: يَجْهَر.   *مهاوٍ: مَهالِك، ج مَهْوَاةٍ.

(13) يلج: يدخل. *فؤاد صدق: قلب صادق. *سماوي: صافٍ، رَبَّاني، سليم الطَّوِيَّة. (14) ذكرتنا: جعلتنا نتذكر بأعمالك وأقوالك. *الأسلاف: السابقين من السلف الصالح. *أعلامنا: مشاهيرنا.   *خيارنا: أفاضلنا. *الضاوي: الهزيل، الضعيف.

(15) الأشعري: هو الإمام أبو الحسن إمام أهل السنة ت 325هـ.

(16) صبر الكرام: هو الصبر الجميل على البلاء دون شكوى. *محنة: ابتلاء. *الطاغوت: كل طاغٍ مُعتدٍ كثير الطغيان، كل من يصرف عن فعل الخير، كل ما عبد من دون الله كالشيطان، والساحر، والكاهن، والأصنام. والمقصود هنا: العبد الخاسر: جمال عبد الناصر.

25

(17) فرعون الرذيلة والخنا: الحاكم الطاغي السيئ الفاجر. *جلاد مصر: معذب الخيار من شعبه، المنكل بهم بالسجن والخسف والعسف. *العسف: الذل والإهانة. *كاو: لاذع محرق، مؤذٍ.

(18) عهد المظالم: زمن الظلم الكثير. *العبد الخاسر: "جمال عبد الناصر"؛ بمحاربته لله ورسوله وعباده المؤمنين الصالحين. *عهد الهزائم: ج هزيمة، أي: عدم انتصاره على اليهود، ومحاربته لهم بالخطب والكلام الفارغ، وأكبر هزيمة له: نكبة 1967م التي دمرت فيها "دويلة إسرائيل" كل طيرانه، ومرغت وجهه الأسود بالتراب، وكان يقول عن اليهود الصهاينة: "سنرميهم في البحر"؟! وكان يقول: "دولة إسرائيل المزعومة"، وبعد نكبة حزيران أصبحنا نحن من يُشكُّ بأننا مزعومون؛ كما يقول شيخنا وفقيدنا د. يوسف القرضاوي رحمه الله تعالى.

وللمؤرخ الكبير الدكتور أحمد شلبي رحمه الله كتاب مهم ورائع جدا عن تلك الحقبة البئيسة المُظلمة من حكم مصر، هو "موسوعة التاريخ الإسلامي، (9) تاريخ مصر المعاصر، ثورة 23 يوليو، ... حوليات عصر جمال عبد الناصر: عصر المظالم والهزائم".

*الفرى: ج فرية، الأكاذيب، وقد كان عهد عبد الناصر وعصابته المجرمة الفاسدة، من أكثر العهود كذبا وخداعا في أقوالهم وأفعالهم، ولا سيما في إعلام عبد الناصر و"إذاعة صوت العرب" والمذيع القميء الخادع الكذاب أحمد سعيد بوق عبد الناصر ومُسَيلَمَته الذي ظل يخدع الناس نحو عقدين من الزمان، وأنفق عليه الأموال الطائلة لتجميل صورته وصورة نظامه الشوهاء السوداء الكالحة. تلك العصابة الشريرة هي التي قال عنها مرة الأستاذ فريد عبد الخالق رحمه الله في برنامج "شاهد على العصر": "هؤلاء أناس بلا ذمة، ولا أخلاق"؟!

*المأساوي: نسبة إلى المأساة وهي المصيبة الكبيرة.

(19) أصقاع: ج صُقْع، المكان.   *بيانكم: إيضاحُكُم.

(21) الحلق: مجرى الطعام والشراب. *الطواغي: ج طاغية، كثير الظلم عظيم الطغيان. *جد مُناو: مُعادٍ ومُعارض.

26

(22) زعزعت: حركت، زلزلتَ. *الطغاة: ج طاغ، كثير الظلم والطغيان. *الأشقيا: ج شقي، غير السعيد، سيئ الفعل والعاقبة. *فضحت: كشفت وعَرَّيت. *عصيان: مخالفة لله تعالى، معصية. *مساوٍ: ضد محاسن، الأفعال السيئة. (23) زينهم: زين العابدين بن علي: فرعون تونس الهارب المقبور، وحاكمها الأسبق. معمر القذافي: طاغية ليبيا وفرعون القتيل، وحاكمها الأسبق. حسني مبارك: فرعون مصر وفاسدها المخلوع القبير، وحاكمها الأسبق. *الخسيس: الحقير. الداعر: الفاسد الفاسق. *الحرباوي: المُتَلَوِّن، المُتقَلِّب. (24) الخؤون: كثير الخيانة. *الفدم: ثَقِيل الفهم، الغبي. *العسف: الظلم والقهر والشدة. *الخنا: الفُحْش.

(25) الجزار: القَصَّاب. *كلب الروافض: تابع الشيعة الروافض "الاثني عشرية، الإمامية" ولاعق أحذيتهم، من رفضوا خلافة الشيخين الجليلين أبي

بكر وعمر، ومبغضيهما وجل الصحابة، وتسميتهم بـ "الروافض" هي تسمية صحيحة مُوفَّقة سَنِيَّة سمَّاهم بها أحد أئمة أهل البيت الأجلاء إنه سيدنا زيد بن علي الحسين عليهم السلام. *الأعادي: جمع جمع لـ "أعداء". *العاوي: النابح، والعُوَاء والنُّباح: صوت الكلب.

(27) قمة: عالية، ذات قيمة كبيرة. *دعوة وسطية: هي دعوة الإسلام؛ قال الله تعالى: (وكذلك جعلناكم أمة وسطا)، ووسط الشيء خياره، والأمة الوسط هي الأمة المستقيمة على شرع الإسلام؛ بلا إفراط ولا تفريط، وبلا تساهل، ولا تشدد. وهو الإسلام الحق الذي كان عليه سيدنا المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، وآله صحبه الكرام، والسلف الصالح جميعا. *غاوٍ: ضالٌّ مُنحَرِف، قال تعالى: (ما ضل صاحبكم وما غوى*). النجم2. وقال سبحانه: (فأغويناكم إنا كنا غاوين*). الصافات 32.

(28) التبشير في الدعوة، والتيسير في الفتوى، سبق شرحهما في القصيدة القرضاوية الأولى العينية. *دعواه: دعوته. *دعاو: ج دعوى.

(29) ذا: هذا. *منهج: طريق واضح. *البرية: الخليقة، الكائنات. *الثاوي: المَيْت، المُقيم.

27

(30) الإلقاء للشعر: تقديمه وقراءته بصوت عالٍ. *يهز: يجعلك تهتز وتَطْرَب لقوله. *راوي الشعر: قائله، أو ناقله عن غيره.

(31) النون الشهيرة: قصيدة "الملحمة النونية، ملحمة الابتلاء" المكسورة التي قالها شيخنا القرضاوي نحو سنة 1955م في فظائع التعذيب في السجن الحربي من قبل كلاب جمال عبد الناصر المتوحشة للجماعة المؤمنة التي سجنها عبد الناصر دون ذنب لهم إلا قالوا ربنا الله، نريد تحكيم شيعة الله والقرآن، لا حكم الجاهلية والطغيان. وعدة أبيات النونية نحو 313 بيتا من البحر الكامل، وهي شاملة ومؤثرة ومعبرة لمآسي السجن الحربي ومخازيه، وقد حفظها أو بعضها كثير من السجناء وغيرهم. *فاضحا: كاشِفًا ومُعَرِّيًا. *الفظائع: الأشياء القبيحة جدا. *الحربي: هو السجن الحربي سيئ الصيت الذي عذب فيها المؤمنون من الإخوان المسلمين في مصر في الخمسينات والستينات الميلادية.

(32) نفحات ولفحات: ديوان القرضاوي الأول.   *دا: داء، مرَض. *مُدَاوٍ: مُعالِج، مُطَبِّب.

(33) المسلمون قادمون: ديوانه الثاني. *ضاوٍ: مُضيء، مُنير.

(34) السراب: ما يبدو من بَعيد ماءً، وهو ليس ماء. *سِلْم: سلام. زائف: مُزَيَّف، غير حقيقي، مُزَوَّر. *غاصب: مُغتصب، آخذ للشيء غصبا بالقوة.

(35) فاخر: مُفْتَخِر. *بأصولنا: بأسس إسلامنا؛ بفرائضنا الإسلامية. *بمعالم الإسلام: بفرائضه؛ ج مَعْلَم. *رغم مُعاو: جَبْرًا لكل نابِحٍ مع العَدُوّ.

(36) المباحث: هي مباحث أمن الدولة، وجلاوزة عبد الناصر وشرطته الخاصة، وكلابه المسعورة التي سلطها على المؤمنين الموحدين الصالحين. *ظلامة: كثيرة الظلم.   *ناوٍ: كل شخص قاصد فعلَ الخير.

28

(37) معري الظلام: فاضح الظلمة وكاشفهم بشعره ونثره وكتبه ومحاضراته ودروسه. *أرجوزة: هي قصيدته الرَّجَزِيَّة الرائعة "الأصوليون؛ أرجوزة على لسان العلمانيين وأجهزة الاستخبارات" تقع في نحو 205 أبيات تتحدث عن الإسلاميين"الأصوليين، وخطرهم" على لسان الاستخبارات والعلمانيين كما سماها الشيخ، فريدة في بابها طريفة، لاذعة السخرية، لا يملك قارئها نفسه دون أن يضحك ملء فمه عند أغلب أبياتها

المعبرة المؤثرة التي تصف واقع هؤلاء، رجال الاستخبارات والعلمانيين البائسين الظلمة المجرمين، وأعوان الحكام الظلمة الفسدة الفجرة، والذين يُعدُّون أيدي هؤلاء الحكام وأرجلهم، والمشاركون لهم في قمع الشعوب والتنكيل بهم، وجلب كل مصيبة لهم.

*عصماء: فريدة في بابها وأسلوبها. *ظلم داو: صارخ، كبير، فاحش.

(38) مرحى: كلمة تشجيع تقال عند إصابة الهدف للرامي، وعند الثناء على كل محسن متقن لعمل ما، وهي ضد كلمة "برحى" للخائب الذي لم ينجح في إصابة هدفه. *أرجوزة: من بحر الرجز، وتفعيلاته:

مُسْتَفْعِلُنْ ، مستفعلن ، مستفعلن             مستفعلن ، مستفعلن ، مستفعلن

*وصافة: كثيرة الوصف شديدته. *الجور: الظلم. *شكاو: ج شكوى.

(39) لا زلت: دعاء باستمرار الشيء للمدعو له. *ذخرا: رصيدا مفيدا. *للهدى: للإسلام. *غيثا راويا: مطرًا يروي البلاد والعباد.

(40) جزيت خيرا: أعطيته ولقيته. *واصبا: دائما لازما. *حباك: أعطاك. *مآو: جمع مأوى، البيت، المكان الذي يُؤوَى إليه.

(41) قرا: قراء.   *مثاو: ج مثوى، كمأوى وزنا ومعنى.

29

الباب الثاني: الإمام الشيخ القرضاوي

الفصل الأول: معرفتي بالعلامة يوسف القرضاوي رحمه الله

*أولا: معرفتي بالقرضاوي الكاتب والمؤلف:

أ- في بيتنا بمنبج في سورية:

أول ما عرفت شيخنا أبا محمد عن طريق كتبه، وكان أول ما عرفت من كتبه تلك كتاب "فقه الزكاة" في مكتبة والدي رحمه الله على ما أذكر حوالي سنة 1984م، وكنت إذ ذاك شابا طالبا شاديا في ثانوية "الأرقم بن أبي الأرقم الشرعية" بمنبج.

ب- في الجامعة بدمشق "مجلة الأمَّة"؟!

*ثم عرفت الشيخ من جديد عام 1986م -1987م الدراسي في "كلية الدعوة" بدمشق وكنت حينها طالبا في جامعتها، في سنتي الأولى.

كان حينها لدينا موجه دمشقي يسمى الأستاذ "أسامة الحكيم" كان موجها، وكان يعمل على الحاسوب، وكان نشيطا وحييا، ولا أدري أهو حي الآن أم لا؟ على كل الأحوال ذكره الله بخير.

كان دوامنا في الجامعة مسائيا، يبدأ بعد الظهر في الساعة الثانية، ويستمر حتى نحو الثامنة مساء، وبقية الأوقات كانت للمطالعة.

في صباح ذات يوم من الأيام ونحو في قاعة الدراسة، لكن في وقت المطالعة، وإذا بأستاذنا الكريم الفاضل يُوزِّع علينا نحن الطلابَ الداخليين، وأغلبنا من خارج دمشق من مختلف المحافظات السورية، كنا نحو الأربعين؟ وإذا بالأستاذ أسامة يوزع علينا نحن الطلاب في القاعة أثناء المطالعة الصباحية أعدادا من مجلة "الأمة" القطرية لنطلع عليها.

وبالمناسبة في تلك السنة سنة 1986 م توقفت مجلة الأمة الرائعة والرائدة بعد 6 سنوات من صدورها، والتي لم يصدر خير منها من المجلات الإسلامية أو يدانيها سوى مجلة "حضارة الإسلام" الدمشقية التي أسسها د. مصطفى السباعي طيب الله ثراه، ولا أدري سبب توقفها أكان مقصودا فيه مؤامرة، أم كان لأسباب أخرى، اقتصادية أو سياسية أو غيرها؟!

30

المهم أنني أخذت أنا عددا من تلك المجلة، ثم أصبحت أتبادل الأعداد الأخرى مع زملائي، وكان شيخنا العلامة القرَضاوي من أبرز كُتَّابها، فرأيت له عشرات المقالات الرائعة والرصينة في تلك الأعداد.

كما لفت نظري وبهرني من مجلة "الأمة" الورق المصقول والصور الملونة للكتاب والعلماء والموضوعات في مجلة إسلامية؛ إذ كانت المجلات الإسلامية الأخرى التي اطلعت عليها كانت أوراقها عادية، وصورها غير ملونة، أو هي مصقولة الورق لكنها ليست ملونة الصور؛ كما هي مجلة "حضارة الإسلام"، ومجلة "التمدن الإسلامي"؛ بخلاف المجلات الأدبية أو المنوعة الأخرى التي كنت أتابعها يومئذ كـ "الفيصل"، و"العربي"، و"العربية"... .

ج- في "الملحق الثقافي الإيراني" بدمشق:

*ثم بدأت أرى كتب الشيخ الممنوعة يومئذ في سورية في "الملحق الثقافي الإيراني" بدمشق الذي كان يجذب بعضنا - طلاب كلية الدعوة- بكتب الإسلاميين الممنوعة؛ ككتب الشيخ القرضاوي، والمودودي، وأبي الحسن الندوي، والاقتصاد الإسلامي لمحمد المبارك، و"شعراء الدعوة السلامية" للجدع وجرار، وكان يُرغبنا أكثر أنهم كانوا -"موظفي الملحق الثقافي الإيراني"- يسمحون بالإعارة خارج المركز؛ فكنا نستعير بعض الممنوعات الطريفة والجديدة علينا؟!

د- عند زملاء جزائريين في الجامعة:

*كما بدأنا نطلع على كتب الشيخ القرضاوي - التي كانت كالمخدرات والأفيون والكوكايين بل ربما أخطر لدى نظام المقبور حافظ أسد- عند بعض زملائنا الجزائريين في الجامعة، فقد كانوا يُسرِّبون ويُهربون بعضها معهم من بلدهم الجزائر؛ الذي كان ينعم بالحرية في زمن الرئيس الرائع والطيب "الشاذلي بن جديد"، خير من رأس الجزائر، رحمه الله تعالى؛ كـ "ثقافة الداعية"، و"الصحوة الإسلامية بين الجمود والتطرف"، وغيرهما من كتب شيخنا العلامة القرضاوي، رحمه الله.

31

*ثم سمعت أول محاضرة مُسجَّلة لشيخنا في شريط جلبه بعض الإخوة الجزائريين عنوانها: "الصحوة الإسلامية آمالنا فيها، ومخاوفنا عليها".

وكان كثير مما نسمعه من فضيلته جديد علينا نحن السوريين؛ الذين كان يقول عن بلدنا فقيدنا طيب الله ثراه: "سورية الداخل إليها مفقود، والخارج منها مولود"، وقد تحققت ذلك وأنا في سوري قليلا، وتأكد لي بعد خروجي منها إلى دولة الإمارات العربية سنة 1992م.

هـ- في الإمارات العربية زمن الحرية فيها: ومضيت إلى الإمارات العربية في شهر 4 من سنة 1992م فولدت من جديد فعلا كما أخبر شيخنا القرضاوي؛ طبعا لما كانت تنعم بالحرية، وقبل التضييق على الحريات وكتم أنفاس الناس الذي حدث بعد ذلك، ولا سيما بعد 2011م بعد الثورات العربية التي جعلت حكام العرب تكاد تنخلع قلوبهم منها؟!

في الإمارات وجدت الكتب الإسلامية لكل كتاب الإخوان وشعرائهم في جمعيات الإصلاح والتوجيه الاجتماعي، وفروعها مراكز الإرشاد، في رأس الخيمة، ودبي، وغيرهما. وبدأت رحلتي بشراء ديوان "في رحاب الأقصى" للأستاذ يوسف العظم رحمه الله، ثم بعض أشرطة الحاج أحمد البربور، والترمذي، وأبي راتب، وأبي دجانة، وكتب الشيخ عبد الله علوان "قصة الهداية"، و"تربية الأولاد في الإسلام"، وبعض كتب د. سيد نوح، "آفات على الطريق"، وكتب الشيخ الغزالي ... .

*لقائي الشيخ القرضاوي: أول لقاء بالشيخ القرضاوي رحمه الله - وآخر لقاء به كذلك- كان بحضوري أمسية شعرية رائعة له في "إمارة الشارقة" نحو سنة 1994م، وبعد تلك الأمسية تشرفت بالسلام عليه وتقبيل يده.

و- حضوري ومتابعتي مئات الدروس والمحاضرات واللقاءات لفضيلته:

*ولم يحصل لي شرف التلمذة المباشرة على يدي "شيخي" فضيلة الشيخ القرضاوي رحمه الله، لكني حضرت له واستمعت وشاهدت - والله يشهد- مئات الدروس والمحاضرات والندوات واللقاءات في "قناة الجزيرة"؛ كبرنامج "الشريعة والحياة" مع المذيع ماهر عبد الله رحمه الله، وأحمد منصور، و"قناة أبو ظبي" العادية والفضائية برنامج: "المنبر" تقديم المذيع

32

منصور عيضة المنهالي. و"قناة الشارقة الفضائية" في رمضان وغيره، ثم في "قناة قطر الفضائية" و"قناة الجزيرة مباشر" بعض خطبه في مسجدي عمر بن الخطاب، و"مسجد محمد بن عبد الوهاب".

*كما سجلت بعض محاضراته ودروسه، واشتريت بعض أشرطة محاضراته وكتبه من "معارض الشارقة للكتاب" السنوية، ومن مكتبات "دبي للتوزيع"، و"دار القلم" بدبي، و"روائع القرآن" في الشارقة ... .

*ثانيا: القرضاوي الشاعر:

*أول ما سمعت لشيخنا القرضاوي من الشعر أنشودة "مسلمون"، مطلعها:

مسلمون   مسلمون   مسلمون             حيث كان الحق والعدل نكون

و"أواخر "النونية" المُنيفة على 300 بيت، بصوت البربور أيضا، ومنها:

تالله ما الدعوات تهزم بالأذى           أبدا ، و في التاريخ   بر يميني

ضع في يدي القيد ألهب أضلعي           بالسوط ضع عنقي على السكين

لن تستطيع حصار فكري ساعة           أو نزع إيماني ،   و نورَ يقيني

فالنور في قلبي، وقلبي في يَدَي         ربي ، و ربي حافظي و مُعيني

سأعيش مُعتصمًا بِحبل عَقيدتي           و أموتُ مُبتسِمًا ؛ لِيَحْيَا دِيني

بصوت المنشد الساحر أبي عبد الله أحمد البربور في سوريا، وأنا في الإعدادية في سنة 1982م تقريبا؟ لكني لم أكن أعرف أنهما للقرضاوي؛ بل لم أكن أعلم سوى أنه عالم.

فحينما جئت الإمارات علمت أنه شاعر، وشاعر فحل مُحلِّق متألق، فاشتريت ديوانيه "نفحات ولفحات"، و"المسلمون قادمون"، وقرأتهما كاملين، وكنت أقرأ منهما لبعض الإخوة السوريين الحلبيين، ولأخويَّ في الله الفلسطينيين المُعلِّمَينِ ثَمَّة: أبي وسيم علي عودة أستاذ الرياضيات، وأبي سلطان محمد شطرات أستاذ الرسم والفنية في شعبية "الهِباب" بريف دُبَيّ؛ التي كنت إمامًا وخطيبا فيها، مُعيَّنًا من أوقاف دبي، وكان أهلها من البَدْوِ.

33

*مما أحفظ له من شعره، غير ما سبق:

أ- من أنشودة "مسلمون" الشهيرة:

مسلمون   مسلمون     مسلمون           حيث كان الحق والعدل نكون

نرتضي الموت و نأبى أن نهون           في سبيل الله ما أحلى المنون

نحن   بالإيمان أحيينا   القلوب           نحن بالإيمان حررنا الشعوب

نحن بالإيمان   قومنا   العيوب           و انطلقنا في الشمال و الجنوب

                     ننشر النور و نمحو كل هون

يا أخا الإسلام في كل مكان           قم   نفك   القيد   قد آن   الأوان

واصعد الربوة واهتف بالأذان           و ارفع المصحف دستور الزمان

لا تقل كيف ؟ فإنا مسلمون

ب- من أرجوزته الشهيرة (الأصوليون! أرجوزة على لسان العلمانيين وأجهزة الاستخبارات)، حفظت منها:

أبلغ رجال الأمن حتَّى يزحفوا             فها هنا     جماعة     تطرّفوا

*ومنها:

أشد   في الفتك     من البارود             رسائل البناء   و المودودي

*ومنها:

هم   يكسبون   جولة   فجولة                 و بعد هذا يبلعون   الدولة

فكلهم يا صاح في الهوى سوا               من لم يمارس عنفه فقد نوى

*ومنها:

الدين أن تكون حرا   مرنا                 و لو عبدت   عنزة أو وثنا

34

*ومنها:

يا حسرة على زمان انقضى               يبدو به الشاطئ لحما أبيضا

*ومنها:

من ذا   يعيب الهز للبطون؟               فإنه     من   أعظم   الفنون!

*ومنها:

و خالفوا   مفتينا   الطنطاوي                 مجدد الزمان   في الفتاوي

الشرع   في يديه   كالعجينة                 لا كالأولى عقولهم   سجينة

و كلما   ردَّ   عليه   العلما                 زادوه شهرة كنجم السينما

*ومنها:

تاريخهم   أسودُ   كالقَطْرانِ                 حَسْبُهُمُ   الجِهادُ   في الأفغانِ

و منهم الحليق   كيلا يُعرفا                 فهو عدو لهم   مهما   صفا

*ومنها:

لم يأبهوا   للنيل   مِن قَرَنْقِ                 فمن   أحَقُّ   مِنهمُ   بِالشَّنْقِ؟!

ج- قصيدة "أنا بالله عزيز؛ هات ما عندك هاتِ"، ومطلعها:

هاتِ   ما عندَكَ   هاتِ                         يا   زَمانَ   النَّكَبَاتِ!

أنا   لا أخشاك   فانثر                         كل ما في الجُعُبَاتِ!

*ثم يقول:

قد صفا قلبي من الشحنا                         ءِ   ؛   إلا     للطغاة

أنا         بالله       عزيز                         عزتي     في   سَجَدَاتي

أنا         لله         وليٌّ                         لا   لِعُزَّى ،   أو مَناةِ

أنا   أقوى الخلق   باللـ                         ــه ؛ بذكري، وصلاتي

35

*ثم يرد على إيليا أبي صاحب "الطلاسم، اللا أدرية" الكُفْرِيَّة، قائلا:

إن يكن   قد تاه "إيلْيَا"                         في   فيافي     الفلسفات!

باتَ حَيرانَ ؛   يُعاني                           مِن شُكوكٍ     مُظلِماتِ

باتَ   لا يعرف معنًى                          لِحياةٍ   ،     أو   مَمَاتِ

بات لا يفرق بين الـ                           ــمِلْحِ   و العَذْبِ الفُرَاتِ

فأنا أدري - و أدري                           لِمَ   أدري -   سِرَّ ذاتي

أنا أدري   مبدئي مِن                           أيِّ شيءٍ ،   أنا   آتي

أنا أدري أين تمضي                           رحلتي ،   بعد   الوفاةِ

أنا أدري غايتي ،   أعـ                           ــرِفُ     مِنهاجَ   حَياتي

حسبيَ   القرآنُ     أتلو                           هُ ؛ فيُحيي   لِي   مَوَاتِي

شرحت لي أصلَ خلقي                           بعضُ آيِ   "المُرْسَلاتِ"

و تجلَّى   لي مصيري                           إذ   تلوتُ   "النازِعاتِ"

و استبانت غايتي   مِن                           آيَةٍ       في   "الذارياتِ"

أنا روحٌ ،   أنا   نورٌ                          لا   حَصَاةٌ     في   فَلَاةِ

أنا شمسٌ   ليس تُطفى                           بهبوب     العاصفات ؟!

ذاكَ   سِرِّي   يا زَمَاني                           فليَمُتْ   غَيظًا ، عُدَاتِي

وهي طويلة ورائعة وبديعة، وفيها رد على قصيدة "الطلاسم؛ اللا أدرية" الشَّكِّية الإلحادية لإليا أبي ماضي الشاعر اللبناني؛ التي كانت تُدرَّس في بعض مناهج الدول العربية، وتدرَّس في بعض كليات الإلهيات "الشريعة" بتركيا، مع الأسف، وغنَّى بعضها محمد عبد الوهاب، وهي التي مطلعها:

جئت لا أعلم من أين ؟ و لكني أتيتُ!

و لقد أبصرت قدامي طريقا فمشيت

36

وسأبقى ماشيا إن شئت هذا أم أبيت

كيف جئت ؟ كيف أبصرت طريقي ؟

لست أدري!

... إلخ القصيدة الطويلة؟!

وقد رد عليها عدد من الشعراء المسلمين، ومن جملتهم شيخنا القرضاوي؛ فقال ردا عليها، ما أوردناه قبيل قليل.

*مما حفظته من أقوال شيخنا نثرا وشعرا:

1- سورية الداخل إليها مفقود، والخارج منها مولود.

2- أمة سورة الحديد لا تُتقن صناعة الحديد.

3- العرب بالإسلام كل شيء، وبغير الإسلام لا شيء.

4- يسمون بلاد الخليج "دول الخليج العربية"، وفي بعض مطاراتها، ومؤسساتها، لا تكاد تجد من يحدثك بالعربية؟!

5- قول الله تعالى في سورة الحديد: (وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس). سورة الحديد 25. ومعنى البأس الشديد: الصناعات العسكرية. ومعنى المنافع للناس: الصناعات المدنية.

6- البس   لكل حالة   لبوسها             إما   نعيمها ، و إما   بُوسَها

7- قوات الأمن في بلداننا، وأنواع الأمن، كلها لأمن الحاكم في الحقيقة.

8- علي جمعة هو ليس من العلماء، هو تخصص تجارة؟!

9- أنا لا أؤيد خطف الطائرات فهي محرمة، وكذلك عمليات تفجير البُرجين في أمريكا فهي محرمة الوسيلة والغاية؛ بخلاف العمليات الاستشهادية في فلسطين؛ فهي مشروعة غاية وهدفا.

10- أنا أقول لقوات الأمن الشرطة والجيش والعساكر؛ لا تطيعوا أوامر قادتكم بقتل المتظاهرين السلميين؛ فهو حرام وأنتم مسؤولون، وطاعتهم في ذلك حرام عليكم، ولا يعفيكم من المسؤولية.

37

11- في حديث مسلم: "صنفان من أمتي لم أرهما؛ رجال يحملون سياطا كأذناب البقر يضربون بها الناس. ونساء كاسيات عاريات، مائلات مميلات، على رؤوسهن كأسنمة البخت، لا يجدن ريحة الجنة ... ". انظر إلى سيدنا رسول الله كيف ربط بين الاستبداد السياسي والتحلل الخلقي والإباحي، كما هو حاصل في كثير من بلداننا؟!

12- سمعت أن محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية هو سبب الحرب على غزة -يقصد حرب 2009م- فإن صحَّ هذا فيجب أن يرجمه الفلسطينيون كما رجم العرب قبر أبي رغال الخائن، الذي دل أبرهة على مكة والكعبة.

13- القرآن الكريم جعل تهجير الناس من بيوتهم بمنزلة قتلهم؛ قال تعالى: (ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه ...). سورة النساء 66.

14- إخواننا في الشام يقولون: "القَرْضَاوي"، وهو خطأ، صوابه: "القَرَضَاوي"، نسبة إلى "قَرَضَة".

15- كثير من الدعاة يستدل بقوله تعالى: (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله) التوبة 105، وهذه الآية تدعو إلى العمل الصالح للآخرة، لا إلى عمل الدنيا، كما يستدلون بها.

16- كثير من الدعاة يستدلون بقوله تعالى: (واتقوا الله ويعلمكم الله) -"البقرة 282"- بهذه الآية على أن التقوى سبب العلم، وهي تدل على العلم بفقه آية المداينة وأحكامها. وصوابها: الاستشهاد على ذلك بقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا). سورة الأنفال 29.

17- شعب   الجزائر       مسلم                 و إلى العروبة     ينتسب

     من   قال حاد عن اصله                 أو قال: مات ؛ فقد كذب

     أو   رام     إدماجا       له                 رام   المحال   من الطلب

والأبيات لعلامة الجزائر المجاهد الشيخ عبد الحميد بن باديس، رحمه الله.

38

18- تاريخهم   أسود   كالقطران            حسبهم   الجهاد   في الأفغان

*هذا البيت وكتاب "الإخوان المسلمون نشأة مشبوهة وتاريخ أسود":

هذا البيت في الحقيقة هو من أرجوزته الشهيرة "الأصوليون" على لسان أجهزة الاستخبارات والعلمانيين"، وكأني به يُشير إلى كتاب "الإخوان المسلمون نشأة مشبوهة، وتاريخ أسود"؛ الذي أصدره النظام البعثي الفاجر في سورية أيام المقبور حافظ أسود بعيد سنة 1980م وفي حقبة الثمانينات التي تم فيها التضييق على الإخوان والسوريين عامة بسببها.

فقد أصدر البعثيون هذا الكتاب وأجبروا الناس على شرائه واقتنائه، ولا سيما الموظفين وأعضاء حزب البعث؛ للتنفير من جماعة الإخوان المسلمين، وتشويه صورتهم.

ويقع هذا الكتاب في 4 أجزاء، وألفه بعض علماء السلطة المنافقين. وبعد بضعة أشهر سحبه نظام البعث من السوق واختفى؛ لخشيته من النتيجة العكسية له، وهي انتشار ذكر الإخوان أكثر، وبحث الناس عن المصادر الصحيحة الأخرى لمعرفتهم؟!

19- أشد   في الفتك من البارود             رسائل البناء و المودودي؟!

20- و قد ترى من كتب الغنوشي             وتلك كالهيروين و الحشيش

وهذا صحيح مئة بالمئة، في منع كتب الإسلاميين في كثير من البلاد العربية، هذا فضلا عن منعهم هم عن دخولها، كمنع الشيخ أبي الحسن الندوي من دخول سورية، ومنع الشيخ عصام العطار من دخولها كذلك؛ بل منع جثامين البعض من دخول سورية ودفنهم فيها؟! كما حصل مع الشيخ عبد القادر عيسى العزيزي رحمه الله.

وسأضرب على صحته مثالين، أحدهما من سوريا، والآخر من تونس.

*مثال سورية: فبعد أحداث الإخوان في سورية في 1979م والثمانينات بعدها لوحق الإخوان المسلمون، وحُظر نشاطهم، بل حُكم على مَن ينتمي إلى حزبهم بالإعدام؛ فسُجن من سُجن من أتباعهم، وبعض معارفهم وأصدقائهم، وفرَّ من فرَّ من علمائهم، ودعاتهم، ومن له طلاب منهم، وإن

39

لم يكن مُنظما في حزبهم، كالشيخ عبد الله علوان، والشيخ سعيد حوا، وعبد

الله الطنطاوي، وعلي صدر الدين البيانوني، والشيخ عبد الفتاح أبو غدة، والشيخ د. عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني، والشيخ عبد الله سراج الدين، والشيخ عبد القادر عيسى العزيزي، وغيرهم كثير.

*كما مُنعت كتب الإخوان وحظرت، ومن وجد بحوزته كتاب كان يكفي لسجنه، ربما لسنوات؛ بل سمعت من والدي رحمه الله، أن المخابرات لما كانوا يَدْهَمُون أي بيت في حلب في تلك الحقبة، فكان الناس ينزعجون ويغضبون، ويحتجون قائلين: نحن لا علاقة لنا بالإخوان فكان يقول لهم

عُنصُر الأمن "المفتش": لا تتكلموا بأي كلمة؛ فنحن مخولون باعتقال كل من عنده شيء يدل على التديُّن ولو كان سواكا؟! فأصيب الناس بالرعب والهلع، وبدؤوا يخفون كتب الإخوان، أو يدفنونها كوالدي رحمه الله، أو يضعونها في المساجد، وقد رأيت بعضها، في بعض مساجد سورية.

وبعض الناس من فزعه وخوفه كان يخرج حتى المصاحف إلى المساجد؟!

*مثال تونس في منع كتب د. راشد الغنوشي: حدثني د. عبد الله الحمادي العلامة الإماراتي في الإدارة، فرَّج الله عنه سنة 2009م على ما أظن فقال لي: أنا حريص جدا في أن لا أذكر في مصادر كتبي كتبا ممنوعة في البلاد العربية غالبا؛ كي لا تُمنع، ثم فوجئت بمنع أحد كتبي في تونس؛ فتعجَّبت جدا وتحيَّرت، ورحت أبحث عن السبب، فوجدت بعض مراجعي كان قد رجع إلى كتاب للشيخ راشد الغنوشي؟!!

فهذا من باب المثل الشعبي العجيب البليغ المُؤثِّر القائل لما سُئل أحدهم: هل أكلتَ حَلاوةً يا فلان؟ فأجاب قائلا: "لا، والله آني ما جَلِيت حلاوة؛ بَسْ عباتي جاسَت عباة واحدْ ماكِلْ حلاوة"؛ أي: أنا لم آكل حلاوة؛ لكن عباءتي لامست عباءة رجلٍ أكل حلاوة؟؟!!

21- قال لبعض الجاليات المسلمة في أمريكا: "من لم يستطع منكم أن يُحافظ على أركان دينه وشعائره، وعلى أسرته - في هذه البلاد- فليحزم حقائب العودة، وليرجع إلى بلده، مِن الآن"؟!

40

الفصل الثاني

شذرات ونُبَذ مِن حياة الإمام العلامة

الشيخ يوسف القرضاوي

*اسمه ونسبه: هو يوسف بن عبد الله بن الحاج علي بن يوسف القرضاوي، أبو محمد، جمال الدين.

هذا وقد كنَّاه ولقَّبه العلامة المُحدِّث الشيخ عبد الفتاح أبو غدة بـ "أبي المحاسن، جمال الدين"، في إجازته له بالدوحة سنة 1413هـ - 1993م، وكذلك كناه بـ "أبي المحاسن" تلميذه العلامة المحدث الشيخ محمد عَوَّامَة حفظه الله؛ حين أجازه بمروياته وتَدَبَّج معه عام 1431هـ - 2009م؟

*صفط تراب، مسقط رأس القرضاوي:

صفط تراب هذه هي إحدى قرى مركز "المحلة الكبرى" بمحافظة "الغربية" المصرية. ذكرها الأستاذ علي مبارك في كتابه "الخطط التوفيقية" باسم "سفط البصل"، وأن بها جامعا، ويعمل أهلها بالزراعة، وكانت تسمى "سفط أبي تراب".

*بلغ عدد سكانها نحو 30 ألفَ نَسَمة عام 2006م.

قرية صفط تراب هذه فيها قبر الصحابي الجليل عبد الله بن الحارث بن جَزْء المعد يكربي الزُّبيدي، أبي الحارث، نزيل مصر، وشيخ المصريين لزمانه؛ الذي روى عن النبي أحاديث عدة، أخرجها أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه.

وقد نزل بها شابا، وتزوج بها، وأنجب، وعاش فيها حتى وفاته ودفن فيها عام 86هـ، وقبره معروف بها.

41

*نبذة عن الصحابي عبد الله بن الحارث الزبيدي دفين صفط تراب:

فقد ترجم له الإمام الذهبي في سيره وغيره؛ فهو:

الصحابي العالم المُعمَّر، شيخ المصريين في زمانه: عبد الله بن الحارث بن جَزْء الزُّبَيديّ المصري، أبو الحارث.

هو ابن أخي "محمية بن جزء الزبيدي". شهد فتح مصر، وسكنها، وتوفي فيها، وكان آخر الصحابة موتا بها. له مجموعة أحاديث، وروى عنه أئمة. وقد روى له أبو داود، والترمذي، وابن ماجه، وأحمد.

*طال عمره، وكف بصره، وتوفي بقرية "سفط القدور؛ صفط تراب" من أسفل مصر "المحلة الكبرى" حاليا. رضي الله عنه ورحمه.

*نسبته: إلى بلدة تسمى "القَرَضَة" التابعة لمركز "كفر الشيخ"، وهي من أعمال محافظة "الغربية" قديما، ثم انفصلت كفر الشيخ عنها، وصارت محافظة مستقلة.

*وعائلة "القرضاوي" منتشرة في قرى شتى بمصر، وبعض القرضاويين في "بني غازي" في ليبيا!

*تعريف ببلدة "القَرَضَة":

قرية القرضا: هي إحدى القرى التابعة لمركز "كفر الشيخ" في محافظة "كفر الشيخ" في مصر.

*بلغ إجمالي السكان فيها 7402 عام 2006م.

*والده "عبد الله": كان نصف فلاح، ونصف تاجر، كما يقول عنه ابنه الشيخ.     تزوج من امرأة ثم طلقها، ولم يُنجب منها.

*والدته المرأة الصالحة ودعوتها له: ثم تزوج امرأة أخرى ثيبا، هي السيدة "عرب بنت علي الحَجَر"، ووُلد منها الشيخ يوسف. وكان وحيدا. وسمي "يوسف" على اسم عمه يوسف الذي توفي ولم ينجب.

*وكانت امرأة صالحة عاقلة مُدبِّرة، وحرصت كل الحرص على تعليم ابنها يوسُف، وهي التي أخذتها إلى الشيخ "حامد أبو زويل" في كتابه ليحفظ ابنها القرآن عنده، وقد حصل ذلك.

42

وهي التي دعت لابنها يوسف دعوة صالحة، وجد أثرها في حياتها كلها وهي قوله له: "يا ابني! "ربنا يُحبِّب فيكَ الربَّ في عَرشُه، والجُندي في فَرْشُه، ويجعل في وُشَّك "وجهك" جوهرة، وفي بُؤَّك (فمك) سُكَّرة، ويحبب فيك الحصى في الأراضي، ويجعل لك في كل سِكَّة سلامة ".

*وهي التي كانت تحبه كثيرا، وعانقته طويلا وهي على فراشها قبيل وفاتها، ودعت له من أعماقها، وكانت مصابة بحمى شديدة، وكأنها أحست بدنو أجلها، وتوفيت وابنها ما زال في الصف الأول بـ"معهد طنطا الديني"؛ فأرسلت إليه فودعته، وتوفيت!

*تَيَتُّمُهُ:

في الثانية من عمره فقد أباه؛ الذي توفي بمرض بولي، فكفله عمه أحمد الفاضل الكريم؛ الوحيد الباقي من أعمامه الخمسة! وكان فوق الخمسين، ومع ذلك فقد كان قويا متين الجسم، متدينا محافظا على صلوات الجماعة بالمسجد، وكان يعمل في الزراعة مع ولديه.

*فقد والدته في الخامسة عشرة من عمره؛ نحو 1941م، وهي ابنة علي الحَجَر؛ التاجر الرجل الصالح التقي المستقيم الذي لم يكن يكذب ولا يغش ولا يحلف، ولا يبيع إلا البضاعة الجيدة والسليمة. والذي كان يُتاجر بالفواكه صيفا، وبالحبوب شتاء.   وقد توفي جده لأمه سنة 1933م؟

الفصل الثالث: دراسة القرضاوي وتعليمه

*ألحِق في الخامسة من عمره - نحو 1931م- بكتاب من كتاتيب القرية الأربع ليحفظ كتاب الله تعالى، وحفظ القرآن كاملا مع إلمام بأحكام التجويد، قبل العاشرة، وكان شيخه ومعلمه الأول هو الشيخ حامد أبو زويل؛ الذي حفظه مع القرآن منظومة "تحفة الأطفال" للشيخ سليمان الجمزوري المصري ت 1228هـ، رحمه الله.

*في السابعة من عمره - نحو 1933م- أدخل المدرسة الابتدائية الإلزامية التابعة لوزارة المعارف ليتلقى فيها بعض العلوم العصرية؛ من الحساب، والتاريخ، والصحة، والتقويم، والأشياء؛ فكان يجمع بين الكُتَّاب صباحا، والمدرسة الابتدائية مساء.

43

*حفل بهيج بمناسبة ختمه القرآن:

*بعيد ختمه للقرآن نحو سنة 1935م عمل له حفل بهيج متواضع لا يُنسى في الكتاب؛ وُزِّعت فيه الحلوى و"الشَّرْبَات"، وأطلقت الزغاريد، وقرأ فيه "الشيخ الصغير يوسف" من لوحه ما كتبه فيه من "الضحى - الناس" مع التهليل والتكبير والتحميد بعد كل سورة، ويكبر معه رفاقه التلاميذ.

*بعد هذا الحفل أصبح يُنادى في قريته "الشيخ يوسف"، ولحسن تلاوته أضحوا يقدمونهم ليؤمهم في الصلوات، ولا سيما جهريتها.

وبسبب تشييخه المبكر هذا، حُرم من حقه الطبيعي الطفولي في اللعب، كما كان يستمتِع أقرانه به من الصبية!

*درس الابتدائية - مع حفظه القرآن- في مدرسة قريته.

*التحق بـ "معهد طنطا الديني الابتدائي"؛ ليقضي فيه 4 سنوات.

*ثم التحق بـ "معهد طنطا الديني الثانوي"، ودرس فيه 5 سنوات.

*انتقل إلى القاهرة للدراسة الجامعية؛ فالتحق بـ "جامعة الأزهر- كلية أصول الدين"، وتخرج فيها سنة 1953م نائلًا الإجازة العالمية، ومُحرزا المركز الأول على 180 طالبا من زملائه!

*تابع في قسم التخصص في "كلية اللغة العربية - الأزهر" نظام السنتين؛ فحاز سنة 1955- 1956م "الشهادة العالمية" منها مع إجازة التدريس، نائلا الدرجة الأولى على 500 طالب من كليات الأزهر الثلاث؟!

*التحق سنة 1957م بـ "معهد البحوث والدراسات العربية العالية - جامعة الدول العربية"؛ فنال منه "شهادة التخصص العالية؛ الدبلوم" في شعبة اللغة والآداب، من ذلك المعهد.

*في السنة 1957م نفسها، وفترة معهد البحوث نفسها أيضا التحق بـ "كلية أصول الدين الأزهرية - شعبة علوم القرآن والسنة" منها؛ فاجتاز سنواتها الثلاث بنجاح وثبات سنة 1960م، مع صعوبتها آنذاك، وبقائه وحده فيها بعد السنة الأولى منها؟! وهي الدراسة التمهيدية العُليا المعادلة لشهادة التخصص "الماجستير"، و"امتحان التعيين" فيها بمنزلة تقديم الرسالة.

44

*شرع في التحضير لشهادة "الدكتوراه" سنة 1960- 1961م، وكانت عن "الزكاة في الإسلام"، لكنها تأخرت بسبب "محنة الإخوان المسلمين الرهيبة بمصر"، وتنكيل عبد الناصر بهم وقمعهم، وكان القرضاوي منهم، فلم يَحُزْها إلا صيف سنة 1973م؟!

*وفي سنة 1973م حصل على (الدكتوراه) بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى من نفس الكلية، عن "الزكاة وأثرها في حل المشاكل الاجتماعية".

*أساتذة الشيخ يوسف القرضاوي وشيوخه في الكتاب والثانوية، والجامعة، والتخصص والعالية:

*ملاحظة: لن أترجم لشيوخ القرضاوي هنا، بل سأذكر ملخص تعليقاته هو عنهم وحولهم؛ لأني ترجمت أكثرهم في الكتاب الكبير أصل هذا الكتاب.

1- الشيخ حامد أبو زويل: هو شيخه ومعلمه الأول ومحفظه للقرآن الكريم؛ الذي أتت به أمه إليه، وسلمته له قائلة: "هذا ابني أمانة عندك"؛ فقال لها: "هو ابننا، وسنضعه في عيوننا". فحفظ الطفل يوسف - ابن السابعة القرآن كاملا مع التجويد- على يديه في كُتَّابه "كتاب الشيخ حامد"، أحد الكتاتيب الأربعة في قرية "صفط تراب"، وحفَّظه مع كتاب الله "تحفة الأطفال" في تجويد القرآن للشيخ سليمان الجمزوري ت 1228هـ.

*أولا: من شيوخه في الابتدائية "الإعدادية" والثانوية:

2- الشيخ محمد الشِّنَّاوي: درَّس القرضاوي في الصف الأول الابتدائي "الإعدادي" الفقه الحنفي متن "نور الإيضاح" في العبادات، وكان من محلة "روح" بجوار "صفط تراب"، وكان حسن الطريقة في التدريس.

3- الشيخ محمد شعت: درَّسه النحو في الأول الإعدادي.

4- الشيخ رجب زبادي: =   =   = الثاني   = ، وهو صهر الشيخ محمد شعت المذكور سابقا.

5- الأستاذ الداعية المُربِّي البهي الخولي: وهو خريج "دار العلوم"، وزميل الإمام الشهيد الشيخ حسن البَنَّا. وقد درَّسه المحفوظات في الثاني الإعدادي، وما بعده، والجغرافيا في الرابع الإعدادي، وكان شديدا فيها.

45

وكان يختار لهم قِطعا أدبيَّة رائعة من أدب الأديب الكبير مصطفى لطفي المنفلوطي ت 1924م، وشاعر النيل الكبير حافظ إبراهيم ت 1932م، وكانت دروسه في "المحفوظات" دروسا في الأدب والتربية والسلوك.

6- الشيخ مصطفى غبارة: درسه النحو والصرف في الثالث الإعدادي، وهو مدرس مجتهد نشيط، حسن الطريقة في التدريس، وكان يحب تلميذه القرضاوي ويعتزُّ به.

7- الشيخ عبد الوهاب غانم: درَّسهم الرياضيات والهندسة والجبر في الرابع الإعدادي، وهو أستاذ نابغة في الرياضيات.

8- العلامة الشيخ محمد متولي الشعراوي: هو مدرس ناجح، متمكن من مادته، محترم لدى الطلاب، قادر على ضبط الفصل، وهو أهم مدرسي القرضاوي في هذه المرحلة، وقد درسه علم البلاغة في السنة 4 ثانوي.

9- الشيخ محمود الدفتار: درسه الفقه الحنفي في السنة الخامسة، وكان كفيف البصر. وهو من أسرة آل الدفتار المعروفة بالانتساب إلى الفقه الحنفي، والاعتزاز به.

10- الشيخ أمين الدفتار: كان يدرسه "العروض والقافية" في السنة الأولى الثانوية، وكان صوفيا غاليا، ولا يقبل المناقشة، ويمثل على العروض بأشعار صوفية؛ كتمثيله لبحر الكامل بقول شاعر:

لُذْ بِالمقامِ الأحمَدِيِّ وقُل: مَدَدْ           يا سَيِّدَ الأقطابِ يا نِعْمَ السَّنَدْ!

*ثانيا: شيوخه في الجامعة "كلية أصول الدين":

11- الأستاذ العلامة الشيخ د. محمد عبد الرحمن بيصار (شيخ الأزهر فيما بعد) ت 1982م: وكان يدرسه علم التوحيد من كتاب "العقائد النسفية"، بشرح السعد التفتازاني، وحاشيتي الخيالي، والعصام الإسفراييني، وحاشية عبد الحكيم السيالكوتي على حاشية الخيالي، وكل هذه الكتب الخمسة في صفحة واحدة، يفصل بينها خطوط حاجزة؟!

46

12- الإمام العلامة الفيلسوف والمفكر الإسلامي الصوفي الشهير الشيخ د. عبد الحليم محمود ت 1976م: درسه في السنة 3 مادة الفلسفة الإسلامية والحديثة. واختار لهم كتاب "الفلسفة الإسلامية: منهج وتطبيقه" للدكتور إبراهيم بيومي مدكور. ودرّسهم فصلا من كتاب "الإشارات والتنبيهات" لابن سينا، وهو متعلق بالتصوف.

كما درسهم في السنة الرابعة فصولا في التصوف في ضوء "المُنقذ من الضلال" للغزالي، وأعطاهم فكرة عن فلسفة الأندلس في ضوء "قصة حي بن يقظان" لابن طُفيل. هذا كله بالإضافة إلى فصول من نظرات في الفلسفة الحديثة من "النظريات الأخلاقية".

13- الشيخ محمد مختار بدير ت ؟: أستاذ القرضاوي في التفسير.

14- الشيخ محمد أمين أبو الروس ت 1974؟م: درسه التفسير أيضا.

15- الشيخ محمد علي أحمدين 1970م؟: درسه الحديث.

16- الشيخ عبد الحميد الشاذلي 1961م؟: درسه الحديث أيضا.

17- الشيخ صالح شرف ت 1985م؟: درسه علم التوحيد.

18- الشيخ محمود العيسوي ت بعد 1959م: = = = .

19- الشيخ محمد يوسف الشيخ: ت بعد 1970م = = =.

20- الشيخ الشافعي الظواهري ت بعد 1958م: = = .

21- الشيخ عبد الفتاح شحاته ت ؟: درسه التاريخ.

22- الشيخ د. محمود فياض ت ؟:   =     = .

23- الشيخ أبو زيد شلبي ت نحو 1960م؟: درسه التاريخ أيضا.      

24- الشيخ أبو بكر ذكري ت 1970م؟: درسه النظريات الأخلاقية.

25- الشيخ منصور علي رجب ت 1964م؟: درسه علم الأخلاق.

26- الدكتور محمد علي حسن غلاب ت 1970م؟: وقد درسه الفلسفة الشرقية واليونانية.

47

27- الشيخ الطيب حسن علي النجار ت 1966م؟: درسه أصول الفقه.

28- الدكتور جمال الدين؟ ت ؟: درسه علم النفس.

29- الشيخ علي مصطفى الغرابي ت 1963م؟: درسه الفرق الإسلامية.

*كما درس الشيخ القرضاوي المنطق من كتاب: "القطب على الشمسية" لسنتين، لكنه نَسِيَ اسم مدرسه لهذه المادة.

*ودرس القرضاوي اللغة الإنجليزية 4 سنوات، على أساتذة شتى.

*ثالثا: شيوخه في "تخصص الدريس" بالأزهر، بعد الجامعة:

30- د. محمد قدري لطفي: درسه مادّة "التربية العملية في تدريس اللغة العربية". وهو من أعلام هذا الفن، وله مؤلفات فيه. وبعد تدريسه للطلبة يأخذهم في أواخر الفصل الدراسي إلى المدارس الحكومية؛ ليُلقي كل منهم درسا نموذجيا يختاره ويُحَضِّره، ثم يلقيه أمام أستاذه وزملائه، وفي اليوم الواحد يحضُرون دروسا عِدّة، ثم يجتمعون مع أستاذهم في جلسة خاصة للنقد والتقويم، ويُعطى الطلاب الفرصة أولا لتقويم عمل زميلهم، وإبداء ملاحظاتهم. ثم يبدأ الأستاذ نقده وتقويمه.

31- العلامة الشيخ د. محمد عبد الله دراز المصري ت 1958م: الذي درَّسه "علم الأخلاق". كان الشيخ دراز - كما يصفه تلميذه القرضاوي - في معارفه كأنما يغرف من بحر، وكأن كلامه السحر، ويشرح الدقائق فيُجلِّيها، والغوامض فيكشف خوافيها، ويبين معانيها، وأنه ينطبق عليه وصف العلماء الأولين: "العالم العلامة، الحبر البحر الفَهَّامة".

وقد أحاط دراز بعلوم الإسلام من التفسير والحديث والتوحيد والأصول والفقه، وبعلوم العربية؛ من نحو وصرف وبلاغة، وأدب وتاريخه، وبالعلوم الكونية العصرية؛ التي درسها في "جامعة السوربون" بفرنسا، والتي أحرز منها "الدكتوراه"، في أكثر من رسالة، منها: "دستور الأخلاق في القرآن الكريم"، وهو كتابه البديع الشهير، الفريد في بابه.

48

*كان الشيخ دراز من أعلام الفكر، ومن أئمة الدين، وبحرا في العلم والثقافة، جامعا بين الأصالة والمعاصرة؛ فهو ابن الجامع الأزهر البارُّ، وتكوينه الأزهري قوي متين، وهو من خريجي السوربون الذين تعتز بهم، وهو أحد رجال الفلسفة والأخلاق المعدودين في عالمنا الإسلامي والعربي.

*من أهم كتب الشيخ دراز النفيسة من حيث الكيف في فكرتها ومضمونها وبيانها وأسلوبها:

أ- "النبأ العظيم". وكتابه هذا نظرات جديدة في علوم القرآن وإعجازه، هو فريد في بابه.

ب- "المختار من كنوز السنة": هو شروح عميقة متميز لأحاديث نبوية عدة.

ج- "الربا" رسالة عميقة متميزة كتبها وقدَّمها لـ "مؤتمر الحقوق الدولي - باريس" سنة 1951م.

د- "موقف الإسلام من الأديان الأخرى". رسالة ألقاها في "مؤتمر الأديان - لاهور" بباكستان سنة 1958م.

*رابعا: أساتذته ومُدرِّسوه في "معهد الدراسات العربية العالية" التابع لـ "جامعة الدول العربية" في شهادة التخصص "الماجستير":

في يونيو حزيران من عام 1956م خرج الشيخ القرضاوي من السجن الحربي بعد اعتقال فيه لنحو سنتين، وأول ما فكر فيه هو إتمام دراسته العليا. وكانت الدراسات العليا في الأزهر قد ألغيت، فسمع في عام 1957م الشيخ بافتتاح معهد جديد للدراسات العليا تابع للجامعة العربية يسمى "معهد الدراسات العربية العالية، أسَّسه د. ساطع الحصري، يمكن الحصول منه على "الماجستير"؛ فقبل الشيخ في "قسم الدراسات الأدبية واللغوية" الذي كان يُشرف عليه الناقد الكبير د. إسحاق موسى الحسيني.

*وقد درس الشيخ في هذا المعهد سنتين في أربعة فصول دراسية، وقد درَّسه في هذا المعهد أساتذة كبار مشاهير في اللغة والأدب والنقد والاجتماع، هم:

32- الأديب والناقد الكبير د. عبد القادر القط ت 2002م: درسه "القصة المصرية" ابتداء من قصة "زينب" للدكتور محمد حسين هيكل.

49

33- الأديب والناقد الشهير الأستاذ أمين الخولي ت 1966م: درسه مادة "قضايا لغوية"، وهو أزهري محافظ على جبته وعمامته، وكان يتميز بعقل ناقد، لكنه كان يبالغ في النقد أحيانا، ويتحدى العلماء وإن أجمعوا. وهو زوج العلامة البحاثة الأديبة الناقدة المعروفة المصرية الأستاذة د. عائشة عبد الرحمن "بنت الشاطئ".

34- العلامة والناقد الأدبي الكبير الأستاذ د. ناصر الدين الأسد ت 2015م: درسه "الاتجاهات الأدبية في فلسطين والأردن".

35- الباحث الأستاذ د. سامي الكيالي الحلبي ت 1972م: درسه "النهضة الأدبية في حلب".

36- الأستاذ د. محمد النويهي المصري ت 1980م: درسه "فلسفة النقد الأدبي"، و"علاقة النقد بالقيم الأخلاقية"، و"مدى التزام الفنان بالأخلاق".

37- أبو القومية العربية الأستاذ الشهير د. ساطع الحصري، أبو خلدون ت 1968م: درّس الشيخ مادة "القومية العربية"، ودرسه كذلك نظريات القومية المختلفة لدى الأوربيين، وأهمها: "النظرية القائمة على اللغة والتاريخ".

*كما درسه موضوع "البلاد العربية وعلاقتها بالدولة العثمانية".

38- الأستاذ "الأمير" مصطفى الشهابي الدمشقي، لبناني الأصل ت 1968م: درَّسهم "الاستعمار أهدافه وآثاره في البلاد العربية".

39- الأديب والناقد الكبير د. محمد مندور المصري ت 1965م: درسه في الفصول الأربعة "الشعر المصري بعد شوقي، "جماعة أبولو"، وهو ناقد أدبي معروف، ومؤلف له كتب عديدة.

40- الناقد الأدبي الكبير د. إسحاق موسى الحسيني الفلسطيني المقدسي ت 1990م: وهو رئيس قسمهم، درسهم "النهضة الأدبية في فلسطين"، مُرَكِّزًا على علمين متعاصرين من أعلام الأدب والنقد؛ هما: الأستاذ إسعاف النشاشيبي ت 1948م، والذي كان يخاطب القلب، والأستاذ خليل السكاكيني، الذي كان يخاطب العقل.

41- الأستاذ جميل صليبا الدمشقي، لبناني الأصل ت 1976م: درَّسه "الاتجاهات الفكرية في بلاد الشام".

*كما درَّس القرضاويَّ في هذا المعهد: "المذاهب الأدبية" المشهورة "الكلاسيكية، الرومانسية، الواقعية، الرمزية"، وغيرها. وكانت مراجعهم فيها كتب الأستاذ غنيمي هلال من أساتذة "كلية دار العلوم".

وقد نسي الشيخُ القرضاوي مَن درَّسه هذه المذاهب؟!

*من زملائه في المعهد: وكان من زملاء القرضاوي في ذلك المعهد أساتذة وشخصيات مختلفة من الوطن العربي، أصبح لهم شأن فيما بعد، منهم:

1- الأديب الناقد السوري الأستاذ د. عبد الكريم الأشتر: المدرس الجامعي فيما بعد، والمؤلف. وكان ترتيبه الأول على دفعة القرضاوي.

2- الأستاذ والأديب السوري د. عمر الدقاق: الأستاذ والمدرس الجامعي والمؤلف فيما بعد. 3- السعودي أ. صالح الحصين: وكان في قسم القانون.

*خامسا: شيوخه في دراسته العليا في "كلية أصول الدين" الأزهرية لـ "الماجستير"، بعد "معهد الدراسات العربية العالية - الجامعة العربية":

42- العلامة الشيخ د. محمد محمد أبو شهبة: درسه علوم القرآن.

43- الشيخ أحمد أحمد علي ت 1962م: درسه التفسير.

*الشيخ محمد علي أحمدين ت 1970م؟: درسه الحديث. تقدم ذكره.

44- الشيخ محمد بن محمد السماحي ت 1984م؟: درسه مصطلح الحديث، كتاب: "تدريب الراوي على تقريب النواوي" للإمام السيوطي.

*سادسا: رسالته للأستاذية "الدكتوراه":

شرع الشيخ في إعداد أطروحته للأستاذية عن "الزكاة في الإسلام" سنة 1961م، وكان مقررا أن ينتهي من رسالته فيها خلال سنتين، لكنه لم يستطع ذلك بسبب الأحداث الرهيبة في مصر؛ التي انقطع عنها وبسببها من 1964 حتى صيف 1973م؛ فتأخر 13 عاما عن موعد حصوله على الأستاذية!

51

*سابعا: شيوخه خارج الأزهر؛ من الإخوان المسلمين:

هذا وقد كان للشيخ القرضاوي شيوخ آخرون مهمون، لم يدرسوه، لكنه استفاد منهم كثيرا، وكانت له بهم صلا وثيقة؛ هم:

45- العلامة والمفكر الإسلامي والأديب الكبير الشيخ محمد الغزالي السقا ت 1996م: كان القرضاوي يزوره بصحبة صديقيه أحمد العسال ومحمد الدمرداش في بيته في "درب سعادة"، ثم بشارع الأزهر، ثم في الدقي.

46- الأستاذ الفقيه الشيخ سيد سابق التهامي المصري ت 2000م.

*الشيخ المفكر الأستاذ البهي الخولي ت 1977م؟.

*ومن غير الإخوان شيوخ ومحاضرو "دار الحكمة" في تفسير القرآن الكريم بالقاهرة، ومنهم:

47- العلامة الفقيه المفسر الشهير الشيخ محمود شلتوت ت 1963م، الذي ذاع صيته، وانتشرت دعوته إلى التجديد، وغدت له شعبية واسعة بأحاديثه الصباحية في "إذاعة القاهرة".

وقد صدرت له مقالات في التفسير نشرها في مجلة "رسالة الإسلام". ثم خرجت بعد ذلك في كتاب "في التفسير حول العشرة الأجزاء الأولى".

48- المفسر والفقيه المعروف الأستاذ عبد الوهاب خلَّاف ت 1956م: أستاذ الشريعة الإسلامية في "كلية الحقوق"، والذي خرَّج أجيالا من الطلبة. وهو صاحب كتاب "أصول الفقه" الشهير، وغيره.

49- د. عبد الوهاب حموده ت ؟ أستاذ اللغة العربية في "كلية الآداب".

*ثامنا: أعظم الشخصيات المؤثرة فيه:

أ- من القدماء:

1- حجة الإسلام العلامة الفقيه الأصولي المجدد الشيخ أبو حامد محمد بن محمد الطوسي الغزالي ت 505هـ رحمه الله.

2- شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم؛ ابن تيمية الحراني الدمشقي، العلامة المحدث والفقيه الحنبلي ت 728هـ رحمه الله.

52

3- العلامة المحقق الإمام المصنف الشيخ محمد بن أبي بكر؛ ابن قيم الجوزية الزرعي الدمشقي ت 751هـ رحمه الله. ب- من المُحْدَثين:

4- الإمام الشهيد حسن بن عبد الرحمن البنا ت 1949م.

5- العلامة المفسر المفكر الشيخ محمد رشيد رضا ت 1935م.

6- المفكر الإسلامي والمربي د. البهي الخولي ت 1977م.

7- العلامة والأديب والمفكر الإسلامي الكبير الشيخ محمد الغزالي السقا ت 1996م.  *شهد وعاصر من الأحداث: أولا: الحرب العالمية الثانية: وما خلفته في حياة الناس من آثار مادية وفكرية وأخلاقية، وما صحبها وتبعها في مصر والعالم العربي من يقظة ووثبة لدحر "الاستعمار وطرده، ولا سيما الاحتلال الإنجليزي لمصر.

ثانيا: الخطر والسرطان الصهيوني الإسرائيلي، ونكبة فلسطين: فقد اتضح هذا الخطر على فلسطين والبلدان العربية، حتى تجسد في "دويلة إسرائيل" وكيانها الصهيوني العنصري المحتل.

ودخلت الجيوش العربية الهزيلة فلسطين حرب 1948م، ووقعت النكبة الأولى للمسلمين والعرب، وكانت نذيرا بسقوط الاتجاه اليميني الحر "اللبرالي" الرأسمالي الديمقراطي، بما وراءه من التراخي والتحلل وموالاة الغرب؛ ليحل مكانه الاتجاه الثوري الاشتراكي اليساري، بلوازمه من الطغيان والإرهاب، وكبت الحريات، والولاء الدولي للشيوعية.

هذا وقد انتهى هذا الاتجاه بنكبتنا الثانية؛ التي احتلت فيها "إسرائيل" القنيطرة، وسقطت القدس والمسجد الأقصى في يد اليهود، كما يقول الشيخ د. يوسف القرضاوي ناقلا عنه الأستاذ محمد المجذوب رحمه الله. علماء ومفكرون عرفتهم 1/471.

*لم ينعزل الشيخ عن هذه الأحداث وغيرها؛ بل شارك فيها منذ كان طالبا في الابتدائية "الإعدادية" بقلبه وأعصابه وعقله ولسانه، ونظم القصائد، وألقى الخطب الحماسية، وحرَّض الجماهير الطلابية، واشترك في قيادة المظاهرات، وتعرَّض لِعِصِيِّ الشرطة المصرية، وبات في أقسامهم أحيانا!

53

*انتماؤه المُبكِّر لجماعة الإخوان المسلمين، واعتِقاله مرات بسببها:

وما جعل الشيخ القرضاويَّ على صلة عميقة وحية ومباشرة بأحداث بلده مصر وقضايا الوطن العربي والإسلامي هو: اتصاله المبكر بأعظم حركة إسلامية وهي "جماعة الإخوان المسلمين"؛ فقد نقلته من جو الشعر والأدب الذي يهواه، إلى جو الدعوة الإسلامية العامة، ومن طريق الوعظ العام والدعوة والتدين الفرديين، إلى أفق الحركة الإيجابية الشاملة والمنظمة؛ التي تعمل على خلق تيار إسلامي عام، وتكوين جيل يفهم الإسلام فهما صحيحا، يؤمن به ويجاهد في سبيله.

كما أن دعوة الإخوان المباركة أزالت الحاجز القائم بين ذوي الثقافة الإسلامية الأزهرية في المعاهد الدينية، وبين المثقفين ثقافة حديثة تعلموها في المدارس العامة والجامعات الحكومية المدنية.

*اعتقال الشيخ القرضاوي: هذا وقد أدى انتساب الشيخ إلى دعوة الإخوان المسلمين، أدى إلى اعتقاله مرات عدة:

*أولها- سنة 1949م: في عهد الملك فاروق، لنحو عشرة أشهر، وكان حينها طالبا في الخامس الثانوي. وقد عليه بسبب ذلك امتحان الشهادة الثانوية الأول؛ فتداركه في الدور الثاني بعد الإفراج عنه، وحاز المركز الثاني بين الناجحين على مستوى القطر المصري؟!

*ثانيها- في 2/1/1954م: لشهرين ونصف شهر في عهد "الثورة".

*ثالثها- في 11/1954م: لنحو 20 شهرا في "السجن الحربي".

*رابعها- في 7/1962م: لنحو 50 يوما في سجن انفرادي في "مبنى مخابرات الثورة"، مع صديقه ورفيق عمره الداعية د. أحمد العسَّال؛ فقد اعتقلا معا، وأفرج عنهما معا.

54

*من فوائد السجن وحِكَمه وثمراته، وعِبَره وعظاته للشيخ القرضاوي:

أ- صَحَّح فهمه للإسلام ورسالته في الحياة، وواجب دعاته في هذا العصر، نحو وطنهم الصغير، والإسلامي الكبير.

ب- أضحى مهتما بأمر المسلمين جميعا، وبقضايا الإسلام الكبرى، وبمؤامرات أعداء الإسلام، ووسائلهم في الغزو والتدمير.

ج- حَدَّد هدفَه من الحياة ورسالته فيها، وهي: الدعوة إلى الإسلام كله عقيدة وشريعة، ودينا ودولة وحضارة وأمّة، ولا يعني هذا تعصبه لهذه الحركة واعتقاد عصمتها؛ بل انتقدها بملاحظات سجلها في كتابه: "الحل الإسلامي فريضة وضرورة"، ولكن الدعوة نفسها لا غبار عليها.

د- بقاؤه زُهاءَ عشرين شهرا في المعتقل بين عدد كبير من الإخوان في مستويات شتى، أطلعه على قصور في مجال العمل الإسلامي والفقه الناضج للإسلام، وأن كثيرا من القضايا يختلط فيها الخطأ بالصواب، واليقين بالظن، فلا بد من التحقيق والتمحيص، وهو يحتاج إلى دراسة علمية وافية، فلا بد من توجيه الوقت والجهد إليها، وعلى هذا نوى وعَزَم.

هـ- كان في حل "الإخوان المسلمين" سنة 1954م، وحظر النشاط العلني فيها، كان فيه دافعا للقرضاوي إلى تغيير محور نشاطه؛ فمنع من التدريس والوعظ، فدفعه هذا إلى التفرغ للبحث العلمي والكتابة والتأليف، وكان باكورة اتجاهه هذا كتابه الجليل الشهير: "الحلال والحرام في الإسلام".

55

الفصل الرابع:

حياته العملية، وجهوده ونشاطاته في خدمة الإسلام

*أولا- حياته العملية، وأعماله الرسمية: عمل الدكتور/ القرضاوي فترة بالخطابة والتدريس في المساجد، ثم أصبح مُشرفًا على معهد الأئمة التابع لوزارة الأوقاف في مصر.   *ونقل بعد ذلك إلى الإدارة العامة للثقافة الإسلامية بالأزهر الشريف للإشراف على مطبوعاتها والعمل بالمكتب الفني لإدارة الدعوة والإرشاد. *وفي سنة 1961م أعير إلى دولة قطر، عميدا لمعهدها الديني الثانوي، فعمل على تطويره وإرسائه على أمتن القواعد، التي جمعت بين القديم النافع والحديث الصالح.

*وفي سنة 1973م أنشئت كليتا التربية للبنين والبنات نواة لجامعة قطر، فنقل إليها ليؤسس قسم الدراسات الإسلامية ويرأسه.

*وفي سنة 1977م تولى تأسيس وعمادة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر، وظل عميداً لها إلى نهاية العام الجامعي 1989/1990م، كما أصبح المدير المؤسس لمركز بحوث السنة والسيرة النبوية بجامعة قطر، وقد ظل يرأسه سنوات، حتى أُلْغِي. *كما أعير من دولة قطر إلى جمهورية الجزائر الشقيقة العام الدراسي 1990/1991م ليترأس المجالس العلمية لجامعتها ومعاهدها الإسلامية العليا، ثم عاد إلى عمله في قطر مديرا لمركز بحوث السنة والسيرة.

*ثانيا- جهوده ونشاطاته في خدمة الإسلام: الأستاذ الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي، أحد أعلام الإسلام البارزين في العصر الحاضر في العلم والفكر والدعوة والجهاد، في العالم الإسلامي مشرقه ومغربه.

ولا يكاد يُوجد مسلم مُثقف معاصر إلا التقى به قارئًا لكتاب، أو رسالة، أو مقالة، أو فتوى، أو مستمعا إلى محاضرة، أو خطبة أو درس أو حديث أو جواب، في جامع أو جامعة، أو ناد، أو إذاعة، أو تلفاز، أو شريط، أو غير ذلك؛ من وسائل الإعلام والنشر.

ولم يكن يقتصر نشاطه في خدمة الإسلام على جانب واحد، أو مجال معين، أو لون خاص بل اتسع نشاطه، وتنوعت جوانبه، وتعددت مجالاته، وترك في كل منها بصمات واضحة تدل عليه، وتشير إليه.

*هذا وقد تجلَّت تلك الجهود والنشاطات في مجالات عِدَّة، هي:

أ- ففي مجال التأليف العلمي: الكتابة والتأليف من أهم ما برَّز فيه الدكتور القرضاوي، فهو عالم مؤلف محقق كما وصفه العلامة أبو الحسن الندوي في كتابه "رسائل الأعلام" وكتبه لها ثقلها وتأثيرها في العالم الإسلامي، كما وصفها بحق سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز.  والناظر في كتبه وبحوثه ومؤلفاته يستيقن من أنه كاتب مفكر أصيل لا يكرر نفسه، ولا يقلد غيره، ولا يطرق من الموضوعات إلا ما يعتقد أنه يضيف فيه جديداً من تصحيح فهم، أو تأصيل فكر، أو توضيح غامض، أو تفصيل مجمل، أو رد شبهة، أو بيان حكمة أو نحو ذلك؛ من أهداف التأليف المعروفة.

وقد ألف الشيخ يوسف القرضاوي في مختلف جوانب الثقافة الإسلامية كتبا نيفت على المئتين، وهي أصيلة في بابها، تلقَّاها جُلُّ أهل العلم في العالم الإسلامي بالقبول والتقدير، ولهذا طبعت بالعربية مرات كثيرة، وترجم أكثرها إلى اللغات الإسلامية والعالمية، فلا تكاد تذهب إلى بلد إسلامي إلا وجدت كتب القرضاوي هناك إما بالعربية أو باللغة المحلية.

ب- مجال الفقه والفتوى: ومن الجهود البارزة للدكتور القرضاوي جهوده في مجال الفقه والفتوى خاصة. فهو لا يُلقي محاضرة، أو يشهد مؤتمرا أو ندوة إلا جاءه فيض من الأسئلة في شتى الموضوعات الإسلامية ليرد عليه، وردوده وأجوبته تحظى بقبول عام من جماهير المثقفين المسلمين، لما اتسمت به من النظرة العلمية، والنزعة الوسطية، والقدرة الإقناعية.
وقد أصبح مرجعا من المراجع المعتمدة لدى الكثير من المسلمين في العالم الإسلامي وخارجه، بإجابته عن الرسائل والاستفتاءات الكثيرة من مُتابعيه ومشاهديه في الإذاعة والتلفزيون القطري، ثم في قنوات "الجزيرة" و"قطر" و"أبو ظبي" الفضائية، هذا عدا عن الاتصال الهاتفي واللقاء المُباشر ومُشافهة السائلين له.   وخلاصة منهجه في الفتوى: كما بينه في كتابه "فتاوى معاصرة" وغيره؛ أنه يقوم على التيسير لا التعسير، والاعتماد على الحجة والدليل، والتحرر من العصبية والتقليد، مع الانتفاع بالثروة الفقهية للمذاهب المعتبرة، وعلى مخاطبة الناس بلغة عصرهم، والاهتمام بما يصلح شأنهم والإعراض عما لا ينفعهم، والاعتدال بين الغلاة والمقصرين، وإعطاء الفتوى حقها من الشرح والإيضاح والتعليل.

57

ج- مجال الدعوة والتوجيه: عمل د. القرضاوي في مجالات عدة، ومارس أنشطة كثيرة، بين العمل الأكاديمي والعمل الإداري والثقافي، واشتغل بالفقه والفتوى، والأدب والشعر، وغير ذلك، ولكنه في المقام الأول رجل دعوة، فالدعوة إلى الله لحمته وسداه، وهي شغله الشاغل، وهي محور تفكيره واهتمامه وعلمه وعمله.

وقد بدأ يمارس الدعوة منذ فجر شبابه، منذ كان طالبا في القسم الابتدائي، من معهد طنطا الثانوي، وعمره حوالي 16سنة، مبتدئا بقريته، ثم بما حولها، حتى شرَّق وغرَّب في العالم كله.

*وسائل دعوته ومنابرها: وله إلى الدعوة منابر ووسائل شتى، منها: المنبر الطبيعي التاريخي للدعوة إلى الله، وهو: المسجد، عن طريق الخطبة والدرس، منذ كان طالبا في "كلية أصول الدين" بمصر، في "مسجد آل طه" الذي كان يؤمه آلاف الناس لصلاة الجمعة عنده، ثم في 1956م في "جامع الزمالك" بالقاهرة والذي كان يؤمُّه جمهور كبير، حتى مُنع من الخطابة في عهد الطاغية جمال عبد الناصر.

ثم واصل نشر دعوته بعد إعارته إلى قطر عام 1962م خطيبا وواعظا ومفتيا، في مساجد "الشيوخ"، و"عمر بن الخطاب"، و"محمد بن عبد الوهاب"، وبعض خطبه تلك كانت تُنقل على الهواء مباشرة عبر قناة قطر أو الجزيرة الفضائيتين.

كما ألقى دروسا توجيهية، ودروسا في التفسير، وأخرى في الحديث الشريف كبرنامج "من مشكاة النبوة"، وكانت له أحاديث في الإذاعة القطرية كبرنامجه الشهير "نور وهداية"؛ الذي دام بضعة عشر عامًا، وفي التلفاز القطري كان له برنامج "هدي الإسلام" مساء كل جُمعة، وبعض برامجه كان إجابة عن أسئلة المسلمين واستفتاءاتهم.

ثم برنامجه الشهير جدا "الشريعة والحياة" في قناة "الجزيرة" الفضائية الذي استمر زُهاء 17 عاما، وشاهده واستفاد منه ملايين الناس.

هذا إلى نشره مقالات وبحوثا في الصحف والمجلات؛ مثل: مجلة "نور الإسلام"، و"الأزهر" المصريتين، و"حضارة الإسلام" الدمشقية، و"الأمة" و"الدوحة" القطريتين، و"منار الإسلام" الظبيانية، و"البعث الإسلامي"

الهندية، و"الوعي الإسلامي"، و"المجتمع"، و"العربي" الكويتية، وغيرها. هذا إلى صحف أسبوعية ويومية في أقطار أخرى.

هذا إلى نشره مقالات ومشاركاته في مواقع التواصل الاجتماعي كـ "إسلام أونلاين"، و"موقعه الرسمي"، و"فيس بوك"، و"تويتر".

د- مجال المؤتمرات والندوات العلمية: لا يكاد يعقد مؤتمر أو ملتقى أو ندوة أو حلقة حول الفكر الإسلامي أو الدعوة الإسلامية إلا يدعى إليها الدكتور القرضاوي، تقديرا من الجهات الداعية لمكانته بين العلماء والدعاة والمفكرين؛ فيحضر منها ما يسعفه به وقته، وتساعده ظروفه وارتباطاته.

*ومن هذه المؤتمرات على سبيل المثال لا الحصر: المؤتمر العالمي الأول للاقتصاد الإسلامي تحت رعاية جامعة الملك عبد العزيز بمكة المكرمة.

المؤتمر العالمي الأول لتوجيه الدعوة وإعداد الدعاة تحت رعاية الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.

المؤتمر العالمي الأول للفقه الإسلامي بالرياض تحت رعاية جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.

المؤتمر العالمي الثاني لتوحيد الدعوة وإعداد الدعاة تحت رعاية الجمعية الإسلامية بالمدينة المنورة.

المؤتمر العالمي الأول لمكافحة المسكرات والمخدرات والتدخين تحت رعاية الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.

ومهرجان ندوة العلماء بالكهنو بالهند، ومؤتمر الإسلام والمستشرقين الذي نظمته ندوة العلماء بالتعاون مع دار المصفين بمدينة (أعظم كره) بالهند، وقد اختير بالإجماع رئيساً للمؤتمر.

ومؤتمرات السيرة النبوية والسنة الشريفة التي عقدت في أكثر من بلد، وقد انتخب في المؤتمر الذي عقد في قطر نائبا للرئيس.

وندوة التشريع الإسلامي في ليبيا، ومؤتمرات مجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة، ومؤتمرات المصارف الإسلامية في دبي وفي الكويت وإستنابول

59

وغيرها ومؤتمرات الهيئة العليا للرقابة الشرعية بالبنوك الإسلامية، وندوة "الاقتصاد الإسلامي في مجال التطبيق" في أبو ظبي، وندوات (المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية) بالكويت و"مؤتمرات الزكاة" بالكويت ومؤتمرات رابطة الجامعات الإسلامية بالقاهرة، ومؤتمرات المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية بالأردن، وملتقيات الفكر الإسلامي بالجزائر، ومؤتمر الإعجاز العلمي للقرآن والسنة بإسلام آباد، وندوة الصحوة الإسلامية وهموم الوطن العربي بعمان، ومؤتمرات الإسلام والطب بالقاهرة.

هـ- مجال المحاضرات والزيارات الجامعية:

هذا وقد دُعي الشيخ يوسف إلى عدد من الجامعات؛ منها: الجامعات المصرية مثل: جامعة القاهرة، والأزهر، وعين شمس، والإسكندرية، المنصورة، وأسيوط.

*ومنها جامعة الخرطوم وجامعة أم درمان الإسلامية بالسودان.
ومنها بالمملكة العربية السعودية: الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وقد كان في بعض الدورات عضواً بالمجلس الأعلى بها، وجامعة الملك عبد العزيز بجدة، وجامعة الظهران للبترول والمعادن، وجامعة الملك فيصل بالدمام، وجامعة الملك سعود بالرياض.

*ومنها جامعة الكويت، وجامعة الإمارات العربية المتحدة بالعين، وجامعة الخليج بالبحرين، والجامعة الأردنية وجامعة اليرموك بالأردن، وجامعة محمد الخامس بالرباط، والقاضي عياض بمراكش بالمغرب، وجامعة صنعاء باليمن، وجامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة، وعدد من الجامعات الجزائرية بالجزائر العاصمة وقسنطينة ووهران وتِبسّة.

وإلى جوار ذلك زار الشيخ القرضاوي عددا كبيرا من الأقطار العربية والإسلامية في آسيا وإفريقيا، كما زار الكثير من التجمعات والأقليات والجاليات الإسلامية في أوروبا والأمريكتين وأستراليا، وكان له فيها جميعاً محاضرات ولقاءات وأحاديث تركت وراءها أثرا طيبا، ولا سيما بين الشباب، وخصوصا الذين يتعلمون في ديار الغرب ويتعرَّضون لرياح الفتنة تهبُّ عليهم من شمال وجنوب.

60

و- مجال المشاركة في عضوية المجالس والمؤسسات:

هو عضو المجلس الأعلى للتربية في قطر، وعضو هيئة الإفتاء الشرعي في قطر، ورئيس هيئة الرقابة الشرعية لمصرف قطر الإسلامي، وبنك قطر الإسلامي الدولي، ولمصرف فيصل الإسلامي بالبحرين وكراتشي، ولبنك التقوى في سويسرا، وعضو الهيئة لدار المال الإسلامي، وعضو مجلس الأمناء لمنظمة الدعوة الإسلامية في إفريقيا، ومركزها الخرطوم، وعضو مجمع الفقه الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة، وخبير المجمع الفقهي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي بجدة، وعضو مجلس الأمناء للجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد، ومجلس الأمناء لمركز الدراسات الإسلامية في أكسفورد، وعضو رابطة الأدب الإسلامي في لكهنو بالهند، وعضو مؤسس لجمعية الاقتصاد الإسلامي بالقاهرة، وعضو مجلس إدارة مركز بحوث إسهامات المسلمين في الحضارة في قطر، ونائب رئيس الهيئة الشرعية العالمية للزكاة في الكويت، وعضو المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية (مؤسسة آل البيت بالأردن). وعضو مؤسس للهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بالكويت، وعضو مجلس إدارتها ولجنتها التنفيذية.

ز- مجال الاقتصاد الإسلامي:

عُنِيَ الدكتور القرضاوي منذ مدة غير قليلة بالجانب الاقتصادي في الإسلام من الناحية النظرية ومن الناحية التطبيقية.

فمن الناحية النظرية ألقى الكثير من المحاضرات والدروس حول الجانب الاقتصادي في الإسلام، وألف مجموعة من الكتب اشتهرت في العالم العربي والإسلامي، يكفي أن نذكر منها: فقه الزكاة، ومشكلة الفقر وكيف عالجها الإسلام، بيع المرابحة للآمر بالشراء، كما تجريه المصارف الإسلامية، وأخيرا: فوائد البنوك هي الربا الحرام.

ومن الناحية التطبيقية، ساند قيام المصارف الإسلامية من قبل أن تقوم، وبعد أن قامت، مُتعاونا مع الاتحاد الدولي للبنوك الإسلامية، وظل عضدا لها، يشد أزرها، ويرشد مسيرتها، ويسدد خطواتها، ويُدافع عنها.

61

وقد أبان عن سر اهتمامه بالاقتصاد الإسلامي في مقدمة كتابه (بيع المرابحة للآمر بالشراء) فقال: "إن اهتمامي بالاقتصاد الإسلامي جزء من اهتمامي بالشريعة الإسلامية، والدعوة إلى تحكيمها في جميع مجالات الحياة، وإحلال أحكامها محل القوانين الوضعية والأنظمة المستوردة".  

ح- مجال العمل الاجتماعي والخيري:

وللدكتور القرضاوي اهتمام خاص بالعمل الاجتماعي والخيري، وهو يعيب على الحركة الإسلامية، وعلى الصحوة الإسلامية استغراقها في العمل السياسي الذي يستهلك جل طاقتها، إن لم يكن كلها، وإغفالها للعمل الاجتماعي الذي أتقنه خصوم الدعوة الإسلامية، والذين تسللوا من خلاله لإضلال المسلمين ومحاولة سلخهم عن عقيدتهم وهويتهم، تحت ستار الخدمات الاجتماعية، والأعمال الخيرية؛ بإنشاء المدارس والمستشفيات والمؤسسات الاجتماعية المختلفة.

وقد استغل دعاة التنصير هذا المجال أسوأ استغلال، فغزوا كثيرا من المناطق الإسلامية في إفريقيا وآسيا، التي ينتشر فيها ثالوث الفقر والجهل والمرض، حتى انتهى بهم طموحهم أو غرورهم إلى التخطيط لتنصير المسلمين في العالم، كما قرر ذلك مؤتمر المبشرين الذي انعقد في ولاية كولورادو بأمريكا ورصدوا لذلك ألف مليون دولار، وأنشؤوا له معهد "زويمر" لتخريج المتخصصين في تنصير المسلمين حسب بلدانهم ولغاتهم ومذاهبهم واتجاهاتهم.

وقد حرك ذلك همة الشيخ القرضاوي، فطاف بعدد من الأقطار، وألقى عددا من المحاضرات والأحاديث بين فيها خطورة الموقف، ووجوب التصدي لهذه الحملة بعمل مماثل، وهو رصد ألف مليون دولار من المسلمين للحفاظ على عقيدتهم وشخصيتهم، وأن يستثمر هذا (المليار) إذا جمع، لينفق من عائده على العمل الخيري والدعوي، ويبقى الأصل صدقة جارية لأصحابه، وأوضح أن المسلمين يبلغون في عددهم أكثر من مليار، فلو دفع كل مسلم ـ في المتوسط ـ دولارا واحدا لجمعوا المبلغ المطلوب. وبهذا رفع شعار: ادفع دولار تُنقِذ مُسلمًا ! وأصدر نداءه للمسلمين الذي أذيع في أكثر من بلد.
وقد قامت على أساس هذه الدعوة ولتحقيق هذا الهدف: "الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية" بالكويت، وبدأت تمارس نشاطها بقوة ووضوح، فهو

62

صاحب فكرة الهيئة، وعضو اللجنة التحضيرية التي أعدت لها، وبناء على تصوره لأهدافها ووسائلها أعد مشروع نظامها الأساسي، وصارعضو جمعيتها التأسيسية، ومجلس إدارتها، ولجنتها التنفيذية، وعضوًا في أكثر من لجنة من لجانها.

وفي قطر أنشأ صندوقا شعبيا لمساعدة ذوي العوز والحاجة داخل قطر وخارجها سمي: "صندوق قطر الإسلامي للزكاة والصدقة" ويقوم بسد بعض الثغرات والحاجات. وفي مصر ساهم بجهده وماله في إقامة عدد من المؤسسات الدينية والخيرية مثل "معهد ومسجد ومستشفى الصحوة" في قريته "صفط تراب"، و"مسجد الرحمة" في "مدينة نصر". 

ط- وفي مجال ترشيد شباب الصحوة:

ومن أبرز الميادين التي توجهت إليها همة الدكتور القرضاوي ونشاطه، وظهر فيها تأثيره، وجند لها لسنوات طويلة لسانه وقلمه وفكره وعلمه وجهده: ميدان شباب الصحوة الإسلامية المعاصرة، فهو يحضر الكثير من المعسكرات والمؤتمرات واللقاءات التي ينظمها شباب الصحوة في داخل البلاد الإسلامية وخارجها، وقلما يمّمت وجهك شطر هذه اللقاءات في أمريكا وكندا وأوروبا، إلا وجدتَ الأسئلة المثارة والشبهات المثيرة، حول الإسلام وعقيدته وشريعته وتاريخه، وكان شيخنا القرضاوي موضع الثقة والقبول العام من شباب الصحوة، لما يعتقدونه وما يلمسونه أيضا من تمكنه من العلم، ورحابة أفقه في الفكر، وإخلاصه في الدعوة، وحرصه على البناء لا الهدم، وعلى الجمع لا التفريق، وتحريه دائما الاعتدال والوسطية التي تتسم بالتيسير لا التعسير، وبالرفق لا العنف، فهم يقبلون منه ما لا يقبلون من غيره؛ ممن قد يتهمونه في علمه أو دينه أو ولائه وارتباطه بجهة من الجهات.
أضف إلى ذلك ما نشره من مقالات، وما ألفه من كتب، وما ألقاه من خطب ومحاضرات، سجلت وانتشرت، تدور حول دعم الصحوة وتقويتها من جانب باعتبارها المعبر الحقيقي عن طموح الأمة الإسلامية وتطلعها إلى الحياة الإسلامية الكاملة، وحول ترشيدها وتسديد خطاها ومسيرتها بعيدا عن الغلو والتطرف والعنف.

وقد كتب في ذلك في مجلة "الأمة" القطرية، مقالات "صحوة الشباب الإسلامي ظاهرة صحية يجب ترشيدها لا مقاومتها" وقد جمعت وطبعت

63

عشرات الألوف منها في عدد من البلاد العربية والإسلامية. كما كتب في مجلة "العربي" عن ظاهرة التطرف. ثم أصدرت له مجلة "الأمة" كتابه الشهير "الصحوة الإسلامية بين الجحود والتطرف" الذي طبع منه مئات الآلاف بالعربية، وترجم إلى عدد كبير من اللغات كالإنجليزية والأوردية والتركية والماليزية والأندونيسية والمليبارية.

كما أصدر كتاب "الصحوة الإسلامية وهموم الوطن العربي والإسلامي" وكتاب "من أجل صحوة راشدة تجدد الدين وتنهض بالدنيا" وكتاب "الصحوة الإسلامية بين الاختلاف المشروع والتفرق المذموم".

*ومن هذا الباب: وقوفه في وجه "موجة التكفير" التي راجت يوما في بعض الأقطار العربية والإسلامية والتي تقوم على تكفير الناس بالجملة، وقد نشر في هذا رسالته التي سماها "ظاهرة الغلو في التكفير" والتي طبع منها عشرات الألوف، وترجمت أيضاً إلى عدد من اللغات.

ي- وفي مجال العمل الحركي والجهادي: اشتغل الدكتور القرضاوي منذ فجر شبابه بالدعوة إلى الإسلام، عقيدة ونظام حياة، عن طريق الخطب والمحاضرات والدروس والأحاديث، وساعده على ذلك اتصاله المُبكِّر بحركة الإخوان المسلمين، وتعرفه بالإمام الشهيد حسن البنا، وهيأ له ذلك أن يجوب محافظات مصر من الإسكندرية إلى أس وان، وإلى سيناء وأن يزور بعض الأقطار العربية كسورية ولبنان والأردن، بتكليف من الأستاذ حسن الهضيبي ـ المرشد الثاني للإخوان المسلمين ـ لنشر الدعوة، وهو لا يزال طالبا بكلية أصول الدين.

وقد لقي في سبيل دعوته كثيراً من الأذى والاضطهاد والاعتقال عدة مرات منذ كان طالباً في المرحلة الثانوية في عهد فاروق سنة 1949م، وبعد ذلك في عهد الثورة في يناير سنة 1954م، ثم في نوفمبر من نفس السنة حيث استمر اعتقاله نحو عشرين شهراً، ثم في سنة 1963م.

ومما يذكر للشيخ القرضاوي أنه برغم ارتباطه بحركة الإخوان المسلمين، وانتمائه المبكر إليها، وابتلائه في سبيلها، وجهوده العلمية والدعوية والتربوية فيها، وإجماع أنصارها على عظيم مكانته فيها، نراه لا يألو جهدا في الدعوة برفق إلى النقد الذاتي لمواقفها، لترشيد مسيرتها وتحسين أدائها،

64

وتطوير مناهجها، كما دعا بإخلاص إلى التعاون مع كل الحركات الإسلامية الأخرى، ولم ير بأسا من تعدد الجماعات العاملة للإسلام، إذا كان تعدد تنوع وتخصص لا تعدد تعارض وتناقض، على أن تتفاهم وتنسق فيما بينها، وتقف في القضايا الإسلامية الكبرى صفا واحدا، وتعمق مواضع الاتفاق، وتتسامح في مواضع الخلاف، في دائرة الأصول الإسلامية الأساسية القائمة على محكمات الكتاب والسنة.

*ثالثًا- من الجوائز التي حازها:

1- حصل على جائزة البنك الإسلامي للتنمية في الاقتصاد الإسلامي لعام 1411هـ.

2- وحصل أيضا على جائزة الملك فيصل العالمية بالاشتراك في الدراسات الإسلامية لعام 1413هـ.

3- كما حصل على جائزة العطاء العلمي المتميز من رئيس الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا لعام 1996م.

4- وحصل على جائزة السلطان حسن البلقية (سلطان بروناي) في الفقه الإسلامي لعام 1997م.

5- كما حاز في سنة 1421هـ - 2000م جائزة "شخصية العام الإسلامية" التابعة لـ "جائزة دبي لحفظ القرآن الكريم" في دولة الإمارات المتحدة، ثم حذف اسمه من لائحة المكرمين بعد سنوات من حصوله عليها، ومُنع من دخول الإمارات بتهمة الإرهاب؟!

65

*رابعًا- خلاصة آرائه في الإصلاح والتجديد:

لعل نظرة سريعة على عناوين الكتب التي قدَّمها للمكتبة الإسلامية، تعطي صورة واضحة عن شمولية اهتماماته، والقدر الهام الذي ساهم به في تشكيل العقل الإسلامي المعاصر، وما منحه من الفقه الضروري للتعامل مع الحياة، وتصويب المسار للعمل الإسلامي، وترشيد الصحوة لتلتزم المنهج الصحيح، وتأمن منزلقات الطريق.

*فهو يرى أن الحركة الإسلامية تعني مجموع العمل الإسلامي الجماعي الشعبي المحتسب المنبثق من ضمير الأمة، والمعبِّر بصدق عن شخصيتها وآلامها وآمالها وعقيدتها وأفكارها وقيمها الثابتة وطموحاتها المتجدِّدة وسعيها إلى الوحدة.

*كما يرى أنه ليس من العدل تحميل الحركة الإسلامية مسئولية كل ما عليه مسلمو اليوم من ضياع وتمزُّق وتخلُّف، بل إن ذلك هو حصيلة عصور الجمود وعهود الاستعمار، وإن كان عليها بلا شك قدر من المسئولية يوازي ما لديها من أسباب وإمكانات مادية ومعنوية هيأها الله لها، استخدمت بعضها، وأهملت بعضًا آخر، وأساءت استعمال بعض ثالث.

*ويرى ضرورة أن تقف الحركة الإسلامية مع نفسها للتقويم والمراجعة، وأن تشجِّع أبناءها على تقديم النصح وإن كان مُرًّا، والنقد وإن كان مُوجعًا. ولا يجوز الخلط بين الحركات الإسلامية والإسلام ذاته، فنقد الحركة لا يعني نقد الإسلام وأحكامه وشرائعه. ولقد عصم الله الأمة أن تجتمع على ضلالة، ولكنه لم يعصم أي جماعة، أن تخطئ أو تضل خصوصًا في القضايا الاجتهادية التي تتعدد فيها وجهات النظر.

ويقول: إن بعض المخلصين يخافون من فتح باب النقد أن يلجه من يحسنه ومن لا يحسنه، وهذا هو العذر نفسه الذي جعل بعض العلماء يتواصون بسد باب الاجتهاد، والواجب أن يفتح الباب لأهله، ولا يبقى في النهاية إلا النافع، ولا يصح إلا الصحيح.

*وهو لا ينكر تعدُّد الجماعات العاملة للإسلام، ولا يرى مانعًا من التعدد إذا كان تعدُّدَ تنوعٍ وتخصُّصٍ: فجماعة تختص بتحرير العقيدة من الخرافة

66

والشرك، وأخرى تختص في تحرير العبادات وتطهيرها من البدع، وثالثة تُعني بمشكلات الأسرة، ورابعة تعني بالعمل التربوي. ويمكن أن تعمل بعض الجماعات مع الجماهير وبعضها الآخر مع المثقفين، على شرط أن يُحسن الجميع الظن بعضهم ببعض، وأن يتسامحوا في مواطن الخلاف، وأن يقفوا صفًّا واحدًا في القضايا الكبرى.

*ويرى أنَّ على الحركة الإسلامية أن تنتقل من مرحلة الكلام إلى مرحلة العمل على مستوى الإسلام ومستوى العصر - ولا يعفيها من سؤال التاريخ أن تقول: إنها كانت ضحية لمخطَّطات دبَّرتها قوى جهنمية معادية للإسلام من الخارج - وأن تعمل في إطار النخبة والجماعير معًا.

وسوف تنجح الحركة الإسلامية عندما تصبح حركة كل المسلمين لا حركة فئة من المسلمين.

*ويأخذ على بعض العالمين للإسلام حرمان أنفسهم من العمل لخير الناس أو مساعدتهم حتى تقوم الدولة الإسلامية المرجوة. فهو يرى أن كل مهمة هؤلاء "الانتظار" فهم واقفون في طابور الانتظار دون عمل يذكر حتى يتحقق موعودهم.

*ويرى ضرورة التخطيط القائم على الإحصاء ودراسة الواقع، وأن من آفات الحركة الإسلامية المعاصرة غلبة الناحية العاطفية على الاتجاه العقلي والعلمي، كما أن الاستعجال جعل الحركة الإسلامية تخوض معارك قبل أوانها، وأكبر من طاقتها.

*ويأخذ على بعض العاملين للإسلام النفور من الأفكار الحرة والنزعات التجديدية التي تخالف المألوف والمستقر من الأفكار، وضيقهم بالمفكرين، وربما أصدروا بشأنهم قرارات أشبه بقرارات الحرمان.

ويقول: إن اتباع أهواء العامة أشدّ خطرًا من اتباع هوى السلطان، لأن الذين يتبعون هوى السلطان يكشفون ويرفضون.

*ويرى أنَّ الاستبداد السياسي ليس مفسدًا للسياسة فحسب، بل هو مفسد للإدارة والاقتصاد والأخلاق والدين؛ فهو مفسد للحياة كلها.

67

*ويرى أن الصحوة الإسلامية تمثِّل فصائل وتيارات متعدِّدة كلها تتفق في حبها للإسلام، واعتزازها برسالته، وإيمانها بضرورة الرجعة إليه، والدعوة إلى تحكيم شريعته، وتحرير أوطانه، وتوحيد أمته.

*ويعتبر أهم تيارات الصحوة وأعظمها هو التيار الذي أسماه تيار "الوسطية الإسلامية" لأنه التيار الصحيح القادر على الاستمرار، ذلك أن الغلو دائمًا قصير العمر وفقًا لسنة الله.

*ويرى أن أهم المحاور التي يقوم عليها هذا التيار، والمعالم التي تميزه:

- الجمع بين السلفية والتجديد.       - الموازنة بين الثوابت والمتغيرات.

- التحذير من التجميد والتجزئة والتمييع للإسلام. - الفهم الشمولي للإسلام.

*وينصح الحركة الإسلامية أن تعمل على ترشيد الصحوة، ولا تحاول احتواءها أو السيطرة عليها، فمن الخير أن تبقى الصحوة حرة غير منسوبة إلى جماعة أو هيئة أو حزب.

*ويرى أنه ليس من العدل ولا من الأمانة أن نحمّل الشباب وحدهم مسؤولية ما تورطوا فيه، أو تورط فيه بعضهم من غلو في الفكر أو تطرف في السلوك ... والعجب أننا ننكر على الشباب التطرف ولا ننكر على أنفسنا التسيّب، ونطالب الشباب بالاعتدال والحكمة ولا نطالب الشيوخ والكبار أن يطهروا أنفسهم من النفاق.

*ويرى أن الشباب ضاق ذرعًا بنفاقنا وتناقضنا فمضى وحده في الطريق إلى الإسلام دون عون ما.

*ويرى أن المؤسسات الدينية الرسمية - على أهميتها وعراقتها - لم تعد قادرة على القيام بمهمة ترشيد الصحوة الشبابية، وعلاج ظاهرة الغلو، ما لم ترفع السلطات السياسية يديها عنها، وأن الذي يعيش مجرَّد متفرج على الصحوة الإسلامية، أو مجرَّد ناقد لها وهو بعيد عنها، لا يستطيع أن يقوم بدور إيجابي في تسديدها وترشيدها، فلا بدَّ لمن يتصدَّى لنُصح الشباب من أن يعايشهم ويشاركهم همومهم، ويتعرَّف على حقيقة حالهم.

68

*ويرى أن أسباب الخلاف قائمة في طبيعة البشر، وطبيعة الحياة، وطبيعة اللغة، وطبيعة التكليف، فمن أراد أن يزيل الخلاف بالكلية فإنما يكلف الناس والحياة واللغة والشرائع ضد طبائعها، وأن الخلاف العلمي لا خطر فيه إذا اقترن بالتسامح وسعة الأفق، وتحرر من التعصب وضيق النظر.

*ويرى أن الأمة المسلمة اليوم ابتدعت في دين الله، والابتداع في الدين ضلالة، وجمدت في شئون الدنيا، والجمود في الدنيا جهالة، وكان الأجدر بها أن تعكس الوضع فتتبع في أمر الدين، وتبتدع في أمر الدنيا.

*ويرى أن من العلماء من قصَّر في واجب البلاغ المبين، ومنهم من مشى في ركاب السلاطين، ومنهم من جعل من نفسه جهازًا لتفريخ الفتاوى حسب الطلب. والحكام في الغالب أشبه بشعوبهم، وهم إفراز مجتمعهم.

*ولا شك في أن الأخ الدكتور يوسف القرضاوي يعتبر من أبرز الفقهاء المعاصرين الذين يتمتعون بقدرة متميزة على النظر الدقيق من خلال كسبه المتعمق للعلوم الشرعية، وتجربته الميدانية في مجال العمل الإسلامي، كما يعتبر من المفكرين الذين يمتازون بالاعتدال، ويجمعون بين محكمات الشرع ومقتضيات العصر، وتجمع مؤلفاته بين دقة العالم، وإشراقة الأديب، وحرارة الداعية.

*من "كتاب الأمة" المسمى "فقه الدعوة: ملامح وآفاق" للأستاذ عمر عبيد حسنة ص 148- 151، بتصرف.

69

الفصل الخامس

أواخر حياته، ووفاته، ووصيته للعلماء

*القرضاوي في سنيه الأخيرة: لم يكن يحب الشيخ الدعاء له بطول العمر والبقاء: ظل الشيخ رحمه الله يمارس نشاطه في الدعوة والتأليف إلى أواخر أيامه، إلا أنه تعب كثيرا، ولذلك لم يكن يحب من زائريه أو مُجالسيه دعوة: "أطال الله عمرك، أو بقاءك"! فقد قال لأحد الإخوة وقد قالها له: "لا تقولوا لي هذا؛ فقد تعبت كثيرا، وأريد أن أرتاح، ولا راحة لي إلا بلقاء الله"؛ كما رواه عنه تلميذه الشيخ مجد مكي، حفظه الله.

*من أواخر كلمات الشيخ قبل وفاته:

نشرت صفحة "الجزيرة - مصر" مقطعا صوتيا للشيخ يوسف القرضاوي، قالت إنه رسالة العلامة القرضاوي ودعواته في مرضه الأخير.

ويلاحظ الصوت الضعيف والمتهدج للشيخ، الذي استشعر في كلمته دنوّ أجله، وقال: "نشكر لكم هذا الاهتمام في هذه الأيام، التي نظن أنها الأيام الأخيرة في حياتنا".

وقال القرضاوي إنه: "لا حياة لنا إلا بهذا الدين والدعوة إليه، وإشاعته في العالم، مشارقه ومغاربه".

وأضاف القرضاوي أن هذه الأمة تحمل رسالة العلم والرحمة للعالم كله.

*إلى الرفيق الأعلى: ظل الشيخ القرضاوي مشغولا بالدعوة إلى الله تعالى، وخدمة الإسلام، والعلم والتأليف حتى وافاه حمامه ولقي وجه ربه ظهر يوم الإثنين الماضي في الدوحة بقطر في: 30/صفر/1444هـ = 26/9/2022م، وقد ناهز الشيخ 100 سنة هـ، و97 سنة م.

*وقد جاء في نص نعيه من موقعه على الشابكة:

"انتقل إلى رحمة الله سماحة الإمام يوسف القرضاوي رحمه الله، الذي وهب حياته مبينًا لأحكام الإسلام، ومدافعًا عن أمته.

نسأل الله أن يرفع درجاته في عليين، وأن يتقبل صالح عمله في ميزان حسناته، وأن يلحقه بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا، وأن يجعل ما أصابه من مرض وأذى رفعًا لدرجاته، آمين.

وقد وافته المنية ظهر اليوم، وستكون صلاة الجنازة غدًا الثلاثاء بمشيئة الله بعد صلاة العصر بمسجد الإمام محمد بن عبد الوهاب، والدفن بمقابر أبو هامور، وسيكون عزاء النساء بمنزل فضيلة الشيخ، وعزاء الرجال بجوار منزله غدًا بعد صلاة المغرب".

*الصلاة عليه، وتشييعه، ودفنه:

ثم شُيعت في العاصمة القطرية الدوحة جنازته، ووري الثرى في "مقبرة مسيمير" في ضواحي الدوحة.

هذا، وقد أقيمت صلاة الجنازة على الشيخ، بحضور نجله عبد الرحمن، وعدد من كبار المسؤولين القطريين وبعض الشخصيات العربية والإسلامية، وجموع من المشيعيين قدرتها وسائل إعلام قطرية بالآلاف، وشارك في التشييع مسؤولون في الحكومة القطرية، بينهم الشيخ عبد الله بن حمد آل ثاني نائب أمير قطر، وممثله الشخصي الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني، ورئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية خالد بن خليفة آل ثاني، ووزير الأوقاف غانم بن شاهين الغانم.

فيما شهد التشييع أيضًا عدد كبير من العلماء والأكاديميين والشخصيات الإسلامية؛ منهم الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ علي القَرَداغي، والشيخ علي أربش رئيس الشؤون الدينية  رئيس الشؤون التركي، والأكاديمي التركي ياسين أقطاي، والداعية الكويتي د. طارق

السويدان، كما شوهد قادة بارزون بحركة حماس، بينهم الأستاذ خالد مشعل رئيس حركة حماس في الخارج، والأستاذ إسماعيل هنية رئيس مكتبها السياسي.

كما بثت "قناة الجزيرة الفضائية" مراسم التشييع على الهواء مباشرة.

71

وشارك في صلاة الجنازة على القرضاوي، نائب أمير قطر الشيخ عبد الله بن حمد آل ثاني والممثل الشخصي للأمير الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني، ورئيس مجلس الوزراء القطري، الشيخ خالد بن خليفة آل ثاني.

كما شهدت الجنازة التي أمّ الصلاة فيها رئيس مركز تكوين العلماء بموريتانيا الشيخ محمد الحسن ولد الددو، مشاركة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية وأعضاء المكتب السياسي للحركة، وعدد من العلماء، وأعضاء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.

*كما أقيمت على الشيخ صلاة الجنازة للغائب في عدد من البلدان والمدن الإسلامية؛ في المسجد الأقصى بفلسطين مرتين، وفي تركيا بمسجد الفاتح بإسطنبول، وفي أنقِرَة، وماليزيا ونواكشوط من موريتانيا.

*عادَوا الشيخ القرضاوي حيا وعادوه ومنعوا الصلاة عليه ميتا، وصمت مُطبق في مصر مع أزهرها وشيخه، والسعودية والإمارات والبحرين؟!

ومن الغرائب والعجائب أن ملايين المسلمين من دول العالم العربي وشعوبه قد نعت الشيخ القرضاوي، وصلَّت عليه صلاة الجنازة للغائب، وحزنت عليه، وبكته بحرقة ولوعة، إلا تلك الدول؟!!

بل صدرَ تعميم من وزير الأوقاف المصري فيه تعليمات وأوامر وتحذيرات من الصلاة على الشيخ القرضاوي في كل مساجد الجمهورية، ومن تناول خبر وفاة الشيخ من قريب أو بعيد؟!

*الأزهر يعزي بإليزابيث ولا يعزي في القرضاوي؟! ففي موقع "رصد":

"صمت مطبق من مشيخة الأزهر وهيئة كبار العلماء ومجمع البحوث الإسلامية على فاجعة وفاة العلامة يوسف القرضاوي، رغم دوره النجيب طوال حياته العامرة كعالم وداعية من الأزهر وعلاقته القديمة بالطيب واعتزازه بالزي الأزهري وأنه درس وتعلم في الأزهر الشريف.

ولم تصدر مؤسسة الأزهر، أو الطيب أي تعليق على وفاة الشيخ القرضاوي، برغم أنه أحد أبرز العلماء الأزهريين، وانتقد مغردون شيخ الأزهر، قائلين:

72

إنه كان الأجدر به التعزية بوفاة القرضاوي، لا سيما أنه عزى قبل أسابيع بوفاة ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية.

وكشف الشيخ محمد الصغير أن هناك تعليمات صدرت للعاملين بالاوقاف بمنع الصلاة على الشيخ يوصف القرضاوي بكافة مساجد الجمهورية وقال الصغير: "تصرف ينم على قلة العقل والفهم، وقلة القيمة، حيث انشغلت وزارة الأوقاف في مصر منذ أمس في التحذير من صلاة الغائب أو تناول خبر وفاة الإمام يوسف القرضاوي من قريب أو بعيد".

sddsfgn10062.jpg

ضريح الشيخ يوسف القرضاوي رحمه الله تعالى

73

*وصيته لعلماء المسلمين؛ وصاياه العشر لهم:

(من آخر ما كتب فضيلته في مقدمة أعماله الكاملة)

*أوصي إخواني العلماء والدعاة بهذه الوصايا حتى يستطيعوا القيام بواجبهم نحو ربهم ودينهم، وتجاه أمتهم:

1- أن يكون ولاؤهم لله سبحانه ولدينه وحده، لا لقومية ولا لوطنية، ولا لأنظمة ولا لأحزاب ولا لأشخاص، إلا بمقدار اتصالها بالإسلام وقربها منه.

2- أن يجعلوا مستندهم في كلِّ قضية الرجوع إلى كتاب الله وما صحَّ من سنة رسوله، مهتدين بهدي السلف الصالح، في فَهمهم لرُوح الإسلام، واتباعهم لمناهجه، عاملين على تحرير الإسلام مما شابه وابتدع فيه على مرِّ القرون من تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين.

3- أن يجهروا بكلمة الحقِّ في وجوه الطغاة والمتألِّهين، وأن يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر، لا يخافون في الله لومة لائم، ولا سطوة ظالم، كالذين وصفهم الله بقوله: {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا} (الأحزاب:39).

4- أن يضعوا نُصب أعينهم وصية النبي صلى الله عليه وسلم، لمعاذ بن جبل وأبي موسى الأشعري حين بعثهما إلى اليمن وقال لهما: "يسِّرا ولا تُعسِّرا، وبشِّرا ولا تُنفِّرا، وتطاوعا ولا تختلفا". فما أحوج العلماء والدعاة إلى هذه الوصية في كلِّ وقت! وما أشد حاجتهم إليها في عصرنا خاصة!

ومعنى هذا، أن يكون شعارهم الرفق لا العنف، والتساهل لا التشدُّد، فإن الله يحبُّ الرفق في الأمر كلِّه، وقد قال الله لخير خلقه: {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} (آل عمران:159).

والتساهل الذي أعنيه، هو التساهل في الفروع والوسائل، لا في الأصول والأهداف، وعلى هذا الأساس يجب أن نعامل الناس.

يجب أن نعدَّ كلَّ مسلم أدَّى الفرائض واجتنب الكبائر في هذا العصر صديقًا لنا، ونُشعره بأنه منَّا، وإن كان على بعض المكروهات والشبهات والصغائر التي لا يصرُّ عليها، مع دعوتنا له بالحكمة والموعظة الحسنة: أن يرتقي إلى ما هو أفضل.

ومن الخطأ والخطر أن نعادي هذا الصنف ونعتبره ضدَّ الدين، فيختطفه عدو للإسلام، ويحتضنه ويجعل منه معولًا لهدم دينه وأمته.

5- أن يعرفوا عصرهم وعدوَّهم ومعركة وقتهم، فلا يشغلوا أنفسهم وطلَّابهم وجمهورهم بمعارك جانبية أو فرعية أو تاريخية، غافلين عن معركة الوقت ومعركة المصير، أعني معركة الإسلام والتيارات الغازية من الشرق والغرب، تحمل إلى أبنائنا الإلحاد، والتحلُّل، والاستخفاف بقيمنا وشرائعنا. فهذه التيارات الهدَّامة هي العدو الأكبر الذي ينبغي أن نوجِّه إليه جلَّ اهتمامنا، وجلَّ تفكيرنا، وجلَّ سعينا، لنحفظ على أمتنا شخصيتها وأصالتها، ونحميها من الذوبان والفناء في غيرها.

6- أن يتَّخذوا من قاعدة المنار الذهبية شعارًا لهم ودستورًا يتعاملون به فيما بينهم: "نتعاون فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا في".

7- أن يتسلَّحوا بما استطاعوا من معارف العصر، فالإمام الغزالي ما استطاع أن يهزم الفلسفة، ويُحيي علوم الدين، ويبين تهافت الفلاسفة؛ إلا بعد أن هضم الفلسفة، وأصبح فيها كأحد أساطينها.

وكذلك شيخ الإسلام ابن تيمية، ما ردَّ على كلِّ الفئات المنحرفة وبيَّن عوارها؛ إلا بعد دراسة عقائدها وتعاليمها من كتبها، دراسة واعية فاحصة، حتى اليهودية والنصرانية. ولهذا لم يكن إمامًا في الشرعيات فحسب، بل في العقليات أيضًا، كما يدلُّ على ذلك تراثه الغني.

فلا غنى للعالِم في عصرنا عن دراسة الثقافة الحديثة قدر الاستطاعة، كعلوم النفس، والاجتماع، والاقتصاد، والسياسة، والأخلاق، والفلسفة ومذاهبها وتاريخها.

8- وهذا كلُّه لا يتمُّ إلا بتحرُّرهم من الشعور بأنهم مجرَّد موظفين رسميِّين في معاهد الدولة ومدارسها وجوامعها، وأن يشعروا بأنهم أصحاب دعوة، ورجال فكرة. ففرق بين الموظفين والدعاة، فالأولون يتعيَّشون بالإسلام، يأكلون به، والآخرون يعيشون للإسلام، ويموتون في سبيله.

75

9- أن يترابطوا ويتواصلوا فيما بينهم على مستوى العالم الإسلامي، فعلماء المسلمين قوَّة كبيرة لها جمهورها وأتباعها وتأثيرها، لو أنهم اتَّحدوا داخل كلَّ بلد، ثم حاولوا التنسيق والتعاون على المستوى الإسلامي العام.

إن أعداء الإسلام يعرفون الخلافات الصغيرة التي تفرِّق بين علماء المسلمين، فهم لهذا يقوُّونها ويضخِّمونها، ويعملون على إبقائها حيَّة بارزة، ويستخدمونها عند اللزوم لضرب بعضهم ببعض، موهمين فريقًا منهم أنهم معهم ضدَّ خصومهم في الفكر، والحقيقة أنهم ضد الجميع، وعدو الجميع، وإنما هو التكتيك القذر الملعون. وعلينا نحن المسلمين أن نكون أبصر منهم وأوعى، وأن نردَّ كيدهم في نحورهم.

10- أن يقفوا إلى جانب كلِّ دعوة إسلامية سليمة الاتجاه، تعمل على العودة بالإسلام إلى قيادة الحياة من جديد، وصبغ المجتمع بصبغة الإسلام، على علماء الإسلام أن يشدُّوا أزرها، ويأخذوا بأيديها، ويسدِّدوا خطاها، ويمدُّوها بكل ما استطاعوا من قوة، إن لم يكونوا هم في مقدمة صفوفها توجيهًا وعملًا وتضحية وبذلًا، {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (فصلت:33).

الباب الثالث: آثار القرضاوي

الفصل الأول: مؤلفات الشيخ القرضاوي وكتبه "مكتبة مؤلفاته":

لقد كان العلامة القرضاوي من العلماء المكثرين في التصنيف؛ فقد بارك الله له في وقته وعمره فألف ما يُنيف على 170 كتابا ورسالة؛ أي مكتبة كبيرة كاملة وشاملة في مختلف شؤون الثقافة الإسلامية والفكرية؛ في الفقه الإسلامي وأصوله، وفقه الزكاة خاصة، وفقه المرأة المسلمة وقضاياها، ومعاملات المصارف والربا، والاقتصاد الإسلامي، والفتوى وأصولها وضوابطها، والحديث والسنة النبوية، وعن الدعوة الإسلامية عامة، ودعوة وحركة الإخوان المسلمين خاصة، وفي الردود على العلمانيين وتطرفهم، وحول الفقر وعلاج الإسلام له، وثقافة الداعية المسلم، والثقافة العربية الإسلامية، وعن الصحوة الإسلامية فقهها وترشيدها، وآمالها وآلامها، والجهاد فقهه وقضاياه وضوابطه، والسياسة الشرعية، وفقه الدولة في الإسلام، والافتراء على تاريخنا الإسلامي ... إلخ.

76

*وهذه جريدة تضم جل كتبه ومصنفاته، مرتبة هجائيا:

ابن القرية والكتاب؛ ملامح سيرة ومسيرة. في 4 ج. هو سيرة ذاتية للشيخ بقلمه رائع وماتع، ومفصل ومطول، وشامل لأكثر مراحل حياته. ط 2، دار الشروق، مدينة نصر- القاهرة، 1427هـ - 2006م.

1- أصول العمل الخيري في الإسلام في ضوء النصوص والمقاصد الشرعية.     2- أضواء على أحاديث أُسِيءَ فَهمُها. (1-2).

3- الاجتهاد في الشريعة الإسلامية مع نظرات تحليلية في الاجتهاد المعاصر. ط دار القلم - الكويت.    

4- الإخوان المسلمون 70 عاما في الدعوة والتربية والجهاد. 450 ص.

5- الأسرة كما يريدها الإسلام. ط مكتبة وهبة - القاهرة.

6- الإسلام الذي ندعو إليه. ط، مكتبة وهبة - القاهرة.

7- الإسلام بين شبهات الضالين وأكاذيب المفترين. ط مكتبة وهبة - القاهرة.   8- الإسلام حضارة الغد. ط المكتب - الإسلامي بيروت.

9- الإسلام والعلمانية وجها لوجه. ط مكتبة وهبة - القاهرة.

10- الإسلام والفن. 11- أعداء الحل الإسلامي. ط الرسالة - بيروت.

12- الأقليات الدينية والحل الإسلامي. ط مؤسسة الرسالة - بيروت.

13- الإمام الغزالي بين مادحيه وناقديه.     14- أمتنا بين قرنين.

15- أمتنا الإسلامية بين التفرق الممنوع، والاختلاف المشروع.

16- الأمة الإسلامية حقيقة لا وهم. مكتبة وهبة - القاهرة.

17- أولويات الحركة الإسلامية في المرحلة القادمة. ط مكتبة وهبة - القاهرة. 18- الإيمان والحياة. 19- أين الخلل؟ 20- البابا والإسلام.

21- بيع المرابحة للآمر بالشراء كما تُجريه المصارف الإسلامية.

22- بينات الحل الإسلامي.

23- تاريخنا المفترى عليه. في 279 ص. ط، دار الشروق - القاهرة.

24- تجديد الدين في ضوء السنة.

25- التحذير من العرف الخاطئ والخداع اللفظي، والتركيز على العقيدة وتأثيرها في العمل. ط مكتبة وهبة - القاهرة.

26- التربية الإسلامية ومدرسة حسن البنا. مكتبة وهبة - القاهرة.

27- التربية عند الإمام الشاطبي. ط مؤسسة الرسالة - بيروت.

28- التطرف العلماني في مواجهة الإسلامي (نموذج تركيا وتونس).

29- تيسير الفقه في ضوء الكتاب والسنة (فقه الصيام). الرسالة - بيروت.

30- ثقافة الداعية. كتاب رائع ومهم جدا، وهو أول كتاب قرأته للشيخ القرضاوي رحمه الله. في 133 ص. ط 10، مكتبة وهبة - القاهرة، 1416هـ- 1996م.     31- ثقافتنا بين الانفتاح والانغلاق.

32- الثقافة العربية الإسلامية بين الأصالة والمعاصرة. الرسالة - بيروت.

33- جريمة الرِّدَّة وعقوبة المرتد في ضوء القرآن والسنة. ط، الرسالة.

34- الجويني إمام الحرمين بين المُؤرِّخَين: الذهبي والسُّبْكِي. مكتبة وهبة.

35- جيل النصر المنشود.

36- حاجة البشرية إلى الرسالة الحضارية لأمتنا. ط، وهبة - القاهرة.

37- حقوق الشيوخ في ضوء الشريعة الإسلامية. ط مكتبة وهبة - القاهرة.

38- حكم زراعة الأعضاء البشرية.

39- الحل الإسلامي فريضة وضرورة. مؤسسة الرسالة - بيروت.

40- الحل الإسلامي بين الجمود والتطوير.

41- الحلال والحرام في الإسلام. هو ثاني كتبه، وهو مشهور جدا، ورائع ومهم جدا، وقد طبع أكثر من 70 مرة، وترجم إلى لغات كثيرة. في 580 ص. ط 1، مكتبة وهبة - القاهرة، 1433هـ - 2012م.

42- الحلول المستوردة وكيف جنت على أمتنا. مؤسسة الرسالة.

78

43- حوار حول العلاقة بين النص والاجتهاد.

44- الحياة الربانية والعلم.     45- خطابنا في عصر العولمة.

46- الخصائص العامة للإسلام. مؤسسة الرسالة - بيروت.

47- خُطب الشيخ القرضاوي. 7 ج، مكتبة وهبة - القاهرة.

48- 25 يناير 2011م ثورة شعب: الشيخ القرضاوي والثورة المصرية. مكتبة وهبة - القاهرة.

49- دراسة في فقه مقاصد الشريعة بين المقاصد الكلية والنصوص الجزئية. ط، دار الشروق - القاهرة.

50- درس النكبة الثانية. لماذا انهزمنا، وكيف ننتصر؟ ط، الرسالة.

51- دروس في التفسير. تفسير جزء عمَّ. في 610 ص. 2013م.

52- دور القيم والأخلاق في الاقتصاد الإسلامي. مكتبة وهبة.

53- الدين في عصر العلم.

54- الدين والسياسة، تأصيل ورَدُّ شبهات. ط دار الشروق - القاهرة.

55- الرسول والعلم.         56- رعاية البيئة في شريعة الإسلام.

57- زواج المِسْيَار حقيقته وحكمه. مكتبة وهبة - القاهرة.

58- السنة والبدعة. مكتبة وهبة - القاهرة.

59- السنة مصدرا للمعرفة والحضارة.   60- السنة والفقه الحضاري.

61- السياسة الشرعية في ضوء نصوص الشريعة ومقاصدها. وهبة.

62- شراء بيوت السكنى في الغرب عن طريق البنوك.

63- شريعة الإسلام صالحة لكل زمان ومكان. مكتبة وهبة.

64- الشيخ أبو الحسن الندوي كما عرفته. ط، دار القلم - دمشق.

65- الشيخ الغزالي كما عرفته - رحلة نصف قرن.

79

66- الصحوة الإسلامية بين الآمال والمحاذير. مكتبة وهبة - القاهرة.

67- الصحوة الإسلامية بين الاختلاف المشروع والتفرق المذموم. الرسالة

68- الصحوة الإسلامية بين الجحود والتطرف. كتاب "مجلة الأمة" رقم (2)، في 237ص. ط 3، 1402هـ.

69- الصحوة الإسلامية وهموم الوطن العربي والإسلامي. الرسالة.

70- ظاهرة الغلو في التكفير.

71- عالم وطاغية. مسرحية مشهورة له تتحدث عن قصة الإمام سعيد بن جبير والطاغية الجبار الحجَّاج الثقفي. وقد مُثِّلت مرات عدة على مسارح مختلفة في العالم الإسلامي. وهي بحجم رسالة، في 26 ص.

72- عمر بن عبد العزيز. رسالة في 42 ص، من خطبة للشيخ.

73- عوامل السعة والمرونة في الشريعة الإسلامية. ط مكتبة وهبة.

74- العبادة في الإسلام.       75- العقل والعلم في القرآن الكريم.

76- غير المسلمين في المجتمع الإسلامي.

77- فتاوى المرأة المسلمة. مؤسسة الرسالة - بيروت.

78- فتاوى معاصرة في 5 مج ضخمة. ط، دار القلم - الكويت.

79- فتاوى المجلس الأوربي للإفتاء والبحوث.

80- الفتاوى الشاذة معاييرها وتطبيقاتها وأسبابها وكيف نعالجها ونتوقاها.

81- الفتوى بين الانضباط والتسيب. ط مكتبة وهبة - القاهرة.

82- فصول في العقيدة بين السلف والخلف. ط، مكتبة وهبة - القاهرة.

83- فقه الجهاد: دراسة مقارنة لأحكامه وفلسفته، في ضوء القرآن والسنة. في مجلدين ضخمين، و 1646ص، ط 2، مكتبة وهبة - القاهرة، 2009م.

84- فقه الزكاة. في 2مج كبيرين و: 1062ص، وهو رسالته للدكتوراه، من أهم كتبه، مهم جدا بالاقتصاد الإسلامي. ط 25، 1427هـ - 2006م.

80

85- فقه الوسطية الإسلامية والتجديد، معالم ومنارات. دار الشروق.

86- الفقه الإسلامي بين الأصالة والتجديد. مكتبة وهبة - القاهرة.

87- فوائد البنوك هي الربا الحرام. كتاب رائع ومهم جدا، رد فيه على شيخ الأزهر السابق محمد سيد طنطاوي وغيره ممن أحلوا معاملات المصارف والبنوك الربوية، بحجة أن معاملاتها ليست من الربا المحرم؟!

88- في فقه الأقليات المسلمة: حياة المسلمين وسط المجتمعات الأخرى.

89- في فقه الأولويات؛ دراسة جديدة في ضوء القرآن والسنة. وهبة.

90- في وداع الأعلام. في 829 ص. ط 1؟ الدار الشامية - تركية، 1437هـ - 2016م.       91- القدس قضية كل مسلم. مكتبة وهبة.

92- قراءة في واقع الأمة في الفترة الأخيرة. مكتبة وهبة - القاهرة.

93- قطوف دانية من الكتاب والسنة. رسالة صغيرة، وكتيب صغير. وهو أول كتبه، وقد نُشر أوائل الخمسينات.

94- قيمة الإنسان وغاية وجوده في الإسلام. الرسالة - بيروت.

95- القواعد الحاكمة لفقه المعاملات. دار الشروق - القاهرة.

96- القيم الإنسانية في الإسلام. 97- كلمات صريحة في التقريب بين المذاهب أو الفرق الإسلامية. مكتبة وهبة - القاهرة.

98- كيف نتعامل مع التراث، والتمذهب، والاختلاف. مكتبة وهبة.

99- كيف نتعامل مع القرآن العظيم.

100- لقاءات ومحاورات حول قضايا السلام والعصر. 2ج. وهبة.

101- لماذا الإسلام؟ مكتبة وهبة - القاهرة.

102- مبادئ في الحوار والتقريب بين المذاهب والفرق الإسلامية. وهبة.

103- مدخل لدراسة الشريعة الإسلامية. وهبة - القاهرة.

104- مركز المرأة في الحياة الإسلامية. مكتبة وهبة.

81

105- مستقبل الأصولية الإسلامية. المكتب الإسلامي - بيروت.

106- مشكلة الفقر وكيف عالجها الإسلام. مكتبة وهبة - القاهرة.

107- مع أئمة التجديد ورؤاهم في الفكر والإصلاح.

108- مقاصد الشريعة المتعلقة بالمال.

109- ملامح المجتمع المسلم الذي ننشده.

110- من أجل صحوة راشدة؛ تجدد الدين، وتنهض بالدنيا. في 207 ص.

111- من فقه الدولة في الإسلام؛ مكانتها، معالمها، طبيعتها، موقفها من الديمقراطية، والتعددية، والمرأة، وغير المسلمين. دار الشروق - القاهرة.

112- من محاذير التفسير سوء التأويل.

113- موجبات تغير الفتوى في عصرنا.

114- موقف الإسلام العقدي من كفر اليهود والنصارى.

115- موقف الإسلام من الإلهام والكشف والرؤى ومن التمائم والكهانة والرقى.               116- موقف الشيخ الغزالي من السنة النبوية.

117- المبشرات بانتصار الإسلام. المكتب الإسلامي - بيروت.

118- المحنة في واقع الحركة الإسلامية المعاصرة. مكتبة وهبة.

119- المدخل لدراسة السنة النبوية. مكتبة وهبة - القاهرة.

120- المسلمون قادمون. ديوان شعره الثاني والأخير. في 166 ص.

121- المسلمون والعولمة.   122- المنتقى من كتاب الترغيب والترهيب للمنذري. في 1302 ص. والمقدمة والدراسة في 116 ص.

123- نحن والغرب: أسئلة شائكة، وأجوبة حاسمة.

124- نحو أصول فقه ميسَّر.   125- نحو موسوعة للحديث الصحيح. مشروع منهج مقترح. وهبة.     126- نظرات في التفسير العلمي للقرآن.

127- نظرات في فكر الإمام المودودي.

82

128- نفحات ولفحات. ديوان شعره الأول. 128 ص. تقديم ودراسة أ. حسني أدهم جرار.   129- النقاب للمرأة بين القول ببدعيته، والقول بوجوبه.               130- هل الرؤى من وسائل العلم بالأحكام؟

131- هل للربح حَدٌّ أعلى؟ 132- واجب الشباب المسلم اليوم. وهبة.

133- واجبنا نحو القرآن الكريم. مكتبة وهبة – القاهرة.

134- الوطن والمواطنة في ضوء الأصول العقدية والمقاصد التشريعية. ط دار الشروق.   135- الوقت في حياة المسلم. ط مكتبة وهبة – القاهرة.

136- يوسف الصِّدِّيق. مسرحية شعرية، ألفها الشيخ في الصف الأول الثانوي، وطبعت سنة 1945م، في "المطبعة اليوسفية"، بمصر، واجتمع فيها مصادفات ثلاثة غريبة متشابهة؛ فهي عن سيدنا يوسف عليه السلام، والمؤلف اسمه يوسف! والطابع اسمه يوسف؟!!

*هذه أسماء كثير من كتب شيخنا القرَضَاوي. كما أنه اشترك بتأليف أكثر من 20 كتابا مدرسيا لـ "وزارة التربية" القطرية، مقررة في مدارسها.

*كتب ومؤلفات عن القرضاوي:

1- "القرضاوي والمشروع الفكري". د. محمد عمارة.

2- "يوسف القرضاوي شاعرًا". د. حمدي عيد.

3- "المرأة في فكر القرضاوي". للأستاذ عمرو عبد الكريم.

4- "كفاية الراوي في سيرة العلامة القرضاوي". للأستاذ أكرم الندوي.

5- "يوسف القرضاوي فقيه الدعاة وداعية الفقهاء". للشيخ عصام تليمة.

6- "إسلامنا الجميل: الغزالي والقرضاوي نموذجا". أ. محمد عبد القدوس.

7- "القرضاوي وهموم المسلم المعاصر". للأستاذ ياسر فرحات.

8- "القرضاوي ومنهجه الدعوي". للشيخ أكرم عبد الستار.

9- "القرضاوي فقيها". للشيخ عصام تليمة.

83

*رسائل علمية عن الشيخ:

1- "تربية الداعية المسلم في فكر الشيخ يوسف القرضاوي". للباحث محمد عثمان خلف بكلية التربية في طنطا - جامعة الأزهر.

2- "القرضاوي ومسيرته العلمية". للباحثة قمر الزمان - الهند".

3- "الدكتور القرضاوي ومنهجه الدعوي". للباحث وليد محمد عبد الفتاح كلية الدعوة الإسلامية - جامعة الأزهر.

4- "الجانب الفكري في مؤلفات القرضاوي". للباحثة نادية وردة ، كندا.

5- "منهج الدكتور يوسف القرضاوي في تجديد الفقه الإسلامي". (رسالة ماجستير) في الشريعة الإسلامية، للباحث أكرم رضا مرسي، قدمها إلى "جامعة القاهرة - كلية دار العلوم"، في 1428هـ - 2007م.

6- ملامح الفكر التربوي الإسلامي في ضوء كتابات الشيخ يوسف القرضاوي. "رسالة ماجستير" للباحث محمد صالح إبراهيم البيك، قُدّمت إلى "الجامعة الإسلامية - كلية التربية، غزة" في 1430هـ - 2009م.

الفصل الثاني: من تلاميذ الشيخ القرضاوي وطلابه

هم كثر جدا، منهم من أخذ عنه في "المعهد الديني" بقطر، ومنهم من درَّسه في "كلية الشريعة" بقطر، ومنهم من حضر له دروسا أو خطبا في مصر أو قطر، ومنهم من عمل معه في مكتبه بقطر، أو في أوربا ...؛ لذلك لن أذكر هنا إلا من صرَّح بتلمذته على الشيخ وأخذه العلم عنه، أو من يقول عنه شخص آخَر إنه من تلاميذ الشيخ وطلابه، ولن أذكر كل من هو عضو "في رابطة تلاميذ القرضاوي" المعروفة، وسأرتب المذكورين هنا على الحروف الهجائية، وسأعرِّف باختصار ببعض المشاهير منهم:

1- المهندس أحمد توفيق حمدان: فلسطيني مقيم بقطر.

2- د. أحمد الحمادي: أستاذ التفسير بكلية الشريعة في جامعة قطر، وداعية قطري مشهور، مساهم في المشروعات الخيرية.

84

3- الشاعر الإسلامي الكبير والداعية والخطيب الفلسطيني الأستاذ أحمد محمد الصديق (1941- 2017م): من خريجي المعهد الديني بقطر، شاعر شهير، له دواوين عدة، توفي في الدوحة، رحمه الله تعالى.

4- الشيخ د. أكرم كساب: الأمين العام لـ "رابطة تلاميذ القرضاوي".

5- د. أمينة الجابر: أستاذة الشريعة والفقه المقارن وفقه الأسرة في "كلية الشريعة والقانون والدراسات الإسلامية - جامعة قطر"، ووكيل تلك الكلية نفسها سابقا.   6- د. الحسن العلمي. 7- د. حسن فوزي الصعيدي.

8- الأديب والمؤلف الأردني المعروف الأستاذ حسني أدهم جرار ت 2016م رحمه الله.   9- العلامة الفقيه المفتي الشيخ حسين حلاوة.

10- د. حلمي الجزار: مصري، هو قيادي بجماعة الإخوان المسلمين، ومن قيادات الحركات الطلابية بجامعة القاهرة في السبعينات.

11- الأستاذ خالد مشعل، أبو الوليد: الزعيم والقيادي الإسلامي الفلسطيني بحماس الشهير.   12- د. سعيد البديوي المري: عالم وداعية قطري.

13- د. سعيد عبد الله سلمان: وزير التربية الإماراتية سابقا، وآخر خريجي "معهد قطر الديني".

14- د. سلمان العودة: العلامة والداعية الشهير السجين في بلاد الحرمين ظلما وعدوانا لتغريدة! فرج الله عنه، وعن إخوانه العلماء الآخرين.

15- الداعية المصري المعروف د. صفوة حجازي: فرج الله عنه.     16- د. صلاح سلطان: الداعية المعروف.

17- د. طارق السويدان: من الكويت، وهو العلامة في الإدارة، والإعلامي المعروف. مؤسس "قناة الرسالة الفضائية" التي انتعشت وتألقت وأبدعت بوجوده وإدارته، وأمست خرابا يبابا "خضراء الدمن" بعد إخراجه منها، وهو الأستاذ الداعية الشهير، وصاحب البرامج الرائعة في القيادة وصناعة القادة والريادة والنجاح.

18- عائشة بنت الحسين السليماني. 19- د. عادل با ناعمة فرج الله عنه.

20- عائشة المفنن: زوج الشيخ القرضاوي الثانية، هي مغربية.

85

21- الأستاذ عبد الرحمن بن زيد آل محمود: رئيس المحاكم الشرعية سابقا في قطر، وهو من خرجي "المعهد الديني".

22- الشيخ عبد السلام بسيوني: من مصر.

23- د. عبد العزيز بن عبد الله بن تركي السبيعي: وزير التربية والتعليم بقطر، من خريجي المعهد الديني أيضا.

24- د. عبد الغفار عزيز: باكستاني، مسؤول العلاقات الخارجية بـ "الجماعة الإسلامية - باكستان" عضو"الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين".

25- د. عبد المنعم أبو الفتوح: الطبيب الناشط المصري، فرَّج الله عنه.

26- د. عثمان عثمان: الإعلامي الشهير في "قناة الجزيرة"، من لبنان، ومقدم برنامج "الشريعة والحياة" مع الشيخ القرضاوي لنحو سبع سنوات.

27- د. عزام سلطان التميمي: الإعلامي الفلسطيني المعروف، وصاحب قناة "الحوار" الفضائية الرائدة في لندن، ومدير "معهد الفكر السياسي الإسلامي"، وبرنامج "مراجعات" الشهير، ومنه 30 حلقة مع العلامة الشيخ يوسف القرضاوي في رمضان من عام 1437هـ - 2016م.

28- الشيخ العلامة الداعية المعروف د. عصام البشير: من السودان.

29- الشيخ عصام تليمة: من مصر، مدير مكتب الشيخ سابقا، وهو الداعية، ومؤلف كتاب: "الشيخ القرضاوي: فقيه الدعاة، وداعية الفقهاء".

30- د. عصام العريان: الناشط الإخواني المصري الشهير؛ الذي سجن كثيرا في عهد مبارك وغيره.

31- المهندس أبو العلا ماضي: من مصر، رئيس "حزب الوسط".

32- د. علي با دحدح.     33- أ. د. علي المحمدي: عميد "كلية الشريعة والدراسات الإسلامية - جامعة قطر" سابقا.

34- الشيخ د. علي محيي الدين القَرَدَاغي: من أكراد العراق: الفقيه العلامة، ورئيس "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين".

86

35- د. فريد شكري "القرضاوي الصغير": عالم مغربي، أستاذ أصول الفقه ومقاصد الشريعة في "جامعة الحسن الثاني - المحمدية" بالمغرب، قرأ كثيرا من كتب الشيخ القرضاوي، وكرر قراءة بعضها، وكان يحفظ بعضها، ولكثرة اهتمامه بكتب الشيخ القرضاوي وعشقه لها لقبه بعض أصحابه المغاربة "القرضاوي الصغير"؟!

36- الشيخ مجد مكي: من سورية، العالم والباحث والمؤلف، وهو نائب الأمين العام لـ "رابطة العلماء السوريين".

36- الصحافي المصري المعروف الأستاذ محمد بن إحسان عبد القدوس: صهر الشيخ محمد الغزالي رحمه الله. 52- أ. محمد أكرم الندوي الهندي.

37- العلامة الكبير البحر الرباني الشيخ محمد الحسن ولد الددو: الشهير الموريتاني رئيس "مركز تكوين العلماء" بموريتانيا، وعضو "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، من أجازه العلامة القرضاوي بكل مروياته.

38- العلامة الدكتور محمد الصغير عبد الرحيم محمد: الداعية المصري الشهير، والمتكلم المفوه الجسور الصدّاع بالحق، الشيخ الثائر.

39- القاضي محمد طايس.   40- د. محمد بن عبد الله الأنصاري: شاعر له دواوين عدة، ومدير عام "دار التقويم القطرية".

41- الشيخ محمد بن عبد الله الرشيد: المؤلف، وتلميذ الشيخ عبد الفتاح أبو غدة المعروف، وصاحب "مكتبة الإمام الشافعي" للنشر في الرياض.      

42- د. محمد بن عبد الله قطبة ت 2001م رحمه الله: الداعية الشاعر.

43- الأستاذ محمد عبد الله المأمون: من بنغلاديش، هو باحث بـ "مكتب الشيخ القرضاوي" في الدوحة.

44- د. محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن المانع: وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية، خريج "المعهد الديني" بقطر.

45- العلامة والمفكر الإسلامي الكبير د. محمد عمارة (1931- 2020م) رحمه الله: المصري الشهير؛ الذي دافع عن حياض الإسلامي بقلمه ولسانه، ضد المستشرقين، والعلمانيين، والمنصرين كبطرس زكريا وغيره.

87

وقد ألف شيخه عنه كتاب: "محمد عمارة الحارس اليقظ المرابط على ثغور الإسلام" 130ص.   46- الأستاذ د. محمد المختار الشنقيطي: من موريتانيا، هو أستاذ الأخلاق السياسية بـ "جامعة قطر".

47- د. مسعود صبري.           48- د. معتز الخطيب.

49- د. منذر القحف: أستاذ التمويل الإسلامي "كلية الدراسات الإسلامية" في قطر، عضو "الجمعية العالمية للاقتصاد الإسلامي"، مؤسس: "جمعية العلماء الاجتماعيين المسلمين" بأمريكا.

50- الأستاذ موسى زينل: هو قطري، من طلاب "المعهد الديني" بقطر، مدير إدارة الثقافة بقطر، ومستشار وزير الثقافة سابقا.

51- د. هبة رؤوف عزة.

52- د. وصفي أبو زيد المصري: الداعية المعروف.

53- د. وليد أبو النجا: باحث بمكتب القرضاوي.

الفصل الثالث: أسرته

تزوج الشيخ القرضاوي ثلاث مرات؛ مصرية، وجزائرية، ومغربية، وقد جمع بين الأولى والثانية، والثالثة أظنه تزوجها بعد وفاة زوجه الأولى أم محمد رحمها الله تعالى، وهذا تفصيل زواجاته:

أ- زواجه الأول: لقد كان زواج الشيخ القرضاوي متأخرا؛ فقد تزوج في الثانية والثلاثين من عمره في 12/ 1958م، من زوجه الأولى المصرية "ام محمد إسعاد عبد الجواد" وهي هاشمية حسينية صالحة، ساعدت الشيخ في انشغاله في مهمته في الدعوة إلى الله، وتفريغه للعلم والكتابة والتدريس والدعوة إلى الله، كما صبرت على كثرة أسفاره وترحاله.

ولاده: وقد رزق منها الشيخ سبعة أولاد، 4 بنات أولا، ثم 3 أبناء. كانوا كلهم نجباء متفوقين، ذكورا وإناثا. *الأبناء هم: 1- محمد: وهو الكبير، وبه يُكْنَى الشيخ القرَضاوي. وقد تخرج في "كلية الهندسة - قسم الحِيَل؛ الميكانيكا" من "جامعة قطر"، ثم حاز الماجستير من "جامعة دنفر- كولورادو"، والدكتوراه من "جامعة أورلاندو- فلوريدا".

88

2- الثاني: عبد الرحمن:

وهو الأوسط، وقد تخرج في "المعهد الديني في قطر"، ثم "كلية الشريعة والدراسات الإسلامية" في قطر، وتخرج فيها بامتياز، ثم في "كلية دار العلوم القاهرة" لدراسة الماجستير في أصول الفقه؛ فنالها سنة 2001م، وكان عنوانها: "نظرية المقاصد بين ابن تيمية، وجمهور الأصوليين".

وهو شاعر مطبوع، له أكثر من ديوان، منها: "نزف الحروف".

3- أصغر أبنائه: أسامة، وهو خريج "كلية الهندسة - قسم الكهرباء".

*أما بناته فهن: 1- إلهام: هي الكبرى، تخرجت بامتياز في "كلية الفيزياء"، ونالت الدكتوراه بالفيزياء النووية من "جامعة لندن"، ببعثة من جامعة قطر.

2- سهام: تخرجت بامتياز في "قسم الكيمياء"، وحازت الدكتوراه من "جامعة ريدنج إنجلترا" في "قسم الكيمياء العضوية، ببعثة من قطر.

3- عُلا: تخرجت في "قسم علم الحيوان" ونالت الماجستير من أمريكا حول "الهندسة الوراثية" من "جامعة تكساس" الأمريكية.

4- أسماء: تخرجت في "قسم النبات"، ونالت الماجستير من "جامعة الخليج - البحرين"، والدكتوراه من "جامعة نوتنجهام - إنجلترا".

*وقد توفيت أم محمد قبل زوجها سنة 2012م، رحمها الله تعالى، بعد مرض عانته.

ب- زواجه الثاني: كان من الأستاذة الجزائرية: "أسماء بن قادة" الحاصلة على دكتوراه في العلوم السياسية، وكان ذلك نحو عام 1997م، وكان طلاقها منه في سنة 2008م.

ج- زواجه الثالث: كان بعد وفاة زوجه الأولى أم محمد من المرأة العالمة الصالحة المغربية الأستاذة "عائشة المفنن"، وكان ذلك عام 2012م، وكان الشيخ في السادسة والثمانين، وهي في التاسعة والأربعين، وقد توفي الشيخ وهي في عصمته، وكانت له نعم الزوجة.

89

الفصل الرابع

من مواقفه وفتاواه

أ- إيداع الأموال في البنوك الأمريكية حرام:

في قضية إيداع الأموال العربية الإسلامية في البنوك الأمريكية قال القرضاوي: إن هذا حرام وتعاون على الإثم والعدوان، وعلل فتواه بأن أمريكا أصبحت تقف موقفا مُعادِيًا من القضايا الإسلامية، خُصوصا قضية فلسطين، وتؤيد تأييدا مطلقا للإسرائيليين في طغيانهم وعدوانهم، وأكد ضرورة اتخاذ موقف يوازي ما تقوم به أمريكا من تحيز، وعدَّ من يودع أمواله من العرب والمسلمين في البنوك الأمريكية إعانة لأمريكا على قتل إخواننا وتأييد أعدائنا!

ب- شراء البضائع الإسرائيلية والأمريكية حرام:

كان القرضاوي أول من دعا إلى مقاطعة البضائع والمنتجات الأمريكية واليهودية واعتبر هذا نوعًا من أنواع الجهاد في سبيل الله فقال: مقاطعة البضائع الإسرائيلية والأمريكية واجب الأمة، كل ما يشير إلى أمريكا، مجرد الإشارة حتى ولو كانت وطنية، (كوكا كولا) يعني أمريكا، هامبورجر، ماكدونالد، بيتزا، هذه الأشياء أمريكية، ارحمونا، كلما رأيت هذه العناوين ثارت نفسي وثار البركان في صدري، نريد أن تقاطع الأمة هذه البضائع، من زجاجة البيبسي إلى السيارة إلى الطائرة البوينج، نطالب الحكومات ونطالب الشعوب، أن تقاطع هذه البضائع وأن تنظم اللجان الشعبية لتفعيل هذه المقاطعة وترتيب الأولويات فيها، كل ما له بديل يجب أن يُقاطع، ما

90

الذي يجعلني أركب سيارة أمريكية وأستطيع أن أشتري سيارة يابانية أو سيارة ألمانية؟ لن أخسر شيئًا، المقاطعة، هذه المقاطعة واجبة على الجميع، وربما تكون هناك بضائع إسرائيلية تتسلل تحت أسماء وعناوين، من عرف ذلك فعليه أن يقاطع، حرام أي حرام، حرام بل كبيرة من الكبائر أن تشتري في هذا الوقت البضائع الإسرائيلية والأمريكية، هذا جهاد نوع من الجهاد، لابد أن نفعله، ونتواصى به.

ج- مشاركة النساء في العمليات الاستشهادية:

في فتوى أصدرها القرضاوي حول مشاركة النساء في العمليات الاستشهادية، أكد القرضاوي فيها أن العمليات الاستشهادية من أعظم أنواع الجهاد في سبيل الله، وبين أنه عندما يكون الجهاد فرض عين كأن يدخل العدو بلداً من البلدان، تطالب المرأة بالجهاد مع الرجل جنباً إلى جنب، كما أكد على حق الملتزمات أن يكون لهن حظ في الجهاد والمساهمة في خط الشهادة، وبين أنه لا يوجد أي مشكلة في مظهر المرأة المسلة الذاهبة لأداء عملية اسشتهداية فيمكنها أن ترتدي قبعة بدل الحجاب حتى عند اللزوم يمكن أن تنزع الحجاب لتنفذ العملية!

د- العمل في البنوك غير جائز، ولكن!

النظام الاقتصادي في الإسلام يقوم على أساس محاربة الربا، وعَدِّه من كبائر الذنوب التي تمحق البركة من الفرد والمجتمع، وتوجب البلاء في الدنيا والآخرة نص على ذلك الكتاب والسنة، وأجمعت عليه الأمة، وحسبك أنْ

91

تقرأ في ذلك قول الله تعالى: (يمحق الله الربا ويربي الصدقات، والله لا

يحب كل كفار أثيم)، وقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين، فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله)، وقول رسوله: "إذا ظهر الزنا والربا في قرية فقد أحلوا بأنفسهم عذاب الله".

وسنة الإسلام في تشريعاته وتوجيهاته أن يأمر المسلم بمقاومة المعصية، فإن لم يستطع كف يده - على الأقل - عن المشاركة فيها بقول أو فعل، ومن ثم حرم كل مظهر من ظاهر التعاون على الإثم والعدوان، وجعل كل معين على معصية شريكًا في الإثم لفاعلها، سواء أكانت إعانة بجهد مادي أم أدبي، عملي أم قولي.

وعلى كل مسلم غيور أن يعمل بقلبه ولسانه وطاقته بالوسائل المشروعة لتطوير نظامنا الاقتصادي، حتى يتفق وتعاليمَ الإسلام، وليس هذا ببعيد؛ ففي العالم دول تعد سكانها بمئات الملايين لا تأخذ بنظام الربا، تلك هي الدول الشيوعية.

ولو أننا حظرنا على كل مسلم أن يشتغل في البنوك لكانت النتيجة أن يسيطر غير المسلمين من يهود وغيرهم على أعمال البنوك وما شاكلها، وفي هذا على الإسلام وأهله ما فيه.

على أن أعمال البنوك ليست كلها ربوية؛ فأكثرها حلال طيب لا حرمة فيه، مثل السمسرة والإيداع وغيرها، وأقل أعمالها هو الحرام، فلا بأس أن يقبله المسلم - وإن لم يرض عنه - حتى يتغير هذا الوضع المالي إلى وضع

92

يُرضي دينه وضميره، على أن يكون في أثناء ذلك متقنًا عمله مُؤديًا واجبًا نحو نفسه وربه وأمته، منتظرًا المثوبة على حسن نيته: "وإنما لكل امرئ ما نوى".

وقبل أن نختم فتوانا هذه لا ننسى ضرورة العيش، أو الحاجة التي تُنَزَّل - عند الفقهاء - منزلة الضرورة، تلك التي تفرض على صاحب السؤال قبول هذا العمل كوسيلة للتعيش والارتزاق والله تعالى يقول:

.((فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم

هـ- مسابقات (اربح المليون) حرام!

إن مسابقات (اربح المليون) التي تنظمها بعض الشركات عن طريق الهاتف ليست إلا لونًا من القمار - أو الميسر بلغة القرآن - تدخله الملايين الطامعة في المليون بما تدفعه للهاتف، على احتمال أن تربح أو تخسر، ثم تخسر الأغلبية الساحقة، ويكسب واحد في المليون أو في كل عدة ملايين.. صحيح أنه لا يخسر مبلغًا كبيرًا، ولكن العبرة بالمبدأ، وليس بحجم

الخسارة، المهم أنه دخل العملية مُقامرًا، لعله يكسب ويصبح مليونيرا في لحظة.. والإسلام يحرم القمار والميسر تحريما باتا، ويقرنه بالخمر في كتاب الله، ويجعله - مع الخمر والأنصاب والأزلام - رجساً من عمل الشيطان، مما يدل على أنه من كبائر المحرمات لا من صغائرها، وما ذلك إلا ليحمي الناس من التعلق بالأوهام والأحلام الزائفة، التي تبنى على غير أساس،

93

والإسلام لا يمنع أن يكسب الإنسان المال، ضمن شبكة الأسباب والمسببات،

ووفق سنن الله في الكون والمجتمع، والأصل في هذه السنن أن يكسب الإنسان المال بكد اليمين، وعرق الجبين، وإعمال الفكر، وإجهاد الجسم، ومواصلة الليل بالنهار، حتى يحقق الآمال. ثم إن هذه الشركات التي تنظم هذه المسابقات وأمثالها تجمع من الناس أضعاف ما تدفع لهم، لأنهم أعداد كبيرة فهي - من ناحية أخرى – تأكل أموال الناس بالباطل، أي هي - بصريح العبارة - عملية نصب مُقَنَّع ومُغَلَّف بالمُسابقة، ومما يُؤسف له أن يَشيع في مجتمعاتنا المسلمة هذا النوع من المسابقات وجوائز السحب الكبرى وألوان "اليانصيب"، ونحوها، مما يُنكره الإسلام ويُحرِّمه، وينشأ شبابنا المسلم على هذه التطلعات غير المشروعة، ليسبح في غير ماء، ويطير بغير جناح، وقد حذَّر سيدنا علي رضي الله عنه قديما من ذلك ابنه الحسن في وصية له إذ قال: "وإيَّاكَ والاتِّكَالَ على المُنى، فإنها بضائع النَّوكى"؛ الحمقى، قال الشاعر:

إذا تَمَنَّيتُ   بِتُّ الليلَ مُغْتَبِطًا             إن المُنى رأسُ أموالِ المَفاليسِ

94

الباب الرابع:

مكانة القرضاوي وشخصيته ومواقفه

الفصل الأول: مكانة الشيخ ومنزلته لدى العلماء؛ قالوا في القرضاوي: 1- "‘إنه لشاعر فحل". قالها فيه بعدما سمع منه قصيدة.

الإمام حسن البنا

2- "القرضاوي عالم محقق، وهو من كبار العلماء والمربين المخلصين لعملهم".                                            العلامة الشيخ أبو الحسن الندوي

3- "القرضاوي من أئمة العصر؛ الذين جمعوا بين فقه النظر، وفقه الأثر، لقد سبق القرضاوي سبقا بعيدًا، أنا مُدرِّسُه وهو أستاذي! الشيخ يوسف كان تلميذي، أما الآن فأنا تلميذه"!                     الشيخ محمد الغزالي

4- "القرضاوي حجة العصر، وهو من نِعَم الله على المسلمين".

الفقيه العلامة الشيخ مصطفى الزرقا

5- "أخونا وعالمنا، وفقيهنا ومُرشِدنا العلامة الجليل، والحبر النبيل الأستاذ الدكتور جمال الدين أبو المحاسن الشيخ يوسف القرضاوي".

العلامة المحقق المحدِّث الشيخ عبد الفتاح أبو غُدَّة

6- "سماحة شيخنا العلامة الفقيه، الداعية المفكر، الصادع بالحق، أحد أعلام العصر، أبو المحاسن، الشيخ يوسف القرضاوي".

العلامة المحدث الفقيه الحلبي الشيخ محمد عَوَّامَة

7- "القرضاوي علم شامخ من أعلام الإسلام، عرفت فيه أخلاق العلماء وتواضعهم، ولكنه لا يُجامل أحدًا على حساب دينه".

الداعية الشهير العالم بإعجاز القرآن والسنة أ.    عبد المجيد الزنداني

8- "يوسف القرضاوي وكفى". الداعية الأديب الكبير أ. عصام العطار

9- "القرضاوي في كلمة واحدة؛ إمام مجدد، القرضاوي لسان الصدق الذي أماط اللثام عن مُنافقي تونس".

المفكر الكبير د. راشد الغنوشي

10- "القرضاوي فقيه المقاصد".

فقيه المقاصد الشيخ د. أحمد الريسوني

11- "الإمام القرَضاوي أمة في رجل، وقارة في وطن".

                           الداعية المفوه الخطيب الشيخ د. عصام البشير

12- "القرضاوي باحث دقيق، وداعية صبور".

العلامة المفكر الإسلامي الأستاذ د. محمد رجب البيومي

13- "القرضاوي داعية العصر وفقيهه بلا منازع".

العلامة في إعجاز الكتاب والسنة د. زغلول النجار

14- "القرضاوي العلامة الكبير والعَلَم الشهير، والمفكر العبقري".

شيخ قراء الشام، الأديب الخطيب الصداع بالحق ش. محمد كُرَيِّم راجح

15- "القرضاوي الوارث الأول لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في وقتنا هذا".

العلامة الداعية الرباني الشيخ محمد الحسن ولد الددو

16- "القرضاوي المدرسة الفكرية والمشروع الفكري، وفقيه الأمة".

المفكر الإسلامي الكبير د. محمد عمارة

17- "القرضاوي: فقيه الحنيفية السمحة".

العلامة الطبيب اللغوي الدمشقي د. محمد هيثم الخياط

18- "القرضاوي: المُجدِّد المُوَفَّق الموفق، فقيه العصر ومُجتهده الأول؛ لقد جمع بين دِقَّة الفقيه، وحماسة الداعية، وجُرأة المُجدد، وإقدام الإمام، لقد أقام القرضاوي دولة الإسلام في الفقه والاجتهاد".

الأستاذ علامة التفسير د. عدنان محمد زرزور

19- "كتبه لها ثقلها وتأثيرها في العالم الإسلامي".

العلامة الفقيه المفتي الشيخ عبد العزيز بن عبد الله باز

20- "القرضاوي القيادة الحكيمة في مسيرة التأصيل والتجديد والتوحيد، من أعظم ثمار دعوة الإمام الشهيد حسن البنا".

العلامة الداعية الأستاذ عبد السلام الهراس

21- "القرضاوي: نجم العلماء والدعاة".

علامة الإدارة المفكر الكويتي الأستاذ د. طارق السويدان

22- "من أشرف الرجال الذين عملوا لقضية فلسطين".

الإعلامي المعروف الأستاذ ياسر الزعاترة

23- "القرضاوي رجل المرحلة، وفقيه العصر".

المستشار الكويتي مؤرخ الحركة والدعوة الإسلامية المعاصرة

أ. عبد الله عقيل العقيل

24- "الظاهرة القرضاوية".                         الأستاذ أحمد الراشد

25- "الشيخ القرضاوي هو صاحب النهضة العلمية والثقافية الإسلامية في قطر، وقد انعكست روحه وأخلاقه وشخصيته على أهل قطر خاصة، وآخرين من طلابه وتلاميذه في العالم الإسلامي عامَّة، وهو ظاهرة فريدة أظنها لن تتكرّر في قابل الأيام".

مؤلف الكتاب: سيد أحمد بن محمد السيد

26-

وكنتُ سمعتُ أن الجِنَّ عِندَ اسـ           ـتِرَاقِ السَّمْعِ تُرْمَى بِالنُّجومِ

فلما أنْ عَلوتَ وصِرتَ نَجْمًا           رُمِيتَ   بِكُلِّ   شيطانٍ رَجيمِ

تمَثَّل بهما الداعية الشهير د. سلمان العودة في كلمته عن الشيخ.

27-

كانت مُحادَثةُ الرُّكْبانِ تُخبرُنا       عَنْ جَعْفرِ بنِ رَباحٍ أحسَنَ الخَبَرِ

حتَّى التَقينا فلا والله ما سمعَتْ       أذْني بِأحْسَنَ مِمَّا قد رأى بَصَري

العلامة الشيخ محمد الحسن ولد الددو

28-

فَقيهُ العَصْرِ ، مُجْتَهِدُ الزَّمَانِ           أقَرَّ لَهُ   بِذَا   قاصٍ ، و دانِ

إذا أبْدَى   مِنَ التَّفْسِير مَعْنًى           حَسِبْتَ الآنَ أنْزِلتِ المَثَانِي

و تُلْفِي في النَّوَازِل مِنهُ فَهمًا           كَأنَّ اللَّيثَ في ثوب الكِنَاني

و في أدَبٍ و في شعرٍ   بَدِيعٍ             تَخَالُ بِه البَدِيعَ بِذَا الزَّمَان

كَأنَّ الشيخَ في جَمعِ المَعاني           مِنَ المَولى   مُعَانٌ لا مُعَاني

د. سعيد البديوي المري؛ العالم والداعية القطري

29-

وإني إذا ما رُمْتُ بَثَّ صِفاته       يُزاحمني   فِكري   بها   فأحِيرُ

كذا قلمي إن قُلتُ صِفهُ يقولُ لي       لِسانيَ - بالتقصيرِ عنهُ - قَصيرُ

د. ثقيل بن ساير الشمَّري، نائب محكمة التمييز في قطر سابقا؟: تمثَّل في كلمته عن الشيخ القرضاوي بهذين البيتين.

وسوم: العدد 1006