هولندا تلعب دور المحتسب على جرائم الزمرة الأسدية

في بادرة إنسانية مقدرة للدولة والحكومة في هولندا أعلن رئيس الوزراء الهولندي " مارك روني " إن هولندا تعتزم محاسبة مسئولي النظام السوري بموجب القانون الدولي عن انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان . وأضاف إن ما ستقوم به بلاده يجب أن يكون رسالة مهمة لكل طغاة العالم .

وقال وزير الخارجية الهولندي " شيف بلوك " إن نظام الأسد ارتكب جرائم مروعة ضد الشعب السوري مرارا وتكرارا والأدلة على ذلك دامغة ، ويجب أن يكون هناك عواقب .

وفي محاولة لتجاوز الفيتو الروسي - الصيني الذي أطلق يد المجرمين الأسديين في دماء السوريين أعلنت هولندا أنها ستوجه مذكرة دبلوماسية إلى المتسلطين في دمشق تدعوهم إلى وقف انتهاكات الاتفاقية الأممية لوقف التعذيب التي كان النظام السوري قد وقع عليها منذ 2004 .

وفي حال استجابت الزمرة الحاكمة للمذكرة فستدخل هولندا وداعموها من الدول مفاوضات من أجل إطلاق سراح المعتقلين ، وكشف مصير المفقودين ..وفي حال رفضت فإن هولندا تهدد باللجوء إلى المحاكم الدولية المختصة ، وفي مقدمتها محكمة العدل الدولية .

وقد أشكل على بعض المتابعين السوريين سر لجوء هولندا إلى محكمة العدل الدولية ، ودفعوا بعدم الاختصاص ، وتساءلوا عن السر سؤال ريبة واتهام !! وتناسوا أن أساس الموقف الهولندي إنما يقوم على أساس إلزام نظام الأسد باتفاقية منع التعذيب الأممية ، التي ينتهكها الأسد يوميا . وتناسوا أيضا أن الفيتو الروسي - الصيني قد أغلق محكمة الجنايات الدولية أمام الضحايا من أبناء الشعب السوري .

ولقد أكدت المحكمة الهولندية المختصة أن دعواها ستعتمد هذا الأساس : أساس انتهاك بشار الأسد لاتفاقية منع التعذيب . وأنها تملك الكثير من الأدلة الناصعة على انتهاك نظام الأسد للاتفاقية الدولية التي وقع عليها ..

في الحقيقة فإن الموقف والقرار الهولندي الذي وجه بالرفض والاستهجان والقذف من قبل عصابة الأسد يستحق من المعارضة السورية الدعم والتشجيع والتأييد وحشد الأدلة ..وليس التشكيك والتثبيط . فمحكمة الجنايات الدولية غير متاحة بفعل الفيتو الروسي . وما تبادر إليه الدولة الهولندية في هذا الموقف المشكور هو دور المحتسب الدولي حسب مصطلحاتنا الشرعية المقررة ، والمنتظر من كل الدول الحرة في العالم ، والمؤسسات والمنظمات الإنسانية ذات الصلة أن تدعم الموقف الهولندي ، وتنضم إليه ..

العدالة لجميع أحرار سورية نسائها ورجالها ..

والخزي والعار لأعداء الإنسان في كل مكان ..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 895