إسقاط الوهم واجب الوقت على مؤسسات المعارضة السورية

إسقاط الوهم واجب الوقت

على مؤسسات المعارضة السورية

لا جديد في الوضع السوري _وفي ذكرى الثورة الرابعة وعلى أبواب عامها الخامس_ إن قلنا إن السوريين يواجهون اليوم ما هو أكبر من نظام الأسد المجرم وحلفائه الطائفيين والإقليميين، أو أنهم يواجهون صمتا دوليا مريبا على مدى أربع سنوات هي عمر الثورة السورية المنتصرة بإذن الله!

إنما الجديد؛ هو إنكشاف الأستار الرقيقة من الدبلوماسية الغربية الكاذبة وهي تعد السوريين بالأمل الخادع والشعارات البراقة خلال سني ثورتهم؛ من حظر للطيران الجوي، وإقامة لمناطق عازلة تحمي أرواح المدنيين، وتسليح يوعد به ثوارهم، وزجر للنظام المجرم يخفف وطأة القصف عليهم بضرب مقاره العسكرية ومراكزه الحساسة والتي ينطلق منها كل أذى يشهده السوريون على مدار اليوم!

المستهجن في تصريح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، ومن قبله مدير الاستخبارات الأمريكية جون برينان؛ ليس مصادفته العمياء مع مقتل نحو أربعين سوريًّا في دوما جراء قصف حاقد شنته طائرات الأسد الآثمة على المدنيين هناك، أو استخدامه غاز الكلور في سرمين بريف ادلب ، ما أوقع قتلى وجرحى بالعشرات، وليس كذلك فجاجته الجارحة واستهتاره بالدماء المسفوحة، إنما المستهجن هو محاولات الترقيع التي يمارسها السياسيون الأمريكيون، والتي كان آخرها تصريحات المتحدثة باسم البيت الأبيض ماري هارف؛ حيث تقول إن سياسة الولايات المتحدة لا تزال على حالها؛ فلا مستقبل للأسد في سورية!!

ومن هنا؛ فإنه من غير المقبول مطلقا أن يعرض سياسيون سوريون معارضون، ممثلون لأكبر تجمعات المعارضة السورية؛ الموافقة على مبادرات مشبوهة، تتنازل عن سقف مطالب الشعب السوري الثائر، وتقبل بالفتات الذي تلقيه أطراف مشبوهة كذلك؛ فيظهرون أمام الناس بعرض يقبل ببقاء الأسد عامين يحكم فيهما السوريين، مكافأة له على قتل ربع مليون سوري!

إننا في جماعة الإخوان المسلمين في سورية؛ نؤكد تأكيدا قاطعا على رفضنا كل المساومات والتنازلات القاضية بإحناء رؤوس السوريين، وإثنائهم عن مواصلة مسيرهم نحو الحرية المنشودة، والتخلص من الأسد وكيانه وأركان نظامه، كما ونؤكد على أننا جزء من العمل لبناء نظام سوري؛ قوامه الحرية والعدالة والحقوق، لإنسان سوري حر يتمتع بما يتمتع به إنسان الغرب والشرق من حقوق ومكتسبات.

أيها السوريون؛ قاتلوا وصابروا وكافحوا حتى يأتي وعد الله وهو قريب، ولا تعولوا على أحد من الناس مهما علا شأنه .. وإن الله كاف عباده!

المكتب الإعلامي

جماعة الإخوان المسلمين في سورية

17-3-2015