الشيخ الداعية محمد خير عليطو

( ١٩٣٣ - ٢٠١٢م )

  هو الشيخ الداعية أبو بشير محمد خير بن الشيخ  

بشير عبدو عليطو ...الذي يعد من أبرز الدعاة الى الله 

في تل رفعت...التي قدمت الكثير من أبناء الحركة 

الإسلامية الراشدة من أمثال الشيخ خالد عبد اللطيف 

واخوته، ود. محمد وليد حياني، وأخاه الأستاذ أبو مهدي 

حياني، ..والشهيد حاتم بدران، وأخاه عبد الرحمن، 

وشهداء عائلة الصن... وغيرهم.

المولد، والنشأة:

ولد الشيخ أبو بشير  محمد خير بن بشير بن عبدو 

عليطو في ناحية تل رفعت في ريف حلب الشمالي في 

سورية في ٢ / ٧ / ١٩٣٣م. 

ونشأ في ظل أسرة مسلمة ملتزمة تحب العلم، وتحترم 

العلماء.

الدراسة، والتكوين:

درس محمد خير عليطو  المرحلة الابتدائية في مدارس 

تل رفعت.

ثم درس المرحلة الإعدادية والثانوية في الثانوية 

الشرعية ( الخسروية) بحلب، وتخرج منها عام 1955م، 

ونهل العلم على أيدي شيوخها:

 الشيخ عبد الرحمن زين العابدين، والشيخ أبو الخير زين 

العابدين، والشيخ محمد أديب حسون، والشيخ طاهر 

خير الله، والشيخ نجيب خياطة، والشيخ عبد الفتاح أبو 

غدة...وغيرهم كثير.

ثم درس في كلية الشريعة بجامعة دمشق، وتخرج منها 

عام1961م، وكان من شيوخه فيها: د. مصطفى 

السباعي، ومحمد المبارك، ومصطفى الزرقا، ومعروف 

الدواليبي، ومحمد فوزي فيض الله، وفتحي الدريني، ود. 

وهبة الزحيلي، ....وكان من أقرب زملائه الشيخ حسن 

عبد الحميد، والشيخ عبد الغني يونس المارعي. 

الوظائف، والمسؤوليات:

 عمل الشيخ محمد خير عليطو مدرسا لمادة التربية 

الإسلامية في عدة مدن في ريف حلب. 

وتقلد عدة مناصب أولها عضو نقابة المعلمين في حلب.

ومن ثم رشح إلى  مجلس محافظة حلب عام 1972

ثم انتخب عضوا في  البرلمان عام 1973

وفي عام 1978عين مديرا لثانوية تل رفعت حتى عام 

1980، وكان غيورا على طلابه ودراستهم، وكان شديد 

الحرص على تعليمهم، وكان يجمع بين صفة المعلم 

والأب، فإن غاب أحد الطلاب يرسل له، ويستفسر عن 

سبب غيابه، وان قصر أحدهم كان يذهب بنفسه لأهله

وكان قانونه في التعليم أنه يقوم على مبدأ الترغيب 

والترهيب، متوازنا معتدلا لا إفراط ولا تفريط...فمن لا 

يتعلم بإرادته يتعلم بالشدة..وكان في حياته العامة يقول 

الحق، ولو كان مرا، ولا يخشى في الله لومة لائم. 

  وفي عام 1978م كانت ثانويه تل رفعت الأولى على 

محافظة حلب بنسبة النجاح، وذلك من مواقفه القوية 

الحازمة من الطلاب، وكذلك المدرسين...

  وكان الشيخ محمد خير عليطو  طيب القلب، لطيف 

المعشر، وفيا للأصدقاء، كريما شجاعا، محبوبا من 

تلاميذه، ومن جميع أبناء بلده.

ومن أبرز تلاميذه: 

الأستاذ الشيخ حميدي حميدي، الدكتور المهندس 

الزراعي محمد وليد حياني، الدكتور عمر الصن، الدكتور 

صلاح الدين عبد اللطيف السعدي...

ثم غادر سورية في زمن الطاغية حافظ أسد، فانتقل بعد 

أحداث الثمانين إلى السعودية، وعمل في التدريس فيها 

حتى عام 1994م..وترك أثرا إيجابيا في تلاميذه.

ثم عاد إلى سورية، واستقر فيها حتى بداية الثورة. 

حياته الأسرية:

والشيخ محمد خير عليطو متزوج، ولديه عدة أولاد: 

بشير، وخالد، وأحمد، وأسامة، وله عدة بنات متزوجات، 

وقد قدم ستة من أحفاده شهداء في الثورة السورية 

المباركة، نذكر منهم:

١ - الشاب الشهيد محمد خير خالد عليطو.

٢- الشاب الشهيد بشير احمد عليطو .

٣- الشاب الشهيد بشير خالد عليطو .

٤- الشاب الشهيد حسين محمود عليطو ابن ابنته.

٥- الشاب الشهيد حسام محمد الصالح ابن ابنته.

٦- الشاب الشهيد أحمد محمد الصن ابن ابنته. 

 رحمة الله عليهم وعلى شهداء الثورة السورية أجمعين.

وفاته:

وفي عام 2011 عاد الشيخ محمد خير عليطو الى 

السعودية ليعيش مع ولده.

وهناك وافته المنية في الخفجي قرب حفر الباطن على 

الحدود مع الكويت عام 23/12/2012 ليدفن فيها.

رحمه الله رحمه واسعة، وأسكنه فسيح جناته

أصداء الرحيل:

الشيخ محمد خير عليطو:

 وكتب صديقه الشيخ حسن عبد الحميد يقول:

عالم تل رفعت ومربي شبابها وحامل لواء إسلامها 

ابن تل رفعت التي غزاها العلمانيون الأكراد ، بل 

الشيوعيون الأكراد ، وصلاح الدين منهم براء ؟؟؟

فصلاح الدين شعاره ( الله أكبر )  كان الغزاة الحمر 

يريدون تحرير يافا وحيفا والحمة فضلوا الطريق، 

واقتحموا تل رفعت الآمنة، وانتصروا نصر الجبناء، 

وصدق ربنا جل في علاه:

( أفمن زين له سوء عمله فراه حسنا ) فاطر ٨

وعزاؤنا في دعوة الإسلام أخوة أكراد تفخر الدعوات 

بانتسابهم لها أمثال الدكتور علي محي الدين القره داغي  

والأخ الدكتور مصطفى مسلم، ومااحلى كلمة المصطفى 

في آذان المسلمين، وكلمة مسلم هي هوية مائة مليون 

مسلم في العالم كنت في تعزية لامرأة مجاهدة ملأت 

مدينة الباب علما وجهادا وتربية في محيط النساء، وهي 

ابنة عالم الباب الفقيه الحنفي الشيخ محمد سعيد 

المسعود رحمه المولى، تلميذ محمد بن الحسن الشيباني 

الذي وصل اسمه إلى أورقة الأمم المتحدة حمله رئيس 

وفد سوريا فارس الخوري عندما وقف مفاخرا بفقه أبي 

حنيفة النعمان ممثلا في تلميذه محمد بن الحسن ، أول 

من كتب في الفقه الدولي قبل أن تولد الأمم المتحدة 

أعود للتعزية ألتفت إلى يميني فإذا شيبة وقورة ، ولحية 

بيضاء، والوجه أنور منور، قلت له من أنت يا أخا 

الإسلام، قال محمد خير عليطو كدت والله أن أقبل يده 

لاسترجاع ذكريات الأمس سنة ١٩٥٦ 

وعادت الذكريات إلى الخاطر يوم كان أخونا نجم 

مظاهرات الإخوان في دمشق ولاغرو فهو تلميذ من 

تلاميذ السباعي الأبطال، وهو القوي الفتي 

سكنا معا في غرفة في جامع النقشبندي فيها قبور وقلنا 

نحن اللاحقون، وهم السابقون، والفقر ليس عيبا إذا خرج 

أبطالا وعلماء فقهاء .

جئنا مرة فرأينا شباب البعث قد احتلوا درج مطعم 

الجامعة وكنا قلة، كنا قلة ولكن كان فينا أبطال أمثال 

محمد خير، وعبد الغني المارعي، قال أخونا محمد خير 

كبروا والحقوني، نحن خمسة وهم مئات، صحنا الله أكبر 

وإذا بنا في أعلى الدرج، وخذل الله شباب النايلون 

فافسحوا لنا الطريق كنت يوميا أرى الأخ الحبيب محمد 

خير في اورقة كلية الشريعة، ونضغي معا إلى درر 

أستاذنا وشيخنا السباعي ومايبث فينا من حماس، ولو 

كان أخونا البطل حيا مادخل كردي أحمر إلى تل رفعت 

إلا على جثة طاهرة اسمها محمد خير ، لكن العزاء بأهل 

تل رفعت ورجالها وشبابها ومنهم الدكتور محمد وليد 

حياني وأخوته، فقديما قال المتنبي :

وإذا ما خلا الجبان بأرض   

            طلب الطعن وحده والنزالا 

وضاقت الأرض حتى كان هاربهم. 

           اذا رأى غير شيء ظنه رجلا 

  وتحية إلى ولده بشير الواقف في قلب النار ، في ريف 

حلب المحاصر بالاعداء، وكأن المتنبي يعنيه، وهو يقول 

  وقفت وما في الموت شك لواقف 

            كأنك في جفن الردى وهو نائم 

تمر بك الأبطال كلمى هزيمة 

            ووجهك وضاح وثغرك باسم 

ف :

 على قدر أهل العزم تأتي العزائم 

         وتأتي على قدر الكرام المكارم 

أرجو العزيز القدير أن يمن علينا بنصر قريب ، فأرى ابن 

اخينا وصديقنا بشير ابن محمد خير قائدا حاملا لمشعل 

دعوة الإسلام حياك الله ياابن الكرام  والولد سر أبيه، 

ولاتحزن على بلدك، قريبا سترى الأرانب الحمر تلاميذ 

ستالين وبوتين فارين هاربين ، وستقول لهم إن شاء 

مفاخرا بابيك ماقاله الفرزدق لجرير.. 

أولئك آبائي فجئني بمثلهم    إذا جمعتنا ياجرير المجامع 

والله أكبر والعزة للاسلام 

والله أكبر والموت في سبيل الله أحلى الأماني 

سلام عليك يابن الصديق العزيز 

سلام عليك أيها الأخ العزيز بشير ورحمة الله على والدك؛ 

وحفظ الله والدتك، والرحمة على أخينا عبد الغني وأبيه 

الشيخ يونس إن تل رفعت ومارع أخوات، كما أن محمد 

خير وعبد الغني اخوة حياهم الله ملأوا ريف حلب 

الشمالي علما وجهادا سلام الله عليك ايها الهمام محافظا 

كنت أم وزيرا أم عاملا يحمل الراية المحمدية،

وستدخل تل رفعت وتدوس علم الشيوعية الحمراء، 

وتضع إن شاء الله بيدك مع الحياني وأخوته على بلدية 

تل رفعت علم الله أكبر ولا عز إلا بالإسلام 

وستقرأ الفاتحة على روح استاذ ابيك الشيخ مصطفى 

السباعي  رحم الله الجميع وقوانا لما يحبه ويرضاه 

صدق ربنا في عليائه قال (والذين كفروا اولياؤهم 

الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك 

أصحاب النار هم فيها خالدون ٢٥٧)  البقرة 

وطاغوت محتلي تل رفعت: ستالين ولينين 

وجورباتشوف وبوتين ولافروف 

( يريدون ليطفوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو 

كره الكافرون ٨ ) الصف 

حافظ ايها المحافظ على تراث أبيك من كتب ومذكرات ،

وأهم تراثه هو القرآن الكريم ، فكن له تاليا ولاحكامه 

معظما ولكل شبر من تل رفعت بلد الذكريات وعرين 

الأبطال التحية والسلام وإليك هذه الطرفة، وهي من 

أهم أسباب الثورة على ظلم القرامطة وامتهان كرامة 

الناس.. كان المجرم لا غفر الله له غازي كنعان وزيرا 

لداخلية البعث، فراجعه الأمين العام في قضية، قال له 

إن ذلك مخالف للقانون ؟؟؟ 

قال المجرم القرمطي: ويحك انا القانون ؟؟؟ 

كما قال فرعون : أنا ربكم الأعلى 

أما عظيمنا وحبينا محمد عليه السلام، فقال : أنا عبد الله 

ورسوله وأنت ولله الحمد خيار من خيار ، والعظماء 

يضعون الرجل المناسب في المكان المناسب.

والله أكبر والعاقبة للمتقين.

مصادر الترجمة:

١- مقالة الشيخ حسن عبد الحميد: رابطة أدباء الشام- 

وسوم: العدد 668.

٢- رسالة من ولده خالد عليطو - بتاريخ ٢ نيسان ٢٠٢٢م.

٣- رابطة العلماء السوريين. 

٤- مواقع الكترونية أخرى.

وسوم: العدد 975