موضوع للنقاش

م. هشام نجار

يقول بعض القادمين من سوريا أن الفساد في سوريا قد عم في البلاد ،

فمن هؤلاء من  يلوم  نسبة من الشعب بنشر الفساد الخلقي  والمالي .

ومن  هؤلاء  من يلوم السلطة والنظام  بنشر  الفساد بين افراد المجتمع .

فمن هو الملام ؟

وجهة نظري هي التالية : كما نعلم جميعاً تنتشر الامراض  البدنية في غالبيتها عن طريق العدوى بين الاشخاص ، فمن مريض واحد في حي واحد يتكاثر المرض في الاحياء المجاورة عن طريق العدوى ليكتسح كل مدينة وقرية ، 

هذا إذا لم يتم معالجة المرض فوراً عن طريق الأطباء المختصين . 

إخواني..

أمراض المجتمع تتشابه مع أمراض البدن . 

فكما لامراض الابدان أدوية متوفرة في الصيدليات وبوصفات يكتبها الأطباء المختصون كذلك لامراض المجتمع أطباء متخصصون لإصلاح امراض المجتمع.

والسؤال هل بقي في سوريا اطباء  متخصصون لاصلاح المجتمع ؟ هؤلاء المتخصصون هم علماء لتقويم الاخلاق والدعوة للدين وما يحض على تقويم الاخلاق .

والسؤال الاخر :من قضى على هؤلاء العلماء المخلصين أليس النظام الفاسد ؟ فمنهم من قتلهم في السجون ومنهم من  هاجر اتقاءاً لشرور النظام ، ليبقي لنا في سوريا حسون  وزمرته ثم يضيف اليهم النظام الزنادقة  الفاسدين من أصحاب الملالي  الذين انتشروا في بلادنا كالجراد.

فكيف سيشفى المريض ؟.

نعم هناك نسبة كبيرة من مجتمعنا  تملك مناعة ذاتية استطاعت الصمود واستطاعت أن تحمي ابناءها  و احفادها من هذه الامراض الفاسدة  التي نشرها النظام بعدما اعدم وهجر أطباء اصلاح المجتمع .

فالمسؤولية تقع اولا على من يتحكم بالبلد الذي انهار فيها كل شي  وجرف  معها الاخلاق ، 

والمسؤولية الثانية تقع على الاسر  التي لم تقم بواجبها في رعاية اولادها لان اولياء الامور  هم انفسهم لم يجعلوا في حياتهم الاخلاق في المقام الاول .

بقي كلمة اخيرة واختم  بها .

يقول البعض : ولكن هذه هي اوروبا والعالم الغربي فقدت ايضا اخلاقها وفسدت مجتمعاتها.

أرد على ذلك واقول: أطباء أمراض المجتمع كما ذكرت هم رجال الأخلاق والدين الحقيقيين  وفي الغرب هم القساوسة ورجال الكنيسة وهؤلاء لا  سلطان للحكومات عليهم كما في بلادنا حيث وزارة الاوقاف الحكومية هي المسيطرة على رجال  الدين حيث يناولون كل شيخ فيهم خطبة  مخابراتية لقراءتها  في المساجد  مع توجيهات مخابراتية اسبوعية لهم.

أقول في الغرب لايوجد هذا التوجيه ، فالفساد وصل إلى مجتمعاتهم عن طريق فساد كهنتهم الذين حللوا لانفسهم حتى الانحراف الجنسي ، فكيف لايفسد المجتمع.؟

واخيرا عندما يولى علينا اشرارنا عندها تصبح العدوى بانتشار جرثومة الفساد تنتقل بحرية بين افراد المجتمع ، فاطباء المجتمع تم تغييبهم  لتسهيل نشر الامراض لغايات سياسية حتى يتمكن  النظام الفاسد من حكم شعب اضحى عبداً لشهواته .