كلمات في رثاء العلَّامة المُفكِّر الدكتور إدريس الكَّتاني رحمه الله تعالى

clip_image002_5d046.jpg

العالِمُ للأمَّة بدرُها السَّاري، وسلسالها الجاري، سيَّما أئمَّة الدِّين وعلماء الشَّريعة، وأنَّى للمُدلجين في دياجير الظُّلمات أن يهتدوا إذا انطمست النُّجوم المُضيئة،ولذلك كان فقدُهم مِن عظيم الرَّزايا، والبليَّةُ بموتهم من جسيم البلايا..

تغمَّد الله أستاذنا ومُجيزنا العلَّامة الأستاذ الدكتور إدريس بن الإمام محمَّد بن جعفر الكتَّاني بالمغفرة والرِّضوان، وأسكنه فسيح الجنان، فللَّهِ ما أخذ، وله ما أعطى، وكلُّ شيء عنده بأجل مسمَّى!

وهو أحد العلماء الأفاضل، والنُّبلاء ذوي الفواضل، الَّذي جاب في العلوم كلَّ فَج، وخاض في الفنون كلَّ لج، وكان عالمًا ديِّنًا، فاضلًا صيّنًا، ذا غيرة صادقة على الإسلام وقضاياه، منافحًا عن تشريعه ونظامه وأحكامه، مُبدِّدًا ضلال الطَّاعنين من أعداء الإسلام، جبلًا في علمه، وشُعلةً في فهمه، مُحبًا للرِّواية، مُعتنًا بها أتمَّ عناية، مُحبًّا للحديث وأهله، متواضعًا ليّنَ الجانب، وقورًا حسنَ المناقب، مع فصاحة لسان، وقوة جأش وجنان، وذهنٍ سيَّال، وفكرٍ إلى حلِّ الغوامض ميَّال، وله عدَّة تآليف بديعة، وجملة تقييدات رفيعة، وأسانيد عالية، ومشايخ ذوو رُتبٍ سامية، وجهود مأثورة في ميدان الدَّعوة والفكر تدلُّ على سموِّ معارفه، وعلوِّ عوارفه، وقد أخذ عنه الكثير خلال عمره المديد، وألحقَ الأحفاد بالأجداد، فانتفع النَّاس بعلومه المُتقنة، وفوائده المُتفنِّنة..  

ولم يزل على حاله من الإفادة والاستفادة إلى أن أذوى الموت زهرته الغضَّة، وجعل من الحزن عليه مرفضَّة، تغمَّده الله برضوانه، وبوَّأه فسيح جنانه.. 

فأحسِن ربُّ النَّاسِ فيه عزاءه...وَأجُره فالأجرُ أفضلُ موجودِ

وكتب: عمير الجنباز

clip_image004_31031.jpg

clip_image006_56e21.jpg

وسوم: العدد 775