قشعريرة

خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)

ترتعش أنامل الشمس وهي تفك أزرار الحلم الناجي على شط فوضى واضطراب.

يقابل عطفها بابتسامة خجول ونظرة مثقلة بعنفوان الأماني ورجفة الرجاء..

يسترجع المشهد ببطء..

انطلاقة عفوية نحو سقيفة تظلّل لوحَ أفكاره.. خربشات سريعة بيد مرتجفة..حرف وكلمة ونقاط متلاصقة على أهبة انتظار..

عَدْوٌ سريع نحو بحر نهم يدمن رحيق الأحلام الوردية، تردُدٌ قليل ، ثم استجابةٌ حمقاء لأمواج تداعبه بقطرات إغرائها ..

خوف ورجاء، وصقيع يبعث في داخله رعدة تختلط ومشاعرَ مهزوزة تهدهد عين البكاء..

يبتسم مجددا لخيوط الشمس الدافئة..

يغمض عينيه قليلا ليضيع في زحمة خياله ما بين وبين ..

أيتحدى المُحال، أم ينزوي ناسكا في صومعة الزهد والانعزال؟

أي الأبواب هي الموصدة بقفل ورتاج؟

 أيها تفتح مصاريعها  إلى ينابيع عذبة، وأيها إلى الملح الأجاج؟

يزداد حيرة وتشتتا أمام ضبابية أعياه التفكير في ما وراءها

ماذا أريد و من أكون؟

أنجمة من عطاء لا تعرف الأفول، أم نفثة كاذبة تخاتل بسحرها وشعوذتها العقول؟

يعي أنه النهر، يجمع ضفتي لهفة يربطهما بشفافية وسلاسة انسياب

ويدرك أنه  الفجر يفتتح جلسة النهار ينتزع قيودا تدمي القلوب وتلتذ بترانيم آهات العذاب ..

ويكاد يجزم.. هناك وهنا وفي كل الدنى..

 نقشٌ مزخرف لرسم ،لحنٌ لأمل، وحكايةٌ تسرج حروفُها قناديل المقل

 أيواصل، أم يعلّق أمانيه على مشجب الأعذار والذرائع والعلل؟

وسوم: العدد 771