المهندس الداعية محمد عواد الزيود

 (١ يناير ١٩٥٦  - ١٠  اغسطس ٢٠١٨م) 

  هو أمين عام حزب حزب جبهة العمل الإسلامي، وهو أكبر الأحزاب الأردنية وأكثرها قوة وتأثيراً وعدداً من حيث الأعضاء كما أورد مركز العربية للدراسات.

   وعضو مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين سابقا. ينتمي إلى قبيلة بني حسن.

   تبوء منصب أمين الحزب العام في ظروف استثنائية فيما يخص علاقة الحزب بالدولة الأردنية؛ حيث يَعتبره البعض أنه استطاع تجسير الهوة بين الحزب والدولة، إضافةً إلى كسره لمحاولة عزل الحزب داخلياً وخارجياً، الشيء الذي تجلى في التحالف الوطني للإصلاح والذي تولدت عنه كتلة الإصلاح في مجلس النواب الأردني الثامن عشر.

الميلاد، والنشأة:

ولد محمد عواد الزيود في محافظة الزرقاء في الأردن؛ في بلدة غريسا في وسط المملكة عام 1956 م.

المؤهلات العلمية:

حاصل على دبلوم المعهد الفني الهندسي من كلية البولتكنيك عام 1977 م.

الخبرات العملية:

معلم في وزارة التربية والتعليم .

موظف في الشركة العربية لصناعة الإسمنت الأبيض .

متقاعد من العمل في مطلع عام 2009 م .

النشاطات:

محمد عواد الزيود يشارك في عضوية الكثير من مؤسسات المجتمع المدني، من جمعيات ونقابات وأحزاب، أبرزها:

مؤسس المركز الدائم لتحفيظ القرآن الكريم .

مؤسس لجنة زكاة وصدقات بلدة الهاشمية .

عضو الهيئة الإدارية لنقابة العاملين في البناء في الأردن.

عضو المكتب التنفيذي لاتحاد عمال البناء العرب سابقا.

أمين سر نقابة الإسمنت الأبيض لعدة دورات .

عضو مجلس بلدية الهاشمية/ محافظة الزرقاء.

رئيس جمعية بني حسن الإسلامية الخيرية لعدة دورات.

أمين سر جمعية المركز الإسلامي/الزرقاء لعدة دورات.

رئيس فرع حزب جبهة العمل الإسلامي في الزرقاء.

عضو مجلس شورى حزب جبهة العمل الإسلامي لعدة دورات.

عضو مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين سابقا.

نائب شعبة الإخوان المسلمين في الزرقاء لعدة دورات.

عضو المكتب التنفيذي لحزب جبهة العمل الإسلامي .

نائب الأمين العام للحزب للأعوام (2011- 2014).

الأمين العام (السابع) الحزب من عام 2014 وحتى كتابة هذه السطور في 11-2015 

حوار مع أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي في الأردن محمد عواد الزيود

حوار: سعد النشوان الثلاثاء، 02 ديسمبر 2014 05:25

الزيود: التحالف الدولي لمحاربة «داعش».. ظاهره الرحمة وباطنه من قبله العذاب

تشهد المنطقة العربية حراكاً كبيراً بعد بزوغ نجم ثورات «الربيع العربي»، صاحبه تخوفات من الحركات الإسلامية أحياناً ومحاولات لإقصائها خارج المشهد السياسي واتهامات بالإرهاب أحياناً أخرى، بعد ظهور ما يسمى بـ«تنظيم الدولة الإسلامية»، ومساعي الغرب للتدخل بقوة وفرض هيمنته على المنطقة، وفي هذا الشأن أجرت «المجتمع» حواراً مع أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي في الأردن محمد عواد الزيود.. علاوة على قضايا أخرى تخص العمل التطوعي والإسلامي في الكويت والأردن، وكذلك الدفاع عن المقدسات الإسلامية في فلسطين، وفيما يلي نص الحوار:

* ما رأيكم بالعمل الخيري الكويتي في ظل حصول أمير الكويت على لقب «قائد إنساني» من الأمم المتحدة؟

- الشعب الكويتي شعب كريم ومعطاء وأصيل، ومتقدم إلى حد كبير في العمل الخيري، وله سبق في بناء المؤسسات الخيرية التي خدمت ملايين المسلمين في العالم، وكان للشعب الكويتي بصمة واضحة في تخفيف آلام شعوب العالم العربي والإسلامي في فلسطين وأفغانستان والبوسنة والهرسك وكثير من شعوب أفريقيا، ولا شك أن رعاية أمير البلاد لهذه الجهود أمر مقدر ومشكور، وأن روح التعامل الإيجابي الذي يتصف به الشعب الكويتي سبب في ازدهار هذا العمل وتطوره، ونعتقد أن أمير الكويت جدير بهذه الجائزة وهذا المسمى وهذا التكريم.

أزمات متلاحقة:

* كيف ترى المشهد السياسي الداخلي الأردني، ودور الحركة الإسلامية في ذلك؟

- لا شك أن هناك أزمات متلاحقة في المشهد الداخلي الأردني ناتجة عن غياب الإرادة الحقيقية للإصلاح، وأن ما حصل من إصلاحات يمثل الحد الأدنى، فمصلحة الوطن تتطلب أكثر، هناك مراهنة على إضاعة الوقت والفرصة، وهناك صراع بين القوى المطالبة بالإصلاح وبين مؤسسات الفساد - والخاسر هو الوطن - هناك تغييب لدور المواطن في أن يكون شريكاً في صنع القرار الوطني في ظل حكومات بلا ولاية ومجالس نيابية لا تمثل الأغلبية من الشعب الأردني، كما أن هناك أزمة ثقة بين المواطن والحكومات.

الحركة الإسلامية جزء لا يتجزأ من نسيج الشعب الأردني، هناك من يحاول إقصاءها وإبعادها عن المشهد السياسي من خلال إيجاد قوانين تحد من حصولها على حقها في المجالس المنتخبة، رغم استعدادها لمشاركة سياسية فعّالة والدفع بمسيرة الوطن للأمام في حال غادرت الحكومة هواجسها وتعاونت مع كل مكونات المجتمع الأردني، علماً أن الحركة الإسلامية لم تنسحب من المشهد السياسي ولها حضورها في مختلف الميادين باستثناء المجلس النيابي.

حكومة برلمانية:

* الحركة الإسلامية قاطعت الانتخابات في ظل «الربيع العربي»، هل يمكن أن تعود للمشاركة مرة أخرى؟

- لقد قاطعت الحركة الإسلامية الانتخابات في وقت سابق - رغم أن الأصل لديها هو المشاركة - علماً أن المقاطعة ممارسة سياسية ديمقراطية، ولم يكن قرار المقاطعة هروباً من استحقاقات العمل السياسي، لكن موضوع الانتخابات ومنذ عام 1993م لم يعكس صورة حقيقية عن واقع الحياة السياسية الأردنية في ظل قانون انتخابات متخلف، عطل العمل الفعلي لمجلس النواب في المراقبة والتشريع بصورة يرضى عنها المواطنون.

ويمكن للحركة الإسلامية أن تعود للمشاركة في حال توافرت الإرادة الصادقة للإصلاح المنشود، وإنجاز قانون انتخاب عادل، وتوفير بيئة سياسية تشجع على المشاركة، وتوجه حقيقي وسليم لنهج العملية الانتخابية، وتشكيل حكومات برلمانية وفق برامج لخدمة الوطن.

أنظمة مستبدة:

* ما رأي الحزب في «الربيع العربي»؟

- جاءت ثورات «الربيع العربي» لتخلص الشعوب من الأنظمة المستبدة الظالمة، والتي عملت خلال سنوات طويلة على سلب إرادة الشعوب ومصادرة حقوقها، والسيطرة على خيراتها ومقدراتها، وتغييب صوت المواطن والاعتداء على حرية اختياره لمن يمثله، وكما يقال؛ فإن لكل فعل رد فعل معاكس.

ولقد استطاعت ثورات «الربيع العربي» أن توجد حالة من التوازنات، وأن تؤشر على مواطن الخلل، وتؤسس لمرحلة جديدة في حياة الشعوب، وإرساء لمبادئ الشورى والديمقراطية، وأعتقد أن الشعوب جزء من المعادلة السياسية وليست خارجها، ولا يستطيع أحد أن يغيبها، وهي ستكون قادرة على كسر الثورات المضادة، ومثال ذلك صمود الشعب المصري حتى اللحظة وإصراره على إسقاط الانقلاب العسكري، وكذلك ما يجري هناك في ليبيا والإصرار على النجاح كما في تونس.

الخلاصة؛ أن مسيرة الشعوب سائرة، ولن يستطيع أحد أن يوقف قطارها، وتوقها إلى الحرية والمشاركة السياسية الفاعلة.

تواصل دائم:

* ما العلاقة مع النظام في الأردن في ظل الأجواء الملتهبة؟

- أعتقد أن الحركة الإسلامية في الأردن أعطت لأمتها وشعبها الشيء الكثير، ولن تتوقف عن خدمة وطنها الأردن، وقد عبر النظام وفي أكثر من مناسبة بأنها جزء من النسيج الوطني الأردني ولها دورها.

ونحن نسعى دائماً للتواصل مع كافة مستويات المسؤولية، لكن هناك ممارسات ومواقف تحول في أحيان كثيرة دون وصول صوتنا، واللقاء مع جلالة الملك للاستماع منا بدل أن يسمع عنا، وأعتقد أنه في ظل الأجواء المحيطة يتوجب على الجميع في الأردن رسميين وشعبيين وقادة ومسؤولين أن يكونوا صفاً واحداً للدفاع عن الوطن، والخروج من الأزمات والأخطار التي تهدد وطننا سواء الداخلي منها أو الخارجي.

الانقضاض على الثورات:

* ما رأي جبهة العمل الإسلامي في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد ما يسمى بـ«داعش»؟

- نحن عبّرنا وفي أكثر من موقف عن إدانتنا ورفضنا التام للعنف أياً كان مصدره، ونحن لا نوافق على القتل والإرهاب إلا مع من يحتل أرضنا ويدنس مقدساتنا، ونرفض التدخل الأجنبي في ديار العروبة والإسلام، ونعتبر التدخل الأجنبي تحدياً سافراً لإرادة الأنظمة والشعوب.

التحالف الدولي ظاهره فيه الرحمة كما يتوهم البعض، لكن باطنه من قبله العذاب والهلاك ومصادرة حريات الشعوب المتطلعة للحرية والديمقراطية والحياة الكريمة، لقد ثبت أن التحالف الدولي يريد محاربة ما يسمى بحركات «الإسلام السياسي»، ويعمل على الانقضاض على ثورات «الربيع العربي»، ويمكّن لحلفائه القيام بأدوار قذرة بالإنابة عنه.

* ما مدى تأثير المعونة الخليجية على الوضع الاقتصادي الأردني؟

- نحن نقدر لإخواننا في بلاد الخليج العربي مواقفهم الطيبة وجهودهم الخيّرة في مساندة إخوانهم في هذا الوطن الحبيب، وأعتقد أن المعونة الخليجية إذا ما تم استخدامها بالطرق الصحيحة والسليمة لإقامة مشاريع تنموية على أسس من الدراسة الموضوعية والجدوى الاقتصادية؛ فإنه سيكون لها الأثر الطيب على الوضع الاقتصادي الأردني وإنعاش مشاريع التنمية.

حل سياسي:

* الثورة السورية.. أين الحل من وجهة نظركم؟

- لقد طال أمد الحرب في سورية، وخسر الشعب خسراناً مبيناً في الأرواح البشرية والمقدرات ومقومات الحياة هناك، جراء الإجرام الممنهج الذي يقوم به النظام من عمليات القتل والتشريد والبطش الشديد، واستخدام كل وسائل الدمار حتى المحرم منها دولياً، ولم تستطع المقاومة حتى هذه اللحظة من حسم لما يجري هناك لأسباب لا تخفى على الكثير، كما أن النظام لم يستطع حتى اللحظة أن يحسم المعركة لصالحه، ومن وجهة نظري أن الحل السياسي هو الحل الأمثل، فلابد من تدخل أطراف دولية لوقف عمليات القتل والدمار ومحاصرة المدن والقرى، وأعتقد أن العمل على تنحية رموز النظام الفاسد وعلى رأسهم «بشار الأسد» أمر غاية في الأهمية، وبعدها يتم التوافق مع مختلف القوى الوطنية السورية على خارطة طريق للوصول إلى مرحلة من الأمن والاستقرار، وأعتقد أن الحل السياسي سيقلل من حجم التبعات على الحكومة الأردنية في ظل نزوح مئات الآلاف من اللاجئين السوريين إلى أراضيها.

تحطيم الإرادة:

* كيف ترى الجبهة أثر الانقلاب في مصر على «الربيع العربي»؟

- أسوأ ما حصل في تاريخ مصر الحديث هو الانقلاب على الشرعية وعلى خيار الشعب المصري بعد انتخابات شهد لها القاصي والداني.

لقد جاء الانقلاب العسكري لتحطيم الإرادة الشعبية وسيطرة العسكر على إرادة المصريين، بدعم أمريكي، ومباركة صهيونية، ودعم مالي من بعض الدول الإقليمية التي تشعر أن الديمقراطية الحقيقية تشكل خطراً على وجودها، ومن هنا فإن الانقلاب جاء ليساهم في وأد الثورات العربية، ويؤسس لمرحلة من العنف والإرهاب، ويجعل من المنطقة بيئة مناسبة لتطور أعمال العنف والقتل، بعد أن تلاشت هذه الظاهرة بفضل ثورات «الربيع العربي»، وأعتقد أن ما يجري في ليبيا وكذلك في اليمن، وما يجري هنا وهناك هو انعكاسات سلبية للانقلاب المصري، وهذا التحشيد ضد حركات ما يسمى بـ«الإسلام السياسي» والعمل على شيطنة هذه الحركات ومحاولة إخراجها عن طور الرشد والسداد.

* تنظيم «داعش» وكثرة المنتمين له.. هل يؤثر على المشروع السياسي الإسلامي؟

- أعتقد أن موضوع «داعش» سيؤثر على المشروع السياسي الإسلامي في المدى القريب بعض الوقت، لكنه على المدى البعيد لن يؤثر على المشروع؛ ذلك أنه غير قابل للحياة، ولا يتفق مع روح الإسلام السمحة القائمة على البناء الإنساني والحضاري، والذي يقوم على حفظ ضروريات الحياة الخمس، لذلك نرى الهجمة شرسة على المشروع السياسي الإسلامي، وحرباً علنية تخوضها أحياناً أطراف عربية نيابة عن أمريكا والصهاينة، وذلك أن هذا المشروع هو البديل الحقيقي للاستبداد والظلم، ويمثل نموذجاً حضارياً لشعوب المنطقة، بل للعالم كله.

حشد الطاقات:

* أحداث الأقصى.. ما الحل من وجهة نظركم؟

- جاءت أحداث الأقصى كنتيجة لصمت النظام الرسمي العربي عما يجري، وسكوت الشعوب العربية والإسلامية على هذه الانتهاكات والجرائم بحق المسجد الأقصى.

الحل يكون بمواقف عربية أكثر إيجابية ومسؤولية؛ لتشكيل وسائل ضاغطة كبيرة على الصهاينة، وكذلك حشد طاقات الأمة في مواجهة انتشار هذا السرطان الصهيوني في جسد الأمة المخدر، ودعم وإسناد المقاومة لتشكيل الضغط الأكثر تأثيراً ضد المشروع الصهيوني وتوجيه ضربات للكيان الصهيوني الغاصب، بعد فشل كل الوسائل في التعامل مع هذا العدو المتغطرس وعدم احترامه للعهود والمواثيق والاتفاقيات.

تحالف إسلامي:

* ما رأيكم في إنشاء تحالف دولي وعربي وإسلامي لوقف انتهاكات الكيان الصهيوني وخصوصاً في القدس؟

- أعتقد أن الأسلم والأفضل لكثير من الأنظمة العربية التي انخرطت في منظومة ما يسمى بالحلف الدولي لمكافحة الإرهاب، والذي بدا واضحاً زيف ادعائه وتضليله للرأي العام الدولي، الأسلم لها أن تسارع في قيام تحالف إسلامي عربي لوقف الانتهاكات والأخطار والتهديدات التي تلحق بالمقدسات الإسلامية في فلسطين، ....

الوفاة: 

توفي في 10 آب 2018 بعد صراع مع المرض.

أصداء الرحيل:

ورحل رجل عظيم.. محمد عواد الزيود:

كتب د. أحمد أبو غنيمة يقول:

كان عظيما بأخلاقه ... عظيما بصبره على البلاء والمرض.. مخلصا لامته ووطنه ودعوته ...

رحل فجر اليوم الرجل الوطني المقدام المخلص استاذنا الحبيب محمد عواد الزيود بعد حياة حافلة بالبذل والعطاء ..

أكرمنا بزيارة للوالد رحمه الله في عيد الفطر قبل اكثر من اربع سنوات تقديرا من هذه القامة الوطنية لإخوانه الكبار ...

زيارة كان لها وقع كبير في وجدان الوالد رحمه الله ...

أكبرنا في المرحوم ابا مجاهد تلك الزيارة الكريمة للوالد رحمه الله ...

كانت زيارته زيارة مُفعمة بروح الاخوّة والتقدير لمن سبقه في العمل الدعوي والوطني...

هكذا هم الكبار دوما .. كبار باخلاقهم .. كبار باخلاصهم..

عاش استاذنا ابا مجاهد كبيرا قدرا وخُلقا ووطنية... وانتقل الى رحمة الله كبيرا بصبره على البلاء والابتلاء ...

رحم الله استاذنا الكبير محمد عواد الزيود رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته ....

العزاء الحار للوطن اولا برحيل فقيدنا الغالي والعزاء لاهله واخوانه ودعوته ...

وإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

مراجع:

١- وفاة أمين عام حزب جبهة العمل الاسلامي محمد الزيود — تاريخ الاطلاع: 13 أغسطس 2018 — الناشر: جريدة الرأي — تاريخ النشر: 10 أغسطس 2018

٢- موقع العربية نت. 

٣- موقع إيلاف. 

٤- الموقع الرسمي لحزب جبهة العمل الإسلامي.

وسوم: العدد 975