فضيلة الشيخ أبو جرة سلطاني

رئيس حركة مجتمع السلم الجزائرية

عمر محمد العبسو

يعتبر الأستاذ أبو جرة سلطاني خليفة القائد المجاهد محفوظ نحناح، والرئيس السابق لحركة مجتمع السلم في الجزائر ..الذي قاد الحركة الإسلامية في فترة حرجة ، ودخل بها في معمات السياسة، ودهاليز السلطة، حيث كان للحركة وزراء ونواب ، ثم عادت الحركة إلى أحضان الجماهير مرة أخرى، ونشطت في المجال الخيري والدعوي والتربوي ، لأن مشروع النهضة يقوم على تربية الإنسان المسلم تربية صحيحة ، ثم تنمو الأسرة ، التي هي خلية في المجتمع ، ثم يصلح المجتمع، وتسود الفضيلة،.....ويتحقق شعار : شريعة تحكم، وقرآن يسود .

وبعد هذا الجهاد الطويل يطيب لنا أن نتعرف على سيرة حياة هذا الأخ المجاهد الذي قدّم أفضل ما عنده في خدمة المبادئ التي آمن بها، فإن أحسن فله أجر المحسنين، وإن أخطأ فحسبه أنه اجتهد ....

المولد والنشأة :

هو أبو قرة (أبو جرة) بن عبد الله السلطاني، من مواليد دائرة الشريعة ولاية تبسة (أقصى الشرق). ولد عام ثورة التحرير الجزائرية سنة 1954.

دراسته ومراحل تعليمه :

درس بمسقط رأسه في الكتاب، ثم بالمدارس الابتدائية والمتوسطة بمدينة تبسة، ثم انتقل إلى عاصمة الشرق الجزائري (قسنطينة) ليستكمل دراسته الجامعية والعالية ويحتك بالتيارات الثقافية، ويقترب من بؤر التوتر الإيديولوجية والسياسية داخل الجامعة وخارجها حيث استكمل بناء شخصيته الثقافية.

حصل الأستاذ أبو جرة سلطاني على شهادة ماجستير في الأدب العربي (العصر الجاهلي)، ودراسات عليا في الدعوة الإسلامية (كلية الدعوة والإعلام- قسم الدعوة)، ودراسات عليا في الإعلام، كما يعد رسالة دكتوراه دولة حول (أدب الصحوة)، ودكتوراه دولة ثانية في الاقتصاد حول (سوق الشغل)،......

أعماله :

 عمل أستاذاً بجامعة قسنطينة في كلية الآداب منذ عام 1980 إلى عام 1994، وأستاذاً مساعداً في جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية (1990-1994م) قسم الدعوة والإعلام.

صلته بالحركة الإسلامية :

يعتبر الشيخ أبو جرة سلطاني من رجالات الحركة الإسلامية في الجزائر منذ نهاية الستينيات وبداية السبعينيات (1973)، خطب أول جمعة سنة 1970 بمتوسطة بن باديس بتوجيه من الأستاذ أنور عبد المقصود، ثم صار إماماً متطوعاً وداعية متجولاً في كل مساجد الجزائر منذ عام 1974، وقد كان له حضور مميز في الشرق الجزائري بشكل خاص منذ عام 1976، وقد عرفته المنابر إماماً خطيباً مفوّهاً، صدّاعًا بالحق ممّا جلب له أنصاراً ومحبين من جهة، وعداوات وتربصات ومضايقات الجهات المناوئة من جهة أخرى، وقد التقى برجالات الدعوة وعلماء الأمة داخل الوطن وخارجه، والتقى بالمرحوم الشيخ محفوظ نحناح في مارس 1982 وتوطدت العلاقة بينهما، وحدث نوع من التناغم في الأفكار، يحمل فكر الوسطية والاعتدال، وكانت له إسهامات كبيرة في رد غلواء بعض المتعجلين، من خلال خطبه المساجدية وعمله بالجامعة.

 تصدر الإفتاء للطلبة والطالبات بين سنوات 78-1994.

أنجاه الله من محاولة اغتيال –من طرف متطرفين- يوم الجمعة 16 سبتمبر 1994 قرب بيته (في قسنطينة)، وبعد خروجه من المستشفى استأنف الدعوة بإصرار رغم النصائح التي كان يقدمها له إخوانه الخائفون على حياته، ومع ذلك عاد إلى الخطابة في المساجد والكتابة في الصحافة ،..إلخ.

صلته بعالم الكتابة والنشر :

تعود صلته بعالم الكتابة والتأليف إلى سنة 1971 حيث نشرت له أول قصة بعنوان (بقرة اليتامى)، ليتوالى العطاء بسلسلة من الكتب كان أولها كتاب بعنوان (الطريق إلى الله) ضمن سلسلة من الكتب سمّاها "أوراق إسلامية" رفقة الأستاذ نذير مصمودي، صدر منها / 18 / كتيباً بين سنة 1979-1989 منها (البرهان الديني والمكذبون)، (قل للمؤمنات)، (هذا يوم الحساب)، (إيمان إبليس)، (عالم الغيب 03 أجزاء)...إلخ،....

 وفي مرحلة التسعينيات صدرت له مجموعة من الكتب الجديدة تشرح الأزمة الجزائرية منها (قشور الصراع في الجزائر)، (جذور الصراع في الجزائر)، (الجزائر الجديدة – الزحف نحو الديمقراطية- جزء أول وثاني) .

ثم صدر له ديوان شعر بعنوان "سيف الحجاج" الذي حوى قصائد إسلامية . ونظرات في علاقة الخير بالشر "ورود وأشواك".

امتازت كتابته في سنوات الأزمة بالرصد الدقيق لمجريات الأحداث السياسية في الساحة الجزائرية، وخلفياتها التاريخية وتداعياتها الإقليمية والدولية، من منطلقات الوسطية والاعتدال.

- كاتب صحفي بين سنوات 76 إلـى اليــوم 2005.

وظائف ومناصب شغلها :

- إمام متدرب من 1971 إلى 1976.

- إمام خطيب (متطوع) وداعية ومرشد بين سنوات 1977- 1994.

- رئيس تحرير مجلة التضامـن 90-1994.

- أستاذ جامعي منذ 1980إلى 1996.

- رئيس مجلس الشورى الوطني لحركة المجتمع الإسلامي بين 92-1993.

- كاتب دولة مكلف بالصيد البحري 1996 - 1998،...

أبو جرة سلطاني من القرية إلى القمة :

 هذه الجهود والأنشطة الدعوية والصحفية والإعلامية حققت له الشهرة، فتبوّأ عدة مناصب قيادية ، حيث رشحته حركة المجتمع الإسلامي (حماس) على قوائمها الانتخابية حيث أصبح نائباً بالبرلمان عن ولاية (محافظة) تبسة.

- ثم صار وزير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بين عامي  1998 – 2000.

- ثم صار وزير العمل والحماية الاجتماعية بين عامي  2000 – 2001.

- نائب بالبرلمان لعهدة ثانية في انتخابات مايو 2002 عن ولاية (محافظة) تبـسّة.

أثبت كفاءة عالية وانضباطاً شديداً في تسيير الوزارات الثلاث، شهد له بذلك الخصوم قبل الأصدقاء.

- شارك في عدة ملتقيات إقليمية ودولية بين سنوات 1987- 2005.

- انتخب رئيساً لحركة مجتمع السلم (حمس) خلفاً لفضيلة الشيخ الراحل محفوظ نحناح (رحمه الله) في المؤتمر العام الثالث للحركة يوم 8 أغسطس 2003.

- متزوج وأب لخمسة أطفال.

وبعد :

هذه نبذة مختصرة عن هذا النائب، الوزير، والسياسي، المجاهد، أما سمات تفكيره، ومعالم شخصيته، وأخلاقه ، وصفاته ، فلها مكان آخر – إن كان في العمر بقية .

يتبع -