صفحات من سيرة الصديق

الشيخ: علي الطنطاوي

-1-

جاء في الإصابة – لابن حجر – أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اجتمعوا وكانوا تسعة وثلاثين رجلاً، فألح أبو بكر على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالظهور، قال: يا أبا بكر إنا قليل، فلم يزل يلح على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ظهر، وتفرق المسلمون في نواحي المسجد. وقام أبو بكر رضي الله عنه خطيباً، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس، فكان أول خطيب دعا إلى الله عز وجل وإلى رسوله(1)، وثار المشركون عليه وعلى المسلمين فضربوهم في نواحي المسجد ضرباً شديداً، ودنا عتبة بن ربيعة(2) من أبي بكر رضي الله عنه وجعل يضربه بنعلين مخصوفين حتى لم يعد يعرف أنفه من وجهه، وجاءت بنو تيم تتعادى فأجلوا المشركين عن أبي بكر وحملوه في ثوب حتى أدخلوه بيته، لا يشكون في موته، ورجع بنو تيم فدخلوا المسجد، فقالوا، والله لئن مات أبو بكر لنقتلنّ عتبة.

ورجعوا إلى أبي بكر، فجعلوا يكلمونه، حتى أجابهم آخر النهار، فكان أول ما قاله:

ما فعل رسول الله..؟ (1)

فنالوه بألسنتهم وعذلوه، ثم قالوا لأم الخير بنت صخر (أمه) انظري أن تطعميه شيئاً، أو تسقيه. فلما خلت به وألحت جعل يقول: ما فعل رسول الله..؟ قالت والله ما  أعلم بصاحبك، قال: فاذهبي إلى أم جميل ببنت الخطاب(2) فاسأليها عنه.

فخرجت حتى جاءت إلى أم جميل، فقالت: إن أبا بكر يسألك عن محمد بن عبد الله. قالت: ما أعرف أبا بكر ولا محمد بن عبد الله وإن شئت ذهبت معك إليه، قالت نعم.

فمضت معها حتى وجدت أبا بكر صريعاً دنفاً، فدنت منه أم جميل وأعلنت بالصياح، وقالت: إن قوماً نالوا منك هذا لأهل فسق، وإني لأرجو أن ينتقم الله لك! قال: ما فعل رسول الله..؟

قالت: هذه أمك تسمع! قال: لا عين عليك منها. قالت: سالم صالح. قال: أنى هو؟ قالت في دار الأرقم.

قال: فإن الله علي أليَّةً(1) أن لا أذوق طعاماً ولا شراباً أو آتي رسول الله. فأمهلتاه حتى إذا هدأت الرِّجل، وسكن الناس، خرجتا به يتكئ عليهما، حتى دخلتا به على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانكب عليه فقبله، وانكب عليه المسلمون، ورقَّ له رسول الله صلى الله عليه وسلم رقة شديدة. فقال أبو بكر: بأبي أنت وأمي ليس بي إلا ما نال الفاسق من وجهي، وهذه أمي برة بوالديها وأنت مبارك فادعها إلى الله، وادع الله لها عسى أن يستنقذها بك من النار، فدعا لها فأسلمت(2).

-2-

قالت عائشة رضي الله عنها: حرم أبو بكر الخمر على نفسه، فلم يشربها في جاهلية ولا في إسلام، وذلك أنه مر برجل سكران يضع يده في العذرة، ويدنيها من فيه، فإذا وجد ريحها صدف عنها. فحرمها أبو بكر على نفسه(1).

-3-

قال أبو بكر رضي الله عنه في مجمع من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما سجدت لصنم قط، وذلك أني لما ناهزت الحلم أخذني أبو قحافة بيدي، فانطلق بي إلى مخدع فيه الأصنام، فقال لي: هذه آلهتُك الشمُّ العوالي، وخلاني وذهب، فدنوت من الصنم وقلت:

إني جائع فأطعمني، فلم يجبني، فقلت: إني عار فاكسني فلم يجبني، فألقيت عليه صخرة فخر لوجهه(2).

-4-

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما دعوت أحداً إلى الإٍسلام إلا كانت منه عنده كبوة ونظرة تردد، إلا ما كان من أبي بكر، ماعكم (تلبث) عنه حين ذكرته له، وما تردد فيه(1).

-5-

خرج أحمد ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: مَن أصبح منكم اليوم صائماً؟، قال أبو بكر: أنا، قال: فمَن تَبِعَ منكم اليوم جنازة؟، قال أبو بكر: أنا، قال: فمَن أطعم منكم اليوم مسكيناً؟، قال أبو بكر: أنا، قال: فمَن عاد منكم اليوم مريضاً؟، قال أبو بكر: أنا، فقال صلى الله عليه وسلم: ما اجتمعْنَ في امرئ إلا دخل الجنَّة.

وفي رواية أخرى عن عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الصبح. فلما قضى صلاته. قال: أيكم أصبح اليوم صائماً؟ فقال عمر: أما أنا يا رسول الله، فقد بت لا أحدث نفسي بالصوم، وأصبحت مفطراً. فقال أبو بكر رضي الله عنه: أنا يا رسول الله، بت الليلة وأنا أحدث نفسي بالصوم فأصبحت صائماً.

قال فأيكم عاد اليوم مريضاً؟ قال عمر: يا رسول الله، إنما صلينا الساعة ولم نبرح، فكيف نعود المريض؟ فقال أبو بكر: أنا يا رسول الله، أخبروني أن أخي عبد الرحمن بن عوف مريض وجع، فجعلت طريقي عليه، فسألت عنه، ثم أتيت المسجد.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فأيكم تصدق اليوم بصدقة؟ قال عمر: يا رسول الله! ما برحنا معك مذ صلينا فكيف نتصدق؟ قال أبو بكر: أنا يا رسول الله، دخلت المسجد فإذا سائل يسأل، وابن لعبد الرحمن بن أبي بكر، معه كسرة خبز، فأخذتها فأعطيتها السائل.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: فأبشر بالجنة (مرتين) فلما سمع ذلك عمر تنفس، فقال: هاه فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال كلمة رضي بها عمر.

رحم الله عمر، كان يقول: ما سابقت أبا بكر إلى خير إلا سبقني إليه.

وكان علي رضي الله عنه إذا ذكر عنده أبو بكر يقول: هو السباق، والذي نفسي بيده، ما استبقنا إلى خير قط إلا سبقنا إليه أبو بكر.

-6-

أخرج الإمام أحمد والطبراني عن ربيعة الأسلمي قال: كنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعطاني أرضاً وأعطى أبا بكر أرضاً، وجاءت الدنيا فاختلفنا في عذق نخلة فقال أبو بكر: هي في حدّي. وقلت أنا: هي في حدّي. فكان بيني وبينه كلام، فقال لي أبو بكر كلمة كرهتها، وندم، فقال لي: يا ربيعة ردّ علي مثلها حتى يكون قصاصاً، قلت: لا أفعل. فقال أبو بكر: لتقولن أو لأستعدين عليك رسول الله صلى الله عليه وسلم. قفلت: ما أنا بفاعل. ورفض الأرض برجله. وانطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فانطلقت أتلوه. فجاء أناس من أسلم فقالوا: رحم الله أبا بكر في أي شيء يستعدي عليك رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الذي قال لك ما قال؟ فقلت: أتدرون من هذا؟ هذا أبو بكر الصديق وهو ثاني اثنين، هو ذو شيبة في الإسلام، فإياكم أن يلتفت فيراكم تنصروني عليه فيغضب فيأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيغضب لغضبه، فيغضب الله عز وجلّ لغضبهما فيهلك ربيعة. قالوا: فما تأمرنا؟ قلت: ارجعوا.

وانطلقت وحدي أتبع أبا بكر، حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فحدثه الحديث، فرفع إليّ رأسه فقال: يا ربيعة، ما لك وللصديق؟ قلت: يا رسول الله كان كذا وكان كذا، فقال لي كلمة كرهتها، فقال لي قل كما قلت لك حتى يكون قصاصاً فأبيت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أجل فلا ترد عليه ولكن قل غفر الله لك يا أبا بكر غفر الله لك يا أبا بكر. فولى أبو بكر رحمه الله وهو يبكي(1).

-7-

أخرج البخاري وأحمد والنسائي، عن ابن عمر أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين تأيمت حفصة بنت عمر من خنيس بن حذافة السهمي(1) وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن شهد بدراً فتوفي بالمدينة فقال عمر بن الخطاب أتيت عثمان بن عفان فعرضت عليه حفصة فقال سأنظر في أمري فلبثت ليالي.. ثم لقيني فقال قد بدا لي أن لا أتزوج يومي هذا. فقال عمر فلقيت أبا بكر الصديق فقلت: إن شئت زوجتك حفصة بنت عمر، فصمت أبو بكر فلم يرجع إليّ شيئاً فكنت أوجد عليه مني على عثمان، فلبثت ليالي، ثم خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنكحتها إياه.

 فلقيني أبو بكر فقال لعلك وجدت عليّ (أي غضبت) حين عرضت علي حفصة فلم أرجع إليك شيئاً (قال عمر) قلت: نعم. قال أبو بكر: فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت عليّ إلا أني كنت علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ذكرها، فلم أكن لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلتها.

-8-

قال محمد بن سيرين(1): لم أعلم أن أحداً استقاء من طعام أكله غير أبي بكر، فإنه أتي بطعام فأكله، ثم قيل له جاء به ابن النعمان قال: أفأطعمتموني من كهانة ابن النعمان؟ ثم استقاء(1).

وأخرج أبو نعيم في الحلية، عن زيد بن أرقم كان لأبي بكر مملوك يغل عليه، فأتاه ليلة بطعام فتناول منه لقمة، فقال له المملوك : ما بالك كنت تسألني كل ليلة، ولم تسألني الليلة ؟ قال: حملني على ذلك الجوع، من أين جئت بهذا؟ قال: مررت بقوم في الجاهلية فرقيت لهم فوعدوني، فلما أن كان اليوم مررت بهم فإذا عرس لهم فأعطوني، قال: إن كدت لتهلكني..

 وأدخل يده في حلقه فجعل يتقيأ، وجعلت لا تخرج! فقيل له: إن هذه لا تخرج إلا بالماء، فدعا بطست من ماء فجعل يشرب ويتقيأ حتى رمى بها، فقيل له: يرحمك الله! كل هذا من أجل لقمة؟! قال: لو لم تخرج إلا مع نفسي لأخرجتها، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به، فخشيت أن ينبت من جسدي شيء بهذه اللقمة(3).

وأخرج عنه أيضاً: إن أنا بكر دعا بشراب فأتي بماء وعسل، فلما أدناه من فيه نحَّاه، ثم بكى حتى أبكى أصحابه، ثم سكتوا وما سكت، ثم عاد فبكى، حتى ظنوا أنهم لا يقومون على مسألته، ثم أفاق، فقالوا: يا خليفة رسول الله! ما أبكاك؟ قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأيته يدفع عن نفسه شيئاً، ولم أر أحداً معه، فقلت: يا رسول الله! ما هذا الذي تدفع ولا أرى أحداً معك؟ قال: هذه الدنيا تمثلت لي فقلت لها: إليك عني، فتنحت ثم رجعت، فقالت: أما إنك إن أفلت، فلن يفلت مني من بعدك. فذكرت ذلك فخشيت أن تلحقني(1).

-9-

قالت عائشة رضي الله عنها: لبست ثيابي فطفقت أنظر إلى ذيلي وأنا أمشي في البيت، وألتفت إلى ثيابي وذيلي، فدخل علي أبو بكر، فقال: يا عائشة أما تعلمين أن الله لا ينظر إليك الآن؟ قلت ومم ذاك؟ قال: أما علمت أن العبد إذا دخله العجب بزينة الدنيا مقته ربه عز وجل حتى يفارق تلك الزينة؟ قالت: فنزعته فتصدقت به، فقال أبو بكر: عسى ذلك أن يكفر عنك(2).

-10-

وفد على أبي بكر رضي الله عنه من ملوك حمير ذو الكلاع(1) ومعه ألف عبد دون ما كان معه من عشيرته وعليه التاج والبرود والحلي، فلما شاهد ما عليه أبو بكر من اللباس والزهد والتواضع والنسك، ألقى ما كان عليه، وتزيا بزيه حتى أنه رئي يوماً في سوق من أسواق المدينة على كتفيه جلد شاة.. ففزعت عشيرته وقالوا له: فضحتنا بين المهاجرين والأنصار! قال: أفأردتم أن أكون ملكاً جباراً في الجاهلية، جباراً في الإسلام؟ لاها الله (أي لا والله) لا تكون طاعة الرب إلا بالتواضع والزهد في هذه الدنيا.

وتواضعت الملوك ومن ورد عليه من الوفود بعد التكبر، وتذللوا بعد التجبر(2).

قلت: ذلك لأن أبا بكر كان من آيات الله المعجزة لا تقول للناس اقرؤوا ولكن تقول انظروا.. وأبلغ نصيحة تلك التي تنحدر إلى النفس من طريق العين، لا من طريق الأذن.. وخير الناصحين من ينصح بأفعاله لا بأقواله.. فلما رأى هؤلاء أن أبا بكر خليفة رسول الله، وصاحب الأمر والنهي في نصف الأرض يمشي في الأسواق ويلبس العباءة والشملة، علموا أن هناك شيئاً أعظم من الثياب المزركشة والذهب واللآلئ، هو النفس العظيمة، فسعوا ليتشبهوا بأبي بكر، واستحيوا من الله والناس أن يقابلوا خليفة رسول الله بالتاج والحلي، وهو بعباءة .. صغرت عليهم نفوسهم وهانت.. وهدأت ثورتها وانطفأت سورتها، كما ينطفئ النجم الصغير إذا واجه الشمس! رحم الله أبا بكر فقد كان أبو بكر عظيماً في تواضعه، متواضعاً في عظمته.

-11-

اشتهت زوجة أبي بكر رضي الله عنه حلواً، فقال: ليس لنا ما نشتري به، فقالت: أنا أستفضل من نفقتنا في عدة أيام ما نشتري به. قال: افعلي، ففعلت فاجتمع لها في أيام كثيرة شيء يسير، فلما عرفته ذلك ليشتري به حلواً أخذه فرده إلى بيت المال وقال: هذا يفضل عن قوتنا وأسقط من نفقته بمقدار ما نقصت كل يوم إلى بيت المال من ملك كان له(1).

-12-

دخل أبو بكر على امرأة من أحمس وقال لها: زينب فرآها لا تتكلم فقال: ما لها لا تتكلم! فقالوا: حجت مصمتة، قال لها: تكلمي فإن هذا لا يحل، هذا من عمل الجاهلية، فتكلمت فقالت: من أنت؟ قال: امرؤ من المهاجرين، قالت: أي المهاجرين. قال: من قريش. قالت: من أي قريش؟ قال: إنك لسؤول، أنا أبو بكر، قالت: ما بقاؤنا على هذا الأمر الصالح الذي جاء الله به بعد الجاهلية؟ قال: بقاؤكم عليه ما استقامت أئمتكم، قالت: وما الأئمة؟ قال: أو ما كان لقومك رؤوس وأشراف يأمرونهم فيطيعونهم؟ قالت: بلى، قال: فهم أولئك الناس.

-13-

وكان يحلب للحي أغنامهم، فلما بويع له بالخلافة قالت جارية من الحي: الآن لا يجلب لنا منايح (أغنام) دارنا فسمعها أبو بكر فقال: بل لعمري لأحلبنها لكم، وإني لأرجو ألا يغيرني ما دخلت فيه عنه خلق كنت عليه، فكان يحلب لهن وكن إذا أتينه بأغنامهم يقول: أنفج أم ألبد؟ فإن قالت أنفج باعد الإناء من الضرع حتى تشتد الرغوة، وإن قالت ألبد أدناه منه حتى لا تكون له رغوة.

(1) كان الصديق أول من ألح على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالظهور وذلك قبل إسلام عمر رضي الله عنهما وإن كان الناس يظنون أن عمر أول من ظهر، وأول من ضرب المشركين وضربوه، لما اشتهر من سيرة عمر وما اختفى من سيرة أبي بكر على أنك لا تزن عمر بواحد من الصحابة إلا رجح به غير أبي بكر، ولم يزل أبو بكر السباق إلى كل خير كما قال عمر وعلي رضي الله عنهم أجمعين.

(2) عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، كان شريفاً من أشراف قريش وفارساً من فرسانها وكان أول من برز يوم بدر، فقتل كافراً هو وأخيه شيبة وابنه الوليد.

(1) لم يذكر ألمه المرمض، ولم يذكر ما قاله من بلاء، ولم يأسف على ما فاته من احترام قريش إياه وإجلالهم قدره، قال ذلك كله لم يكن يعنيه ولم يخطر له على بال، ولم يكن يعنيه إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو يسأل ملحفاً: ما فعل رسول الله؟ وهو يخشى أن تكون قد أصابته أذية أو حاق به مكروه.

هذا الدين هو الإخلاص الذي ليس بعده إخلاص وهذا هو الإيمان الذي لا تزلزله الحوادث ولا يلعب به الطمع، وما كان أبو بكر يبتغي من رسول الله صلى الله عليه وسلم مالاً، فهو رب أربعين ألف درهم، ولم يكن يطمع بالجاه والمجد، فقد كان سيداً في قريش، وما كان يريد شيئاً من الدنيا، وما هو إلا الإيمان العجيب والسمو بالنفس عن الرغبة والرهبة والعواطف والميول، والفناء في الحق وهو أعلى مراتب العظمة والبطولة.

(2) أم جميل وقيل فاطمة بنت الخطاب القرشية العدوية أخت عمر زوج سعيد بن زيد أحد العشرة المبشرين بالجنة رضي الله عنهم.

(1) أي عهداً.

(2) رحم الله أبا بكر لم ينس وهو في هذا البلاء أن يدعو لهذا المبدأ الذي اعتنقه، ويقوي هذا الدين الذي آمن به، ويخلص أمه من ظلمة الكفر، وقد جزاه الله على ذلك خيراً، فاجتمع له أبوان مسلمان وخرج من بيته أربعة بعضهم أبناء بعض.. لكل منهم صحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، أبوه، وهو، وولده، وولد ولده، ولم يكن ذلك لغيره من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.

(1) رواه أبو نعيم وله طرق أخرى انظر تاريخ السيوطي ومنتخب كنز العمال، وأنت ترى كيف توصل أبو بكر لصفاء طبعه وحدة فؤاده، إلى ضرر الخمر فحرمها على نفسه وكيف أن أوامر الإسلام ونواهيه لا تخالف العقل المستقيم والذوق القويم، فإذا كان أبو بكر قد حرمها على نفسه ولم ينزل بها وحي، ولم تمنعها شريعة، والناس في جاهلية، فكيف يحلها اليوم لأنفسهم بعض المسلمين وبين أيديهم كتاب الله وقد تم الدين وبان الحق.

(2) أنباء نجباء الأبناء لابن ظفر.

(1) سيرة ابن هشام.

(1) منتخب كنز العمال ومسند الإمام أحمد.

(1) هو خنيس بن حذافة بن قيس القرشي السهمي أخو عبد الله بن حذافة وكان من السابقين إلى الإسلام وهاجر إلى الحبشة وعاد إلى المدينة فشهد بدراً وأحداً فأصابه بأحد جراحة مات فيها.

(2) هو محمد بن سيرين الأنصاري البصري أمام وقته كان ثقة مأموناً عالياً رفيعاً فقيهاً إماماً كثير العلم ورعاً فاضلاً حافظاً يحدث بالحديث على حروفه ويعبر الرؤيا ولم يكن بالبصرة أعلم بالقضاء مننه توفي سنة 110 وهو ابن 77 سنة.

(1) منتخب كنز العمال.

(2) خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم يعضه الجوع بنابه ثم لا يأكل حتى يأتيه غلامه بطعام، وفي يديه مفاتيح الكنوز وليس بينه وبين أن تحمل إليه تحف العراق وثمرات الشام إلا أن يأمر، ولكنه لا يفعل. لأن بين جنبيه نفساً تقول للدنيا وما فيها: أنا أكبر منك، لأني لا أحتاج إليك، ولا أريدك.

(3) حلية الأولياء، وفضائل الصحابة والآل للنقشبندي.

(1) حلية الأولياء وفضائل الصحابة والآل للنقشبندي.

(2) الحلية لأبي نعيم.

(1) ذو الكلاع الحميري: قيل اسمه سميفع بن ناكور وقيل غير ذلك أسلم في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان رئيساً في قومه متبوعاً ثم خرج إلى الشام وأقام به فلما كانت الفتنة كان القيم بأمر صفين وقتل فيها وكان قد أعتق أربعة آلاف أهل بيت وقيل عشرة آلاف والله أعلم. (2) مروج الذهب للمسعودي.

(1) تاريخ ابن الأثير.

وسوم: العدد 843