فضيلة الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي

rtgwrtwryt1035.jpg

( ١٣٤٨ _ ١٩٢٩م)/ ( ١٤٤٤_ ٢٠٢٣م)

هو الشيخ الداعية الإسلامي محمد الرابع الحسني الندوي. 

نشأ في كنف والده:رشيد أحمد بن خليل الدين الحسني. 

وقد ولد الشيخ محمد الرابع الندوي في ٦جمادى الأولى/عام ١٣٤٨هـ / المصادف ٢/ أكتوبر عام ١٩٢٩م.

وأسرته: ولد الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي في أسرة الأشراف الحسنيين التي انتقل جدُّها إلى الهند في ا لقرن السادس الهجري، واستوطنت في شمالي الهند، ثم أقامت في رائ بريلي في عهد الإمبراطور المغولي أورنج زيب عالمكير (م١١١٨هـ)؛ وقد انتقل إلى هذه المنطقة العالم الرباني الشيخ علم الله الحسني (م١٠٩٦هـ) الذي كان من مسترشدي العالم الرباني الكبير السيد آدم البنوري (م١٠٥٣هـ) من كبار خلفاء الإمام أحمد السرهندي، وقد عرفت هذه المنطقة بعد إقامة الشيخ علم الله بـ "دائرة الشاه علم الله الحسني". 

  وفي اللغة العامة باسم "تكية الشاه علم الله"، والتكية معناها: الزاوية، أو تكيه كلان، أي الزاوية الكبرى، لأنه توجد في رائ بريلي زاوية أخرى تعرف بتكية الشيخ عبد الشكور وهي أيضاً واقعة على شاطئ نهر سائ، مثل تكية الشاه علم الله، وفي كتب التاريخ أن الشاه علم الله كان يريد الهجرة إلى الحجاز، لكن الشيخ عبد الشكور الذي كان من الرجال المعروفين في رائ بريلي أبدى رغبته بأن يقيم الشيخ في هذه المنطقة للدعوة والإرشاد، وامتثالاً لرغبته استوطن الشيخ علم الله هذه القرية، وبنى مسجداً كبيراً مربعاً ومنزلاً صغيراً على تل كبير.

  أنجبت أسرته كبار الصالحين والأئمة المجتهدين والمجاهدين، كانوا على صلة بمشايخ أسرة الإمام السرهندي، والإمام الشيخ ولي الله الدهلوي، وتولوا مهمة الدعوة والإصلاح والإرشاد في عصورهم، كان في مقدمتهم الداعية المجاهد الكبير الإمام أحمد بن عرفان الشهيد الذي قام بحركة الإرشاد والتربية ثم الجهاد، وذلك في القرن الثالث عشر الهجري في مناطق من شبه القارة الهندية، فكان لها تأثير واسع ومديد في أطراف الهند لا تزال آثارها ملموسة، وكان في هذه الأسرة الشيخ ضياء النبي الحسني (م١٣٢٦هـ) الذي استرشد به خلق كبير عن طريق الشيخ محمد أمين النصير آبادي الذي تاب على يده ألوف من سكان المدن المجاورة لرائ بريلي، والشيخ ضياء النبي الحسني هو جد الشيخ أبي الحسن علي الحسني الندوي من جهة الأم.

    نشأ الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي في بيت العلم والصلاح، فقد كانت والدته السيدة أمة العزيز شقيقة الشيخ أبي الحسن علي الحسني الندوي، وبنت السيدة الصالحة خير النساء والدة الشيخ أبي الحسن الندوي، وهي بنت الشيخ ضياء النبي، فنال رعاية والدته الصالحة وجدته الصالحة.

الدراسة؛ والتكوين:

   ثم انتقل إلى لكهنؤ بعد التعليم الابتدائي، فنال رعاية خاليه الدكتور عبد العلي الحسني، والشيخ أبي الحسن علي الحسني الندوي، وتتلمذ على خاله الشيخ أبي الحسن الحسني الندوي، وقرأ عليه كتب الأدب واللغة والعلوم الشرعية، ثم التحق بجامعة ندوة العلماء، واستفاد من كبار الأساتذة في عصره، وتخرج في عام ١٩٤٨م، كما استفاد من مشايخ عصره، في مقدمتهم الشيخ عبد القادر الرائيبوري، والشيخ محمد زكريا الكاندهلوي، وكان منهم شيخ الإسلام الشيخ حسين أحمد المدني.

  وفي عام ١٩٤٩م عين في دار العلوم لندوة العلماء كمدرس مادة اللغة العربية وآدابها.

  ولازم صحبة الشيخ أبي الحسن علي الحسني الندوي في رحلاته، فسافر معه إلى الحجاز في عام ١٩٥٠م، وأقام أكثر من سنة قضاها في الدعوة وكسب العلم من مناهل العلم والمعرفة فيه، ثم عاد إلى لكهنؤ وعين أستاذاً مساعداً للأدب العربي في دار العلوم لندوة العلماء في عام ١٩٥٢م.

  وفي عام ١٩٥٥م عين رئيس قسم الأدب العربي في جامعة ندوة العلماء.

  وفي عام ١٩٧٠م اختير عميد كلية اللغة العربية وآدابها بجامعة ندوة العلماء.

  وفي عام ١٩٣٣م عين مديراً لدار العلوم لندوة العلماء بعد وفاة مديرها في ذلك الحين الشيخ محب الله الندوي اللاري.

  وفي عام ١٩٩٨م عين نائب رئيس ندوة العلماء.

  وعين في ٣/ يناير من عام ٢٠٠٠م رئيساً عاماً لندوة العلماء بعد وفاة الشيخ أبي الحسن علي الحسني الندوي في ٣١/ ديسمبر من عام ١٩٩٩م.

  وفي عام ٢٠٠٣م اختير رئيساً لهيئة قانون الأحوال الشخصية الإسلامية لعموم الهند بعد وفاة رئيسها القاضي مجاهد الإسلام القاسمي في عام ٢٠٠٢م.

  وأصدر الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي في عام ١٩٥٩م صحيفة "الرائد" وهي صحيفة عربية نصف شهرية، لا تزال تصدر من ندوة العلماء بجانب مجلة "البعث الإسلامي" التي أصدرها الشيخ محمد الحسني بتعاون الأستاذ سعيد الأعظمي الندوي، وأثرى الشيخ محمد الرابع الندوي هذه الصحيفة بمقالاته القيمة، الأدبية والإصلاحية. 

والآن يشرف الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي على المجلات الصادرة من ندوة العلماء:

  " تعمير حيات" (الأردية) و" سجا راهي" بالهندية( الرائد الصادق) و مجلة إنجليزية "The Fragrance of East" .

المشاركة العلمية:

  شارك الشيخ محمد الرابع الندوي في عدد من الندوات والمؤتمرات والملتقيات الأدبية والعلمية على المستوى المحلي والعالمي والدولي، وقدم بحوثاً ومقالات نشرت بعضها في كتيبات وبعضها في المجلات والصحف الوطنية والعالمية. منها:

استنبول ، القاهرة ، عمان ، لاهور ، تشاكانج ، مكة المكرمة ، أوكسفورد ، الرياض المدينة المنورة .

الرحلات العلمية:

زار عدداً من بلدان أوربا وآسيا وإفريقيا مثل بلاد الحرمين الشريفين، وتونس، والجزائر، وتركيا، وبلاد ما وراء النهر، ودول الخليج، وجمهورية مصر العربية ، وجمهورية اليمن العربية، والكويت، والإمارات العربية المتحدة، والمملكة الأردنية الهاشمية، وسوريا، ولبنان، وإيران، والعراق، واليمن، وباكستان، وبنجلاديش، ونيبال وماليزيا، واليابان، وبريطانيا، وأمريكا، وأفريقيا الجنوبية، و زار فيها الجامعات و المدارس، وحضر الندوات واللقاءات الأدبية والعلمية . 

  وتقديراً لأعماله في خدمة اللغة العربية منحه رئيس جمهورية الهند الجائزة التقديرية في عام ١٩٨٢م.

  ومنحه المجلس الهندي لأترابرديش الجائزة التقديرية تقديراً لخدماته في مجال الأدب العربي.

 وكذلك منحته مكتبة رضا برامفور بولاية أترابراديش.   

مكانته في المؤسسات والجمعيات:

١ـ شغل منصب الرئيس العام لندوة العلماء، لكناؤ.

٢ـ ورئيس هيئة قانون الأحوال الشخصية الإسلامية لعموم الهند.

٣ـ ونائب رئيس رابطة الأدب الإسلامي العالمية ورئيسها لدول شرق آسيا.

٤ـ رئيس المجمع الإسلامي العلمي، ندوة العلماء لكناؤ .

٥ـ رئيس مجلس الصحافة والنشر لندوة العلماء، لكناؤ.

٦ـ رئيس مجلس التعليم الديني لأترابراديش، الهند.

٧ـ رئيس دار عرفات برائي بريلي، الهند

٨ـ رئيس حركة رسالة الإنسانية لعموم الهند.

٩ـ رئيس جمعية الشيخ عبد الباري الندوي، لكناؤ

١٠ـ العضو المؤسس لرابطة العالم الإسلامي، مكة المكرمة. 

١١ـ عضو مجمع أبي الكلام آزاد لكناؤ .

١٢ـ عضو الهيئة الاستشارية لدار العلوم ديوبند.

١٣ـ عضو الهيئة الاستشارية لجامعة علي جراه الإسلامية.

١٤ـ عضو الهيئة الاستشارية لدار المصنفين، أعظم جراه.

١٥ـ عضو مركز الدراسات الإسلامية بجامعة أوكسفورد، بريطانيا .

١٦ـ عضو الهيئة الاستشارية لدار العلوم بستي .

١٧ـ المشرف الأعلى على أكاديمية الشيخ أبي الحسن علي الندوي، بهتكل، الهند.

١٨ـ المشرف الأعلى على جمعية الشيخ محمد الثاني الحسني التذكارية، رائي بريلي .

١٩ـ يرأس عدداً كبيراً من المدارس والمراكز التعليمية الإسلامية.

مؤلفاته العربية:

١ـ قيمة الأمة الإسلامية ومنجزاتها.(بالعربية والأردية)

٢ـ مقالات في التربية والتعليم. (بالعربية والأردية)

٣ـ منثورات من أدب العرب.(بالعربية)

٤ـ الأدب العربي بين عرض ونقد. (بالعربية)

٥ـ تاريخ الأدب العربي (العصر الإسلامي) (بالعربية)

٦ـ الأدب الإسلامي وصلته بالحياة. (بالعربية)

٧ ـ الأدب الإسلامي فكرته ومنهاجه. (بالعربية)

٨ ـ رسائل الأعلام. (بالعربية).

٩ ـ معلم الإنشاء (الجزء الثالث) (بالعربية والأردية)

١٠ ـ مختار الشعر (الجزء الثاني) (العربية).

١١ ـ أضواء على الأدب الإسلامي. (بالعربية والأردية)

١٢ ـ العالم الإسلامي قضايا وحلول.(العربية).

١٣ ـ في ظلال السيرة النبوية على صاحبها ألف ألف تحية وسلام. (بالعربية والأردية).

١٤ـ أضواء على الفقه الإسلامي.(العربية).

١٥ ـ رسالة المناسبات الإسلامية.(العربية).

١٦ ـ الغزل الأردي ومحاوره.(العربية).

١٧ ـ بين التصوف والحياة ( تعريب لكتاب أردي ألفه الشيخ عبد الباري الندوي).

١٨ ـ الشيخ أبو الحسن علي الحسني الندوي شخصية صنعت التاريخ. (بالعربية والأردية).

١٩ـ سراجاً منيراً سيرة خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم. (بالعربية والأردية والإنجليزية والهندية).

٢٠ـ الهداية القرآنية سفينة نجاة للإنسانية. (بالعربية والأردية والهندية).

٢١ ـ في وطن الإمام البخاري

  وللشيخ محمد الرابع الحسني الندوي مقالات وبحوث علمية كثيرة منشورة في المجلات والصحف المحلية والعالمية.

وفاته:

  وارتحل شيخنا رحمه الله ( يوم الخميس الحادي والعشرون من شهر رمضان ,١٤٤٤ م ١٣,٤,٢٠٢٣ ) إلى دار البقاء معرضا عن دار الفناء راضيا عن قضاء الله تعالى   

   إن القلب ليحزن والعين لتدمع و لا نقول إلا ما يرضي ربنا ، إنا لله وإنا إليه راجعون، رحمكم الله،لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بقدر ولا حول ولا قوة إلا بالله 

                               نعمان الندوي

أصداء الرحيل:

بسم الله الرحمن الرحيم

إنا لفراقك لمحزونون

وفاة العلامة الشريف محمد الرابع الحسني الندوي .

بقلم : د. محمد أكرم الندوي

أوكسفورد

   نعي إلينا ظهر اليوم (يوم الخميس الثاني والعشرين من شهر رمضان سنة أربع وأربعين وأربعمائة وألف) شيخنا العلامة الأديب المسند الشريف محمد الرابع الندوي، الإمام الأغر الأبيض الهاشمي، ووارث بيت النبوة، وأمين الندوة، وخليفة أبي الحسن، وقيل لنا: صدقوا أو لا تصدقوا إن هذا للخبر اليقين وإن هذا للفراق، فاستجارت بدموعها الأحداق، وحزنت القلوب والأعماق، إنا لله وإنا إليه راجعون، إليه شاكين، وبه معتصمين، وإياه مستغفرين ومسترحمين.

 نعاه النعاة فكأنهم قالوا: اهتزت الأرض وزالت الرواسي، وبكت السماء وهوت الكواكب، نعوا العلم والحلم، والأدب والخلق، وسلامة الصدر، وطهارة النفس، والزهد والعفاف، والصلاح والتقى، ثكلت بموته ندوة العلماء، ويتمت به ملة المسلمين الهنود.

ياذا الوجه البهي! ويا ذا القلب النقي! طبت حيا وطبت ميتا، عشت مجاورا في تكية بلدتك، ورهن قرارة في لكنؤ، زاهدا في الشهرة، فارا من الفخفخة وحب الظهور، نعم الأسوة كنت للشيوخ والعلماء.

يا جعفر! يا بلال! ويا خليل وأمين وسعيد، ويا آل ذلك البيت الميمون! إن بكيتم فعذركم واضح جلي، وإن صبرتم فأنتم براحلكم تقتدون، وبأجدادكم الطاهرين السادة تتمثلون.

  يا أيها الندويون! ذهب شيخكم، وأشجى داركم وهدها مصاب جليل، فأمسيتم وليس بكم قوام، وصرتم كالبدر يغشاه ظلام، ما أشده تمسكا بمذهب الشمول والاعتدال، وما أثبته على محجة الحق والإنصاف، وما أعظمه استقامة على مسلك شبلي، وسليمان، وأبي الحسن، وما أبعده عن الإفراط والتفريط، وما أبلغه عداء للعصبية العمياء، والتزمت البغيض، والجمود الممقوت.

يا ركب الأدب الإسلامي! فقدت أميرك، وودعت ذلك القلم الرصين، والعقل الرزين، ويا أيها المسلمون الهنود! رحل زعيمكم في حين جفاكم الأقارب والأباعد، وكبر خطبكم ضنكا سبيله، وعظم المكروه، واستفظع الأمر، صرُم فلم تقعد بحزمه حيرة المروع، ولم يسدد مذاهبه الذعر المخيف، يا أهل الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها! ما لعيونكم لا تبكي تسكابا، إذ راب الدهر وكان الدهر ريابا.

يا إمام الكرامة لتبك عليك الإنس والجن، سلام الله عليك يا جبل الحلم إذ جهل الجهال وسفه السفهاء، تحملت حلما مثل القدس، وهمة كرضوى، وقدرا ليس يعدله قدر.

ليبك عليك المجد يا من عاش يبني المجد خمسا وتسعين سنة، ويا من ظل دهره إلى الخيرات والحسنات مرتقيا.

اللهم اغفر له، وارحمه، واجزه عن الإسلام والمسلمين خيرا، وأسكنه أعلى الجنان، وأطب له في الفردوس المقام، وأنزله دار المتقين، بجوارك يا رب العالمين .

إنا لله وإنا إليه راجعون

  فجعنا هذا اليوم بنبأ وفاة العلامة الإمام محمد الرابع الحسني الندوي عن 94 عاما، وهو ابن أخت العلامة الإمام أبي الحسن الندوي، الذي أشرف على تعليمه وتربيته، وأجازه بكل أسانيده.

  والشيخ الرابع هو أحد مشايخي الذين حظيتُ بإجازتهم بثبَته المهم: "بغية المتابع لأسانيد الشيخ محمد الرابع".

  يعتبر العلامة محمد الرابع الندوي عالما وأديبا ومفكرا وكاتبا، وهو من مواليد بلدة راي بريلي في ولاية أترا براديش بشمال الهند عام 1929م، وينحدر من أسرة علمية عريقة في العلم والنسب، فخاله كما سلفت الإشارة هو الإمام أبو الحسن الحسني الندوي.

  درس الشيخ محمد الرابع في دار العلوم ندوة العلماء ونُسب إليها، ثم درس على بعض علماء الحديث في الهند من أمثال: الشيخ محمد زكريا الكاندهلوي، وغيره.

  عُيّن مدرساً في ندوة العلماء في عام 1367هـ، ودرّس فيها ما يقارب أربعين سنةً، وقد تخرَّج عليه عدد كبير من العلماء والمشاهير في الهند، وتولى - إلى جانب مهمة التدريس - إدارةَ ندوة العلماء في عام 1413هـ، ثم رئاستها بعد وفاة خاله العلامة أبي الحسن الندوي في عام 1420هـ.

  وله عضوية في عدة مجامع ومؤسسات عالمية، منها:

- اختير أميناً عاماً لندوة العلماء ورئيساً لجامعة دار العلوم عام 1420هـ 2000م ، بعد وفاة الشيخ أبي الحسن الندوي.

- من مؤسسي رابطة الأدب الإسلامي العالمية ، وكان نائباً لرئيس الرابطة ورئيساً لمكتب شبه القارة الهندية، وعضواً في مجلس الأمناء إلى أن توفي.

- عضو في رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة.

- نائب الرئيس لرابطة الأدب الإسلامي العالمية.

- رئيس مجلس الأحوال الشخصية الهندية لمسلمي الهند.

- عضو في عدد من المؤسسات العلمية والأكاديمية العالمية مثل مركز أكسفورد للدراسات الإسلامية في بريطانيا.

وحصل على جائزة رئيس الجمهورية الهندية في خدمة اللغة العربية عام 1981م.

ومن مؤلفاته:

  1. تاريخ الجزيرة العربية. 
  1. أيام في أمريكا. 
  1. تاريخ الأدب العربي. 
  1. منثورات من أدب العرب. 
  1. الثقافة الإسلامية المعاصرة. 
  1. الأمة الإسلامية ومنجزاتها. 
  1. التربية والمجتمع. 
  1. الأدب العربي بين عرض ونقد. 
  1. الأدب الإسلامي وصلته بالحياة. 
  1. مختار الشعر العربي. 
  1. واقع الثقافة الإسلامية.

  وله العديد من المؤلفات باللغة الأوردية.

  بوفاة الإمام محمد الرابع الحسني الندوي تفقد شبه القارة الهندية والأمة الإسلامية كلها علما كبيرا من أعلامها، وعلامة عظيمة من علامات العلم فيها، تُنتقص الأرض بذهابها، ويقبض العلم بقبضها.

  إن القلب ليحزن، وإن العين لتدمع، وإنا لفراقك يا شيخنا لمحزونون، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا: "إنا لله وإنا إليه راجعون".

  اللهم اغفر لشيخنا وارحمه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، وأبدله دارا خيرا من داره، وأهلا خيرا من أهله، واغسله من ذنوبه بالماء والثلج والبرد، ولا تحرمنا أجره، ولا تفتنا بعده، واغفر اللهم لنا وله.

إنا لله وإنا إليه راجعون.

وصفي عاشور ابو زيد

  وفاة المفكر الإسلامي الهندي “الندوي” عن عمر يناهز 96 عامًا

رابطة علماء أهل السنة

  تُوُفٍي فجر اليوم الأربعاء، المفكر الإسلامي الهندي البارز، الشيخ /محمد واضح رشيد الندوي، عن عمر يناهز 96 عامًا.

  ووفق وسائل إعلام هندية، رحل الندوي، فجر الأربعاء، فيما نعته “رابطة خريجي ندوة العلماء” الشهيرة في الهند.

وأفادت الرابطة، بأن صلاة الجنازة والدفن سيجريان في وقت لاحق اليوم.

  والفقيد هو ابن شقيقة العلامة الراحل أبو الحسن الندوي، أحد أشهر رجال الدين والفقه واللغة والأدب في الهند، والذي توفَّى عام 1999 عن عمر يناهز 86 عامًا.

  وتعرّفه الرابطة وفق تقارير سابقة، بأنه “مفكر إسلامي كبير ومن فحول الأدباء القلائل، ومن العلماء الأعلام المبرّزين في البحث والتحقيق والدراسة”.

  وولد العلامة محمد الندوي، في أسرة تجمع بين العقيدة السلفية النقية وبين الربانية الصحيحة، إذ تربَّى تحت إشراف خاله الإمام أبي الحسن.وتلقى تعليمه في جامعتي “ندوة العلماء”، و”عليكرة” الإسلامية، وعُيِّن بعد التخرُّج بداية الخمسينيات في القسم العربي للإذاعة الهندية في دلهي، وشغل المنصب لمدة عشرين عامًا.

  كما شغل مناصب، مدير المعهد العالي للدعوة والفكر الإسلامي، والسكرتير العام للمجمع الإسلامي العلمي، والأمين العام لرابطة الأدب الإسلامي العالمية لشبه القارة.

  وله العديد من المؤلفات بينها “تاريخ الأدب العربي (العصر الجاهلي)” و”أعلام الأدب العربي في العصر الحديث”، و”مصادر الأدب العربي”، و”أدب أهل القلوب”.

  الأستاذ السيـد محمد واضح رشيد النـدوي حفظه الله ورعاه، الذي وهبـه الله ملكة خاصة في الكتابة باللغة العربية، وهو أحد الأعـلام البـارزين المعاصـرين الذين لهم سمعة طيبة في الأوسـاط الدينية و العلمية والاجتماعية داخل الهند وخارجها، وقد ولد في دائرة الشيخ علم الله الحسني ببلدة رائي بريلي في ولاية أترابراديش الشمالية في الهند، وهو ابن أخت العلامة أبي الحسن علي الـندوي والأخ الشقيق للشيخ محمد الرابـع الحسني النـدوي. 

مسيرته العلمية:

  تلقى محمد واضح رشيد النـدوي مبادئ القراءة و الكتابة في المدرسة الإلهية براي بريلي، ثم دخـل دار العلوم ندوة العلماء حيث تعلم اللغة العربية ووسّع ثقافته الأدبية والإسلامية، ونال شهادة العالمية وتخصص في الأدب العربي وتخرج فيها عام 1951م، ثم أنهى دراسته الثانوية في المدرسة الرسمية، والتـحق بجامعـة عليكره الإسلاميـة لمزيد من الدراسات، وحصل على شهادة الليسانس في اللغة الإنجليزية، ومن أساتذته الكبار سماحـة العلامة أبو الحسن علي الندوي والأستاذ محمد ناظم الندوي والأستاذ عبد الحفيظ البلياوي، وهم الذين غرسـوا فيه حبـه للغة العربية وشـجعوه على ممـارسة الكتابة فيها، وقد سـاعده على ذلك توفيقٌ إلهيٌ واضح في ميدان تخصصه في الأدب العـربي والتـاريخ والنقد العربي والحضـارة الغربيـة هذا بجانب اهتمامه بقضـايا الفكر الإسلامي والغـزو الفــكري. 

حيــاتـه العلمـية: 

استهـل محمد واضح رشيد النـدوي حياته العلمية سنة 1953م حيث باشر العمل في إذاعة عموم الهند بدلهي مذيعا ومترجما من الإنجليزية إلى العربية، وظل في وظيفـته حتى سنة 1973م، وكانت هذه الفترة تمثـل مـرحلة فاعـلة في مشـوار حيـاته، إذ سنحت له الفرصـة لدراسـة العلوم السياسية والاجتمـاعية، كما وسّع ثقافتـه الإنجليزية ومعرفتـه عن سياسة الغرب ومزايـا مجتمعاته والمشـاكل التي تعيشها وما طرأ عليها من ثورات وانقلابات وأفـكار مما كان له أثره في الحياة الإنسانية المعـاصرة، هذا بالإضافة إلى نهوضـه بنقـل المقالات والبـحوث العلمية والأدبيـة والسياسيـة وبعض التمثيليات والقصص التي تم إذاعتـها من دلهي وعدد من محطات الإذاعـات إلى العـربية. 

وبهذه الثـروة الضخمة والتجارب المُحكمة رجع إلى دار العلوم ندوة العلماء عام 1973م، حيث نهل العلوم وانخرط في سلك التدريس فيها أستاذا للغة العربية وآدابها، و منذ ذلك الحين وإلى اليوم وهو يكـرس حياته لمهمة تدريس العربية، وفي خلال ذلك عين عميدا لكلية اللغة العربية وآدابها بدار العلوم، كما عمل مديـرا للمعهد العالي للدعوة والفكر الإسلامي، وفي عام 2006م تولى رئاسة الشؤون التعليمية لنـدوة العلماء، و ذلك إثر وفاة رئيسها السابق الدكتور عبد الله عباس الندوي. 

  وأما عن الدور البارز في حياتـه العملية، فقد كان في مجال الصحافة العربيـة الهندية، حيث يعمل رئيس التحرير لصفحة الـرائد ورئيس التحرير المشارك في مجلة البعث الإسلامي الغـراء الصـادرتين من ندوة العلمـاء، وقد وُفق الشيخ لإدارة فن الصحافة في أحسن صورة، ويمكن القول إنه يضـاهي في كتاباته الصحفية كبـار الصحفيين العرب في تقديمه للموضوعات وتحليلها وتوجيه المجتمع وتبصيرهم وتوعيتهم بكل ما يحـدث صغيرا و كبيرا في زوايـا العالم، وكتاباته المستمرة التي تزدان بها صفحات الـرائد و البعث الإسلامي وعدد من الصحف الهندية و العربية، تتمثل فيها مقـدرته الفـائقة وصنـاعته المتقنة في هذا المجـال. 

المنـاصب التي تولاها: 

يشغل الأستاذ محمد واضح رشيد الندوي عـدة مناصب إدارية وعلمية ومنها: 

  1. الأمين العام المساعد لمجلس أمناء رابطة الأدب الإسلامي العالمية. 
  1. سكرتير المجمع الإسلامي العلمي بندوة العلماء. 
  1. عضو مجمع أبي الكلام آزاد بلكهنؤ.
  1. عضـو الهيئة الاستشارية لـدار العلوم بستي. 
  1. الـرئيس العـام لمدرسة فلاح المسلمين، أمين نجر، رائي بريلي.
  1. نائب رئيس دار عرفات، رائي بريلي. 

   وله مشـاركات علمية ملحوظة في شتى المناسبـات داخل الهند وخـارجها، و قد اشترك في الندوات والمؤتمرات التي أقيمت في القاهرة وعمان ولاهور وطشقند ومكة المكرمة وجامعة أُكسفورد والرياض والمدينة المنورة وإستنبول، وقد تشّرف بالحصول على جائزة الرئيس الهندي التقديرية، وذلك تقديرا لجهوده الطيبة في مجال الأدب العربي الهندي و اعترافا بشخصيته البارزة. 

  واستطاع الشيخ السيد محمد واضح رشيد الندوي أن يُقدم إلى الوجود ثروة أدبية قيمة تزدان بها المكتبة الإسلامية.

 ومن أعماله: 

  1. فضائل القرآن الكريم.
  1. فضائل الصلاة على النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.
  1. الدين والعلوم العقلية، وهو ترجمة لكتاب في الأردية، عنوانه: "مذهب وعقليت" ومؤلفه الشيخ عبد الباري الندوي، ونالت الترجمة العربية شهرة فائقة حتى إنها نشرت مرارا من دار ابن حزم، بيروت.
  1. أدب الصحوة الإسلامية. 
  1. الدعوة الإسلامية ومناهجها في الهند. 
  1. حركة التعليم الإسلامي في الهند وتطور المنهج.
  1. تاريخ الأدب العربي، العصر الجاهلي.
  1. من صناعة الموت إلى صناعة القرارات. 
  1. نحو نظام عالمي جديد. 
  1. حركة رسالة الإنسانية. 
  1. الإمام أحمد بن عرفان الشهيد. 
  1. مصادر الأدب العربي. 
  1. أدب أهل القلوب.
  1. المسحة الأدبية في كتابات الشيخ أبي الحسن على الحسني الندوي.
  1. الشيخ أبو الحسن قائدا حكيما. 
  1. مختصر الشمائل النبوية. 
  1. أعلام الأدب الحديث.
  1. شعر الغيرة الإسلامية. ( قيد الطبع ).
  1. تاريخ الثقافة الإسلامية. ( قيد الطبع ).
  1. قضايا الفكر الإسلامي. ( قيد الطبع ).
  1. تاريخ النقد العربي. ( قيد الطبع ). 
  1. تاريخ الأدب العربي"العصر العباسي" ( قيد الطبع ) .

  هذا بالإضافة إلى عدد من المقالات المنشورة التي نشرتها له مجلة ثقافة الهند الصادرة عن المجلس الهندي للعلاقات الثقافية بدهلي، و مجلة البعث الإسلامي بعنوان "صور و أوضاع" و مقالات و افتتاحيات لصحيفة الرائد. 

دوره في الصحافـة العربيـة: 

  يقوم الشيخ السيد محمد واضح رشيـد الندوي بدوره القيـادي في الصحافة العربيـة الهندية المعاصرة، و يشهد بذلك المئات من الصفحات التي دبجها الشيخ بمقـالاتـه وأفـكاره وتعليقاته وانتقاداته التي تتفجر معانيها وكلماتها من قلبه وقلمه تلقائيا من دون أن يتكلف فيها، ويعد الشيخ في زمرة العلماء الذين أوتوا فهما واسعا واطلاعا نافذا وقلبا واعيا وذاكرة قوية، إلى جانب تضلعه في الثقافتين الشرقية والغربية، وقد نجح تماما في تقديم محاسن الأولى التي أساسها الوحي الإلهي والشرعية السماوية، كما دحض المزاعم الباطلة التي يقوم بالدعاية لها رجال الثقافية الغربية، و أما عن كتاباته في مجلة البعث الإسلامي تحت عنوان "صور وأوضاع" فهي تعبر عن مواكبته كل ما يجري في الأوساط السياسية و الاجتماعية، مما يجعل القارئ يعايش أحداث العالم، وقد خصص هذه الصفحات ليتصدى لمن يحاول العبث بالدين والشريعة، والقيم والأخلاقيات، والإنسان والإنسانية، خاصة القادة والمفكرين الغربيين الذين يتحدثون دائما من منطلق القوة الكاذبة والتفوق المزور، ويزعمون أنهم أهل القدرة على المنح و المنع، لتكون الهيمنة السياسية على الدول الفقيرة حـكرا لهم، ونـراه في مثل هذه الظروف يحـاورهم بلهجة عنيفة و كلـمات صـارمة. 

  فالشيخ السيد محمد واضح رشيد الندوي صاحب فكرة متوقدة و قلم سيال، جعلهما سيفا مسلولا ضد الطغيان السياسي والغزو الثقافي، بينما جعلاه في طليعة الصحفيين البارزين.

مصادر الترجمة:

١_ الموسوعة التاريخية الحرة.

٢_ رابطة الأدب الإسلامي.

٣_ تعزية الشيخ محمد نعمان الندوي.

٤_ صفحة الشيخ د. وصفي عاشور ابو زيد.

٥_ مواقع إلكترونية أخرى.

وسوم: العدد 1035