حتى يعلم الناس... ضد الطائفية، وضد حمية الجاهلية

زهير سالم*

في الفضاء منبر طائفي، يتحدث باسم سورية، ويكتبها بالألف، ويستضيف ثلة أو شلة من الطائفيين، المكظوظين حقدا وغيظا، وهم بلا شك من الفريق الذي هندس فيديو الفتنة، ورعاه، ثم تعهد بالدفاع عنه، وعمن زعموا أنه فبركه!!

وتعطيهم المذيعة الطائفية أيضا بخلفيتها الفرصة، لكي يئزوا في نار الفتنة، ويشفو غليلهم وغليلها الطائفيين..

استمعت إلى البرنامج، وأنا رجل في الثمانين، فامتلأ قلبي حمية ضد هذا الخطاب المستعلي المستفز والمنحط والجاهلي …

لا تسلني من هم فإذا كنت لم تعرف من هم فأرجوك أن لا تكمل قراءة مقالي. فأنا أنذر نذارة، ولا أريد أن أشعلها نارا. وأصبحنا والطائفيون من بين أيدينا ومن خلفنا وعن أيماننا وعن شمائلنا.. ونستعيذ بالله أن نغتال من تحتنا..

وإذا كانت إدارة هذه القناة، تمتلك أجندة خفية، لتأجيج الفتنة، في سورية، فإنني أدعو السيدَ الذي ظن أن تحمل مسؤولية وزارة الإعلام، في الجمهورية الوليدة، يعني الاتكاء على الأريكة، ووضع النيشان على الصدر، إلى تحمل مسؤوليته، أو أن يرينا عرض أكتافه..عاجلا غير آجلا. وإن قلتم ثلاثة أيام فسأقول وقت طويل. وفي رقبته يقع إثم كل تأجيج، تبثه قنوات الحقد في قلوب وعقول السوريين. ولكي لا يظن المقصود أن استهدفه على خلفية، فإنني أؤكد له أنني لا أعرف اسمه، ولا يهمني من يكون..

ثم..

رسالتي إلى السيد رئيس الجمهورية الموقر أحمد الشرع..

 

وبايعناك بكل الرضا والحب والود.. ولكننا لم نبايع "أمين الحافظ في صورة شخص جديد"

وكنا في حلب، ونحن أبناء مدينته، ما ذكرناه إلا ووصفناه… بما يعلم كل أبناء الجيل.. لم نبايعه، ولا نبايع مثله أبدا..

ونحن بكل تأكيد مع حصر السلاح بيد الدولة، أو الحكومة أو بوصف أدق مع الإدارة القائمة، ولكن الذي يجب أن نؤكد عليه، أن آخر بندقية نقبل أن تنزع هي بندقية وطنية يحملها مواطن مسلم عربي، يدافع بها عن دين وعن دم وعن عرض. والمقصود واضح جلي مفهوم. لن نعيش تحت رحمة أي فصيل مسلح طائفي، أو ذي خلفية طائفية، أو يمكن أن يتطيف في أي لحظة، ونحن عزل. أعيدوا السلاح لكل فصائلنا..على خلفياتهم، ثم اقضوا لباناتكم، ونحن أطوع إليكم من يمين.

قال فضيلة مفتينا بالأمس: كل الدم السوري على السوري حرام، وبقوله نقول.

ونضيف وعلى من بات في أرض تكثر عقاربها أن لا يبعد عن يده النعل.

ففي سورية الكتلة الوطنية العجفاء، وفي سورية البعثية واللجنة العسكرية، الخرقاء، لم تسفك غير دمائنا ولم تنتهك غير أعراضنا..وفيهما طمع فينا، واعتدى علينا من لا يدفع عن نفسه. وما أوصلنا إلى هذا غير فكر أعوج غير مستقيم..

مَن مِن هذه الرخويات اللزجة، عاش معنا اللحظات التي عشناها وسليم حاطوم يقتحم المسجد الأموي بدبابته، أو عصام زهر الدين يمسح يده بلحية دنسة: ويقول أنصحكم أن لا تفكروا بالعودة إلى وطنكم.. هل سمعتموه، هل سمعتموه كما سمعناه!!

نعم يا سيادة الرئيس- والخطاب لسيادة الرئيس أحمد الشرع-

 نحن ضد كل بندقية أو مسدس أو سكين، تحمل خارج نطاق الدولة، ولكن على أن لا يظن ظان أننا الحلقة الأضعف في المعادلة الوطنية أو في المعادلة الفكرية أو في المعادلة الميدانية..ولا يحل لمسلم سوري إن. يتخلى عن سلاحه، في هذه الظلمة المسبطرة- اسبطر الظلام امتد وتطاول- حتى يشرق الفجر، وترتفع شمس الضحا. قدر رمحين، فنصلي العيد، ونتبعه بصلاة الضحا ثمانيا..

ثم وهؤلاء شبابنا الذي يقتلون، بالأيدي الطائفية الهمجية، هم أبناؤنا وأحفادنا، ولا نقبل أن يكونوا هدفا لأسلحة أعدائنا بأي طريقة. ولا بد من سن قوانين رادعة تحسم الجرم والجريمة والمجرمين.

ورسالتي إلى النخب النَّخِبَة - النَّخبة تعني الجوفاء الفارغة. قال حسان في هجاء أبي سفيان وهو على شركه:

ألا أبلغ أبا سفيان عني

فأنت مجوف نخب هواء

لقد قطع الجريضُ عليكم هذرَ القريض. - راجع قول العربي حال الجريض دون القريض-

فقولوا سدادا تحمدوا. أو لوذوا بصمت تستروا..

وأخيرا رسالتي إلى فرقة -حسب الله- أو -جوقة فاز من صلى- من متسولي التروبادور- فرقة من المتسولين نشأت في الأندلس في آخر عهدها، وتتكاثر اليوم فيما بيننا..

بيت من الشعر قاله جرير التميمي في هجاء الأخطل التغلبي، وأنا ليس لي إلى هجاء تغلب حاجة، ولكنني يؤذيني مشهد مثقفي على الدقة ونصف، والبلد يضيع وهم يتبادحون بالكلمات المعسولة، في الحديث كان الصحابة يتبادحون بالبطيخ بحضرة الرسول- ارجع إليه لأن شرحها معي يطول…

يقول جرير:

والتغليي إذا تمثل للقرى

حك استه وتمثل الأمثالا

والاست كلمة معروفة وهمزته همزة وصل.

وأقول لهذا الفريق يكفيكم حك ومك، المك بعد الحك إتباع. والله إني أخاف على مشروع حَفِي جيلان من السوريين عليه، على مدى ثمانية عقود، أن يضيع على أيديكم أو يباع…

أعيدوا البنادق إلى الأيدي التي تشرفت بحملها بضعة عشر عاما، ثم فاوضوا حتى إذا نزعوا نزعتم أو اعتمدتم.

ودم كل السوري على السوري حرام. وأولى بالحرمة دم ما زال ينزف منذ ستين عاما…

نأبى الفتنة، ونلعن مثيريها، والمحرضين عليها، ونأبى أن نكون في كل جولة من حطامها..

نقول للمراهنين على من وراء الحدود نقسم لكم بالله أننا الأبقى والأوفى لكم، فإن أبيتم فإن محطة الصيرورة لن تكون إلا لحملة لواء البر والقسط..

وسمعتهم كلهم يحتمون: بعبارة "الفيدو مفبرك" سلموا لنا من فبركه ثم بجل..

أتانا شفيق حاملا رمحــــــــــه

إن بني عمك فيهم رماح

ثم لنا "السيف المسلول على شاتم الرسول" للإمام السبكي وليس لابن تيمية الذي وضع في قلوب الأعداء جمرة لا تنطفئ إلى يوم القيامة.

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية