استقالات أمريكية بالجملة.. أسبابها ودوافعها..

م. هشام نجار

استقالات أمريكية بالجملة..

أسبابها ودوافعها..

م. هشام نجار

المنسق العام لحقوق الإنسان - الولايات المتحده 

najjarh1.maktoobblog.com

أعزائي القراء..

إقالات الوزراء في بلاد العرب لاتلفت إنتباه أحد.. حيث أن هذه الإقالات تمر في حياتنا مرورا عابرا فالوزير او ما هو في منصبه ليس الا اداة تستخدم لتنفيذ توصيات الديكتاتور ويرميه في سلة المهملات متى يشاء . ولكن الإقالات والإستقالات في بلاد الغرب لها مدلول آخر 

فماذا تعني إستقالة أو إقالة وزير دفاع أمريكا مستر هاغل منذ اشهر؟

وماذا تعني إستقالة أو إقالة الجنرال مايكل ناغاتا المسؤول عن تدريب المعارضة السورية في يوم ولادتها والتي تشابه طلاق العريس لعروسته في يوم العرس حيث مازال الطبل والزمر يملأ مكان الاحتفال ضجيجا.؟

بل وماذا يعني إختلاف وجهات نظر قادة البنتاغون عموما مع صاحب البيت الابيض؟

وجهات نظر المحللين مختلفة حول هذا الموضوع الغير مألوف بهذه الدرجة في الأوساط الغربية

فهل يخبئ هذا الرئيس امرا مخجلا في نفسه ولكنه لايريد ان يبوح به صراحة مما حير مستشاريه العسكريين فبدأوا بالتساقط واحدا تلو الآخر

فعندما يستقيل المسؤول العسكري عن تدريب ما سمي ب "المعارضة السورية المعتدلة " وفي اليوم الأول من بدء برنامج التدريب؛ ليعلن ترك منصبه فإن علامات الإستفهام حول مغزى الخطوة وتوقيتها يثير جملة من الإستفسارات.

وحسب المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية "إيمي ديريكفروست" فقد استقال الجنرال "مايكل ناغاتا المسؤول العسكري الأميركي عن تدريب وتجهيز مقاتلي المعارضة منصبه، لكن برنامج التدريب على حد قولها سيبقى قائما تحت إمرة القيادة الأمريكية.

أليس هذا تصريحا مضحكا كسائر تصريحات مسؤولي السياسة الامريكية حول الوضع في سوريا؟ 

عن أي برنامج تدريب تتحدث هذه السيدة .. ؟

عن 500 مقاتل على اكثر تقدير ..!

عن تدريب لنظام منضم والسير بالإستعراضات..؟

عن استخدام بندقية

 M16 ؟

ثم ما وزن هؤلاء ال500 في ثورة تضم تسعين الف مقاتل!

فهذه التصريحات تكشف عن هشاشة برنامج اوباما لتدريب المعارضة والذي لايصب اطلاقا في مصلحة الثورة السورية فهو التفاف صريح من اوباما على كل الحلول الجدية لإسقاط الاسد سواءا كانت عبر إحداث منطقة حظر جوي شمال سوريا أو التفاف على تسليح المعارضة بأسلحة نوعية تصد خطر طيران الأسد وبالتالي تحقيق انتصار حاسم وسريع على نظامه .

فهل الخلاف بين العسكريين أصحاب البنتاغون من جهة وبين صاحب البيت الابيض من جهة اخرى سببه إستخدام الأخير لهم لتنفيذ مشروعه الغامض ، بينما العسكريين المتمرسين بمهنتهم يسعون للقيام بعمل عسكري ناجح يفتخرون به .. ولكنهم مع اوباما شعروا انهم مقيدون برغبة اوباماوية كابحة لطموحاتهم بتحقيق انتصارات سواءا على داعش او الاسد او كليهما ففضلوا الإستقالة على الإهانة العسكرية؟

ربما...

والذي يقودنا الى هذا التحليل هو شعور السوريين بعدم ثقتهم بأوباما ، ولديهم كل الحق بذلك بعد ان خبروا إسلوب هذا الرئيس بإدامة شبح القتل المسلط على رؤوسنا منذ أكثر من أربع أعوام متخذا من كلمة (ارهاب) الدرع الواقي لبرنامجه المشبوه وسندا له بتنفيذ مخطط إنهاك الشعب السوري.

ولكن لماذا يسعى أوباما الى هذا المخطط الجهنمي..؟

فإذا كان دفاعا عن إسرائيل.فإن ادارة سوريا المستقبل سيكون أمامها الف مهمة ومهمة ﻹعادة بناء نفسها من جديد. قبل ان تفكر بإسرائيل!

نعود لبرنامج تدريب المعارضة لنقول:

إن برنامج التدريب صار في خبر كان .. ولكنه أدى مهمته بنظر اوباما إذ أنه شغل حيزا من الزمن لفترة ستة اشهر تقريبا صب في مطمطة الحل في سوريا إسوة بموفدي الجامعة العربية في بداية الثورة الى موفدي الأمم المتحدة والذي كان حضورهم ضروريا لاعطاء مبررات ضخ الاوقات الإضافية لصالح المجرم بشار الاسد عله بمقدوره القضاء على الثورة ، وبالتالي تقوية الحلف الإيراني الذي سيوكل إليه حمل العصا الغليظة نيابة عن أمريكا لتأديب الشعوب العربية عموما. والشعب السوري على وجه الخصوص.

وإعطاء الشيعة دورا اقليميا لقاء مكاسب اقتصادية هائلة.

أعزائي القراء..

هناك من يحسن النية ويقول إن الغاء برنامج التدريب بهذه الطريقة هو تغير في السياسة الأمريكية لصالح المطالب التركية بتنفيذ منطقة حظر جوي..

أقول لهؤلاء..إن من يريد ان يتوافق مع السياسة التركية في سوريا لايفتح في هذا الوقت الحرج موضوع ماسمي باللغات الاجنبية (بمذابح ) الأرمن. !

فبابا الفاتيكان اثار هذا الموضوع بطريقه سياسية كان من المفروض ان ينأى عنه في هذا الوقت المحرج.

والمستشارة الأوروبية عرجت على هذا الموضوع أيضا ورفعت من وتيرة إتهامها لتركيا..

ثم لحق بهم اوباما متهما تركيا بهذه المذابح.

فتحول الموضوع الى سيمفونية مدروسة كل اخذ حصته منها.

كل هذه الإستفزازات إذن لاتصب قطعا في تقارب عسكري أمريكي تركي للقيام بعملية رادعة لإسقاط الاسد .

أعزائي القراء..

أوباما تبنى مشروعا خبيثا تجاه العرب.. وسوريا على رأس هذا المشروع الخبيث.. 

أمامه فرصة ضئيلة للإستمرار في مؤامرته.. وعلى الثوار الوطنيين ولا اقول المعارضة السياسية عليهم الكثير ليقوموا به خلال هذه الفترة القصيرة .فاول مايجب القيام به هو توحيد صفوفهم..والكف عن اصدار البيانات والمهاترات بحق بعضهم

فياأيها الثوار....

أوباما صنع لكم داعش

وسمح لإيران بالتمدد في ارضكم

وتوافق مع الروس في امور عديدة لتنفيذ مصالحهم.

ففي توحدكم القضاء على مخطط اوباما بوتين خامنئي..

فهؤلاء جميعا يعرفون ان انتصار سوريا هو انتصار تاريخي سينعكس على واقع الامة العربية والاسلامية

فهل انتم مدركون؟