عرّاب الحواسيب المينائية في العراق

كاظم فنجان الحمامي

حكاية منسية من حكايات الأدمغة الوطنية المهاجرة

كاظم فنجان الحمامي

[email protected]

هذه قصة حقيقة أخرى من قصص النبوغ والإبداع والتفوق, بطلها عبقري من العباقرة المنسيين في محطات الغربة والاغتراب, قامة كبيرة من القامات المحذوفة من سجلات ذاكرتنا الوطنية المعطوبة, اسمه سالم عبد الله الحسَّو, شق وحده طريق التحدي نحو الموانئ العراقية, وسار في المسارات التقنية الانتقالية الوعرة, ليسهم ببناء أكبر الحواسيب المركزية المينائية في سبعينيات القرن الماضي, ويضع حجر الأساس لأول منظومة مينائية إلكترونية قبل أن تتحول الموانئ الأوربية المتقدمة نحو تبني جيل المعالجات البيانية الفائقة السرعة, فكان أول مدير لأول حاسبة مركزية في العراق, قبل أن تفكر العاصمة بغداد في التعامل مع هذا النوع من الحواسيب العملاقة. .

الانطلاق من محطة البث اللاسلكي

بدأت حياة المهندس (سالم) الوظيفية عام 1966 في الموانئ العراقية, فانطلق من دائرة الهندسة اللاسلكية التابعة لقسم الاتصالات, ليعمل على صيانة المنظومات الرادارية, ومحطات البث اللاسلكي, فتعرف على أجهزة الاتصالات البحرية والجوية والبرية, ولم يمض عام واحد في وظيفته الابتدائية حتى استطاع أن يصم ويبني جهاز إرسال من نوع (SSB), بقوة بث تعادل (300) واط لأغراض السيطرة الجوية, وظل هذا الجهاز يعمل بأقصى كفاءته للمدة من 1970 إلى أن تم تدميره عام 1991 بصواريخ القوات المتحالفة ضد العراق بغارة من غاراتها العدوانية. .

ظل هذا الشاب الكفء يعمل بجهود استثنائية في قسم الاتصالات اللاسلكية حتى عام 1970, وكانت له إسهامات كبيرة تبلورت في صيانة وتشغيل أجهزة البث التلفزيوني في البصرة, وصيانة وتشغيل الأجهزة الطبية في مستشفى الموانئ ومستشفى البصرة العام. .

الخطوة الأولى الرائدة

تفرغ المهندس (سالم) عام 1970 لتدريب وتأهيل الفرق التقنية في مجالات البرمجة على اللغات الحاسوبية السائدة آنذاك, فنجح في مهمته التدريبية الشاقة, والتي انتهت قبل وصول أجهزة الحاسبة المركزية, ثم رافق خبراء الشركة المجهزة, الذين واصلوا تدريب المبرمجين والمشغلين, فتحولت الموانئ العراقية وقتذاك من الأساليب الحسابية اليدوية التقليدية البطيئة إلى البرامج الالكترونية الدقيقة فائقة السريعة. .

اختار المهندس الموهوب (سالم عبد الله الحسَّو) تنظيم قوائم حسابات عمال الشحن والتفريغ في أرصفة مينائي (أم قصر), و(المعقل), وكانت هذه الخطوة بمثابة الخطوة التطبيقية الأولى للتعرف عن كثب على قدرات الحاسبة المينائية المركزية الجديدة, فشعر موظفو قسم الحسابات في الدائرة المالية بخوف شديد من هذه الحاسبة, التي كانت في حينها أشبه بالبعبع الذي سيبتلع وظائفهم ويلغي وجودهم, وربما يخرجهم من الخدمة.

كانوا يظنون أن (الدماغ الآلي الجبار) سيلتهم كل شيء تقريبا, ويقضي عليهم نهائياً, بيد أن حملات التوعية المكثفة, وما رافقها من تثقيف وتوجيه, كانت كفيلة في تذليل هذه العقبة الانتقالية, فتحولت الموانئ من الأساليب القديمة البالية إلى البرامج الحديثة المتطورة, وربما كان لمدير عام الموانئ آنذاك (الأستاذ عدنان القصاب) الدور الأكبر في تحقيق هذه القفزة النوعية الهائلة, فسجلت الموانئ بتلك الخطوة تقدماً تقنياً مدهشاً تفوقت به كثيراً على موانئ الشرق الأوسط, وتفوقت به أيضاً على المؤسسات العراقية المشابه لها في التشكيلات الوزارية الأخرى. .

ثمار النجاح والتفوق  

حقق المهندس (سالم الحسَّو) نجاحاً باهراً في تطبيقه الأول لحسابات عمال الشحن والتفريغ, فشحذ ذهنه لتصميم برامج جديدة تستوعب تنظيم قوائم كل العاملين في الموانئ وعلى اختلاف أقسامهم ودوائرهم, ثم توجه لتنظيم سجلات السفن القادمة والمغادرة في برامج مطورة استوعبت حمولاتها وأجورها وعوائدها, فتوسعت أعمال الحاسبة المركزية عمودياُ وأفقياً, ما أدى إلى قيامه بتقسيم المبرمجين إلى مجاميع, وتوزيعهم على وحدات صغيرة, منفردة ومتخصصة بكل نظام وبكل برنامج, وكانت كل وحدة صغيرة تضم مصمم للنظم, وعدد من المبرمجين للمباشرة بإعداد الدراسات الأولية تمهيداً لوضع التصميم الأولي للبرنامج, ثم قام بإخضاع البرامج الوليدة للفحص والاختبار وصولا إلى إخراج التصميم النهائي للبرنامج, الذي سيتم الاعتماد عليه في الخطوات الحاسوبية اللاحقة.

ثم قام باستحداث عناصر ارتباط في كل محور من المحاور الرئيسة والثانوية للموانئ, فتشكلت عنده شبكة شجرية لجمع المعلومات وتوثيق البيانات وتهذيبها وترتيبها في جداول واستمارات متفق عليها, حتى تكون في متناول المبرمجين والمصممين, وهكذا نمت هذه الشجرة المعلوماتية المتشعبة, وكانت امتداداً علمياً وإدارياً وتطبيقياً لثورة الحواسيب في مراحلها اللاحقة. 

أنصبت اهتمامات المهندس المبدع (سالم الحسَّو) على اكتساب ثقة الدوائر المرتبطة بالهيكل التنظيمي للموانئ, فقطف التعاون الإيجابي أول ثمار هذه الجهود المضنية التي بذلها في سبيل تحقيق أفضل النتائج, فتوسعت علاقاته المهنية والإدارية الحميمة مع مدراء الأقسام الرئيسة, وكانت تربطه علاقات ودية مع مدير ميناء المعقل الأستاذ فالح الموسى, ومدير الحسابات الأستاذ علي الفخري, ومدير الشؤون البحرية الكابتن جاسم محمد حمزة. .

وجد المهندس المتألق (سالم الحسَّو) نفسه محاطا بكم هائل من الأعمال المؤجلة, والأهداف المستقبلية المدرجة على لائحة الانتظار, فكان لابد من قيامه بإضافة أجهزة جديدة لمواجهة زخم العمل الهائل, فوقع اختياره على شركة (هني ويل) الفرنسية لتجهيز الموانئ بأجهزة حديثة قادرة على التعامل الفوري مع مدخلات البيانات ومخرجاتها, ثم لجأ إلى شركة (سي أم سي) البريطانية لاستبدال أجهزة التخريم الورقية بوحدات شاشات, ومفاتيح سريعة لإدخال المعلومات, تمهيداً لنقلها إلى الحاسبة الرئيسة عن طريق الأشرطة الممغنطة, وكان هذا هو الاستعمال الأول لهذه التقنية الجديدة في عموم المؤسسات العراقية, الأمر الذي اضطر وزارة التخطيط لاقتفاء أثر هذا الشاب المبدع, والحذو حذوه باعتباره من الرواد الموهوبين في هذا المضمار. .

وهكذا تحسن أداء الحاسبة المينائية المركزية, وتحسنت خدمات الموانئ نحو الأفضل بتحسن الأجهزة الحاسوبية وأداء العاملين فيها. .

أسرة مينائية من الجيل الذهبي

كان المهندس الموهوب (سالم الحسَّو) على موعد يومي متجدد مع الإبداع لإحراز أعلى النتائج وتحقيق أروع المكاسب, باشر بدراسة أنظمة المانيفيست لمتابعة حمولات السفن الوافدة وتدقيق بياناتها, فكان لابد من توظيف كوكبة جديدة من المبرمجين, وتدريبهم على لغات البرمجة الحديثة, فحالفه الحظ بما أبدوه من استجابة فورية لمتطلبات العمل, وكان دوره مقتصرا حينذاك على تذليل المشاكل, وتجاوز العقبات, والإشراف على سير أعمال البرمجة بما يتفق مع مسارات الخطوط العريضة للنظام بموجب متطلبات العمل في الموانئ العراقية. .

عمل رئيس المهندسين (سالم عبد الله الحسَّو) مديراً لقسم الحاسبة المركزية للمدة من 1970 ولغاية 1979, لم يكن متقوقعاً إدارياً, ولا منطوياً على نفسه, ولا متغطرسا, ولا متكبراً, ولا متعالياً, ولا فاسدا إدارياً, كان ملتزماً بواجباته الإدارية والمهنية, دقيقاً في مواعيده, طيباً هادئاً متواضعاً يتصرف دائماً كعنصر بسيط ضمن الكيان الكبير لأسرة الحاسبة المركزية, فتراه يشاركهم في أعمال الصيانة الدورية, ويؤازرهم ميدانياً في إصلاح العطلات الطارئة, مستعينا بخبرته الطويلة في مختبرات شركة (باي – فيليبس) البريطانية, ومستفيداً من عمله السابق في تصميم وصيانة الأجهزة اللاسلكية, وربما ساعدته أناقته ووسامته ولباقته في اكتساب ود الناس ومحبتهم من دون تكلف, فكان يرتبط بعلاقات صداقة واسعة مع نخبة من موظفي اللاسلكي, نذكر منهم: المهندسون فخري الجادري, وسلمان إسماعيل, ونزار السلمان, وعبد الغفور ميسر, وعلي الشهواني, وحازم بكر, وقحطان الكباسي, ونذكر منهم: الفنيون داود حميدي, وفاضل الربيعي, وعباس الشاوي, وأبو نصير, وأبو كوثر, وكوثر عبد اللطيف, وفاضل التميمي, وعباس البدران, وعزيز الجادري. .

وكانت له علاقات أخوية متينة مع رواد البرمجة وتحليل النظم في الحاسبة المركزية, نذكر منهم: رئيس المهندسين عبد الحسين جاسم, ورئيس المهندسين عبد الرسول محمد جياد, ورجاء حسين الشكرجي, وسلمان حسين حمادي, وسعد المناصير, وعلي عبد الوهاب, وعماد القلمجي, وهاشم الصفّار أبو مروج, ومظفر نوري, وعادل الحسيني, ورياض جمال الأمين, وزيد عبد الرزاق العضب, وصبيح الأسدي, وجمال الدوغجي, ونبيل البلداوي, وهراج آرسين, والأخوات سمية كامل عبودي, ونهاد نجيب شيكا, وفردوس عبد الرزاق العضب, وساجدة البدران, ورجاء طه الإدريسي. .   

التحليق نحو الآفاق العالمية

 كافأته الموانئ العراقية فمنحته عام 1979 إجازة دراسية لنيل شهادة الدكتوراه من جامعة لندن, فشد الرحال نحو مدينة الضباب, بيد أن اندلاع حرب الخليج الأولى, وما صاحبها من إرباك إداري, أفقد مؤسساتنا الوطنية توازنها, وأودى بالتزاماتها الخارجية, فحال دون وصول المبالغ المالية اللازمة لتغطية نفقات الدراسة, فوجد (سالم) نفسه غارقا بعد عامين في الديون الثقيلة, في الوقت الذي اعتذرت فيه الإدارة الجديدة للمؤسسة العامة لموانئ العراق عن تسديد الديون, واعتذرت أيضاً عن تسديد أقساط الدراسة, ما اضطره إلى ترك المقاعد الدراسية, والبحث عن عمل يوفر له الملاذ الآمن في غربته اللندنية, وما أن سمعت الموانئ بقراره حتى بادرت إلى رفض استقالته من العمل, وأعلنت الحرب عليه في المحاكم الرسمية المدنية والعسكرية, ولم تشفع له انجازاته الرائعة المسجلة باسمه في المحافل المينائية الدولية, بل صار في نظرها من الخارجين عن طاعتها, المتمردين على سلطتها, بيد أن المحكمة العسكرية التي ترأسها العميد مجيد عادل جاسم, وعضوية العقيد عبد الله عودة, والعقيد عدنان محسن علوان, والنقيب الحقوقي زامل عباس بصفته المدعي العام العسكري, قررت في الحادي عشر من شهر يناير (كانون الثاني) من عام 1991 في ضوء أحكام القرار (68) الصادر من مجلس قيادة الثورة وقتذاك, قررت شموله بالعفو عن تهمة الانقطاع عن العمل, وتمت المصادقة على القرار في الخامس من سبتمبر (أيلول) من عام 1991, ولم يعلم سالم عبد الله الحسَّو بقرار العفو, الذي صدر بحقه حتى عام 2012 عندما ابلغه زملائه بالعمل بمضمونه, فطار من الفرح على الرغم من مضي ربع قرن على حيثيات القضية المفتعلة, التي أثارتها ضده إدارة الموانئ في الثمانينات. .

لقد سخرت الأقدار من الإدارة الحربية للموانئ العراقية, حينما تبوأ (سالم) مركز المدير الفني لشركة (الفاكريت) في لندن للمدة من 1981 ولغاية 1990, وسجل في حينها أروع انتصاراته الدولية في حلبة الإبداع والتفوق, إذ اشرف على تصميم وإنتاج وحدة للاتصالات الطرفية تدعى (التراك 280) , كانت صالحة للعمل مع الحواسيب المركزية لشركتي (ديجيتال), و(بيركن إيلمر), وكان من أوائل المساهمين في وضع أسس التعريب لأجهزة الاتصالات الطرفية العاملة مع الحاسبات المركزية, ونجح في تعريب وتطوير جهاز الاتصال الطرفي من نوع (لنك 220) بالتعاون مع شركة (لنك تكنولوجي) الأمريكية للمدة من 1982 ولغاية 1990, والتي لاقت رواجا كبيرا في مراكز الحواسيب في ليبيا والمملكة العربية السعودية. . 

ثم قام عام 1992 بإنشاء شركة (ألترا سوفت) للبرمجة والتدريب, ونجح في ابتكار نظام آلي للسيطرة على أعمال المراقبة التلفزيونية في أروقة الحرم المكي الشريف, والذي استمر العمل به لأكثر من عشر سنوات. . 

أحيل إلى التقاعد من العمل الهندسي في عالم الحواسيب والاتصالات عام 1999, وتفرغ لممارسة هواياته الفنية والثقافية. .

الفنان الشامل يعود للظهور

ربما لا يعلم العاملون في قسم الحاسبة الالكترونية أن العرّاب الذي شهدت الموانئ على يده ولادة أول الحاسبات المينائية المركزية في الشرق الأوسط, لا يعلمون أن ذلك العرّاب درس الفن التشكيلي في مراحل الدراسة المتوسطة والإعدادية على يد الفنان التشكيلي الراحل (نجيب يونس), وأنه أنهى دورة دراسية للفنون التشكيلية في كلية (كامبرويل) في لندن عام 1960, وشارك في معرض للرسم لطلبة كلية (نور وود) في لندن وحصل على الجائزة الأولى عام 1960, وحصل على الجائزة الأولى أيضاً في المعرض التشكيلي الذي أقامته جامعة (مانجستر) عام 1962, وتلقى في بيروت مبادئ النحت للفترة من 1999 إلى 2001 على يد الفنانة (منى السعودي), وشارك في دورة دراسية للنحت في جامعة (كنكستون) في لندن عام 2008, ومن المفارقات العجيبة أنه شارك في التمثيل والإخراج المسرحي لمجموعة من المسرحيات الجامعية في لندن ومانجستر للمدة من 1959 لغاية 1963, وأنه ظل حتى يومنا هذا يمارس هواياته في النحت والرسم, والتصوير السينمائي والفوتوغرافي, ويعشق الموسيقى والأعمال الأدبية, ويكتب الشعر, ويميل إلى التأمل الروحي, ويحب الرجوع إلى الطبيعة. . 

من هو هذا العرّاب

ولد (سالم عبد الله الحسَّو) في الموصل عام 1941, التحق بالدراسة الابتدائية في مدرسة (الوطن), وأكمل دراسته المتوسطة في (المركزية), ودراسته الثانوية في الإعدادية المركزية بالموصل, أرسلته الحكومة العراقية عام 1959 ببعثة دراسية في لندن لدراسة الهندسة الكهربائية, فنال شهادة البكالوريوس في الهندسة الكهربائية من جامعة مانجستر عام 1962, وحصل على الماجستير في علوم الحاسبات من جامعة لندن عام 1975. .

من انجازاته العلمية أنه قام عام 1974 بتصميم جهاز الكتروني لتحويل الصوت إلى سجل قابل للخزن على الحواسيب الالكترونية, وصالح للتداول على شبكة الأربانيت, التي مهدت الطريق لظهور شبكة الانترنت, وذلك بالتعاون مع المختبر الفيزيائي القومي البريطاني بإشراف البروفيسور (بيتر كيرشتاين), وأنه عمل في شركة (باي) في مدينة كامبردج كمهندس اتصالات لاسلكية, وقام بتصميم وحدة اتصال صغيرة, استخدموها فيما بعد في إنتاج إحدى أجهزة الشركة اللاسلكية. .

ويبقى السؤال هل منحته مديرية التقاعد العراقية تقاعده الذي يستحقه ؟, الجواب: كلا, وهل كرمه العراق ومنحه الجائزة العلمية التقديرية التي يستحقها ؟, الجواب: كلا. وهل خلده المركز القومي للحاسبات باعتباره أول من عمل على تشغيل وإدارة الحاسبات المركزية المينائية الكبيرة في الوطن العربي ؟. الجواب: كلا. وهل تعلم نقابة الفنانين العراقيين بهذا الفنان الذي اقتحم المعارض الأوربية وأشادت به الصحف الفنية البريطانية منذ ستينيات القرن الماضي ؟, الجواب: كلا. .

ختاما أقول أن واجبي الوطني يحتم عليّ البحث والتفتيش عن الطاقات العراقية المنسية في محطات الغربة, ويحتم عليّ الكتابة عنهم, وعن انجازاتهم الرائعة في الداخل والخارج, عسى أن يأتي اليوم الذي تنهض فيه الدولة العراقية من سباتها, فتخلد ذكرى هؤلاء الرواد الأفذاذ....