الدُّرُّ المُنتَقا في مآثر الشَّيخ عدنان بن فهمي السَّقَّا رحمه الله تعالى

fsfsaaddf912.jpg

في ذمَّة الله تعالى المُربِّي الدَّاعية المِصقَع، وَالدرَّاكة المُرعرَع، الشَّيخ عدنان بن فهمي السَّقَّا رحمه الله رحمةً واسعة، وهو من علماء حمص وفضلائها ونبلائها، جعلَ التَّزكيَّة له جليسًا، وآدابها نديمًا وأنيسًا، ارتدى اللَّطافة وفَاق، وحَظِيَ على مكارم الشَّمائل والأخلاق، له كلامٌ كلآلىء الصُّدفِ في نيلِ عُلاها، وآدابٌ كالرَّوضِ الأُنفِ في حُسنِ سناها..

لا تذكُرَنَّ لَهُ المَكارمَ وَالعُلى...فَتهِيجَ صَبًّا أَو تشُوقَ مُشَوَّقا

اتَّسمت أحاديثه بسلاسة الأسلوب وحسن العرض ونقاء مفرداته اللُّغوية والجماليَّة، فكان ذا إتقانٍ وتحقيق، وترقيقٍ وتدقيق، مغرمًا بصيد الشَّوارد، وقيد الأوابد، فاضلًا خيِّرًا، دائم البشر نيِّرًا، جيِّدَ الحافظة لا تملُّ مجالسته، ولا تعلُّ مؤانسته، يتجلَّى ذلك جهوده في ميادين الدَّعوة والتَّربية والتَّعليم، وله خطبٌ مشهودةٌ في الصَّدع بالحقِّ والانتصار للإسلام وكشف سبيل أعدائه، إلى جوانب أخرى في سعيه لأعمال البرِّ والخير والإغاثة..

كَتمَ الصَّنائعَ فَاسْتَشاعَ ثَناؤُها...مَن ذا يَصُدُّ الصُّبحَ عَن أَن يُشرِقا

ولم يزل مهتمًّا بآلام أمَّته وبلاده وآمالها، يفيدُ كلَّ طالب، ويدعو النَّاس إلى الفضائل والرَّغائب، إلى أن آن ارتحاله، وحانَ انتقاله، غفرَ الله له وأعلى في المَدارج مُرتقاه، وجعلَ الجنَّة مثواه ومأواه، وجعل ما أصابه من الوباء رفعةً لدرجاته وتكفيرًا لسيئاته، وكتبه في عداد الشُّهداء السُّعداء، وعظَّم أجر أهله وذويه، وألهمهم الصَّبر والسّلوان، وإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون..

وسوم: العدد 912