الشعب الأمريكي والشعوب العربية الإسلامية

د. حسان الصفدي

الحوار الثقافي بين

د. حسان الصفدي

مداخلة الدكتور حسان الصفدي في ندوة الحوار الثقافي

بين  الشعب  الأمريكي  والشعوب  العربية  الإسلامية

السيدات والسادة :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ,

لن أتقدم إليكم بتوصيف شمولي لحال الحوار الثقافي بين الشعب الأمريكي والشعوب العربية والإسلامية , كما لن أتقدم بإستراتيجية حوار بناء وفاعل , ولا حتى بخطة عمل أو برامج بين يدي هذه الإستراتيجية , لأن الوقت لا يسمح بهذا أولاً , ولأن هناك جملة من نقاط تكاد تكون أولية لكنها أساسية لابد من تسليط الضوء عليها كونها تغيب كثيراً عن الذهن , وتغيب غالباً عن السلوك .

إن قضية الوجود الإنساني تتركز في الحوار بين الخالق والمخلوقين , وبين الإنسان وأخيه الإنسان , وبين البشر وكل ما يحيط بهم من مخلوقات .

وبقدر ما يرتقي هذا الحوار ويتحضر بقدر ما ترتقي الحياة وتتقدم , فكل ألوان التواصل الإنساني حوار , بل إن بعض علماء الإجتماع يعرفون الحروب بأنها حوار بقوة السلاح .

فالحوار ضرورة حياتية ومرتكز وجودي .

وتزداد أهمية الحوار بقدر تشابك العلاقة بين المتحاورين , وبقدر أهمية المقام والدور الذي يحتله كل منهما , وتزداد النتائج المرجوة منه كلما عززت نقاط الالتقاء وحجمت نقاط الافتراق.

أما قوته وفاعليته فهي مرهونة بمقدار الوعي بأهميته والإرادة الجادة في ديمومته واستمراره .

وعليه فإن أهمية الحوار بين الثقافة الأمريكية والثقافة العربية الإسلامية هي بقدر ما تحتل أمريكا والعالم العربي والإسلامي من مساحة تأثير على الساحة الإنسانية . فلا يخفى أن أمريكا اليوم – وبغض النظر عن نقاط الاتفاق والاختلاف مع منطلقاتها وسياساتها هي الرائدة على المستويين الآني والمستقبلي , وتمثل الأمة العربية والإسلامية أكثر من ربع عدد سكان العالم , وتمتد أطرافها من بحر الصين إلى المحيط الأطلسي , مع كونها الأمة الأكثر شباباً والأقدر على التجدد والتجديد والانبعاث الحضاري .

فهل نحن أمام حالة حوار موضوعي ومتفهم يليق بموقع الثقافتين ؟

إنه لمن المفيد التركيز على نقاط الالتقاء بين الثقافتين وبناء تفاهم جاد انطلاقا من نقاط الالتقاء هذه , والتي سأسلط إضاءات حول بعضها :

1-   يمثل الدين عاملاً هاماً جداً في التشكيل الثقافي للأمتين . ففي تصنيف أكثر الشعوب تأثراً بالدين يحتل الشعب المصري المرتبة الأولى يليه الشعب الأمريكي .

وهل التدين إلا حوار مع الخالق عرفاناً وشكراً ومع الكون حوار تفهم وإدراك وحسن تعامل , وليس بدعاً أن تكون أول كلمات الوحي القرآني "اقرأ " وأن تكون غاية الوجود الإنساني "التعارف "  ((يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا )), وأن يجعل الإنجيل البداية مع الكلمة (في البدء كانت الكلمة ).

2-   لقد كانت التعددية وقبول الآخر والتعايش معه – لا بل تشارك الجميع في بناء حضاري واحد , قد تجلى بأروع صورة في الحضارة العربية الإسلامية حيث تشاركت كل شعوب الأرض حينها في ذلك البناء , ولذلك نرى المجتمعات العربية الإسلامية لوحةً فسيفسائيةً متعددة الألوان والأعراق والديانات والمذاهب واللغات , مما يشكل عامل ثراءٍ ونهوضٍ في فترات الوعي , وعامل خطورةٍ وتفجرٍ عند غياب الناظم العام المشترك .

كما أن نهضة أمريكا هي ثمرة تلاقح العقول والأفكار التي استطاع النموذج الأمريكي اجتذابها من كافة أنحاء المعمورة لتبني تقدم أمريكا .

3-   تشكل الديمقراطية وحقوق الإنسان العمود الفقري في الثقافة الأمريكية على مستوى الحياة العامة , بل هي الغطاء الأخلاقي الذي يعطي للأمة الأمريكية رسالتها التي تحملها إلى العالم , مما يستدعي تجميل وتبرير التجاوزات التي تتم عنها على مستوى السياسة الخارجية باسم حماية الديمقراطية وحقوق الإنسان .

كما تمثل كرامة الإنسان والشورى مقصدين أساسيين من مقاصد الإسلام , والذي جاء بدعوى تحرر من كل قوى الطغيان والتكبر والإفساد في الأرض , وبنظام حياة يستصحب الشورى في البيت والمدرسة والعمل ونظام الحكم .

أما على مستوى الممارسة الواقعية اليوم فإن الشعوب العربية والإسلامية تتطلع إلى الديمقراطية وحقوق الإنسان كحبل نجاة لا بد منهما للقضاء على المظالم والمفاسد والانتهاكات في واقع حياتها .

ولعل الباحث لن يعدم أن يجد نقاط التقاء كثيرة يمكن البناء عليها وليس هنا مجال حصرها .

كما لن أتحدث عن نقاط الافتراق فمن الطبيعي أن تكون موجودةً وهي كثيرة , ولكن المهم هو البناء على نقاط الالتقاء وتجاوز المعوقات التي تحول دون حوار جاد وموضوعي ألخص بعضاً منها في ما يلي :

معوقات الحوار :

1- نقص أو تشويه المعلومات :

هناك نقص كبير في معلومات كل من الشعبين عن الآخر  يصحبه تشويه متعمد أو غير متعمد تمارسه وسائل الإعلام وبعض الكتابات غير العلمية أو ذات الغرض .

فكثير من الأمريكيين لا يعلمون عن العرب والمسلمين إلا صورةً ضبابيةً وغالبا ما تكون سلبية , فقد نشرت مثلا صحيفة  الواشنطن بوست في عددها بتاريخ 6/3/2006  نتائج إستبيان أجرته بالتعاون مع محطة ABC   ظهر فيه أن 43% من الأمريكيين عندهم فكرةٌ مؤيدة / منشرحة favorable  عن الإسلام , و 46% عندهم فكرة غير مؤيدة , وأن 45% يعتقدون أن الإسلام لا يدعو إلى احترام عقائد الغير , و33% يعتقدون أن الإسلام يشجع العنف , ويرى 58% أن نسبة المتطرفين العنيفين من المسلمين أكثر من نسبتهم لدى أتباع الديانات الأخرى ( كانت النسبة 38% في حزيران عام 2002م ).

وكثيرٌ من العرب لا يعرفون عن الشعب الأمريكي إلا سياسات الحكومات الأمريكية غير العادلة تجاه قضايا الأمة وبعض قضايا الأخلاق التي لا تنسجم مع قيم إسلامية عميقة , فقد أشار استبيان شركة زغبي التي نشر بتاريخ 12/5/2005 م لدى foreign policy & the media  أن 80% من مواقف العرب السلبية  تجاه أمريكا مبنية على أساس السياسات الأمريكية , وأن 11% فقط إنبنت مواقفهم السلبية على رفض القيم الأمريكية .

2- التعميم وعدم الدقة الموضوعية :

تبلغ لدى أفراد الشعبين نظرة التعميم السطحي وغير الدقيق تجاه الشعب الآخر نسبة عالية , فالعرب كلهم أعراب والمسلمون كلهم إرهابيون , وبالمقابل الأمريكيون كلهم لا يحبون الإسلام ومنحازون إلى دولة إسرائيل .

فقد أعلمني صديق طبيب يعمل في أمريكا أنه قد اشترى خلال زيارته الأخيرة إلى الأردن بعض الهدايا إلى زملائه في العمل هناك , وكان منها جملٌ جلديٌ صغير أهداه إلى طبيبة تعمل معه , فسألته كم يعاني عندما يستدعى إلى حالةً طارئة في الأردن , ثم أردفت تقول ألا تحتاج إلى وقت طويل لتصل إلى المستشفى من محل إقامتك على ظهر جمل ...؟!؟

3-عدم وجود تبادل ثقافي حقيقي وغير مسيس :

فنحن لا نرى برامج تعريفية شعبية لكل من الثقافتين , والجاليات في كل من الطرفين لا تقوم بواجبها في تقديم النموذج المقنع , فالعرب والمسلمون في أمريكا لم ينجحوا بنسبة معقولة في التعريف بحقيقة ثقافتهم , ولم يقدموا بأشخاصهم وهيئاتهم النموذج المرضي , بل – وللأسف - نقلوا إلى مجتمعاتهم هناك آفات اجتماعية وسياسية نعاني منها في بلادنا , وكذلك مثلت الجاليات الأمريكية وبنسبة كبيرة حالة من الانكفاء على الذات لم يستطع معها الناس التعرف على ما لدى الثقافة الأمريكية من إيجابيات , وبقيت علاقاتهم على مستوى النخب بل والنخب السياسية والمالية فقط .

4- شيطنة الآخر : هناك إشكالية كبيرة في النظر إلى الآخر بسلبية مطلقة وتعميم هذه النظرة دون الأخذ بعين الاعتبار التفكير بالدوافع والمبررات وكذلك الفوارق بين الناس والجماعات , وهذه إشكالية موجودة بدرجة عالية , مع أن الأصول الثقافية لكلا الثقافتين تحول دون هذا , ففي الإسلام يقول الله تعالى (( لا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى )) , وفي الثقافة الأمريكية تشكل الفردانية أسّاً من أسسها , فكل محاسب على ما يقدم , والمجال مفتوح أمام الفرد – على الأقل مبدئياً – لبلوغ ما يستحق .

5- التركيز على المنافع الاقتصادية أولاً وأخيراً :

6-   وهو ما تعتمده الحكومات لدى الطرفين ,والحقيقة التي لا تنكر أن مصالح الناس الاقتصادية تقود كثيرا من تحركاتهم وردود أفعالهم , لكن الحقيقة الأكبر أن الحصول على هذه المنافع الاقتصادية لا يعني بالضرورة تغيير القناعات الفكرية والثقافية تجاه الآخر, وهي إن غيرت قناعات المنتفعين منها يصبحون أشخاصاً يعيشون غربةً مقلقة داخل مجتمعاتهم .   

7-   الفوقية والاستعلاء : وهي عندما تمارس في أي حوار تفقده موضوعيته وإمكانيات نجاحه ويتحول إلى صراع ديكه ترى فيه نقرا ونتفاً ولا تجد فيه بناء ولا تفهماً .

فالأمريكيون يرون أنهم الأقوى والأكثر ثراءً وتمدناً , ويرى العرب والمسلمون أنفسهم الأكثر عراقة وحضارةً وصواباً .

ولعل القرآن الكريم قد علمنا حقيقة التواضع عندما أرشد المؤمنين ليتهموا أداءهم ولا يكيلوا التهم إلى الآخرين ( قل لا تسألون عما أجرمنا ولا نسأل عما كنتم تعملون ).

8- الجماهيرية والعاطفية :

 يتأثر عموم الناس بعواطفهم الجياشة , ويمضون وراء الزعامات التي تحرك مشاعرهم وأحاسيسهمم , لكني أرى وهذه نقطة أضعها بين أيديكم لدراستها ولتمحيصها , إن هذا الأمر موجود عند الشعب الأمريكي والشعوب العربية والإسلامية بنسبة أعلى من الشعوب الأخرى كالأوروبيين واليابانيين , فالعرب أمة تتنفس عبق التاريخ وتعيش العواطف تحت كل شجرة زيتون ووراء كل حجر , والمتابع لصعود الشخصيات العامة في أمريكا يرى أن الكاريزما الشخصية وخاصة القدرات الخطابية والبلاغية تلعب دوراً أساسياً في الموقع الذي تحتله الشخصية العامة , وهنا ومع البلاغة القوية والخطابة الرنانة والتصفيق الجماهيري – العفوي والمفتعل – تتراجع الثقافة وتنتصر السياسة , وتبرز المنافع وتهزم القيم ويتصدر أصحاب المصالح ويتنحى أصحاب المبادئ .

9- عدم فهم عقلية الآخر والعجز عن امتلاك مفاتيح الإقناع :

في غالب الأحوال ترى كل فريق لا يحاول تفهم عقلية الآخر ومداخل إقناعه , بل يستعمل أدواته هو ومفاهيمه وطريقة تفكيره ووسائله في الإقناع والخطاب .

هنا لا تنفتح الأذهان المغلقة تجاه الخطاب . بل ربما تم استعمال بعض المصطلحات التي تفيد عند الآخر عكس المطلوب تماماً. وأدلل على هذا بأمثلة :

مصطلح الاستيطان : إن هذا المصطلح يرتبط في الثقافة الأمريكية ببناء أمريكا الحديثة حيث أن المستوطنين كانوا هم الرواد والمستوطنات كانت اللبنة الأولى في بناء التمدن الأمريكي . وبالتالي فإن ظلال المصطلح إيجابية تماماً بينما عندما نستعرض نحن قضية العرب والمسلمين المركزية , ونتحدث عن الاستيطان وهو في مفهومنا اعتداء على الحقوق الطبيعية لأصحاب الأرض الحقيقيين وهم أصحاب حضارة وحق . وجذورهم ضاربة في أعماق التاريخ , بل لعل التاريخ قد ولد عندهم , ويستفيد طرف ثالث صاحب مصلحة سوء الفهم هذا وحوار الطرشان .

مصطلح الإرهاب : يطرح مصطلح الإرهاب في أمريكا على أعمال العنف التي تمارسها جهات غير رسمية تجاه المدنيين أو حتى تجاه قوات نظامية تقوم بأعمال حربية , بينما يعكس هذا المصطلح عند العرب والمسلمين معنى قيام جهة كائنة ما تكون صفتها بأعمال عدوانية غير مشروعة تجاه الأبرياء المدنيين , ومعلوم مدى الفارق الكبير عند تنزيل هذين الفهمين المختلفين على الوقائع والأحداث .

في تقييم الانجاز وتفسير الحوادث : يعتمد النموذج الغربي عموماً والأمريكي على وجه التخصيص النموذج المعرفي العقلي المادي البراني , فهو يهتم بالأداء المجرد وحجم الإنجاز   , بينما يغوص النموذج المعرفي العربي الإسلامي فيما ورائيات العمل , ودوافعه ونواياه وخلفياته , ومالاته أيضاً.

وفي حادثة معبرة حصلت لزوج أمريكي كان في رحلة سفاري مع زوجته المصورة الفوتوغرافية في أثيوبيا , وقد فتح باب السيارة وسقط الرجل منها بينما كانت السيارة تمر بالقرب من قطيع من الأسود , وقد حاولت المرأة إنقاذه فأخفقت , وعندما ابتدأت الأسود بالتهامه قفزت إلى وعيها حاسة التصوير الفوتوغرافي والتقطت بحرفية عالية صوراً معبرة عن الحادث .

حصلت هذه الصور على جائزة كبرى في التصوير الفوتوغرافي, حيث أبدى الحكام إعجابهم بالحاسة التصويرية العالية عند المصورة والحدس الفني المرهف.

لست هنا في صدد التعليق على الحادثة , بقدر ما أرجو أن نتفهم كيف كان يمكن أن يكون رد فعل مصورة فوتوغرافية عربية أو مسلمة عند هذا الحدث ..... للتدليل على أننا بحاجة إلى تفهم كيف يفكر الآخر .

وفي حادثة ذات دلالة أيضاً يذكر د.المسيري رحمه الله أنه وأثناء تدريسه لعلوم اللسانيات في جامعة كولومبيا , كان لديه طالبة دراسات عليا متفوقة , ثم ظهر له تراجع في نشاطها , ففاتحها في الموضوع واقترح عليها أن تراجع المتغيرات التي حصلت في حياتها والتي أثرت سلباًُ على أدائها , فنفت أن يكون هناك أي متغيرات سوى أنها تنام منذ فترة على الأريكة في غرفة الجلوس وربما لا يمنحها هذا قسطاً كافيا من الراحة , وعندما سألها لماذا لا تنام في غرفة النوم , أجابت لأن صديقها قد أختار صديقة جديدة وهو يستعمل مع صديقته غرفة النوم .....!! فأشار عليها د.المسيري بشراء أريكة جديدة تكون أكثر فخامة وراحة ...

وفي الخلاصة إنني أدعو إلى عدم النظر إلى الثقافات والظواهر الاجتماعية بنظرة أحادية , وإنما بعمل قراءة متعددة الوجهات فالظواهر الاجتماعية أعقد من أن تفسر دون الأخذ بعين الاعتبار مجمل وجهات النظر والرؤى وزوايا الاعتبار .

وأن الحوار هو تواصل فكري , يجب أن يكون أساسه التعارف والتثاقف , ولا مانع –بل يجب – أن يعرض كل طرف ما لديه من إيجابيات إلى الآخر دون وصاية أو فوقية أو إكراه.

وإلى أبناء أمتي أتوجه قائلا : أن أكبر خطأ يمكن أن نرتكبه هو أن نشيطن قيم المجتمع الأمريكي ونرفضها جملة أو أن نذيب هويتنا ونلهث وراء تبعية عمياء , فالباحث قادر أن يجد في الظاهرة الواحدة في المجتمع الأمريكي ما يعزز صورة أمريكا أو ما يكفي لإعتباره مرضاً وعلة حضارية .

* فأمريكا التي تعلم الأطفال ألا يلجأوا إلى الضرب عند حل المشاكل don’t use your hand هي التي تمرنهم على العنف في الرياضات الشرسة .

*وأمريكا بلد التخصص الدقيق في كل المجالات , هي التي يتميز العامة فيها بثقافة عامة متدنية .

* والمجتمع الأمريكي الذي يكثر من استعمال عبارة "لا أكترث"  I don’t care   هو أكثر البلدان الصناعية تبرعاً بالوقت للمشاريع الخيرية واللاربحية volunteerism

* والبلد الذي من أمثاله العامة " ليس هناك وجبة مجانية " there is no free lunch   هو البلد الذي فيه meals on wheels  البرنامج الخيري الأهلي الذي توزع فيه شاحنات الوجبات على المسنين المحتاجين .

وبلد حرية الكلام , هي التي لا يجرؤ أحد فيها أي يعلن وصفه للوطيين بالشذوذ .

وأمريكا بلد الحرية السياسية هي أمريكا بلد الحزبين الذين أصبحا متشابهين والذي لا يرجى لحزب ثالث فيه أن تقوم له قائمة .

فهل نستمع إلى مقولة هنا تسطح المسائل لتجعل العالم قد انقسم إلى معسكري خير وشر , ومقولة مشابهة هناك ترى أن من ليس معنا فهو ضدنا والغريب أن أول من أعلن هذه المقولة كان لينين في المعسكر الماركسي المتطرف وأعادها جورج بوش الابن من معسكر المحافظين اليمينين ولكن يبدو أن ملة التطرف واحدة .

وإلى حتميات صموئيل ها نتنجتون حول صدام الحضارات, ونهاية التاريخ عند فوكو ياما  أن التجربة الغربية هي نهاية المطاف .

أم إلى أصوات عاقلة هنا وهناك فبرجنسكي يرى أن الاختيار لأمريكا هو في أن تقود العالم وليس أن تسيطر عليه في كتابه

The choice Global domination on Global leadership

وسيوم براون يرى أن التحكم وهم في كتابه

The illusion of control  وهم التحكم.

وعلماء الشريعة الإسلامية عبر العالم يدعون بدعوة القرآن الكريم إلى كلمة سواء بين الناس.

وهل هناك من خيار آخر غير الحوار والتعارف والتثاقف؟….

 نعم هناك خيار آخر لكنه سوف يكون آخر الخيارات , فقد سئل آينشتاين عن السلاح الذي سيستخدم في الحرب العالمية الثالثة فأجاب أنه لا يدري , ولكن ما يعلمه على وجه التأكيد أن السلاح الذي سيستخدم في الحرب العالمية الرابعة سيكون العصي والحجارة .

إن إلهنا جميعاً هو الرب الواحد الأحد , قد جعل في تنوع كل ما سواه وكل من سواه دليلاً على وحدانيته وحده . وإن التعدد هو سمة المخلوقات جميعاً وقد جعل لنا في هذه الحياة نوراً نستضيء به يغمر حياتنا بالضياء لكنه وهو يفتح أعيننا على الجمال من حولنا يعلمنا أن اندماج ألوان الطيف جميعاً في أنشودة انسجام وسيمفونية وئام هي التي بل هي وحدها التي يتولد منها الضياء .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.