في رحيل الدكتور أسامة الباز عميد الدبلوماسية المصرية

في رحيل الدكتور أسامة الباز

عميد الدبلوماسية المصرية

شاكر فريد حسن

[email protected]

غيب الموت يوم السبت عميد و"مايسترو" الدبلوماسية المصرية الدكتور أسامة الباز ، مستشار الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك ، بعد مشوار حياة طويل وحافل في العمل والنشاط السياسي . وبغيابه تفقد مصر دبلوماسياً كبيراً وبارزاً  وشخصية مميزة وفريدة مؤثرة في الحياة السياسية بمصر على مدى عقود طويلة ، حيث كان شاهداً على الحروب ومعاهدات السلام والمتغيرات العالمية والهزات السياسية العميقة الجذرية في الشرق الاوسط .

وأسامة الباز هو من الشخصيات السياسية اللامعة ، التي ثار حولها جدل واسع وانقسام في الشارع المصري ، بعد أن ابتعد عن المشهد السياسي ومسرح الاحداث قبل عقد من الزمان . وبالرغم من انه من رجالات نظام مبارك فلم توجه له تهم الفساد قبل أو بعد ثورة 25 يناير، التي اطاحت بهذا النظام .

كان الباز احد مستشاري مركز الدراسات الاسرائيلية الفلسطينية بمؤسسة "الأهرام" ، ومديراً لمكتب الأمين الأول للجنة المركزية للشؤون الخارجية ثم مقرراً للجنة الخارجية المنبثقة من اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي آنذاك ، ومديراً للمعهد الدبلوماسي ، أحد مراكز الدبلوماسية العريقة في منطقة الشرق الاوسط . وقد عمل بجد ونشاط واخلاص من اجل مصر ، وقدّم نموذجاً في حب الوطن وخدمة الشعب المصري ، وأدى دوره السياسي بكفاءة عالية منقطعة النظير ، ويعد أحد أجنحة التيار الاصلاحي في المؤسسة الحاكمة بمصر . وكان يتمتع برؤية سياسية وثقافية ثاقبة جعلته ينال احترام معارضيه ، رغم معارضتهم لمواقفه السياسية وصياغته لمعاهد السلام مع الكيان الاسرائيلي .

كان الباز صديقاً للشعب الفلسطيني وقيادته التاريخية ، ونصيراً للقضية الفلسطينية ، ومدافعاً صلباً عن الحق الفلسطيني المشروع ، وكان له دور بارز ورئيسي في توطيد العلاقات الفلسطينية - المصرية .

عرف الدكتور أسامة الباز ببساطته وتواضعه الجم وقربه من الناس وبسطاء الشعب ، واتخذ المترو وسيلته اليومية في الذهاب والإياب من القصر الجمهوري ، وكان من اكثر الشخصيات حضوراً ومشاركة في الندوات الثقافية والحلقات السياسية واللقاءات الفكرية في مصر وخارجها .

أسامة الباز من رجالات مصر المهمة في الحياة السياسية ممن اشتهروا خلال العقود الثلاثة الماضية على المستوى الرسمي والشعبي ، لم يكن منتمياً لأي جماعة أو حزب سياسي ، وهو مؤلف كتاب "مصر والقرن الحادي والعشرين " ، ولا شك انه شخصية تستحق الدراسة والتوقف عندها لكونه جزء هام من التاريخ الساسي المصري ،وعاش حياته  قريباً من عملية صنع القرار السياسي المصري .