التوافق الدولي على قمع الشعب السوري، والانتصار داخلي وليس الاعتماد على الاخرين

م. هشام نجار

أعزائي القراء..

جميعنا  يعلم أن ما قدمه  عميل المخابرات الغربية- الاسرائيلية حافظ اسد لإسرائيل وللولايات المتحدة واوروبا والسوفييت  ليس بإمكان أي عميل آخر أن يقدمه ، فتمسك هذه الدول حتى الان بوريث حافظ اسد كان بإتفاق مجموعة هذه الدول و ازالته يقتضي توافق هذه الدول التي أحضرته.  ورب سائل يسأل: الغرب والسوفييت لم يكونا على توافق تام ، فكيف يتفقون على شخص هو صنيعة المخابرات الغربية ؟ الجواب على هذا السؤال يكمن من أن حافظ اسد إستطاع أن يؤمن مصالح الطرفين معاً ، وهذا هو سر بقاء آل اسد بالحكم، فعندما كان يستجيب لمصلحة سوفيتية على سبيل المثال كان عليه إستشارة الغرب بها اولاً ، فكان للأسد ركيزتان واحدة تمثل همزة الوصل مع السوفييت والثانية تمثل همزة الوصل مع الولايات المتحدة ، فهو عميل مزدوج غربي - إسرائيلي  تم تأجيره  في حالات خاصة للسوفييت عندما  يكون هذا التأجير يعود بالفائدة على الطرفين.

أهم الخدمات التي قدمها  المغتصب الاول ووريثه   لهذه الدول :

- الاشتراك في حربين ضد العراق العربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وتسليم العراق للفرس وكان هذا مطمحاً سوفيتيا- غربيا- اسرائيلياً.

- ضرب المقاومة في الاردن ثم لاحقها إلى لبنان  وقضى عليها هناك ، وتم تنصيب عملاء الملالي بديلاً عنهم .إضافة إلى خلق تنظيم فلسطيني عميل له في سوريا وظيفته تلقي أوامر من المخابرات للدفاع عن النظام ، وهذا  مطمح آخر لكل الدول التي لعبت دوراً في تنصيبه على سوريا .

- تسليم إسرائيل ١٥٠٠ كم. مربع من مرتفعات الجولان ، هذه المرتفعات التي قال عنها جنرال فرنسي : يستحيل لها ان تسقط لولا حصول امر ما خارج عن الخطط العسكرية ، فهل بعد ذلك من هدية لاسرائيل وحماتها  اغلى من هذه الهدية.

- تفكيك البنية السورية وابعاد ٨٦٪؜ من عمودها الفقري  وهم المسلمون عن ادارة بلادهم   متعاوناً مع الفاسدين من كل  مكون من مكونات المجتمع السوري وجعلهم يأتمرون بإمرته ومن يخالف امره  ، يقطع عنه مصدر سرقاته ، ثم يقضي عليه  بتصفيته واتهامه بالانتحار .

- الاستيلاء على عائدات البترول والغاز وتحويلها للمغتصب الاول ووريثه . 

- تدمير مدينة كاملة هي حماة في عام ١٩٨٢  مدعيا أنها مركز متقدم للإخوان المسلمين، ثم إصدار قانون بإعدام كل شخص ينتمي إليهم، وكالعادة سلم إصدار هذا القانون لشخص سني هو  رئيس الوزراء في تلك الفترة عبد الرؤوف الكسم موحياً للسوريين أن هذا القانون صدر عن رئاسة  الوزراء ولا دخل له فيه . مما جعل الكثيرون يبتعدون عن ثورة ١٩٨٠ حتى لايعاقبوا بقانون الإعدام.

- دمر لبنان باحتلاله لها بأمر امريكي وقضى على كل التيارات الوطنية فيها وخاصة المسلمين السنة واغتياله وتصفيته لأكثر من مائة شخصية وطنية لبنانية معروفة دون أن تلاحقه دولة واحدة على جرائمه.

- دمر النقابات العلمية والتي أرادها ان تكون بوقاً له وليست مقرات علمية للابداع وتقدم البلد ، فنقابة المعلمين اضحت ملكاً  شخصياً  له لتخرج اجيال بلا علم  تصرخ بالروح وبالدم نفديك يا ابو سليمان.

ودمر نقابة المحامين  والقضاء ليصبحا ملكاً له فيسجن  ويعدم عن طريقهما من يشاء .

واستولى على نقابة المهندسين  لجعلها جزءا من مؤسساته ، يعين على رأسها  مهندس فاشل ينتمي إلى المخابرات قبل انتمائه للهندسة ، وقيسوا على ذلك بقية النقابات . فاضحت  سوريا  بفضل ماسموه ( بالسياسة الحكيمة) مرتعاً خصبا  ل٢٠ جهاز مخابرات يسيرون الناس بالشوارع ليصرخوا "الأسد او نحرق البلد" . فلماذا إذن لا تورث الدول الكبرى  سوريا لقاتل مجنون ليكمل المشوار  بطلب من اولبرايت وزيرة خارجية الولايات المتحدة وينهي سوريا ويدمر شعبها باكثريته المسلمة والذي تبين ان الحروب التي تجري في المنطقة  حاليا بدعم فارسي روسي غربي  هي حروب ضد العرب المسلمين استكمالاً للحروب الصليبية بل هي اوسع من تلك الحروب لاشتراك اطراف عديدة ضد  شعوب منطقتنا العربية. 

أعزائي القراء ..

الاغراءات التي عرضها الغرب والشرق لكل الدول التي كانت حليفة  للثورة السورية اجبرتهم عن التخلي عنها . وكان علينا ان ننتبه لذلك مسبقا لتحضير انفسنا ، ولكن المشكلة بأولئك الذي  سلموهم ناصية أمرنا باغراءات عديدة لا ارغب الان بذكرها ، فتحولوا الى انسان آلي يتحرك بالروموت كونترول ، فكانت مأساة اخرى . والحل الآن يكمن باعادة الوحدة الوطنية للشعب السوري وان يتقدم كل وطني حر  يدعو لعقد إجتماع يمثل رموز الوطن ويحصل على موافقة  معظم النشطاء المخلصين بالداخل والخارج تؤهله لقيادة الشعب السوري، وان يكون الهدف الأول توحيد الصفوف والمحافظة على السلاح المنضبط بادارة عسكرية حازمة. وان يكون هذا السلاح هو أحد بدائلنا عندما تفشل السياسة في الحصول على حقوقنا .

ايها السوريون توكلوا على الله اولاً واعيدوا بناء صفوفكم وكفانا اثنا عشر عاما فرقة كنا خلالها لعبة الأمم مع تقديرنا للمخلصين والشهداء الذين حققوا لنا المعجزات عندما اعتمدوا  على الله وعلى انفسهم .