وفاة الشيخ "محمد هشام البرهاني" في سوريا

وفاة الشيخ "محمد هشام البرهاني" في سوريا

تواصل – دمشق:

توفي فجر اليوم الأحد الشيخ الفقيه والداعية محمّد هشام البرهاني في مدينة دمشق عن عمر يناهز 83 عاماً، بعد مسيرة طويلة في خدمة الإسلام والمسلمين.

ونشأ الشيخ بسويقة ساروجة، زقاق النوفرة، بدمشق، في حجر والده العلاّمة الشيخ محمّد سعيد البرهاني.

وعائلة البرهاني من الأسر الدمشقية العلمية التي توارث أبناؤها العلم والمعرفة والصلاح، جاء جدها الأول العلامة المرحوم الشيخ ملا علي الداغستاني البرهاني مهاجراً من أذربيجان إلى تركيا ثم إلى حلب ثم إلى المدينة المنورة، ثم استقر به المقام في دمشق الشام فعُهدَ إليه التدريس تحت قبةِ النسر في الجامع الأموي. (ومعروف عند علماء الشام أنه لا يدرِّس تحت قبة النسر إلا أكابر علماء العصر).

صحب والده ولازمه منذ سنٍّ مبكرة فأفاد من ذلك شيئاً عظيماً، وأتيح له ما لم يُتح لأمثاله وأقرانه، حيث تعرف على أكابر علماء ذلك العصر عند زيارة والده لهم أو حضوره لمجالسهم.

وعرف عن الشيخ البرهاني مواقفه في مواجهة الظلم والفساد، حتى اضطر للخروج من سورية قسرا، ليعود إليها بعد عشرات السنين.

مسيرته العلمية في المدارس الرسمية:

انتسب إلى الكلية الشرعية بزقاق النقيب، يوم كان مديرها الأستاذ المرحوم سليم الجندي، سنة العدوان الفرنسي على سوريا وانقطعت الدراسة بسبب ذلك.

بعد خروج المحتل الفرنسي من سوريا، أُنشئت مدرسة “ابن خلدون”، وكانت تسمى: “الثانوية الثالثة”، فدرس فيها إلى الصف الثامن، ثم انتقل بعدها إلى ثانوية أمية بالبزورية، وفيها نال الشهادة الإعدادية ثم انتسب إلى “التجهيز الأولى”، وفيها نال الشهادة الثانوية، ثم أهلية التعليم عام 1952 م من دار المعلمين وكان الأول على الصف الخاص، درّس بعدها في مدرسة التطبيقات المسلكية – مدرسة هنانو لشهر، انتقل بعده إلى دار المعلمين بوظيفة “أمين مخبر” ظلّ فيه إلى أن أوفد إلى كلية الشريعة بدمشق.

في العام 1952م بعد الشهادة الثانوية ابتدأ حفظ القرآن الكريم على فقيه دمشق ومقرئها، الشيخ عبد الوهاب دبس وزيت الشهير بالحافظ، ثم توقف عند ثلثيه حين انخرط بالعمل العام ، لكنه عاد فتفرغ مدة شهر واحد حتى أتمه.

وتخرج في كلية الشريعة بجامعة دمشق عام 1958/1959م، ثم أُوفد إلى مصر سنة 1961م حيث نال الماجستير في الشريعة الإسلامية بدرجة ممتاز.

وفي العام 1975م إلى 1993م أعير إلى دولة الإمارات العربية المتحدة للعمل كخبير للبحوث في وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف وكبيرٍ لوعاظها، واستمر في العمل هناك مدة ثمانية عشر عامًا.

إنجازاته العلمية:

- سد الذرائع في الشريعة الإسلامية.

- علم تجويد القرآن الكريم.

- المختصر في علم التجويد.

- الأدب المفرد – تحقيق.

- سلسلة رسائل في العبادات: الصلاة / الصيام / الزكاة / الحج.

- فقه الصيام على المذاهب الأربعة (بالاشتراك).

- فهرس أبجدي عام لموسوعة الفقه الظاهري “المحلى لابن حزم” (بالاشتراك).

- مناسك الحج على المذاهب الأربعة.

تواصل” تنعي الشيخ “البرهاني” وتسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، ويدخله فسيح جناته.