ندوة الانتخابات الرئاسية.. جامعة الشلف

للمرّة الثالثة[1] تقام ندوة فكرية عنوانها هذه المرّة: " الانتخابات الرئاسية سبيل استقرار وبناء الدولة الجزائرية" بجامعة حسيبة بن بوعلي من تنشيط 4 أساتذة جزائريين ومشاركة الحضور عبر أسئلة وتدخل  الأساتذة من جديد للشرح والتوضيح فكان هذا العرض:

أوّلا: الأستاذ عمر هارون:

1.      كان آخر المتحدّثين وأضعه عمدا أوّل المتدخلين باعتباره كان أحسنهم وأفضلهم جميعا هذا من جهة ومن جهة ثانية مساهمة من صاحب الأسطر لدعم الشباب وتمكينه، وممّا جاء في كلمته:

2.      الاختلاف يبني الدول والتعصّب يهدمها. والحركية هي أساس العلاقات وليس السكون. والشعوب الكسولة هي التي تفضّل أن تجلس في كرسي الحكم إلى الأبد فلا تقوم بأيّ حركة. و مشكلة الجزائر أنّها لم تعد تقدّم مشاريع جديدة ولم تستطع إحياء المشاريع القديمة.

3.      المطلوب إذن: الدخول في الانتخابات قصد بعث الروح في الاقتصاد. وعدم الانتخابات سيعزّز من عدم الثقة ويكرّس الركود ويطيل من عمر الأزمة.  وعلى الفرد أن يخرج من ثقافة "البايلك" ويشرع في المبادرة. وأن يعلم أنّ الاقتصاد المتدهور يطرد الاستثمار الأجنبي. والاستقرار عامل أساسي للاستثمار. وعلى الدولة أن تقوم بواجباتها المفروضة عليها والمطلوبة منها لإنعاش الاقتصاد وجلب الاستثمارات. و حين يكون منحى الفرد في تصاعد ومنحى الدولة في تدهور ستكون حينئذ مشاكل تعرقل المجتمع والدولة. والجزائر مطالبة بتصحيح حتّى لا ينهار النظام المالي و الاقتصادي الهشّ.

4.      بعد كلّ حراك هناك أزمة مطالبة وهذا من حقّ المجتمع وشرعية الرئيس الذي يفي بوعده عبر الانتخابات هي التي تعزّز الثقة وتنعش الاقتصاد. والسلطة القوية المنبثقة عن الانتخابات هي التي ستكون لها القوة للتفاوض مع القوى الخارجية.

ثانيا: الأستاذ سعيد المقدم:

5.      الانتخابات آلية فعالة لتكريس الديمقراطية. هناك عدّة دول خاضت تجارب لهجر النظام الشمولي إلى النظام الديمقراطي و واجهت مقاومات عديدة والجزائر لن تخرج عن هذا المسار باعتبارها ستعارضها مشاكل للانتقال إلى الانتخابات والنظام الديمقراطي. وتعتمد العملية الانتخابية على عاملي المشاركة والمحاسبة.

6.      أمست الديمقراطية الآن قيمة عالمية وفضيلة عالمية ومطلب شعبي. و كلّما كانت الانتخابات نزيهة كلّما تجسّدت المساواة وكلّما كانت الانتخابات غير نزيهة كلّما انفلت السّاسة من العقاب والمحاسبة.

7.      من شروط الانتخابات النزيهة: الحرية والعدالة، ومحاربة التزوير، والاستقرار والأمن، والتنمية الاقتصادية، وسيادة القانون.

ثالثا: الأستاذ بوزيد لزهاري:

8.      رفع صور شهداء الثورة الجزائرية في المسيرات الجزائرية التي مرّ عليها لحدّ الآن 33 جمعة يعني ضرورة العودة لفضائل الرموز وجهدهم المبذول.

9.      من شروط نجاح العملية الانتخابية: عدم المساس بأركان الدولة ومقوماتها كالصحة العمومية مثلا، وحرية الانتقال، وحرية تشكيل الأحزاب والانضمام إليها، وحرية التجمع والتظاهر السّلمي، وعدم التمييز بين الأصوات لأيّ سبب من الأسباب، وتسهيل تسجيل الناخبين في سجلات الانتخاب دون تمييز ولا بأس من وضع بعض القيود كالجنسية والإقامة والسن شريطة أن تكون معقولة وغير مثبّطة، وتوفير كافة الوسائل للمشاركة في الحملة الانتخابية والانتخاب، والمساواة في الأصوات دون تمييز، واتّخاذ الإجراءات التشريعية والتقارير الدورية لضمان الحرية والمساواة،

10.  من عوامل تغيير النظام نحو الأحسن: المحاسبة والجزائر الآن تعيش هذه الفترة. والمسؤول الجزائري القادم لن يتصرّف كما يحلو له لأنّه يعلم أنّ المسؤول الحالي يتعرّض للمحاسبة والمساءلة والعقاب.

11.  المطالبون بالمجلس التأسيسي يريدون القضاء على المكاسب التي وصلت إليها الجزائر.

12.  كان رئيس الجمهورية مسؤولا أمام الله تعالى و أمام الشهداء وأصبح مسؤولا أمام الشعب والمؤسّسات.

13.  الحلّ هو الانتخابات الرئاسية وفق المقاييس الجديدة أي عدم التزوير.

رابعا العقيد المتقاعد عبد الحميد العربي الشريف:

14.  راهنت الجزائر ومنذ البداية على التمسّك بالدستور. وتبنى الثقة بحسن النية. و 80% من أركان النظام السّابق هم الآن رهن السجن ما يعني أنّ إمكانية تزوير انتخابات 12 ديسمبر 2019 غير واردة ويستحيل عودة النظام السّابق ومستحيل الاعتماد على تعيين شخصية لحكم الجزائر ما يستلزم اللّجوء إلى الصّندوق. ولا بد من شخص منتخب يغيّر الدستور.

15.  تجلى الفساد الذي كانت تعيشه الجزائر في كون بعض الدول رفضت استقبال وتجديد عهدة السفراء الجزائريين وخسارة الجزائر كلّ ما يتعلّق بالتحكيم الدولي وضعف الأداء الدبلوماسي في الخارج.

16.  نحتاج إلى رجال يملكون درجة عالية من الوطنية ولسنا بحاجة إلى كاريزما لأنّ الكاريزما هي التي أدّت إلى تدهور الوضع في الجزائر. ومطالبون أن نثق فيما بيننا. والرئيس الجديد مطالب أن يلم شمل الجزائريين في الداخل و الخارج. و استرجاع الثقة ليس بالأمر الهيّن ولذلك يطلب أن يكون المرء صاحب قيم عالية كالإيمان بالثورة الجزائرية والإسلام والعروبة. ومطالبون بتنقية قيمنا من الشوائب لننطلق في مشاريع جديدة. والجميع مطالب بتوعية محيطه بما يقدر ويؤمن.

17.  فيما يخصّ الجيش الوطني الشعبي: كلّ خطابات الجيش الشعبي الوطني كانت تندرج ردّا على تدخلات خارجية و استباقية وتحضيرا لمرحلة جديدة. ورفض الانسحاب من الميدان الذي يطلبه وفضّل الانضمام إلى الشعب الجزائري والدفاع عنه. والجيش الوطني الشعبي هو الوحيد الذي لم ينشىء بمرسوم ملكي أو رئاسي بل ولد في أحضان الجبال والوديان والنيران.  الجيش الوطني الشعبي لا يملك طوحا سياسيا. وعهد صناعة الرؤساء ولّى دون رجعة. ولا يملك مرشحا رئاسيا. ويرى أنّ المجتمع الجزائري عانى الاستدمار سابقا ويعاني العصابة حاليا.

[1] راجع الندوة الأولى: " المرحلة الانتقالية.. أخطار  وأضرار " بتاريخ: الأربعاء 22 شوال 1440 هـ الموافق لـ  26 جوان 2019.

وسوم: العدد 845