قلب المدينة..

لطفي بن إبراهيم حتيرة

لطفي بن إبراهيم حتيرة

[email protected]

سرت و سرت

حتّى تهالكت فأهلكت..

دخلت قلب المدينة.

القلب متعب.. مريض..

أسمع أنينه..

أسمع نشيجه..

القلب حزين و كئيب..

القلب خامج.. خامد وهامد..

تراكمت أوساخ..

تزاحمت عليه المزابل والنفايات..

جبال مركومة..

أكداس مرصوفة..

مياه الصّرف وغير الصرف

 تحوّلت إلى برك من قرف..

قطط مهمومة..

قطط مكلومة..

وأخرى جائعة..

وأخرى  متخومة..

جرذان تقفز..

وجرذان تهرب..

كلاب تعوي..

كلاب هنا..

وهناك كلاب تفرّ وتمضي..

قلب المدينة هذا أم.. ماذا؟

جيفة نائمة..

جثـّة خامدة..

بركة آسنة..

قلب المدينة..

وهم..

وعدم وقحط..

قلب المدينة منخوب..

مقولب و مقلوب..

وفيه الغروب..

قلب المدينة فيه رمق..

فيه من الماضي عبق..

فيه بذرة.. ستنمو..

فيه نخلة.. ستعلو..

فيه نجمة.. ستضوي..

مطريهمي..

 سماء تبكي و الأرض تدور والزّمن يمضي...

أهيم وحدي..

 صرت وحدي..

 "وكنت وحدي وأنا لست وحدي".