الأستاذ الدكتور أحمد الحجي الكردي

محمد فاروق الإمام

حجة في الفتوى الشرعية

محمد فاروق الإمام

[email protected]

الأستاذ الدكتور أحمد الحجي بن محمد المهدي بن أحمد بن محمد عسَّاف الكردي، ولد في مدينة حلب، في 16/ رمضان/1357هـ الموافق 8/11م1938م.

والده العلامة الفقيه المحقق الشيخ محمد المهدي بن أحمد بن محمد عساف الكردي، ولد في مدينة حلب في عام /1915/م. أخذ عن شيوخ عدة، أولهم والده الشيخ أحمد الكردي، ومنهم الشيخ إبراهيم الترمانيني، والشيخ جميل الصابوني، والشيخ محمد سعيد الإدلبي، والشيخ محمد الحكيم، وغيرهم. وفي عام /1945/م عين مدرساً للفقه الحنفي في المدرسة الإسماعيلية في حلب، وفي عام /1950/م حيث عُين والده رحمه الله تعالى مفتياً بعد أن كان أميناً للفتوى- عرض عليه والده أن يقترح تعيينه أميناً للفتوى مكانه، فاعتذر له عن قبول هذا المنصب، قائلا: أنا دون هذا المستوى، ثم عرض الشيخ أحمد الكردي على ابنه الشيخ محمد المهدي بعد ذلك أن يقترح تعيينه كاتبا للفتوى، فوافق على ذلك، وتم تعيينه منشئاً للفتوى، ومن يومها كان ينشئ الفتوى ويكتبها ويسجلها في السجلات الرسمية بخطه لوالده، ثم للمفتين بعده حتى وفاته، عام/1967/م عن /52/ عاماً في حادث سيارة بين مدينة حلب ومدينة الرقة، رحمه الله تعالى.

وأما جده لأبيه، فهو العلامة أحمد بن محمد عسَّاف الكردي، ولد في عام /1299/هـ، في قرية تلعرن من قرى محافظة حلب، وتبعد عنها من جهة الشرق حوالي /20/ كيلوا مترا، من أب وأم كرديين، وأهل القرية المذكورة كلهم من الأكراد الدِّنَّاديِّين. ومنذ صغره لفت انتباه شيخ القرية فأشار على والده أن ينزل به إلى مدينة حلب - دار العلم والمعرفة إذ ذاك - ليتلقى فيها العلم، بدلاً من اشتغاله مع والده وأفراد أسرته بالزراعة ورعي الغنم، فنسَّبه إلى المدرسة الرضائية (العثمانية)، وهي من أفضل المدارس العلمية وأكبرها وأشهرها في حلب في ذلك الوقت، تعج بالعلم والعلماء، يُدرَّس فيها الفقه وأصول الفقه والتفسير والحديث، إلى جانب العلوم العربية وعلوم الآلات، على أيدي كبار العلماء، أمثال الشيخ بشير الغُزِّي، والشيخ حسين الكردي، والشيخ الكَّلاوي، وغيرهم. وأما تلاميذه فمنهم الشيخ محمد الناشد الذي كان يلقب بالزمخشري الصغير لفرط تبحره في علوم العربية، والشيخ علي الدادا قاضي حلب، والشيخ سعيد العرفي مفتي دير الزور، والدكتور معروف الدواليبي رئيس وزراء سوريا، والأستاذ مصطفى الزرقاء الأستاذ في كليتي الشريعة والحقوق في جامعة دمشق ووزير العدل والأوقاف في سوريا، والأستاذ صبحي الصباغ رئيس محكمة التمييز في سوريا، والأستاذ محمد الحكيم مفتي حلب بعد الشيخ أحمد الكردي، والشيخ محمد بلنكو مفتي حلب بعد الشيخ أحمد الكردي أيضا، والشيخ عبد الفتاح أبو غدة عضو مجلس النواب السوري، والشيخ عمر مكناس أمين فتوى حلب، والشيخ عبد الله حماد المدرس في العديد من المدارس الشرعية في حلب، والشيخ عبد الوهاب سكر عضو مجلس النواب في سوريا، والشيخ أمين الله عيروض المدرس في المدرسة الخسروية، والشيخ محمد الملاح المدرس في المدرسة الخسروية، والشيخ عبد القادر الكرمان المحامي لدى المحاكم في حلب والمدرس في المدرسة الخسروية، والطبيب الدكتور عمر خياطة، والدكتور محمد فوزي فيض الله، وغيرهم كثير يصعب عن الحصر.

عُين الشيخ أحمد الجدّ مفتياً لحلب وملحقاتها من المناطق والقرى، وكان ذلك في عام /1950/م، وبقي في هذا المنصب حتى وفاته - رحمه الله تعالى- يوم السبت الخامس عشر من ربيع الأول عام/1373/هـ الموافق للحادي والعشرين من شهر (نوفمبر) عام /1953/م.

رزق الأستاذ أحمد الحجي بابن وأربع بنات، الابن هو محمد المهدي، ولد في عام /1964/م، ودرس طب الأسنان وتخرج طبيبًا للأسنان، وهو أكبر أولاده، والبنات هن: حسناء، ولدت في عام /1965/م، وتخرجت طبيبة أسنان، وأميرة، ولدت في عام /1969/م، وتخرجت طبيبة أسنان. وهيفاء، ولدت في عام /1978/م، وقد حصلت على شهادة الليسانس في الشريعة ، والماجستير من الكويت، وتحضّر الآن لدرجة الدكتوراة في الشريعة في جامعة دمشق. وآلاء، ولدت في عام /1985/م، وهي مدرّسة للرياضيات في الكويت.

قرأ الأستاذ الدكتور أحمد الحجي القرآن الكريم، وحفظ كثيرًا من سوره وأجزائه لدى إحدى المقرئات في حي البياضة، واسمها (الخوجة الجغمية)، وفي عام /1945/م أدخله والده - رحمه الله تعالى - في مدرسة سيف الدولة الابتدائية، في حي المستدمية في حلب، ثم تحول اسم المدرسة بعد ذلك إلى مدرسة أبي عبيدة بن الجراح، وهي لازالت في مكانها واسمها إلي اليوم، وبعد تخرجه فيها وحصوله على الشهادة الابتدائية في عام /1950/م، انتسب إلى الكلية الشرعية (الخسروية نسبة لخسروا باشا مؤسسها وبانيها) بجانب قلعة حلب، وقد أصبح اسمها بعد سنتين من دخوله إليها الثانوية الشرعية، بعد أن أدخل تعديلات على نظامها وبرامجها، وهي لازالت على اسمها وموضعها إلى اليوم، وفي عام /1956/م حصل على شهادة الكفاءة الشرعية (النجاح من الصف التاسع إلى العاشر يسمى شهادة الكفاءة في سورية) ، وفي عام /1959/ حصل على شهادة الثانوية الشرعية، ثم انتسب إلى كلية الشريعة بجامعة دمشق، وفي عام /1963/م تخرج في جامعة دمشق وحصل على شهادة (الليسانس في الشريعة)، ثم أوفدته جامعة دمشق إلى جامعة الأزهر لإتمام الدراسات العليا، فحصل في عام /1966/م على الشهادة العليا في التربية وأصول التدريس من كلية التربية في جامعة الأزهر، كما حصل في العام ذاته على شهادة الثانوية الأزهرية المعادلة من معهد القاهرة، وذلك رغبة منه في أن تكون دراسته الأزهرية دراسة متكاملة في خط واحد، رغم عدم حاجته إليها، وفي عام /1967/م حصل على شهادة (الماجستير في الفقه المقارن) من كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، وفي عام /1968/م حصل على شهادة (الماجستير في التفسير وعلوم القرآن) من كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، وفي عام /1970/م حصل على شهادة (الدكتوراه في الفقه المقارن بدرجة الشرف الأولى) من كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر.

شغل الأستاذ الدكتور أحمد الحجي الكثير من الوظائف الهامة منها:

عام /1962/م عين مأمورًا لأوقاف منطقتي الباب وتادف، التابعتين لمحافظة حلب. - وفي عام /1963/م عقب حصوله على شهادة الليسانس في الشريعة، عين مدرسًا للتربية الإسلامية في ثانويات مدينة حلب.

وفي عام /1964/م عين معيدًا في كلية الشريعة بجامعة دمشق.

وفي عام/1965/م صدر قرار عن السيد وزير التعليم العالي في دمشق بإيفاده إلى جامعة الأزهر لمتابعة الدراسات العليا.

وفي عام/1970/م وبعد حصوله على شهادة الدكتوراه في الفقه المقارن عين مدرسًا في كلية الشريعة بجامعة دمشق، وقام بالتدريس فيها.

وفي عام /1983/م عين رئيسًا لقسم علوم القرآن والسنة في جامعة دمشق حتى عام /1987/م، وفي عام /1985/م عين وكيلًا لكلية الشريعة للشؤون الإدارية إلى جانب رئاسة قسم علوم القرآن والسنة حتى سنة/1987/م.

وفي عام /1972/م جرت إعارته إلى كلية الآداب في جامعة بني غازي في الجمهورية العربية الليبية، بناء على طلبها، فسافر إليها لمدة سنتين، عاد بعدهما إلى كلية الشريعة بجامعة دمشق لمتابعة التدريس فيها.

وفي عام /1982/م ندب جزئيا للتدريس في كلية الحقوق في جامعة حلب، إلى جانب استمراره في التدريس في جامعة دمشق، فكان يسافر إلى حلب من دمشق أسبوعيًا، لمدة يومين في كل أسبوع، واستمر ذلك حتى عام /1993/م.

وفي عام/1981/م ندب جزئيا للتدريس في كلية الإمام الأوزاعي في بيروت، مع استمراره بالتدريس في جامعة دمشق، فكان يسافر أسبوعيًا من دمشق إلى بيروت لمدة يومين في كل أسبوع.

وفي عام /1993/م صدر قرار من وزير التعليم العالي في دمشق بإعارته إلى الموسوعة الفقهية في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في دولة الكويت، بناء على طلبها، فسافر إليها، ولا زال فيها إلى تاريخه

وفي عام /1993/م ندب جزئيا للتدريس في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة الكويت، فقام بالمهمة إضافة إلى عمله في الموسوعة الفقهية بصفة خبير حتى عام/1997/م.

عضو هيئة الفتوى بوزارة الأوقاف الكويتية 1993 – إلى اليوم.

عضو لجنة الفتوى ببيت الزكاة الكويتي 1995 - إلى اليوم.

وعمل في عدد من اللجان العلمية ومنها:

مجلس كلية الشريعة في جامعة دمشق.  ولجنة الانضباط في جامعة دمشق.  وهيئة الفتوى في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في دولة الكويت.  ولجنة الفتوى في الأمانة العامة للأوقاف في دولة الكويت. ولجنة الفتوى في بيت الزكاة في دولة الكويت. وهيئة الفتوى في شركة أعيان في دولة الكويت.

له العديد من المؤلفات العلمية المطبوعة والتي منها:

أحكام المرأة في الفقه الإسلامي. وبحوث في الفقه الإسلامي .وبحوث في علم أصول الفقه. وفقه المعاوضات، والمدخل الفقهي. والأحوال الشخصية (الأهلية والنيابة الشرعية والوصية والوقف والتركات). وأحكام الوقف في الفقه الإسلامي. ودعوى الحسبة في الفقه الإسلامي. والدرر الحسان في أحكام الحج على مذهب الإمام أبي حنيفة النعمان. ومشكلات أسرية وعلاجها على ضوء الشريعة الإسلامية والقانون. وبحوث وفتاوى فقهية معاصرة ج1-2. وموجز أحكام الزكاة والنذور والكفارات في الفقه الإسلامي.وأحكام المرضى في الفقه الإسلامي ((مراجعة). والكفاية في الفرائض (تحقيق). وموجز أحكام الحج والعمرة.

وله عدد كبير من المقالات العلمية المحكَّمة وغير المحكَّمة تزيد على الخمسين مقالا، نشرت في عدد من المجلات العربية والإسلامية.

أشرف على عدد كبير من الرسائل الجامعية للماجستير والدكتوراه، وشارك في مناقشة العديد منها، في عدد من الجامعات العربية والإسلامية.

وصفه محبوه وأساتذته وطلابه بالتواضع والأدب، والدقة العلمية، والكرم والكياسة واللطف.