أضواء لن تطفأ أبداً

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

بطل من بلادي , المقدم الشهيد الحي , والحي الشهيد حسين الهرموش

كثيرة هي تلك القلوب التي كانت تتحطم داخل رجالات الجيش السوري وما زال الكثير منها على حاله , ولم يعرف الطريق بعد لعلاج قلبه المحطم .

وخلال هذا الألم الفظيع والذي يكوي القلوب الحرة من أبطال الجيش السوري , والظلام المحيط والمخيم على هؤلاء الأحرار , ظلام فوق ظلام وقهر وغصة وحرقة وخفقان في القلب وخوف فرعب ,اعتاد عليه لعشرات السنين , وهم في هذا الضياع وكأن الدنيا ذهبت شمسها , وحلت الغيوم السوداء وارتفعت أمواج البحر لتصل فوق قمم الجبال , يريد الأحرار في الجيش الخروج من تحت هذه القسوة التي لن تجد لها مثيلاً , يقف ويقتل أخوه وأمه واخته وابن عمه وعمه وخاله , ويرى أخواته تستغيث فيهم ,وهن يغتصبن ومن ثم يقطعن وتلقى قطع أجسادهن الرقيقة  الطاهرة البريئة الشريفة في البرادات وفي الشوارع , وهو أعد لحماية أهله وزويه ومن يعيش على تربة وطنه , ولا يعرف ماذا يفعل , فالأمر يحتاج لضوء , والأمر يحتاج لنور يهتدي فيه هذا الحر , لكي يسير في الطريق الصحيح .

وفجأة ظهر ضياءٌ ساطع قوي عم الوطن كله قاشعاً الظلام المتراكم بعضه فوق بعض , هذا الضوء ظهر على محياك يافقيدنا الغالي , يانور ثورتنا , لم تحمل نوراً ولا مصباحاً  وإنما النور كان يخرج منك أيها البطل الشجاع , فهديت فيه كل حر في جيشنا ليعرف طريقه , فانظر وأنت الشهيد الحي بإذن الله تعالى , ترى أبطال جيشك الحر أنواره تضيء كل ربوع الوطن , هم حماة الثورة وهم مشعلها ولوائها وهم من سيزرع الخير في بلدنا ويقضي على شرار الناس فيه . ولن تنتظر كثيراً يابن الجبل الشامخ , ابن جبل الزاوية , وأبطاله يسطرون أجمل الملاحم في الثورة المباركة ثورة الحرية , رحمك الله حياً ورحمك ميتاً ورحم الظهر الذي زرعك والرحم الطاهر الذي حملك وأنجبك , فمنذ أيام يانور الثورة السورية , لاتغادر خيالي , ويزداد قلبي اطمئناناً , وكأن الله تعالى يرسل لي ذلك في وجودك أمامي  , ويدخل الشعور هذا في داخلي ليقول : لقد اقترب نصر الله تعالى .

أطفال درعا المغاوير , كما قيل: الحقيقة الغائبة عن الناس , والمكوث طويلاً في ظلام الباطل , لاينير أبصار الناس ليروا الحقيقة , إلا بنور فيلسوف , أو مجنون أو طفل

وكان النور الساطع ليكشف الحقيقة ويقشع ظلام المجهول أطفال من درعا الحرة الأبية , هم شعلة الثورة وهم منارها , ولأول مرة في التاريخ ,شرارة الثورة كانت , من نور أطفالٌ لم يبلغوا الحلم بعد,فحياكم الله وحي االآباء والأمهات ,والعشائر في درعا البطلة .

دمشق ياما تغنى فيكي الشعراء , وريفك العطر الوضاء وعين الفيجة وعين بقين وبردى رمز الحب والعراقة والحياة , وغياث مطر الشهيد الحي , والذي زرفت جبالك واوديتك الدموع عليه , ولكن نوره الساطع الوضاء مازال يلف أبنائك يادمشق , وهم على عهدك ماضون , يابطلاً طل علينا من قاسيون , فخير خلف لخير سلف ولكم في غياث مطر الشهيد  قدوة ومنارة لكل حر أبي , فانعم بجنات الخلد بإذن الله وصحبك على نورك ماضون حتى التحرير .

خالد أبو صلاح , من حمص الثورة , اعذروني لن أستطع ذكر الجميع فأنوارها كثيرة ومفاخرها كبيرة , ولكن حق علينا أن نحيي البطل خالد أبو صلاح فحماك الله يابن البطل , وحماك من كل مكروه, تستحق كل جوائز الصحافة وجوائز الشجاعة والبطولة , وسنرشحك لكل ذلك , ومع أنك لاتريد إلا خدمة الثورة , ولكن أنت نور ساطع وضاء في سماء سورية الحبيبة .

ومن عند أحفاد صلاح الدين , أطل علينا نور ساطع , نورك ياشهيد الحرية والشجاعة والاباء مشعل التمو رحمك الله ورحم والديك , ستبقى دماؤك الطاهرة كوكب دري في سماء الوطن , والنصر قادم ياشهيدنا العزيز , وفي الفردوس الأعلى بإذن الله من هناك تطلب من رب العالمين العودة مرة أخرى حتى تضيء وتنير .

أستاذ والنور يشع منه من دير الزور , فقال لطلابه نور العلم لن تكون بداخلكم مازال هذا الظلام , فاقتبسوا النور وقولو معي ليسقط الحيوان , وتحيا الثورة ولينتصر الأحرار وحيي على الجهاد , حياك الله يابن الأصول

ولا تعتبوا علي ياأنوار تسطع في ساحلنا الجميل في اللاذقية وجبلة وبانياس , فنوركم عم على البحر والجبال , وتشابكت خيوطه مع أنوار الوطن أجمع , ومن هناك انطلقت أضواء متلاحقة واستقرت في إنارتها ريف حلب العظيم .

لن يقدر الظلام أن يطفيء شموس خرجت من تربة بلادي , ونور حماة فيها يتلألأ, والظلام لم يبق إلا في جحور بثار ومن والاه , وغداً ستنهار على ساكنيها , ولن يروا النور بعدها أبداً, كما كان حالهم سابقا.