عبد الفتاح مورو

داعية الوحدة والحوار

عمر محمد العبسو

الداعية الإسلامي الكبير .

الأمين العام لحركة الاتجاه الإسلامي في تونس .

المولد والنشأة :

من مواليد تونس العاصمة في 1 يونيو 1948م .

دراسته ومراحل تعليمه :

درس بمدرسة الصادقية، ثم درس في كلية الحقوق في تونس , وكان يدخل قاعة الدرس باللباس التونسي التقليدي الذي كان يرتديه العلماء متحدياً المناخ المستغرب المهيمن على الجامعة عموماً , وفي كلية الحقوق بصفة أخص ، وتخرج منها عام 1971م .

وكان للشيخ عبد الفتاح تكوين صوفي، تكون في الطريقة الصوفية على يد الشيخ أحمد بن ميلاد ودروسه التي كان يلقيها في جامعة الزيتونة في أواسط الستينات وتقدم فيها أشواطاً ..كان مرشحاً لأن يكون المقدم في تلك الطريقة ظل مع النواة المؤسسة الأولى وفي الوقت عينه مع الصوفية بعد سنة أو سنتين من النشاط الإسلامي .

وتولى مهمة القضاء حتى سنة 1977م , ثم التحق بالمحاماة .

التقى مع راشد الغنوشي سنة 1969م , وتعاهدا على العمل والدعوة للإسلام , وتأثر الاثنان بفكر الشهيد سيد قطب – رحمه الله - ..

كتب في مجلة المعرفة ، وكان يفسر ما تيسر من القرآن الكريم لييسر مادة الدعوة للأعضاء النشيطين في الحركة الإسلامية .

أعاد نشر بروتوكولات حكماء صهيون في تونس .

الجماعة الإسلامية :

وهو أحد المؤسسين للجماعة الإسلامية في تونس عام 1970م ، ويعتبر أبرز العناصر الإسلامية التي تحلقت حول مجلة المعرفة الإسلامية الشهرية ، وكان يرفض فكرة العمل من داخل جهاز الدولة  .

النشأة الصوفية :

وقد تكونت حول الشيخ أحمد بن ميلاد حلقة اعتاد الشبان الجلوس إليها ، وفي مقدمة هؤلاء عبد الفتاح مورو، واستمر الأمر على هذا النحو مدة إلى أن أحس مورو بنفسه الاستقلال فصارت له حلقة خاصة به في جامع حمودة باشا، ثم في جامع سيدي يوسف، وكان الشبان المنتمون لهذه الحلقة ليست لديهم تجربة كبيرة في التكوين الفقهي لذا اقتصر نشاطهم على الطواف في القرى المجاورة لتونس على طريقة جماعة التبليغ يدعون الناس إلى الصلاة .

وكان له نشاط مع جمعية المحافظة على القرآن الكريم بقيادة الشيخ الحبيب المستاوي

حركة الاتجاه الإسلامي :

ومن المؤسسين لحركة الاتجاه الإسلامي في تونس 1981م ، والأمين العام لها ، صرح في محاكمة 1981م أنه سبق أن التقى مسؤولاً كبيراً في الحزب الدستوري لتحقيق التفاهم والانسجام بين الحركة الإسلامية والسلطة .

سجنه واعتقاله :

اعتقل مع قيادات الاتجاه الإسلامي عام 1981م ثم أفرج عنه قبل زملائه لأسباب صحية، وكان مهندس التقارب بين الحكومة والحركة الإسلامية ، حيث التقى بمحمد مزالي أكثر من مرة في بيته، وسلمه في إحدى المرات رسالة موجهة إلى الرئيس بورقيبة تتضمن التزام الحركة بالعمل في إطار الدستور وشرعية القانون ، وكانت هذه الرسالة الورقة الحاسمة في إقناع بورقيبة باتخاذ قرار العفو .

ثم اعتقل مورو وقضى سنتين في السجن ، بعد الهجوم على مركز شرطة باب سويقة في عام 1991م ثم اعتقل مرة ثانية .

وتعرض سنة 1992م لحملة تشويه شخصيه من قبل نظام زين العابدين بن علي .

بعد هذا الاعتقال الجديد لمورو أعلن تعليق عضويته في حركة النهضة ، أوقف بعد ذلك كل نشاطه السياسي في تونس لكنه واصل ممارسة مهنة المحاماة .

في 30 يناير عام 2011م بعد أيام من الثورة التونسية وسقوط نظام بن علي عاد راشد الغنوشي من المنفى، وقال مورو إنه سوف يشارك مرة أخرى في النشاط السياسي .

شارك مورو في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي بقائمة مستقلة وذلك مع مجموعة من المستقلين تحت اسم طريق السلامة لكنه لم يفز .

بعد الانتخابات تم ترشيحه لمنصب مستشار في حكومة حمادي الجبالي لكن لم يتم تعيينه .

عاد إلى حركة النهضة بعد مؤتمرها في سنة 2012م وتم انتخابه في مجلس شورى الحركة ونائبا لرئيسها راشد الغنوشي .

التعرض للاعتداء :

تعرض عبد الفتاح مورو للضرب بكأس بلور من قبل شخص متعصب أثناء ندوة رمضانية حول التسامح في الإسلام في القيروان في 5 أغسطس 2012م خلال نفيه ما ينسب للمفكر التونسي يوسف الصديق من أنه سب السيدة عائشة، وشارك فيها آنذاك يوسف الصديق ورضا بلحاج الناطق الرسمي باسم حزب التحرير في تونس إلى جانب مورو، وتعرض للعنف اللفظي والجسدي في 23 يناير 2013م أمام جامع المكي بجمال بولاية المنستير من قبل مجموعة من الشباب محسوبين على التيار السلفي .

مجلس نواب تونس :

بعد الانتخابات التشريعية 2014م تحصلت حركة النهضة على المركز الثاني بـ 69 نائباً بعد نداء تونس 86 نائباً ، وفاز عبد الفتاح مورو بمقعد عن الحركة في الدائرة الانتخابية تونس 2 وبعد افتتاح المجلس تم انتخاب محمد الناصر عن نداء تونس رئيساً للمجلس وعبد الفتاح مورو نائباً لرئيس المجلس، وفوزية بن فضة الشعار عن الاتحاد الوطني الحر نائباً لرئيس المجلس .

الحياة الخاصة :

هو أب لأربعة أولاد وفتاة .

منذ سن 18 اعتاد عبد الفتاح مورو لبس اللباس التقليدي التونسي وهي الجبة والشاشية وهي صناعة يدوية كاملة ولكنه يرتدي بدلة أنيقة في يوم واحد في السنة وهو يوم اللباس التقليدي لأنه رأى أن اللباس التقليدي قد أصبح مهمشاً فرأى أنه لا داعي للاحتفال بهذا اليوم .

منهجه في الدعوة :

ويدعو مورو إلى انتهاج المسار السياسي المقونن والحصول على تأشيرة حزب سياسي والمساهمة في الحملات الانتخابية سواء كانت برلمانية أو بلدية إلى جانب أحزاب المعارضة الأخرى .

ولكن تيار الغنوشي والأوساط الطلابية في الحركة وقف موقف الرفض من آراء وأطروحات عبد الفتاح مورو، وأكدت الأكثرية في المؤتمر السري الذي عقدته الحركة في ك 2 /1984م رفضها لمضمون الرسالة التي وجهها مورو إلى الرئيس بورقيبة عن طريق محمد مزالي .

والرسالة لم ينجزها مورو بصورة إفرادية بل كانت نتيجة تشاور ونقاش بين العناصر القيادية الموجودة خارج السجن وبين الشيخ راشد الغنوشي الذي تمتع طيلة بقائه في السجن بإمكانية التخاطب مع القيادة الجديدة .

وفي يونيو 1985م في الذكرى الرابعة للإعلان عن تأسيس الحركة عقد خمس من قياديي الحركة مؤتمراً صحفياً ليعلنوا أنهم هم أعضاء المكتب السياسي الجديد، وكان على رأسهم راشد الغنوشي، وعبد الفتاح مورو .

زار المزالي مع وفد الاتجاه الإسلامي وكان برفقته الغنوشي والجبالي بعد الغارة الصهيونية على ضاحية حمام الشط في اكتوبر 1985م . وطبعاً أذيع الخبر في كل وسائل الإعلام الرسمية، كانت تلك المناسبة المرة الأولى التي يلتقي فيها مسؤول كبير في الحكومة قياديين من الاتجاه الإسلامي بشكل رسمي وعلني .

حركة النهضة الإسلامية :

ثم حدث تغيير لاسم حركة الاتجاه الإسلامي ليصبح حركة النهضة الإسلامية في تونس ، وانتخب عبد الفتاح مورو ليكون الأمين العام لحركة النهضة الإسلامية , والأمين العام للمكتب التنفيذي للحركة الذي يرأسه المجاهد راشد الغنوشي منذ عام 1988م .

 غادر مورو تونس منذ عام 1986م وفرّ بدينه إلى أوربة, وسلم أحد الصحفيين رسالة موجهة إلى د. حمودة بن سلامة قبل توليه الوزارة الذي رفعها إلى رئيس الجمهورية اتجهت نية الدولة إلى البدء بإطلاق سراح الغنوشي رئيس الحركة على عكس ما جرت به العادة .

وفي عام 1987م حكم على المحامي عبد الفتاح مورو أمين عام حركة النهضة, والموجود خارج تونس بالأشغال الشاقة عشر سنوات بتهمة محاولة قلب نظام حكم بورقيبة .

حضر المؤتمر السنوي الخامس للمركز الإسلامي لمدينة فوبرتال بألمانيا الغربية بمسجد أبي بكر الصديق وذلك في المدة من 26- 27 /12/1989م .

التغريد خارج السرب :

ثم شهدت حركة النهضة في عام 1992م انقسامات سياسية وتنظيمية خلال المحنة في عهد زين العابدين بن علي, وخرج من الحركة أحد أبرز قيادييها التاريخيين عبد الفتاح مورو على قاعدة الاختلاف السياسي مع زعيمها راشد الغنوشي, وأسس حزباً خاصاً به، وقطع صلاته بحركة النهضة، وكان معه بعض أعضاء مجلس الشورى ، فاضل بلدي، وبنعيسى الدمني،  ومورو يمثل جناحاً معتدلاً داخل الحركة الإسلامية التونسية .

وهذا الانشقاق لم يفاجيء المتابعين والمراقبين لحركة النهضة الإسلامية في تونس، وأهم محاور الخلاف هو :

1-الموقف من حرب الخليج، حيث أيد الغنوشي العراق – بالرغم من تحفظاته على النظام – لأنه لا خيار لديه سوى أن يقف مع المعتدي أو المعتدى عليه .            

 - بينما انتقد عبد الفتاح مورو لجوء العراق إلى القوة لتسوية المشاكل العالقة بينه وبين الكويت، فضلاً عن تأكيده حق السعودية ودول الخليج في حماية سيادتها وأمنها بجميع الوسائل التي تراها صالحة .

2-ويرى مورو أنه ليس من مصلحة تونس أن يحكمها الإسلاميون وحدهم ولا أي حزب آخر، خشية أن يقع في براثن الدكتاتورية ، بل يجب أن يشارك الحزب في العملية الديمقراطية .ولأنه ينتمي إلى الطبقة الوسطى المدنية ، ومن مواليد تونس العاصمة ، يدرك جيداً أن المجتمع المدني في تونس ، أكثر استعداداً من أي وقت مضى من أجل الدفاع عن القيم الديمقراطية ، ضد سياسة العودة إلى الأصولية الإسلامية .

ويقول مورو مضيفاً : ( أنا لست مثل أحزاب إسلامية أخرى تعتبر أن هدفها هو إقامة الشرعية الإسلامية ، بإقامة الجمهورية الإسلامية ، ليس هذا دوري ) ويستطرد قائلاً عن مبادرته : ( إذا أوجدت المبادرة آذاناً صاغية فسيتقلص التطرف حتى وإن بقي قلة من المتطرفين فإنهم سيعزلون ولن يكون لهم مجال للتأثير على المجتمع علماً بأن مورو صرح أكثر من مرة بأنه يرفض نهج العنف ، الذي يتبعه الإسلاميون الأصوليون ) .

ويريد مورو أن يعطي حركة النهضة مضموناً إصلاحياً نهضوياً تحديثياً يقوم على أساس فصل الحركة الدينية عن الحزب السياسي دون أن يعني هذا فصل الدين عن السياسة، واستلهم تجربة حزب الاستقلال في المغرب بقيادة علال الفاسي، الذي تطور من حركة سلفية إلى حزب سياسي وطني ليبرالي تحديثي

وحاول رفع الشورى الإسلامية إلى مستوى الليبرالية السياسية الغربية لكي يوظفها في تدعيم طروحاته السياسية الجديدة، ويقنع أنصاراً جدداً بذلك .

الجهاد الأفغاني :

سئل عن الجهاد الأفغاني، فقال : (  أنا أعتبر أن إخواننا المجاهدين الأفغان قد نجحوا في حمل البندقية, ورفع العار عن الأمة الإسلامية, وبينوا للعالم أن الإسلام قادر على أن يسير رجالاً ويدفعهم إلى ساحة النزال, وأنهم قادرون بعقيدتهم على قهر عدوهم ) .

مصادر الترجمة :

1- دراسات في الإسلام السياسي ، فايز سارة : 32 , 34 .  

2– الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة , الندوة العالمية للشباب الإسلامي : 214 , 215 .

3- الأحزاب والحركات والجماعات الإسلامية : ج 2 ، ص 771 ، 860 .

4-الموقع الرسمي لحزب النهضة .

5-صلاح الدين الجورشي – كتب مقالة عن عبد الفتاح مورو في موسوعة الإخوان المسلمين.

عبد الفتاح مورو : داعية الوحدة والحوار

بقلم عمر محمد العبسو

هو محام وسياسي في التيار الإسلامي التونسي وأحد القادة التاريخيين لحركة النهضة

نائب عن الحركة، والنائب الأول لرئيس مجلس نواب الشعب التونسي تولى المنصب منذ 4 ديسمبر 2014م ..

نائب رئيس حزب النهضة الإسلامية في تونس .

دراسته :

درس في المدرسة الصادقية ، ثم ذهب إلى كلية الحقوق في جامعة تونس ، وتخرج في عام 1970م ، وتحصل على شهادة في القانون وأخرى في العلوم الإسلامية ، عمل قاضياً حتى عام 1977م ثم أصبح محامياً .

النشاط السياسي :

بدأ نشاطاته الإسلامية في 1960م في المدارس الثانوية والمساجد، وفي عام 1968م التقى راشد الغنوشي في تونس العاصمة ، وبدأ يتفق معه في تأسيس حركة إسلامية في تونس .في عام 1973م وبعد محاولة تنظيم اجتماع لمئة شخص في سوسة اعتقل عبد الفتاح مورو وراشد الغنوشي من قبل الشرطة .

بعد هذا الحادث تقرر إنشاء منظمة شبه سرية ( منظمة الجماعة الإسلامية ) التي تنقسم إلى هياكل إقليمية ووطنية، وهي تنشط بشكل رئيسي في المساجد والجامعات وتنشر صحيفة توزع مجانا في بعض أكشاك بيع الصحف ومحلات بيع الكتب بالقرب من المنظمة ..

مورو هو واحد من أكثر الدعاة المعروفين في تونس وهو من الجماعة الإسلامية .

في عام 1981م أصبحت حركة التيار الإسلامي ( حركة النهضة) معروفة جدا وكان عبد الفتاح مورو من أبرز قياديها ومع ذلك سرعان ما تم استهداف الحركة لقمعها.