بيت من الشعر غلبني هذا الصباح، فأحببت أن أنشده مكتوبا بحضرتكم

وذلك أنني كلما مررت على صفحات الأخبار فوجدت الروبيضات يتطاولون ويتشرطون، يحضرني قول المفسرين في قول ربي عن قوم لوط (وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ). راجعوه في كتب التفسير فهو يشبه ما يفعله في نادينا وعلى ملأ منا بعض المحسوبين على الشام وما هم من أهله… فتهب ريح منكرهم علينا بما ترخو من جنوب وشمأل..

وأصبحت خدودنا ملطشة لكل من هب ودب وزحف وشب..

وأصبح المطلوب من المظلوم أن يسترضي الظالم، ومن المقتول أن يدفع الدية للقاتل، والمنهوك أن يقبّل رأس المنتهك، وأصبحنا، وقد زعمنا أننا انتصرنا، مثل الغارم وقد تكاثر عليه الغرماء، هذا ينهش، وهذا يخمش، وذاك يلدغ، والرابع يعض.. ورحم الله القائل:

كالأفاعي والعقارب.. ما لهم والله صاحب..

أيها الناس…

لقد علمتم لو كنتم تعلمون.. ولقد قالت العرب من قبل:

إن المُلكَ عقيم. وإن السيفين لا يجتمعان في غمد. وإننا كنا إذا قيل لنا: لك أو للذيب، قلنا يخسأ الذيب!! والعامة في بلدنا من علمهم بالصحابة يترضون عن عنتر، ويزعمون أنهم يترضون عنه لأنه قال: أضربُ الجبانَ ضربة ينخلع لها قلب الشجاع…

إن رأسا لا يستقيم أمر الناس إلا بحلقها هي أولى بالحلق..

وكتبت هذا عن نفسي منذ الأسبوع الأول… وقلت إذا كان صلاح أمر وطني لا يتم إلا بحلاقة رأسي فحلال عليكم حلقه..

وقالت العرب إذا كنت في أرض مسبعة فلا تنس سيفك ورمحك، وإذا كنت في أرض مذأبة فلا تنس عصاك، وإذا نمت في أرض تكثر فيها الأفاعي والعقارب فلا تنس نعلك… ويقولون: وإن عادت العقرب فالنعل حاضرة، والعرب يرون أنه ليس من المروءة أن يسل على الذئب سيف، أو على العقرب غير النعل…

كفانا جرجرة ورجرجة… وتملقا واستخذاء.. وإننا نرانا اليوم في شامنا الحبيب الأثير الوثير الذي كان عهدنا به من قبل البعث والأسدين… مثل:

الكاعب الحسناء ترفل

في الدمقس وفي الحرير

حتى صرنا إلى مثل بيت سائر متردد:

لقد هزلت حتى بدا من هزالها

كلاها وحتى سامها كل مفلس..

كل مفلس.. كل مفلس يا أهل الملا… يا سامعين الصوت جميعا احذروا الفوت..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1126