الحلمُ الخطيرُ
07آذار2015
محمد الحريري
محمد الحريري
| أخْفَى عن الوطنِ الجريحِ دواءَه للنَّار تُصغِي الفأسُ حين توعَّدَتْ صنم بحجم القهر يطلق ساقه ماذا على النَّعشِ الذي في بطنِه وكلاهما جمرٌ تماهى في يدٍ لا صيفَ عن أعنابِهِ رحلتْ بِهِ ما زالَ ينتظرُ السَّنابلَ حلمُه وله الكواكبُ قدَّمتْ مَا يَنْبَغِي لا ريبَ أنَّ الخِضْرَ لنْ يَرضى لهُ هَدَرتْ دمَّ الأوراقِ كلُّ سفينةٍ حتَّى إذا انسحَبَ الشِّراعُ لكفِّها * * * ماذا يفيدُ الوعيُّ والشَّفَقُ انطوَى لِلأمِّ رائحةُ الشَّهيدِ، وجرحُها فَقَدَتْ خلالَ الارتحالِ ربيعَها * * * وَجدَتْهُ في السَّطرِ الأخيرِ علامةً مفتوحةً عيناهُ يبصرُ نجمةً لمْ تَنْتَبِهْ أنَّ النُّعاسَ يُحيطُهُ لولا الغيومُ لبايعَتْهُ على يدٍ أنساهُ تأمينَ العبورِ لقلبِها * * * سَهْواً عزفتُ الحبَّ، تلكَ أناملِي ما يَنبغِي للشَّامِ تَسترُ قِبلةً وطني بهِ عاثَ الظَّلامُ، ولمْ أجدْ قابيلُ يعلمُ أنَّ يوسفَ لم يزلْ * * * صوتُ الضَّياعِ معَ الرَّحيلِ تَنَازَعَا منْ ذا يُجادلُ أنَّ مَرْيَمَ أحصَنَتْ ورقُ النَّخيلِ، أبِي وأمِّي شاهدُوا أنقى من السُّحبِ الوليدةِ دمعُهُ * * * مأساتُه وطنٌ، كذلك يَنتَهي لا يستحقُ الذِّلَّ شارعُه الَّذي | لا أمَّ تقدرُ أنْ تشخِّصَ داءَهُ غصناً بمِدْفَأةٍ تقيمُ عزاءَه لا صوت يمنعه يدوسُ غباءه أمٌّ تحاولُ أن تَضمَّ بكاءَهُ ؟ قطعتْ عن الشَّجرِ المُسجَى ماءَهُ كَرْمٌ، ولا العنقودُ عقَّ شِتاءَهُ ويداه تَنْسُجُ لليتيمِ رداءَهُ لأبٍ تفقَّدَ بالقميصِ شراءَهْ حوتاً يمدُّ إلى اللصوص إخاءه غاصت بملَّاح أَقَلَّ غِنَاءَهُ نهضَ الرَّصيفُ لكي يَبِيْعَ حُدَاءَهُ * * * فوقَ الجهاتِ على مَدارٍ ساءَهُ ؟ مِزَقٌ تَجرُّ على الطَّريقِ صفاءَهُ والشَّيْبُ جنَّدَ للسدى حنَّاءه * * * لوجودِ جُرْمٍ قَدْ مَحَا أشلاءَهُ خرجتْ مساءً كي تجوبَ سماءَهُ بأناملٍ امرأةٍ تخيطُ لقاءَهُ أنثى تُحصِّنُ بالرّموشِ مساءَهُ صوتٌ يمهِّدُ للصَّلاةِ دعاءَهُ * * * عذراءُ ـ يا امرأةً ـ تفضُّ حياءَهُ والمسجدُ الأمويُّ مدَّ نِدَاءَه شمساً تعيدُ إلى النَّهارِ ضياءَهُ لقميصِه حلمٌ يفكُّ فضاءَهُ * * * وطناً أضافَ إلى الأصيلِ دماءَهُ قلمِي، ولم تُسقطْ يَدٌ عذراءَهُ طفلاً بدفترِهِ يَخطُّ ولاءَهُ عيناه تُوقدُ بالرِّياحِ إباءَهُ * * * قلبُ امرئٍ تَرَكَ الدِّيارَ وراءَهُ ألقى إلى الوجهِ العميلِ حذاءَهُ |
