محمد أكبر الفاروقي (الهندي)

أيمن بن أحمد ذو الغنى

المحدِّث المسنِد والطبيب المعمَّر

أيمن بن أحمد ذو الغنى

عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية

هو الشيخ الصالح المحدِّث المسنِد والطبيب المعمَّر محمد أكبر بن محمد زكريا بن إحسان الله الفاروقي، ينتهي نسبه إلى الفاروق عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه.

ولد سنة تسع وثلاثين بعد الثلاث مئة والألف (1339هـ)، في قرية فِريَوا، بمديرية بَرْتابْ كَرَه، من ولاية أُتْرا بَرادَيْش الهندية.

فهو يبلغ من العمر (95) سنة، بارك الله في صحَّته وهمَّته وأدام النفع بعلمه.

طلبه للعلم:

تتلمذ في قريته على الشيخ محمَّد أيوب الفاروقي أحد طلاب العلامة المحدِّث نذير حسين المشمولين بإجازته.

ثم قصد دِهلي (بكسر الدال) حاضرة الهند، والتحق بالمدرسة الفيَّاضية، ثم بالمدرسة الرحمانية، وبقي فيها سنوات، درس على مشايخها التفسيرَ والحديث والفقه والنحو والصرف والأصول والمنطق.

ثم انتقل إلى المدرسة الزُّبيدية بعد انتقال شيخه أحمد الدِّهلوي إليها من المدرسة السابق ذكرُها، وهو بلديُّه إذ كلاهما من مديرية بَرْتابْ كَرَه.

وبعد أن فرغ من القراءة عليه، اتجه إلى دراسة الطبِّ في كلية الطبِّ والجراحة، وحصل على شهادتها.

عُمدة أشياخه:

يعدُّ الشيخ أحمد الله الدِّهلوي عمدةَ أساتذته وشيوخه، وقد قرأ عليه (صحيح البخاري) كاملاً، والمجلدَ الثاني من (صحيح مسلم).

وكان قبلُ قرأ (صحيح البخاري)، و(موطأ مالك) على الشيخ عُبيد الله المُبارَكفوري، والمجلد الأول من (صحيح مسلم) على نذير أحمد الأَمْلَوِيّ، ثم أتمه على أحمد الله الدِّهلوي، وهو دائم الافتخار بأخذه عنه، لأنه من تلاميذ العلامة المسنِد نذير حسين الدِّهلوي، و من ثَم اقتصر عليه في إجازته التي منحها لطلابه.

وله أخذٌ يسير - دون إجازة - عن غيره من أصحاب نذير حسين، منهم: عبد الرحمن الدُّوكَمي، وأبو القاسم البَنارِسيّ، وصحب عبد الرحمن المُبارَكفوريَّ أيامًا حين قدِم دِهلي للمداواة، وقام على خدمته.

عمله:

بعد إتمامه الدراسة في دِهلي رجع إلى قريته، لكنه لم يلبث أن عاد إلى دِهلي بعد سنتين، ليعمل فيها طبيبًا مدة ثماني سنين، ثم كرَّ إلى قريته وأقام فيها سنتين أخريين، ثم طُلب منه أن يكون إمامًا وخطيبًا لمسجد أهل الحديث في دِهْرَهْ دُونَ بشماليّ الهند، فاستجاب واستقرَّ به المقام فيها، معلمًا وداعيًا وناصحًا، وطبيبًا مداويًا ومعالجًا، ومصنِّعًا للأدوية التي حظيت بقَبول كبير فتولى إنتاجها مصنع (هَمالَيَه) للأدوية.

إسناده إلى الإمام البخاري:

أما إسناد الشيخ إلى (صحيح البخاري) فمن طريقين؛ طريق أهل الهند، وطريق أهل اليمن.

طريق أهل الهند:

قال الشيخ حفظه الله: أخبرنا أحمد الله بن أمير الله الدِّهلوي قراءة عليه، قال: أخبرنا نذير حسين بن جواد علي الدِّهلوي، قال: أخبرنا محمد إسحاق بن محمد أفضل الدِّهلوي، قال: أخبرنا جدِّي لأمي عبد العزيز بن أحمد الدِّهلوي، قال: أخبرنا أبي أحمدُ بن عبد الرحيم الدِّهلوي [الشهير بولي الله الدِّهلوي] (من أوله إلى كتاب الحج)، قال: أخبرنا أبو طاهر بن إبراهيم الكُوراني....

إلى: عبد الرحمن بن محمد الداودي، قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد السَّرَخْسي، قال: أخبرنا محمد بن يوسف الفِرَبْري، قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل البخاري صاحب الصحيح.

طريق أهل اليمن:

قال الشيخ حفظه الله: أخبرنا أحمد الله بن أمير الله الدِّهلوي قراءة عليه، قال: أخبرنا حسين بن محسن الأنصاري، قال: أخبرنا الحسن بن عبد الباري الأهدَل، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن سليمان الأهدل، قال: أخبرنا والدي سليمان بن يحيى الأهدل، وعمي أبو بكر، وإسماعيل بن محمد الرَّبَعي، وابنه أحمد؛ قالوا: أخبرنا أحمد بن محمد شريف الأهدل (سماعًا للأولَين، وإجازة إن لم يكن سماعًا للآخَرَين)، زاد الأولان: وعبد الخالق بن أبي بكر المِزْجاجي، قالا: أخبرنا يحيى بن عمر الأهدل....

إلى: عبد الرحمن بن محمد الداودي، قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد السَّرَخْسي، قال: أخبرنا محمد بن يوسف الفِرَبْري، قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل البخاري صاحب الصحيح.

 

وهذان الإسنادان من أحسن الأسانيد في رواية البخاري وأجلِّها رجالاً، مع علوِّ اتصالهما سماعًا بوليِّ الله الدِّهلوي ويحيى بن عمر الأهدل، وهما من أساطين الرواية المتأخِّرة.

ويعد إسناد الشيخ محمد أكبر الفاروقي عن شيخه أحمد الله الدِّهلوي، عن نذير حسين: أعلى أسانيده جميعًا في رواية (صحيح البخاري).

ومدار أسانيد المتأخِّرين من أهل الهند ترجع إلى ثلاثة أثبات، هي:

- (الإرشاد) لوليِّ الله الدِّهلوي أحمد بن عبد الرحيم.

- و(إتحاف الأكابر) للشوكاني محمد بن علي.

- و(النفَس اليَماني) للأهدل عبد الرحمن بن سليمان.

وللشيخ محمد أكبر الفاروقي رواية لهذه الأثبات الثلاثة وغيرها.

-- -------------

المرجع: (السِّراج في أسانيد الشيخ محمَّد أكبر الفاروقي المؤدِّية إليه صحيحَ البخاريِّ بالسماع) للشيخ صالح بن عبد الله العُصيمي.