الشهيد العالم الداعية د. عصام الراوي

( 1949- 2006م)

مقدمة:

clip_image001_cfac6.jpg

تقاطرت قوافل الشهداء في عراقنا الحبيب سواء قبل الاحتلال أم بعده، وقدمت الدعوة الراشدة خيرة أبنائها قرابين على مذابح الحرية، ومن منا ينسى الشهيد عبد العزيز البدري، والشهيد عبد الغني شندالة وبقية الشهداء في العهد الغابر، بل من ينسى الشهيد إياد العزي، وأسرة طارق الهاشمي، مروراً بالشهيد د. عصام الراوي، ..وغيرهم كثير، وما زال شلال الدماء يتدفق من شعبنا الجريح هناك على أيدي المحتلين من الفرس، والأمريكان، وتجار الحروب، والفصائل الإرهابية، وميليشيا الحشد الشيعي ..

وسوف نقفُ في هذه الصفحات مع سيرة عالم شهيد، وباحث عبقري من أعلام هذه الأمة..... إنه عصام كاظم الراوي سليل العلماء الذي ينتسب إلى الدوحة المحمدية، فمن هو ؟ وما هي دراسته ومراحل تعليمه؟، وما هي جهوده العلمية والدعوية؟، وكيف لقي الله شهيداً ؟!!، ونصوّر أصداء تلك الشهادة، فكلمات العالم تبقى عرائس من الشموع، فإذا استشهد من أجلها بعثت فيها الحياة، ودبت فيها الحركة ...

مولده، ونشأته: 

ولد الدكتور عصام كاظم فتحي سليمان الراوي في 22 / 7 / عام 1949 في مدينة راوة بمحافظة الأنبار في العراق.

ونشأ الشهيد في بيئة ملتزمة، وفي عائلة متدينة وصاحبة دعوة؛ من بيت عسكر التي تسكن في راوى، وتتشرف بنسبها إلى آل بيت النبوة، فوالده هو الأستاذ الدكتور كاظم فتحي الراوي؛ العالم المعروف، والأستاذ في الجامعة المستنصرية، توفي عام 2010م ونعته هيئة العلماء في العراق ، وهو صاحب المؤلفات العلمية الشاهدة بفضله وعلمه، ومن كتبه:

1-             علوم الحديث ونصوص من الأثر – بالاشتراك مع د. قحطان الدوري، ود. رشدي عليان.

2-             علوم القرآن – بالاشتراك.

وشقيقه الدكتور أحمد الراوي الرئيس السابق لاتحاد المنظمات الإسلامية في أوربا، ويعمل حالياً مديراً للوقف الإسلامي الأوربي.

وشقيقه الآخر الدكتور كاظم الراوي عميد الكلية الإسلامية في فرنسا سابقاً، توفي عام 2011م.

وفضيلة العالم الداعية د. عصام الراوي متزوج، وله 7 أولاد، 3 ذكور، و4 بنات، وأولاده هم: المهندس عمار الراوي، والدكتور عبد الرحمن الراوي، والمهندس أحمد الراوي.. وقد غرس الشهيد في أولاده الإخلاص واتقان العمل، وحب العلم واحترام العلماء، وكيف لا وهو عضو مجلس الشورى في هيئة علماء العراق.

وصهره هو الأستاذ خلدون الموصلي العالم المعروف .

دراسته، ومراحل تعليمه:

أنهى عصام الراوي دراسته الابتدائية في مدارس مدينة راوى، وكان متفوقاً ومتميزاً بين أقرانه.

ثم أنهى المرحلة الإعدادية في بلدته عام 1969م.

وبعد حصوله على الثانوية بتفوق ملحوظ أكمل دراسة البكالوريوس في علوم الأرض في كلية العلوم في جامعة بغداد عام 1974م.

وبعدها تابع دراساته العليا، فحصل على الماجستير في  كلية العلوم بجامعة بغداد عام 1975 تخصص علوم الأرض (جيولوجيا).

ثم بدأ دراسة الدكتوراه، وكان أول طالب يمنح شهادة الدكتوراه في علم الصخور الرسوبية من جامعة بغداد في هذا الاختصاص عام 1981م.

أعماله، والوظائف التي تقلدها:

عمل الدكتور عصام الراوي أستاذاً لمادة العلوم والصخور الرسوبية وبصرية المعادن في جامعة بغداد، والجامعة المستنصرية، وجامعة صلاح الدين في أربيل التي بقي فيها مدة أربع سنوات وبنى علاقات طيبة مع القوى الفاعلة في شمال العراق من كرد ولاسيما أبناء الحركة الإسلامية هناك.

اعتقل أثناء عمله في التدريس بتهمة المشاركة في تنظيم سري عام 1986م، وحكم عليه بالإعدام، ثم خفف الحكم إلى السجن المؤبد عام 1987م، ومن ثم صدر عنه عفو خاص، وعاد إلى عمله في جامعة بغداد .

غادر العراق إلى اليمن عام 1995م، فأصبح نائب رئيس جامعة تعز الوطنية لمدة سنة واحدة.

ثم ذهب إلى تركيا؛ ليعمل  مشرفاً ثقافياً وتربوياً لمؤسسة دار السلام في إستانبول بتركيا، وذلك لمدة أربع سنوات، أثناء هجرته خارج العراق مضطراً .

ثم عمل في جامعة سبها بليبيا.

ثم عاد إلى العراق عام 1999م لعدة أشهر، ثم غادر العراق إلى تركيا مرة أخرى، وبقي فيها حتى عام 2001م.

عاد إلى عمله الأكاديمي ونشاطه الدعوي حيث بقي في جامعة بغداد من تاريخ 2001م حتى تاريخ اغتياله .

وفضلاً عن عمله في التدريس الجامعي فقد نشط الشهيد عصام الراوي في مجال الدعوة في أوساط طلاب الجامعة، على الرغم من الظرف الصعب الذي كان يحوط بالحركة الإسلامية في حينها والصعوبات التي تقف أمامها وأعين الرقباء التي تتابع كل داع للخير وساع للعمل الإسلامي.

اعتقل الشهيد عام 1985 مع عدد من زملائه بتهمة المشاركة في تنظيم سري، وحكم عليه بالإعدام ثم خفف الحكم إلى السجن المؤبد عام 1987، ثم أفرج عنه ومن معه بعد ذلك في عفو عام بعد تدخل شخصيات إسلامية معروفة من خارج العراق.

انتقل الشهيد بعد الإفراج عنه للتدريس في جامعة صلاح الدين في أربيل وأمضى فيها عدة سنوات، بنى فيها علاقات وثيقة مع أهلها بشكل عام ومع الحركة الإسلامية بكل اتجاهاتها بشكل خاص، كان لها صداها الطيب وذكرياتها المفيدة في تمتين الأواصر العربية الكردية .

هيئة العلماء المسلمين في العراق:

clip_image003_f54cf.jpg

بعد احتلال العراق انضم الشهيد إلى هيئة علماء المسلمين في العراق، التي أسسها وترأسها الشيخ العلامة حارث الضاري، والتي رأى فيها الشهيد المعين المناسب له للعمل الإسلامي والوطني في ظل الاحتلال، وشارك في كل المناشط السياسية وغير السياسية التي شاركت فيها الهيئة.

رابطة المدرسين الجامعيين في العراق :

أسس الدكتور عصام الراوي مع عدد من زملائه وطلابه رابطة التدريسيين الجامعيين في 2003/19/6؛ لتكون أداة للدفاع عن هذه الشريحة المهمة في المجتمع ووسيلة للتعريف بهمومها ومشاكلها، وقد حققت هذه الرابطة نجاحات كبيرة في هذا المجال.

وأضحت مؤسسة ثقافية ذات مركز مرموق داخل العراق وخارجه، حتى أصبحت بياناتها وتقاريرها تحظى باهتمام بالغ، ويعتمد عليها في قرأه الواقع العلمي في العراق والصعوبات التي تكتنفه. وتضم الرابطة الآن 1400 أستاذاً جامعياً، منهم 225 أستاذة جامعية.

قام الشهيد في إطار عمله في الرابطة بتوثيق جرائم الاحتلال ضد هذه الشريحة المهمة من شرائح المجتمع، وأضحت قائمة الرابطة حول الأساتذة الجامعيين المعتقلين والمغتالين أهم الوثائق في هذا المجال ومصدراً لكثير من الجهات الرسمية وغير الرسمية.

نظم الشهيد كثيراً من الندوات في داخل العراق وخارجه، وشارك في الكثير من المؤتمرات العلمية والدعوية والسياسية، وكان حلقة وصل مع العديد من الجهات العلمية والثقافية والدعوية والدينية خارج العراق، ومن أبرزها: الحركة الإسلامية في تركيا، والجالية المسلمة ومؤسساتها في تركيا، ومجلس الحوار بين الأديان، والجالية المسلمة في بريطانيا، وعدد من المؤسسات العلمية والأكاديمية.

مثّل الشهيد هيئة علماء المسلمين في عدد من المنتديات والمؤتمرات، وشارك في عدد من وفود الهيئة الرسمية إلى تركيا ولبنان وروسيا وليبيا وغيرها.

مثّل هيئة علماء المسلمين في اللقاءات مع التيار الصدري التي تبعت أحداث سامراء المؤسفة، ومثلها كذلك في جهود العمل المشترك مع المدرسة الخالصية في حل بعض المشاكل والأزمات.

وكان – رحمه الله – شعلة لا تنطفئ من الحماس والحيوية والأمل والتفاؤل .

وانطفأ المصباح:

اغتيل الدكتور عصام الراوي، عضو هيئة علماء المسلمين، ورئيس رابطة التدريسيين العراقيين، صباح الاثنين 30 أكتوبر 2006 م، ويعتبر من إحدى الشخصيات العراقية البارزة التي وقفت صامدة بوجه ممارسات النظام السابق، ووقفت بشدة بوجه الاحتلال، كان صوتاً بارزاً في الأوساط العراقية والمحافل الدولية حيثُ عرف بمبدئه وثباته وسعيه اليومي الدؤوب خدمة لأبناء شعبه.

وقد وقع الاغتيال قريباً من سكنه في منطقة الداوودي بينما كان الشهيد في طريقه إلى عمله مع زميلين له واللذين أصيبا بجروح ( مدحت عليوي، والجنابي )، وبمقتل الدكتور الراوي يرتفع عدد شهداء هيئة علماء المسلمين إلى ما يزيد 180 شهيداً.

وقد خلدت جامعة بغداد ذكراه، فأطلقت اسمه على (قاعة عصام الراوي) في الجامعة.

الدكتور عصام الراوي .. شهيد الكلمة المجاهدة:

هكذا هو حال المسلم الداعية العالم العامل، مشروع شهادة وتضحية وبذل في سبيل الله، لا يكل ولا يمل، لا توقفه العوائق او العقبات، يخرج من محنة ليواصل الدرب ويستأنفه من جديد، لا يعرف قاموسه كلمات التراجع والهرب والنكوص

حتى لو كان الثمن حياته التي وضعها كلها مع ما يملك من أجل الدعوة التي انتمى إليها وتشرف بالانتساب لها.

وهكذا كان شهيدنا الأخ الغالي د. عصام الراوي، رحمه الله، والذي ارتقت روحه الطاهرة بعدما بذل كل ما يملك خدمة لدينه ووطنه وأبناء شعبه، فالذي يعرف الشهيد عن كثب يدرك إنه كان مثالاً حياً للالتزام الصادق بتعاليم هذا الدين الذي آمن به وفهمه من خلال المنهج الوسطي المتوازن الذي لا يعرف التطرف ولا الغلو مطلقاً ه، فعكس بذلك الصورة المشرقة للإسلام في مختلف المحافل العربية والعالمية وكان خير سفير للدعوة المباركة في شتى الأصقاع والأنحاء.

يحار المرء وهو يكتب عن رجل صدق العهد مع الله، من أين يبتدئ وعن أي مرحلة يركز وعند أي محطة من محطات حياته الكثيرة الحافلة يقف؟!!

فالرجل الذي التزم طريق الدعوة منذ نعومة أظفاره كان معروفاً عنه همته العالية ونشاطه الواسع الذي لم يتوقف أبداً حتى حان موعد نيله شرف الشهادة في سبيل الله.

وكانت هذه الهمة العالية هي الدافع لكي يواصل الشهيد عصام الراوي طريق العلم حتى نال الدكتوراه في علوم الجيولوجيا وبتفوق ومن ثم عرفته الجامعات العراقية والعربية بعد ذلك أستاذاً يمتاز باتساع المعرفة والقدرة الفائقة على إيصال المعلومات الثرة الغنية إلى المتلقين بمختلف أعمارهم بسهولة ويسر.

وضم الشهيد الراوي إلى جانب معرفته العلمية الواسعة تلك خُلقاً إسلامياً رفيعاً وعالياً فالرجل يهزك تواضعه ويؤثر فيك شخصه الذي لم يعرف التكبر او الكره أو البغضاء يوماً، أبداً بل على العكس إنك لا تستطيع إلا أن تكبر فيه هذه الصفات الحميدة حتى وإن اختلفت معه في الأفكار والمواقف.

وعرفت الساحة الدعوية ومنذ ستينات القرن الماضي الراوي داعية هماماً وفارساً من فرسان الدعوة حتى كاد يفقد حياته بسببها وبسبب مواقفه المبدئية المعارضة للنظام السابق في عام 1987، فكان أن مد الله في عمره ليواصل البذل ولينال الشهادة بعد 19 عاماً على يد من لم يراعوا حرمة الدم المسلم وهي عند الله عظيمة.

ومن طبيعة المسلم الصادق المخلص أن يكون رجل الميدان في أوقات المحن والتحديات، وهكذا كان شهيدنا الحبيب عند وقوع العراق تحت الاحتلال البغيض، فمنذ اليوم الأول لم يقف مكتوف الأيدي او ظل حبيس داره او فعل مثل الكثيرين ممن آثروا الهروب إلى الملاذات الآمنة، أبداً فقد كان السباق إلى الإسهام بكل الأعمال التي رأى فيها مصلحة البلد وأهله فكان عضواً مهماً في هيئة علماء المسلمين؛ وأسس رابطة التدريسيين الجامعيين في العراق، وأصبح المدافع الأول عن حقوق أساتذة الجامعات والكفاءات العراقية ولطالما عرفته المنابر والمحافل بصوته الصادح بالحق بوجه من أصبح اداة بيد الأجنبي ليفرغ العراق من كل الكفاءات العلمية من أجل إرضاء الأعداء الماكرين القابعين خلف الحدود.

وحين بدأت بوادر الفتنة تلوح بالأفق من خلال المخططات الخبيثة التي تروم إيقاد نار الحرب الأهلية كان صوت الأستاذ الراوي، رحمه الله، حاضراً كذلك فهو من أبرز الشخصيات الداعية للوحدة وظل حتى استشهاده يرفع لواء الدعوة إلى التكاتف والتآزر وإبطال مخططات الأعداء والخصوم والكل يعلم موقفه المشرف عقب أحداث تفجيرات سامراء التي كانت نقطة البدء لمسلسل القتل والاغتيال الذي تقوم به الميليشيات الطائفية، ولا تزال بحق أهل العراق الأصلاء فقد وقف بصلابة مع إخوة له يدافع عن وحدة البلد وبقي المنادي بشعار العراق الموحد القوي وظل المؤكِد على اليد الأجنبية التي تعيث بالعراق اليوم فساداً.

هذا هو الدكتور الشهيد عصام الراوي، رحمه الله، سجل حافل بالعمل والعطاء ومجاهدة بالكلمة الصادقة ومرابطة على أرض العراق حتى نيل الشهادة، فرحمك الله يا أستاذنا وتقبلك شهيداً وحشرك مع النبيين والصديقين والشهداء وحفظ الله العراق وأهله وحسبنا الله ونعم الوكيل.

إنا لله وإنا إليه راجعون.

كتاباته:

لقد كتب الدكتور عصام الراوي العديد من الكتب وغيرها من المقالات، ومنها:

-نوازع القومية، وأسس العقيدة.

من المعروف تأريخياً أن الحركة الشعوبية ظهرت أواخر العهد الأموي واتسع نطاقها في العهد العباسي وانها نشأت بين الفرس ومنهم الأدباء والولاة وقادة الجيش والعوائل المرموقة التي عاشت تحت ظل الدولة المسلمة وتبوأت فيها تلك المكانة المرموقة وتمتعت بكل تلك الحقوق والامتيازات التي تمتع بها إخوانهم العرب إلا ميزة واحدة، وهي الخلافة والتي انحصرت آنذاك في البيت القرشي.

لقد قام الفكر الشعوبي على احتقار العرب والانتقاص منهم مستغلين بعض القيم الجاهلية التي كانت سائدة فيهم قبل الاسلام، وبالرغم من أن العرب أصبحوا ركن الحضارة الإسلامية الزاهرة وعمادها.

ولقد أنقسم الفرس إلى مجموعتين وذلك بعد زوال الإمبراطورية الفارسية وإنهاء حكم الأكاسرة بملحمة فتح الفتوح بنهاوند.

المجموعة الأولى اعتنقت الإسلام بصدق بعد أن عرفت مبادئه السامية وبعد أن رأت عدل المسلمين وإنصافهم ولم تنظر إلى جنس أولئك الفاتحين وكانوا في غالبيتهم العظمى من العرب بل نظرت إلى أخلاقهم ومبادئهم ولقد كان من تلك المجموعة أولئك العلماء والفقهاء والعظماء الذين لا يحصيهم كتاب وبدءاً بسيدنا سلمان الفارسي ومروراً بالحسن البصري وابو حنيفة.

أما المجموعة الثانية فقد عزَّ عليهم أن يزول ملك فارس وأن تدول دولتهم ويذهب سلطانهم وأن يحكمهم العرب، وكانوا اولئك من بقايا البيوتات الفارسية المتعالية والتي تنظر إلى الناس نظرة سادة وعبيد فعزَّ عليهم أن يسود العبيد ومنهم العرب بزعمهم وبطبيعة الحال

فقد كان اعتقادهم ذلك نقصاً لأصول الدين الإسلامي التي تقرر أن الإسلام أخرج الناس وأولهم العرب من الظلمات إلى النور ومن الجاهلية إلى الإسلام ومن العبودية إلى الحرية فلم يعد الجاهل جاهلاً ولا العبد عبداً بل انتقلوا تلك النقلة العظيمة من كل صفات الشر إلى كل صفات الخير وكما عبرت عن ذلك بوضوح خطبة جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه و أرضاه أمام النجاشي وكما قرر القرآن الكريم (هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة) (الجمعة:2). ومن هذا نستدل إن الشعوبية كفكر وسلوك واستناداً إلى تلك المعطيات التاريخية تعرف بثلاث صفات:

رفض المسلم أن يكون أخاه المسلم حاكماً عليه أو أميراً إذا كان من غير جنسه وهذا يعني اعتماد صفة القومية كأساس من أسس اختيار الحاكم أو الأمير.

الانتقاص من المسلم وإظهار عيوبه ومثالبه بهدف إسقاط أهليته للحكم.

الشعور بالاستعلاء والتميز عن الآخرين بسبب الجنس أو الانتماء القومي.

فقد أنكر الفرس ان يكون أخوانهم العرب حكّاماً عليهم لمجرد أنهم عرب واستعلوا عليهم بجنسهم وحضارتهم وسعوا بكل وسيلة إلى اظهار مثالب العرب والانتقاص منهم وهم بهذا قد خالفوا أسس الإسلام ومبادئه رغم أدعائهم بأنهم مسلمون، فالعقيدة الإسلامية وشريعتها قد جعلت من الناس كل الناس أخواناً متساوين في جميع الحقوق والواجبات كان يحق للمسلم أن يصل باستحقاقه وكفاءته أعلى مناصب القيادة فأصبح سلمان سيداً والحسن البصري سيداً وكان طارق بن زياد البربري قائداً لجيش معظمه من العرب وحكم صلاح الدين الأيوبي الكردي الشام ومصر واليمن وأجزء من العراق وتركيا وغالبية أهلها من العرب .

وحكم عمر بن عبد العزيز بلاد فارس وبلاد الترك والبربر والسودان وهو العربي فلم يستنطف أي مسلم من أن يحكمه أي مسلم توافرت فيه شروط الأهلية واستناداً إلى قواعد الإسلام حتى أصبح قطز الأفغاني ومحمد الفاتح التركي قادة وملوكاً يفتخر بهم الجميع كما يفتخرون بالمأمون والمعتصم وغيرهم من ملوك الإسلام وعظمائه.

غير أن وصم الفرس وحدهم الشعوبية فهم خاطئ ينبغي تصحيحه؛ فالفرس ليسوا كلهم شعوبيين كما سعى دعاة الفكر القومي العربي أن يثبتوه.

إن الشعوبي الذي يجب أن نتصدى له بأعتباره عاملاً من عوامل الهدم في كيان الأمة المسملة هو كل من أتصف بتلك الصفات وسعى إلى تحقيقها.

وهذا السلوك الشعوبي متحقق الآن عند العرب وعند كرد وعند أتراك وعلى مستوى الأفراد والأحزاب والجماعات كما تحقق في الماضي عند الفرس، وكما أنكرنا الشعوبية الفارسية يتوجب إنكار الشعوبية الكردية والتركية وحتى العربية وحتى لاتستدرجنا نوازع القومية وموازنات السياسة إلى نقص أسس عقيدتنا وديننا، ومنها أخوة المسلمين وتكافئهم في الحقوق كما في الواجبات وأنهم أمة دون الناس تتكافؤ دمائهم ويجري بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم، وأن هناك أمة واحدة وهي الأمة المسلمة تتساوى فيها كل الشعوب والقبائل التي خلقها الله آية من آياته للتعارف لا للتمايز والتفاضل

أصداء الرحيل :

نعي المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين له:

نعى فضيلة الأستاذ محمد مهدي عاكف المرشد العام للإخوان المسلمين الدكتور عصام الراوي عضو الأمانة العامة لهيئة علماء المسلمين، ورئيس رابطة التدريسيين بجامعة بغداد الذي اُغتيل الاثنين 30 تشرين الأول عام 2006م في بغداد أثناء توجهه إلى الجامعة.

وأعرب المرشد العام عن عميق أسفه لأن يفقد العراق والحركة الإسلامية رجلاً مخلصًا ودؤوبًا مثل الدكتور عصام الراوي مبتهلاً إلى الله أن يتقبل الفقيد في الشهداء والصالحين.

وبعث فضيلة المرشد بخالص عزائه لإخوان الفقيد وأسرته، داعيًا الله سبحانه وتعالى أن يُلهمهم الصبر والسلوان.

رثاء شهيد الاعتدال:

وقد كتب الدكتور مثني حارث الضاري هذه الكلمات بعد مشاركته في تشييع جثمان الشهيد:

انا لا أعزي بأخي الكبير الشهيد فقد شيعته اليوم مع المشيعين، وقبلت وجنتي نجله عبد الرحمن بدلاً من الوجنتين الطاهرتين للفقيد التين طالما قبلتهما وانا التقيه في اروقة الهيئة وفي الأماكن والمنتديات واللقاءات التي تجمعنا معا خارج إطار عملنا المشترك في الهيئة.

كنت معه على صغر سني وقلة تجربتي في تأسيس رابطة التدريسيين الجامعيين التي شرفت ولا زلت أشرف بأني عملت في بناء أسسها مع شهيدنا السعيد.

هذه الرابطة التي حرص كل الحرص على ان تستقل في توجهاتها ومنطلقاتها وبرامجها، ووفق في ذلك أيما توفيق أشهد له بذلك ويشهد له به غيري كثيرون.

لقد فقدت باستشهاد أخي الكبير معان كثيرة، منها:

الخبرة الطويلة المقترنة بالتواضع الجم الذي يكاد ينسيك مكانة الرجل وعلمه وسنه ومركزه ومكانته في إطار الحركة الإسلامية في العالم ولعل هذا كان مقصودا منه رحمه الله.

وكذلك الإخلاص الفذ الذي جعله يسخر نفسه، فكرا وقلبا وبدنا للسعي في قضايا الوطن وهموم الناس. وطالما رددها على مسامعي (أنا جندي).

وجمع الى ذلك الإنصاف في تقييم الأفعال والتصرفات، والصراحة في التعبير عن المكنونات والنقد الملتزم بالثوابت التي نشأ عليها وتربى في ضوئها وعمل على الوفاء لها والدعوة إلى الالتزام بها في ظل هذه الظرف الدقيق الذي نحياه في العراق المحتل.

رحم الله أخي الشهيد الذي أعزي بفقده العلم الذي وعاه صدره؛ والدعوة التي شهدت له بها رياض (راوة) وساحات بغداد وحدائق (اربيل) وملتقيات (اسطنبول) ومؤتمرات عواصم الغرب والشرق؛ والجهاد الذي لم تتسع له أجواء بغداد، فحمل همه إلى خارجها مبشراً بالفرج الذي طالما طمأن الكثيرين بالحديث عنه وثغره باسم، وكأني بالشاعر قد عناه عندما قال:

تمر بك الابطال كلمى هزيمة       ووجهك وضاح وثغرك باسم

رحمك الله يا أخي لقد كنت ركناً من أركان هذا الوطن وحلماً جميلاً من الأحلام التي يمني عارفوه ومحبوه النفس بالأنس بها بعد زوال كابوس الاحتلال الذي قاربت غيومه على الانقشاع وستظهر قريبا بعون الله شمس الحقيقة التي طالما منيت نفسك بسناها الدافيء، وسنداً لكل فكرة صادقة ولكل نية صالة وعزيمة على فعل خلاق يصب في قناة الوطن الذي ذهبت شهيداً في سبيله.

سيبقى فكرك خالداً وصوتك عالياً وقلمك مشرعاً ورابطتك عامرة وجامعتك وكليتك وطلابك أوفياء لما ذهبت إلى عليين من أجله.

وسيبقى أثرك في هيئتنا العزيزة ورأيك ونصحك وعملك ما بقينا؛ فطب حياً وميتاً واهنأ بمقعدك الذي سعيت إليه فحزته أيما حيازة؛ حزته بدم أحمر قان رأيته بعيني هذا اليوم وأنت توسد الثرى في (أبي غريب) بعيدا عن مرابع الطفولة ومغاني الشباب في (راوة) لتكون جارا لي أتذكرك كلما فترت العزيمة وضعف الجهد وصعب الطريق؛ فتبعث في العزيمة وتنفخ في عقلي وجسدي من بعض عزيمتك.

لكل اجتماع من خليلين فرقةٌ      وكل الذي دون الممات قليلُ

وإن افتقادي واحداً بعد واحدٍ    دليلٌ على أنْ لا يدوم خليلُ

رحمك الله يا شهيد الاعتدال

رحمك الله يا شهيد الحق المضاع

رحمك الله يا نصير إخوانك من الجامعيين

وإنا لله وإنا إليه راجعون

ولا حول ولا قوة إلا بالله

وحسبنا إنك نلت الشهادة التي تبغيها قبلنا

فهنيئا لك وجمعنا الله وإياك في مستقر رحمته

الشهيد عصام الراوي :

وتحت عنوان الراوي عصام، كتب الدكتور عمار وجيه، يقول:

التفتُّ إلى الوراء بعد أن صلّيتُ سنة َ الفجر القبلية فرأيتهُ متّكئاً على ساريةٍ في المسجد، فقمتُ مسرعاً إليه وسألتهُ: هل أنتَ عصام الراوي؟ قال نعم. فقلتُ ومتى أفرج عنكَ؟ قال: الليلة. فعانقتُهُ وحمدتُ الله على سلامتهِ. كان ذلك في بداية التسعينات وبعد حرب الكويت.

أبو عمار..كان قد تمّ اعتقالهُ في بداية عام 1987 بتهمة انتمائه للحركة الإسلامية وقيادته لمجموعة من الشباب زُجَّ منهم العشرات في السجون العراقية ليحكم الدكتور عصام الراوي خامسَ خمسةٍ من القياديين بالإعدام بعد أن كانت بينه وبين رئيس محكمة الثورة مساجلة عنيفة تحدّث فيها بكل ما فتح الله عليه حول ظلم الحكومة ومخالفاتها لحقوق الإنسان وسياساتها الرعناء يومئذٍ، ولم يكن يخشى في اللهِ لومة َ لائم .

وحين صدرَ حكم الإعدام عليه حمد الله، واحتسب، ولم تهتَزّ له قناة. كان هو وإخوانه ينتظرون تنفيذ حكم الإعدام كلّ أسبوع وأظنّ انّ يوم الأحد إن لم أكن مخطئاً كان اليوم الذي يجري فيه التنفيذ.

وقد ذكر لي أنَّ معنوياتهم كانت عالية حتى انه كان كثيراً ما يحدث إخوانه عبر القضبان بالعلوم التي أتقنها في تخصصه الجيولوجي أو في الإعجاز العلمي للقرآن وكأنّهم في رحلة إيمانية وليس في استقبالٍ للموت الذي يفضي إلى دار الخلود.

وفي يوم وعلى غير عادة السجّانين تم استدعاؤهم إلى غرفةٍ ما، وبدلاً من تنفيذ حكم الإعدام زُفـّت إليه والى إخوانه بشرى التخفيف، وقد كان ذلك بعد ضغط سياسي على الحكومة يومئذٍ.

لقد كان من قدر الله أن يمدّ الله تعالى في عمره تسعة عشر عاماً أخرى ليخدم دينه وشعبه ويربيّ أولاده ويبعثَ برسائلهِ الدعوية الشفيقة على العباد، ثم يلقى الله تعالى شهيداً.. تمنّاها عام 1987 فكانت له عام 2006، وإنه طيلة هذه المدّة لم يأكل حراماً ولا والى ظالماً أو طاغوتاً ولا باع دينهُ بعَرض ٍ من الدنيا قليل.

لقد استطاع الشهيد عصام أن يخرجَ من ضيق نفسهِ التي سرعان ما تنفعل إزاء الحدث والحديث انفعالاتٍ عصيبةٍ شتى إلى سعة العلاقات الطيّبة مع الجميع والتي تُنسيه همومه و انفعالاته.

أتسعت علاقاته داخل الوطن وخارجه. فله في مدينة (راوه) أصدقاء وفي بغداد آخرون و في الشمال حيث كان يدرّس في أربيل ويدعو إلى الله فيها وفي السليمانية قبل اعتقاله كما أنّ له اصدقاءً كثراً من أبناء الجنوب و لعلّ هذه الانبساطية في العلاقات مكّنته أن يكون رئيساً لرابطة التدريسيين الجامعيين وعضواً في الأمانة العامة لهيئة العلماء.

تسلّمتُ منه عبر البريد عشرات البيانات يستنكر فيها جرائم اغتيال الأساتذة و الأكاديميين ويناشد كلّ من بيدهِ شيء من الأمر و لكن ما من مجيب حتى أضيفَ اسمهُ إلى قائمة الشهداء الأكاديميين التي كان يُعدّها بيديه.

وكأنّ روحه تقولُ لأعداء العلماء: إن لم تكفـّوا عن قتل أوتاد المعرفة في البلاد فلا خير في حياةٍ لا عالمَ فيها.

اعتادت الفضائياتُ على استضافته كما اعتاد الناسُ على سجيـّتهِ وعفويته.

يقولُ الكلمة من الحقّ وكأنه ليس أمامه شيء يخشاه إلا الله.

ويقولُ الأخرى من اللطف وكأن الذي بينك وبينه عداوة..كأنه وليٌّ حميم.

صدقُ عبارتهِ وشعورُ الناس بأنه حريصٌ عليهم غلبت على هفواتهِ وزلاّته في الكلام لأنهّم جميعاً أدركوا أنه لا يريد لهم إلا الخير.

لقد كان يجعل جميع العراقيين أبعد الأعداء إليه، وكان يجعل المحتل أقرب الأعداء إليه.

هذه هي معادلته الواضحة والبسيطة في آن.

تُرى من الذي تورّط في قتلهِ؟ هل هو المحتل؟ أم هم أولئك الذين اضطروا الى أن يعفوا عنه في تسعينات القرن الماضي؟ أم هم أولئك الذين قدّم لهم نصيحة ً واضحة في أن لا يتعجلوا في إعلان إمارة؟ أم هي عصابة أم ميليشيا؟

أيّاً كانت الفئة الضالة التي نالت منه فإنها قد خسرت لا محالة..أما هو فقد فاز..لأنّ الراوي عصام قد روى قصته بالدعوة إلى الله و بذل النصيحة للناس وتعليم التلاميذ العلم..وقد روى أسطورة الشهادة بدمهِ الطاهر ليكون برهاناً له يوم القيامة.

طوبى لعصام الراوي.. وطوبى للراوي عصام .

الدكتور عصام الراوي أبو عمار الورد:

وتحت عنوان الدكتور عصام الراوي أبو عمار الورد كتب د. محمود عثمان:

أبو عمار الورد ..

بنيتي الصغيرة سألتني .. من قتل الدكتور عصام ؟ ولماذا قتلوه ؟ .. إنه يحب الجميع .. والجميع يحبه .. فلماذا (موَتوه) ؟!.. دمعتي العصية احتبست في مقلتي .. كلماتي غصت بها حنجرتي , وحرت الجواب !.

الدكتور عصام .... رجل أكاديمي عصامي ترفع عن الدنيا ومكاسبها، ونذر حياته للعلم والتعليم .. رجل نأى بنفسه عن السياسة وطلق المنصب والكرسي .. من أجل ذلك آثر العمل من خلال منظمات المجتمع المدني لخدمة شعبه ووطنه.. رجل يتحدث إلى الجميع.

ويحاوره ويستضيفه الجميع .. جميع التيارات السياسية والفكرية والمذهبية .. رجل نذر حياته لخدمة الفقراء ونقل المعونات للمحتاجين بغض النظر عن أصولهم وانتماءاتهم .. رجل لم يتخذ لنفسه حماية ولا حراسا ولا عسسا..؛ لأنه لم يحقد على أحد، ولم يعادي أحدا .. ترى من يكون عدوا لمثل هذا الرجل ؟!.

لكأني أول مرة في حياتي أقرأ الآية الكريمة (ثم قست قلوبكم من بعد ذلك، فهي كالحجارة أو أشد قسوة) .. كنت أحسب أنها نزلت في بني إسرائيل وإذ بها في قومي وأبناء جلدتي .. .. أية قسوة هذه وأي حقد ؟!..أية خسة هذه وأي لؤم ؟!.. أية يد شلاََء هذه وأي عقل أحمق ؟!... هل أعمت الطائفية الأبصار وغلَقت العقول ,فتعاطت وسكرت كما تعاطى صاحب ناقة صالح (فتعاطى فعقر) ..قطع منبع الخير ,ليأني بعده نذير الشؤم والخراب والدمار..

لله درك أخي وأستاذي أبا عمار الورد (وقد كنت تدعوني أبو عمر الورد).. ابتسامتك المشرقة .. ودُك وكرمك .. شهامتك ومروءتك .. تفاؤلك وعطاؤك .. تفانيك وإخلاصك .. صوتك المبحوح الحزين .. شواهد حية تجعلك بيننا دائما ما حيينا .. كنت ستزورنا بعد أيام قليلة لكن موعدك مع الشهادة التي طالما تمنيتها كان السبَاق إليك ..

أسأل الله تعالى أن يكون مكانك عليين مع النبيين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً

شموس في الظهيرة أطفأتها       يد سكرى ولملمها الغروب

أوغل خلفها غسلت بنور       وقلبي بعد تغمره الذنوب

معذرة بنيتي ..

فأنا عاجز عن جواب سؤالك.

المنتدي العالمي للوسطية يشارك في ندوة "الدكتور عصام الراوي سيرة حياة ومسيرة بناء وعطاء ":

clip_image005_d3229.jpg

شارك المنتدى العالمي للوسطية ممثلاً بالدكتور إبراهيم العجلوني،  والمهندس مروان الفاعوري الأمين العام للمنتدى، والشيخ عبدالرحيم العكور في الندوة التي عقدتها هيئة علماء المسلمين القسم المهني في العراق بمناسبة ذكرى اغتيال الدكتور عصام الراوي  يوم الأحد الموافق 22/7/2018 بعنوان "الدكتور عصام الراوي سيرة حياة ومسيرة بناء وعطاء" وبين العجلوني في كلمته :

من  الذي يمرّ بمثل هذه الواقعة المُعجبة .. واقعة اغتيال عالم عراقي، دون أن يتمثل قوى الظلام وقد أحدقت بمشكاة النور الوحيدة التي أمدها العراق بنسغ الحياة لتضيء لأمة العرب والمسلمين طريق النهضة، ولتخرج بهم من ظلمات القهر والتبعية والاستخذاء، فيعودوا ليكونوا خير أمة أخرجت للناس، ويكون لهم المجد الذي كان في مسار الزمان؟

إن مما لاريب فيه أن استعادة عافية العقل والروح هي أمثل الأهداف وأجدرها بهمم العراقيين الذين أقاموا من بغداد أنموذجاً لمدينة الأنوار قبل أكثر من ألف عام.

وأشاد بفضله الأستاذ حسن مبيضين من الأردن فقال: إنه علم من أعلام الأمة، ومن عائلة كريمة قدمت لهذه الأمة منارات على طريق النهضة، ومقاومة العدو ( عصام الراوي، ود . أحمد الراوي، والأخ عمر الراوي...) .

وطالب الشيخ الوزير عبد الرحيم العكور بحفظ سيرة العلماء وجهودهم العلمية وطريقة اغتيالهم؛ لكي لا يموت المشروع بموت العلماء.

رحم الله الشهيد العالم الداعية د. عصام الراوي، وأدخله فسيح الجنان مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً.

مصادر الترجمة :

1-موقع موسوعة شهداء الدعوة والحركة الإسلامية بالعراق.

2- ويكيبيديا الإخوان المسلمين (إخوان ويكي).

3-  الشهيد عصام الراوي سيرة حياة ومسيرة عطاء – ندوة عقدت في عمان عاصمة الأردن في 22 / 7 / 2018م..شارك فيها عمر النقيب، وإبراهيم العجلوني، ود. مثنى حارث الضاري، أحمد عصام الراوي، ود. مروان الفاعوري مدير المنتدى العالمي للوسطية .. وجمهور غفير.

وسوم: العدد 825